• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الامتداد الحضاري
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    أعلام فقدوا بناتهم
    أ. د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    ‌مؤلفات ابن الجوزي في التراجم المفردة
    أ. د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    أم المحققين الباحثة البتول التي لم تدخل مدرسة ...
    أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى
  •  
    التفاوض على الراتب أم قبول أي عرض؟
    بدر شاشا
  •  
    إشكاليات البناء المعرفي للشباب المسلم: قراءة في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: الغزو الفكري... كيف نواجهه؟ (1)
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    التفكير النقدي في مواجهة التفاهة
    ماهر غازي القسي
  •  
    مناهجنا التربوية وعقيدة يهود
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    نظرات في تحقيق عبد السلام هارون كتاب البرصان ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    نظرة المستشرقين للحضارة الإسلامية
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    قراءات اقتصادية (71) صعود الأمم وانحدارها
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    أنواع السرطانات الرئيسية بالتفصيل مع أسباب كل نوع
    بدر شاشا
  •  
    التفوق الإنساني للحضارة الإسلامية أوقاف الحيوانات ...
    د. باسم مروان فليفل
  •  
    هل القلب هو محل العقل؟
    إبراهيم الدميجي
  •  
    مدارس الفكر الإداري بين التجربة الغربية والتوجيه ...
    د. أحمد نجيب كشك
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم
علامة باركود

أعلام فقدوا بناتهم

أعلام فقدوا بناتهم
أ. د. عبدالحكيم الأنيس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/12/2025 ميلادي - 20/6/1447 هجري

الزيارات: 162

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أعلام فقدوا بناتهم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.


وبعد: فهذه صفحاتٌ ذكرتُ فيها مَن فقد بنتًا من الأعلام، وبدأتُ بسيد الأعلام وسندهم النبي الأكرم والرسول الأعظم، الذي يُؤتسى بأقواله وأفعاله وسائر أحواله صلى الله عليه وسلم، ثم مَن وقع لي ذكرُه من السلف، والخلفاء، والأمراء، والعلماء، والأدباء، والشعراء، وذكرتُ بعضَ الأقارب، وهما الخالان الفاضلان محمد نديم وأحمد، وفي خبريهما فائدة ظاهرة، وقد بلغ العدد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أربعين.


هذا، وقد رتبتُ المذكورين على حسب الوفيات، ونقلتُ ما جاء عنهم في ذلك مِن كلام ومواقف وشعر ونثر، وفي بعض النقل طولٌ، ولكن يشفع لذلك ابتغاء استكمال الفائدة.


ورجوتُ من ذلك تسلية الحزين، وتذكرة المصاب.


وللعلامة محمد بن يوسف الصالحي (ت: 942): "الفضل المبين في الصبر عند فَـقْـدِ البنات والبنين"، وللعلامة شمس الدين ابن طولون (ت: 953): "كشف الكربات عن موت البنات".


وأسأل الله تعالى أن يمتعنا بما وهبنا، وأنْ يمنَّ علينا وعليهم بخيري الدنيا والآخرة.

***


• سيد الأعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم:

تُوفي في حياته عليه الصلاة والسلام زينب -وهي كبرى بناته-، ورقية، وأم كلثوم، رضي الله عنهن.

 

ومِنْ حنان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ما روته أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت: دخل علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، حين تُوفيتْ ابنته [زينب]، فقال: ‌اغسلنها ‌ثلاثًا، أو خمسًا، أو أكثر مِن ذلك إنْ رأيتن ذلك، بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورًا، أو شيئًا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني. فلما فرغنا آذناه، فأعطانا حقوه، فقال: أشعرنها إياه. تعني إزاره»[1].

 

قال العلماء: لتتباركَ بإزاره عليه الصلاة والسلام. وجُعل إزاره عليه الصلاة والسلام ممّا يلي جسدها الطاهر رضي الله عنها.

***


• عبيد ‌الله ‌بن ‌معمر بن عثمان التيمي القرشي (ت: 29):

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: ماتتْ لعبيدالله ‌بن ‌معمر بنتٌ فقعد في المأتم في مسجده [في البصرة] في سكة سبانوش[2]. وهو أميرٌ، من القادة الشجعان الأشداء، ومن أجواد قريش. ولاه عثمان بن عفان قيادة جيش الفتح في أطراف إصطخر، ونشبتْ معارك استشهد في إحداها[3].

 

وجرى في مجلس العزاء هذا خبرٌ عجيبٌ أحبُّ أنْ أطرف القارئ به، وهو مِن تمام قول أبي عبيدة: "فجاء عبيدالله بن أبي بكرة معزيًا وإذا الأشرافُ قد أخذوا مواضعهم، فنظر إليه رجلٌ قد كان سبق إلى مجلسه مع الأشراف قد عرفه فقام قائمًا وجعل يقول له: ههنا، حتى أخذ بيده فأقعده في مجلسه، ثم ذهب فقعد في أخريات الناس، فأمر عبيدالله غلامًا كان معه أن يتعاهده إلى قيامه فلما قام دعا الرجلَ فقال: أتعرفني؟

 

قال: نعم.

قال: مَن أنا؟

 

قال: أنت عبيدالله بن أبي بكرة صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

قال: فما حملك على تركك مجلسك لي؟

 

قال: إجلالًا لولد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أوجبَ الله على أمثالي خصوصا من التبجيل.

 

فقال له عبيدالله: هل لك على أنْ تصحبنا إلى ضيعةٍ نريد أنْ نصير إليها؟

 

قال: نعم.

 

قال: فصحبه الرجلُ إلى تلك الضيعة في نهر مكحول ضيعة فيها ثلاث مئة جريب نخل، وعلى وجه الضيعة قصر بني بآجر وجص وخشب ساج، فلما دخل الضيعة أخذ عبيدالله بيد الرجل وجعل يدور به في تلك النخيل فقال للرجل: كيف ترى هذه الضيعة؟

 

قال: تالله ما رأيتُ نخيلًا أحسن منها ولا أكثر ثمرة ولا أسرى ضيعة منها.

 

قال: قد جعلناها لك بما فيها من الخدم والآلة، نبعث إليك بصكها.

 

قال: فاستطار الرجلُ فرحًا وبكاء وقال: أنعشتني وأنعشتَ عيالي.

 

فقال عبيدالله: وكم لك من العيال؟

 

قال: ثلاثة عشر نفسًا.

 

قال: فإني قد جعلتُ اسم عيالك في اسم عيالي أنفقُ عليهم ما عشتُ.

 

فقال له عبيدالله: مَن تكون له مثل هذه الضيعة يحتاج أن يكون منزله في سرة البصرة، إذا صرنا إلى منزلنا فاغدُ علينا نأمر لك بشراء دار تشبه هذه الضيعة ورأس مال وخدم تصلح لدارك تعيشُ بها إن شاء الله.

 

قال: فغدا الرجلُ عليه، فأمر له بشراء دار بخمسة آلاف دينار، وأعطاه عشرة آلاف دينار، ودفع اليه صك الضيعة، وأمر له بدابة، وبغل، وسائس، وكسوة، وصرفه"[4].

***


• عبدالله بن عباس (ت: 68):

قال القرطبي: «رُوي أن عبدالله بن عباس نُعي له أخوه قثم، - وقيل: بنتٌ له- وهو في سفر فاسترجع وقال: عورة سترها الله، ومئونة كفاها الله، وأجر ساقه الله. ثم تنحى عن الطريق وصلى ثم انصرف إلى راحلته وهو يقرأ: (واستعينوا بالصبر والصلاة)»[5].

 

وقال محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"[6]: «حدثنا يحيى بن يحيى، أنا هشيم، عن خالد بن صفوان، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: ‌نُعي ‌إلى ابن عباس ابنٌ له وهو في سفر فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم نزل فصلى ركعتين، ثم قال: فعلنا ما أمر الله به، وتلا هذه الآية ﴿ واستعينوا بالصبر والصلاة ﴾ [البقرة: 45]"».

***


• عامر الشَّعبي (ت: 103).

قال ابن قدامة: «يُرْوَى عن الشَّعْبي أنَّ ابْنَةً له لما ‌لُفَّتْ ‌في ‌أكفانِها بَدا منها شيءٌ، فقال الشَّعْبِىُّ: ارْفَعُوا»[7].

***


• أبو قِلابة عبدالله بن زيد البصري (ت: 104):

قال البخاري: "قال أيوب أبو حسن: غسّلَ أبو ‌قِلابة ‌بنتَه شابة، كنتُ معه في الدار"[8].

***


• الحسن بن يسار البصري (ت: 110):

رَوى عبدالله بن أحمد بن حنبل بسنده إلى ثابت البناني قال: كان بين الحسن وابن سيرين -رحمهما الله- مقارضة، فماتت ابنة للحسن وهو متوار من الحجّاج. قال: فذهبتُ إليه فدخلتُ عليه وهو في بيت أبي جحيفة، وأنا أرجو أن يأمرني أنْ أصلي عليها، فقلت: يا أبا سعيد توفيت فلانة. فرجّع وانتحبَ، ثم مسح وجهه، ثم قال: اذهب إلى محمد بن سيرين فمُرْه فليصل عليها. قال: فعلمتُ أنه كان آثرَ عنده مِنْ غيره"[9].

***


• الخليفة العباسي المهدي (ت: 169):

فقد بنته "البانوقة".

 

قال الطبري: "كانت البانوقة سمراء حسنة القد حلوة، فلما ماتت وذلك ببغداد أظهر عليها المهدي جزعًا لم يُسمع بمثله، فجلس للناس يعزونه، وأمر ألا يُحجب عنه أحد، فأكثر الناس في التعازي، واجتهدوا في البلاغة، وفي الناس مَن ينتقد هذا عليهم من أهل العلم والأدب، فأجمعوا على أنهم لم يَسمعوا تعزية أوجز ولا أبلغ من تعزية شبيب بن شيبة فإنه قال: يا أمير المؤمنين: الله خير لها منك، وثواب الله خير لك منها، وأنا أسأل الله ألا يحزنك ولا يفتنك.

 

وذكر صباح بن عبدالرحمن قال حدثني أبي قال: توفيت البانوقة بنت المهدي فدخل عليه شبيبُ بن شيبة فقال: أعطاك الله يا أمير المؤمنين على ما رزئت أجرًا، وأعقبك صبرًا، لا أجهد الله بلاءك بنقمة، ولا نزع منك نعمة، ثوابُ الله خيرٌ لك منها، ورحمةُ الله خير لها منك، وأحقُّ ما صُبر عليه ما لا سبيل إلى ردِّه"[10].

 

وقال المبرد: وقال الأصمعي: لما ماتت البانوقة ابنة المهدي، اشتدَّ جزعُه عليها فحجب الناسَ، فتلطف شبيبُ بن شيبة فدخل عليه فقال: يا أمير المؤمنين، والله للهُ خيرٌ لها منك، ولثوابُ الله خيرٌ لك منها. وإنَّ أحقَّ ما صبُر عليه ما لم يُقدر على دفعه. فكان هذا أول ما تسلّى به، وأذنَ للناس"[11].

 

ودُفنت في المقبرة التي عُرفت بعدُ بمقبرة أبي حنيفة.

 

روى الخطيبُ البغدادي عن محمد بن خلف قال: "قال بعضُ الناس: إن موضع مقابر الخيزران كان مقابر المجوس قبل بناء بغداد، وأول مَن دفن فيها البانوقة بنت المهدي، ثم الخيزران، ودُفن فيها محمد بن إسحاق صاحب المغازي، والحسن بن زيد، والنعمان بن ثابت"[12].

***


• الإمام البهلول بن راشد المالكي (ت: 183):

قال بعضُ أصحابه: دخلتُ عليه وبين يديه ابنته طفلة، وعليها ثياب مصبوغة، فقال لي: ما أحببتُ شيئًا حبّي لها، وإني لأحبُّ لو قدَّمتُها لربي، فانصرفتُ عنه ثم رجعتُ إليه، فوجدتُّ الناس مجتمعين على بابه فسألتُ، فقيل لي: ماتت ابنتُه. فدخلتُ إليه فعزيتُه فلما وليتُ لحقني وقال: بالله لا تذكرْ ما كان مني، -يعني أمنيته-، يعني ما دمتُ حيًّا[13].

***


• الأمير عبداللّه بن طاهر (ت: 230):

قال ابنُ قتيبة: "عزّى رجلٌ عبداللّه بن طاهر عن ابنته فقال: أيها الأمير، ممَ تجزعُ؟ الموت أكرم نزّال على الحُرَم.

 

وقال جرير:

وأهونُ مفقودٍ إذا الموتُ ناله
على المرء مِنْ أصحابه مَنْ تقنّعا

وقال آخر:

ولم أرَ نعمة شملتْ كريمًا
كنعمة عورةٍ سُترتْ بقبر"[14]

***


• الشاعر الصنوبري (ت: 334):

قال يرثي ‌ابنته وكتبَ على قبة قبرها:

بأبي ساكنةً في جدثٍ
سكنتْ منه إلى غير سكنْ
نفسُ فازدادي عليه حزنًا
كلما زاد البلى زاد الحزَنْ

 

وفي الجانب الآخر:

أساكنةَ القبر السلو محرمٌ
علينا إلى أنْ نستوي في المساكنِ
لئن ضمن القبرُ الكريمُ كريمتي
لأكرم مضمون وأكرم ضامنِ

 

وفي الجانب الآخر:

أواحدتي عصاني الصبرُ لكنْ
دموع العين سامعةٌ مطيعهْ
وكنتِ وديعتي ثم استردتْ
وليس بمنكرٍ ردُّ الوديعهْ

 

وفي الجانب الآخر:

يا والدي رعاكما الله
لا تهجرا قبري وزوراهُ
خليتما وجهي بجدته
للقبر يخلقُه ويمحاهُ

 

وفي الجانب الآخر:

آنس اللهُ وحشتك
رحم الله وحدتكْ
أنتِ في صحبة البلى
أحسن اللهُ صحبتكْ

 

وفي الجانب الآخر، مقدم:

أبكيكِ ربة قبةٍ
تبلى وقبتها تجددْ

لك منزلان فذا يبيضُ للبكاء وذا يسودْ»[15].

 

وقال شوقي ضيف: «يلتقي في الديوان تفجُّعه على الحسين بتفجعه على ‌ابنته "ليلى" وحيدته كما يقول، ويندبها في كثير من القصائد والمقطوعات، وقد امتلأتْ نفسه شقاء وعناء ممضًّا وامتلأ قلبه حسرات ولوعات محرقة، وما يزال يطلب إلى السحب أن تكسو الأرض من حول قبرها وشيًا بعد وشي وحريرًا بعد حرير وأزهارًا وأنوارًا فائحة العبير، ويناجيها في رمضان ذاكرًا عبادتها فيه وعكوفها على القرآن الكريم، وكيف تحوّل العيد بعدها لغيابها عنه مأتمًا، ويبكيها في قصيدة ضادية، ويبكي معها أختها التي ماتت منه في الرقة، وفي ذلك يقول:

لنا في الرّقّتين مضيضُ حزن
وفي حلب المضيض على المضيضِ

وظل جرحُه في ليلى لا يرقأ، وكانت عروسًا، فانقلبت الفرحة حزنًا بل كارثة، وانقلب الرحيق حريقًا يصطلي ‌الصنوبري بناره، ويتعذب عذابًا شديدًا، ولا مغيث له ولا ملجأ سوى الدموع والأنات والزفرات، وأن ينوح عليها بمثل قوله:

يا ربة القبر المضئ الذي
يضئ ضوءَ الكوكب السّاري
أشتاق رؤياك فآتي فلا
أرى سوى تربٍ وأحجارِ
قومي إلى دارك قد أنكرتْ
صبرَكِ عنها أيّ إنكارِ
استوحشتْ دارُك مِن أهلها
واستوحش الأهلُ من الدارِ"[16]

***


• عز الدولة بن منقذ (ت: 491) أخي الأمير أسامة بن منقذ:

انظر ديوانه (ص: 294).

***


• المقرئ المؤدِّب أبو الحسن علي بن أحمد البغدادي المعروف بالأحدب المعلّم (ت: 545):

قال السمعاني: أنشدني لنفسه يرثي بنتًا له:

ولستُ براضٍ بالبكاء بُنيّتي
عليكِ إلى أنْ أمزج الدمعَ بالدمِ
فلو أنّ جفني دائمًا ببكائه
على قدر حزنٍ تستحقينَهُ عمي
وإني بمثل الكأس بعدَك شارب
كما شربَ الماضون مِنْ لدُ آدمِ
فلا بليتْ تلك العظامُ فإنها
بقيةُ جسمي، لم تُدنَّس بمأثمِ[17]

***


• الشاعر عبدالجبار بن أبي بكر بن محمد ‌بن ‌حمديس الأزدي الصقلي (ت: 527):

قال في سنِّ الثمانين ‌يرثي ابنته:

أراني غريبًا قد بكيتُ غريبةً
كلانا مشوقٌ للمواطن والأهلِ
بكتني وظنّتْ أنني متُّ قبلها
فعشتُ وماتتْ وهي محزونةٌ قبلي[18]

***


• الشيخ عبدالقادر الكيلاني (ت: 560):

فقد بنتًا أو أكثر.

 

قال تلميذُه الجبّائي: قال سيدنا الشيخ عبدالقادر: كنتُ إذا وُلد له ولد أخذته على يدي وأقول: هذا ميتٌ، فأخرجه من قلبي، فإذا مات لم يؤثر عندي موته شيئًا؛ لأني أخرجتُه من قلبي أول ما ولد.

 

قال الجبّائي: فكان يموت مِنْ أولاده الذكورُ والإناثُ ليلة مجلسه فلا يقطع المجلس، ويصعد على الكرسي ويعظ الناس، والغاسلُ يغسل الميت، فإذا فرغوا من غسله جاؤوا به إلى المجلس، فينزل الشيخ ويصلي عليه".

 

وقد وُلد للشيخ (٤٩) ولدًا، (٢٧) ذكرًا، والباقي إناث[19].

***


• الشاعر الكبير سبط ابن التعاويذي (ت: 583):

فقد بنتًا، وقد قال في رثائها:

أيُّ نارٍ ضَرِمَتْ في كَبِدي
ومُصابٍ قَلَّ عنه جَلَدي
ويَدٍ ناضَلَنِي الدَّهْرُ بِها
ضَعُفَتْ عن رَدِّها عنكِ يَدي
إنْ غدا مُحتَكِمًا فيكِ البلى
فالضَّنا مُحتَكِمٌ في جسَدي
أَيُّ صَوْنٍ وجمالٍ وتُقى
وحياءٍ جُمِعَتْ في مَلْحَدِ
بأَبي غائبة عن ناظري
في الثَّرى حاضرة في خلَدي
لأُطِيلَنَّ مدى الْغَمِّ على
صاحبِ العُمْرِ القصيرِ الأَمَدِ

***


• ابن الجوزي البغدادي (ت: 597):

قال في كتابه "لفتة الكبد إلى نصيحة الولد"[20]: "لمّا عرفتُ شرفَ النكاح وطلبَ الأولاد ختمتُ ختمة وسألتُ الله تعالى أنْ يرزقني عشرة أولاد، فرزقنيهم، فكانوا خمسةَ ذكور وخمس إناث، فمات من الإناث اثنتان، ومن الذكور أربعة".

***


• الشيخ عبدالعزيز الديريني (ت: 694):

جاء في كتاب «مرشد الزوار إلى قبور الأبرار»[21]

"أنشد عبدالعزيز الدّيريني على ‌قبر ‌ابنته حين دفنها:

أحبّ بنيّتي ووددت أنّي
دفنتُ بنيّتي في قعر لحدي
وما بي أنْ تهون عليَّ لكن
مخافةَ أنْ تذوق البؤس بعدي".

وهذان البيتان قديمان، فلا بد أنه تمثل بهما تمثلًا.

***


• الإمام البرزالي (ت: 739):

«ولد له عدة أولاد، توفوا كلهم في حياته، فصبر واحتسب.


منهم: المحصل بهاء الدين أبو الفضل محمد اعتنى به واجتهد إلى أن حفظ المحافيظ، وقرأ القرآن بالسبع، وشهد على الحكام ولم ينبت، وحج به، وتوفي وهو شاب.


ومنهم ‌فاطمة اجتهد عليها، وعلمها الخط، وكتبتْ ربعة شريفة، وشرعت في صحيح البخاري، فكتبتْ منه مقدار النصف، ثم حصل لها نفاسٌ وأعقبها مرض أشرفتْ فيه على الموت مرات حتى إن كثيرًا من الأعيان كانوا يبطلون مهماتهم، ويتهيئون لتشييع جنازتها، ثم نقهتْ من ذلك، فأكملت الصحيح كتابة في ثلاثة عشر مجلدًا بخط واضح، فلما فرغتْ شرعتْ في تحصيل ‌الورق وغيره لكتابة صحيح مسلم، فتوفيتْ قبل شروعها في الكتابة، وذلك بعد فراغها من صحيح البخاري بنحو شهر.


وحكى والدُها أنها كانت في أثناء مرضها تتأسفُ على عدم تكميل البخاري، وتود لو عاشتْ إلى أنْ تكمله، ثم تموت، فكان ذلك، وصبر والدُها واحتسبها عند الله. وقابل النسخة المذكورة مرتين، واعتنى بها، وصارتْ عمدة في الصحة»[22].

***


• أبو حيان الأندلسي المفسِّر (ت: 745):

فقد ابنته "نضارًا"... وكانت عالمة نابغة، وكان يحبها حبًّا جمًّا... ومن شدة حزنه عليها دفنها في بيته... ثم ألف كتابه "النضار في المسلاة عن نضار".

 

قال الحافظ ابن حجر: «نضار بنت محمد بن يوسف أم العز بنت الشيخ أبي حيان.

 

ولدتْ في جُمادى الآخرة سنة 702، وأجاز لها أبو جعفر ابن الزبير، وأحضرتْ على الدمياطي، وسمعتْ من شيوخ مصر، وحفظتْ مقدمة في النحو، وكانت تكتبُ وتقرأ، وخرَّجتْ لنفسها جزءًا، ونظمتْ شعرًا، وكانت تعربُ جيدًا، وكان أبوها يقول: ليت أخاها حيّان مثلها.

 

ثم ماتت في جُمادى الآخرة سنة 730 فحزن والدُها عليها، وجمع في ذلك جزءًا[23] سمّاه: ‌"النضار في المسلاة عن نضار" وقفتُ عليه بخطه، وهو كثير الفوائد.

 

كتب عنها البدر النابلسي فقال: الفاضلة الكاتبة الفصيحة الخاشعة الناسكة.

 

قال: وكانت تفوق كثيرًا من الرجال في العبادة والفقه مع الجمال التام والظرف»[24].

 

و"النضار في المسلاة عن نضار" مجلدٌ ضخمٌ، وقف عليه ابنُ حجر بخطه ووصفه فقال: "ذكرَ فيه أوليته، وابتداء أمره، وصفة رحلته، وتراجم الكثير من أشياخه، وأحواله، إلى أن استطرد إلى أشياء كثيرة تشتمل على فوائد غزيرة، قد لخصتُها في التذكرة»[25].

***


• ابن الوردي (ت: 749):

قال وقد ماتت له بنتٌ:

أثَّرَ الحزنُ بقلبي أثرا
يومَ غيبتُ الثريَّا في الثرى
إنْ تألَّمْتُ فقلبي موجع
أوْ تصبَّرْتُ فمثلي صَبَرا
دُرَّةٌ يا طالما حجَّبْتُها
وبرغمي نبذوها بالعَرا
رحَلَتْ راضيةً مَرْضِيَّة
عن أبيها نِعْمَ ذخرٌ ذخرا
عنَّفَ العاذلُ في حزني ومِن
حقِّه تمهيدُ عذري لو درى
قال: هذي عورةٌ قد سُتِرت
قلت: لا بل ذاكَ بعضي قُبِرا
فلذة الكبْدِ التي لَمّا نأتْ
نثرتْ منظومَ دمعي دُررا
كنتُ أبكي مِن تشكِّيها فمذْ
بَعُدَتْ صارَ بكائي أكثرا
فجرى مِنْ دمعِ عيني ما كفى
وكفى منْ رَوْعِ بيني ما جرى
أبلغَ اللهُ تعالى روحَها
مِن سلامي نشْرَ مسْكٍ أذفرا
وجزاها اللهُ عنْ آلامها
مِنْ قِرى جنتِهِ خيرَ قِرى[26]

***


• الشهابُ أحمدُ بن محمد بن مكنون:

تزوَّج رابعة بنت الحافظ ابن حجر العسقلاني، ودخل بها بكرًا، وهي ابنةُ خمس عشرة سنة، فولدت منه بِنتًا أسماها غالية، ماتت في حياتهما، بعد أن استدعى لها الشَّيخ رضوان وغيره[27].

***


• ابن ناصر الدين الدمشقي (ت: 842):

توفيت ابنته أم عبدالله فاطمة يوم الثلاثاء الأول من صفر سنة (816)، وولدت له بنتٌ هي أم كلثوم عائشة بعد يوم، هو يوم الأربعاء الثاني من صفر سنة (816)، وقد دوَّن هذا بخطه كما ترى[28].

***


• الحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني (ت: 852).

وُلد له خمسُ بنات من زوجته الأولى السيدة أُنس، وهن: زين خاتون [زين خاتون 802-833]، وفرحة [804-828]، وغالية [807-819]، ورابعة [811-832]، وفاطمة (817-819).

 

ووُلدت له بنت من زوجة أخرى، سمّاها آمنة [835-836].

 

ومتن كلُّهن في حياته.

 

ولندع الحافظ السخاوي يحدثنا عنهنَّ، قال:

"فأما أولتهن، وهي بكرُ أولاده، فمولدها في ثاني عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وثماني مئة، واعتنى بها أبوها، فاستجاز لها في السَّنة المذكورة فما بعدها خلقًا، وأسمعها على شيخه العراقي والهيثمي، وأحضرها على ابن خطيب داريَّا في الثالثة الجزء الثَّالثَ مِنْ أول "حديث المخلص".

 

وتزوجها الأمير شاهين العلائي قطلوبغا الكركي، الذي صار داودارًا صغيرًا عند المؤيَّد، ثم بطل إلى أن مات في ذي القعدة سنة ستين وثماني مئة بدمشق كما قرأته بخط ولده، وقال: إنه قرأ القرآن وصلى به، وكتب بخطه "الشفاء" و"الموطأ" وغيرهما، لكنه خسَّ بالورق، فلم ينتفع بها. قال: وكان في خُلُقِه شدَّةٌ وزعارَّة، وأثنى على فروسيَّتِه. انتهى.

 

فاستولدها عدَّة أولاد، ماتوا كلُّهم في حياة أمهم؛ منهم: أحمد. ذكره شيخي في استدعاء ولده محمد في سنة خمس وعشرين وثمني مائة، وعزيزة. ذكرها الشَّيخ رضوان في استدعاء مؤرَّخ بذي القعدة سنة ثلاثين. ولم يتأخر مِنْ أولادها إلا أبو المحاسن يوسف.

 

وكانت قد تعلَّمت الكتابة والقراءة، وماتت وهي حاملٌ بالطَّاعون سنة ثلاث وثلاثين وثماني مئة، فجُمِعَتْ لها شهادتان.

 

وأما فرحة، فمولدها في رابع عشري رجب سنة أربع وثماني مئة، واستجيز لها في سنة سبع وثمان مئة، ثم بعد ذلك في ذي القعدة سنة ثمان عشرة.

 

وتزوجها بكرًا شيخُ الشيوخ محب الدين ابن الأشقر، الذي وَلِيَ نظر الجيش وكتابة السِّرِّ، وكان أحدَ أعيان الدِّيار المصرية، ومات في أوائل رجب سنة ثلاث وستين، وعمل بعضُ الأُدباء صدَاقها في أُرجوزة، واستولدها ولدًا مات صغيرًا في حياة أُمِّه.

 

وكانت وفاتُها في ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين، بعد أن حجَّت في العام قبلَهُ مع زوجها، ورجعت مُوعَكَةً حتَّى ماتت عن ثلاث وعشرين سنة وتسعة أشهر.

 

وأما غالية، فمولدها في ذي القعدة سنة سبع وثماني مئة، واستجيز لها جماعةٌ، وماتت هي وفاطمة الآتية بالطاعون في ربيع الأول سنة تسع عشرة وثمان مئة مع بعض عيال أبيها.

 

وأما رابعة، فوُلِدَت في رجب سنة إحدى عشرة وثمان مئة. وأسمعها والدُها على المراغي بمكة في سنة خمس عشرة، وأجاز لها جمعٌ مِنَ الشَّاميين والمصريين.

 

وتزوجها الشهابُ أحمدُ بن محمد بن مكنون، ودخل بها بكرًا، وهي ابنةُ خمس عشرة سنة، فولدت منه بِنتًا أسماها غالية، ماتت في حياتهما بعد أن استدعى لها الشَّيخ رضوان وغيره، ثم ماتَ زوجُها عنها في رمضان سنة تسع وعشرين، فتزوجها المحبُّ ابن الأشقر المذكور أيضًا، واستمرت حتى ماتت عنده في سنة اثنتين وثلاثين وثمان مائة.

 

وعمل صداقها في أرجوزة الهيثميُّ وهي بكر، ثم الصَّلاح الأسيوطيُّ الشَّريف وهي ثيّبٌ.

 

وأما فاطمة، فمولدها في ربيع الآخر سنة سبع عشرة، وماتت كما تقدَّم قريبًا»[29].

 

أما آمنة فهي من زوجته «عتيقة العلَّامة نظام الدِّين يحيى ابن العلَّامة سيف الدِّين الصِّيرامي، شيخ الظَّاهرية، تزوَّجها في مجاورة أمِّ أولاده في سنة أربع وثلاثين، وكان سيِّدُها قد مات في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمئة، ورُزِقَ منها شيخُنا ابنَةً في يوم الثلاثاء خامس رجب سنة خمس وثلاثين، وهي بقاعة المشيخة بالبيبرسية، سماها آمنة. وكتبها في بعض استدعاءات ولده محمد، ثم ماتت في ثالث عشر شوال سنة ست وثلاثين وبموتها طُلِّقَتْ أمُّها، فإنَّه كان علَّق ‌طلاقها عند سفره إلى آمد على موتها»[30].

***


• محمد بن عبدالرحمن السخاوي (ت: 902).

قال يحكي عن نفسه في سيرته الذاتية: "وأمّا صاحبُ الترجمة فلم يعشْ له ولد، بل مات له أربعة عشر ولدًا، منهم ابنُه الشهاب أبو الفضل أحمد الآتي بعد، وكلُّهم من أم الخير ابنة النور علي بن محمد بن يوسف الأميوطي الأصل، القاهرية البهائية"[31].

 

والولد يُطلق على الذكر والأنثى.

***


• عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت: 911).

قال في سيرته الذاتية: "وكان الوالدُ يختمُ القرآنَ في كلِّ أسبوعٍ مرةً، وخُتم له بالشهادةِ، وكذا غالبُ إخوتي وأولادي ماتوا شهداء ما بين مطعونٍ ونُفساء وصاحبِ ذات الجنب، وأرجو ذلك مِنْ فضلِ الله تعالى"[32].

 

ولا نعرفُ مِنْ أولاد السيوطي إلا (ذكرًا) و(بنتًا)، والذكر هو ضياء الدين محمد، ذكرَه في ترجمة شيخه الشُّمُني (801-872) قال: "وحضرَ عليه في [سنته] الأولى ولدي ضياء الدين محمد أشياء ذكرتُها في مُعجمي"[33].

 

والبنت ذكرَها في رسالته "التوبة والاستيقاظ": قال في حديثه عن الشيخ محمد المغربي الشاذلي الذي صحبه مدةً ثم فارَقَه: "ووقعَ أنه جاءني وزوجتي أخذَها المخاضُ للولادة فقال: تلدُ ذكرًا، فولدتْ أنثى! وكانتْ هي تقولُ في مدة حملها أنها ترى علاماتٍ أنَّ الحملَ أنثى، وأنا لم أعرِضْ عليه شيئًا مِنْ هذا الأمر، فما له وللإخبار عمّا في الأرحام؟! ومَنْ كلَّفه ذلك وهو أمرٌ استأثر اللهُ بعلمه؟!"[34].

***


• برهان الدين ابن الكرَكي (ت: 922):

فقد بنتًا، عرفنا هذا من كلامٍ للسيوطي قاله في إحدى مقاماته يخاطب ابن الكركي هذا وقد تخاصما سنين: "ولا ترددتُ إلى بيتك في عمري سوى أربع مرات، وأبينُ لك عذري:

الأولى: لما وُليت الأشرفية، وهو أول دخولي منزلك ومجيئي إليك...

والثانية: لما مات أبوك جئتُك.

والثالثة: لما ماتتْ بنتُك جئتُك"[35].

***


• شمس الدين ابن طولون الدمشقي الحنفي (ت: 953):

ولد له ثلاثة أولاد وماتوا قبله وهم:

1- ست العلماء خديجة:

ولدت في ربيع الآخر سنة (915)، وتوفيت في ذي القعدة سنة (920) بالطاعون. أجاز لها الخطيب سراج الدين ابن الصيرفي، وجماعة[36].

 

2- عائشة:

ولدت ثالث عشري ربيع الأول سنة (926)، وأجاز لها كثيرون. توفيت يوم الأربعاء سنة (943)[37].

 

3- عثمان:

ولد في رابع جمادى الأولى سنة (931)، توفي في تاسع ذي القعدة سنة (938). قرأ جانبًا من القرآن العظيم، وأخذ في الكتابة، وأجاز له خلق[38].

***


• محمد بن محمد بن ‌معلول (ت: 993):

قال نجمُ الدين الغزي: "هو أحد موالي الروم، وابن أحد مواليها، السيد الشريف، قاضي القضاة ابن ‌معلول. ولي قضاء الشام، وكلف الناسَ المبالغةَ في تعظيمه، وماتتْ له ‌بنتٌ، فصلّى عليها شيخ الإسلام الوالد [بدر الدين]، وعزّاه بالجامع الأموي، ولم يذهب معها لأنه حينئذٍ كان يؤثر العزلة، وعدمَ التردُّد إلى الحكّامِ، فحنقَ على الشيخ»[39].

***


• الشيخ عبدالله بن حسين السُّويدي البغدادي (ت: 1174):

فقدَ ابنين، وابنتين، كما قال في كتابه "النفحة المسكية في الرحلة المكية"[40].

***


• الشيخ الزاهد العابد الورع الصالح السيد محمد بن عبدالله الراوي مفتي مدينة عانة (ت: 1289):

ذكر ابنُه الشيخ إبراهيم الراوي في ترجمته أنه فقدَ خليلًا، وأمَّ كلثوم[41].

***


• الأديبة الشاعرة الفاضلة عائشة التيمورية أخت العالم المحقق أحمد تيمور (ت: 1320):

فقدتْ ابنتَها "توحيدة" بعد شهر من زواجها، وكانت في الثامنة عشرة من عمرها، فهدّ هذا الفقدُ حيلها، وأفقدها بصرَها... وقالت في رثائها شعرًا حزينًا، منها قصيدة رائية تحكي فيها قصة مرضها المفاجئ وموتها السريع، ختمتها بهذا البيت:

أبكيكِ حتى نلتقي في جنة
برياض خلدٍ زينتها الحورُ

وقد ألهمها اللهُ الصبر ورجع إليها بصرُها... رحمها الله ورحم ابنتها الشابة توحيدة.

***


• الشاعر محمود سامي البارودي (ت: 1322):

توفيت زوجته "عديلة يكن" في عام 1885م بمصر عن سبعة وثلاثينَ عامًا، ونُعيتْ إليه وهو في منفاه، فرثاها بداليّةٍ من عيون شعره، في سبعة وستين بيتًا، ثمّ بعدها بشهرين نُعيتْ إليه ابنتُهما "ستيرة" ففُجع حتّى لم يستطع البكاء، فرثاها بهذين البيتين فقط:

فزِعتُ إلى الدّموع فلم تُجبني
وفقدُ الدّمعِ عند الحزنِ داءُ
وما قصّرتُ في جزَعٍ، ولكن
إذا غلبَ الأسى، ذهبَ البُكاءُ

***


• أبو الهدى محمد بن حسن وادي الصيادي (ت: 1327):

فقدَ بنتَه "فاطمة نورية" سنة (1315)[42]. ودفنها عند عمِّها محمد نور الدين بن حسن وادي (المتوفى سنة: 1313)، في مشهدٍ قرب جامع أبي أيوب الأنصاري في إسطنبول، وقال: "قلتُ أذكرُ المشهدَ الذي بنيتُه على قبر المرحوم أخي السيد نور الدين بك أفندي، وكريمتي السيدة فاطمة نورية رحمهما الله تعالى:

يا مشهدًا بجوارِ أيوبَ[43] ازدهى
مِن قومِنا فلذِ العَبا باثنينِ
دمْ مهبطَ الرحماتِ مِنْ كبدِ العلا
وابهجْ فقد أصبحتَ ذا النُّورينِ"[44]

***


• الشيخ الفاضل الصالح المربّي محمد بن عبدالرحمن ويس الحلبي (ت:ليلة الاثنين 4 من صفر الخير سنة 1405 الموافق 29 من تشرين الأول سنة 1984م)[45]:

كتبَ إليَّ ابنُه الأخ الكريم الشيخ أحمد عز الدين قال: فقدَ الوالد -رحمه الله تعالى- خمسة من الذكور كانوا صغارًا وبنتًا أيضًا في سن الرضاع، وأختي فاطمة كانت في الخامسة والعشرين، ومرضتْ، وفي أثناء مرضها وضعتْ طفلتها الأولى فماتت الطفلة، فازداد مرضُها، ولحقتْ بابنتها وهي في النفاس، أسأل الله تعالى أنْ يكتب لها ثواب الشهادة.

 

وأذكرُ سيدي الوالد -رحمه الله تعالى- عندما تُوفيت فاطمة -وكان موتها بعد مرض امتد سنواتٍ من عمرها- لما خرجت الجنازة من البيت مشى خطوات ثم استند إلى جدار المسجد وقعد القرفصاء حتى جاءه جارٌ لنا فساعده على القيام ومضى معهم متماسكًا.

 

ففقدُ الولدِ أليم جدًّا، ونسأل الله العافية، لكنَّ المؤمن يتجلد ويتصبر حتى يلتقي بمحبوبه، أسأل الله تعالى لكل مَن فقد ولدًا أو حبيبًا أن يجمعه معه في جنات النعيم، وأن يجمله بالصبر والاحتساب في الدنيا قبل الآخرة إنه سميعٌ قريبٌ مجيبٌ[46].

 

ولعل من أسرار وفاة أولاد الحبيب صلى الله عليه وسلم كلهم قبله إلا السيدة فاطمة أن يتأسى به الناس الذين فقدوا أولادهم وأحبابهم، نسأل الله العافية".

***


• الخال التاجر محمد نديم بن عبدالوهاب العك الحلبي (توفي يوم الجمعة (26) من صفر سنة (1410) = (28) من أيلول عام (1989)، عن ستين عامًا):

تزوج في صفر سنة (1371) =1951م) درية طرُّوون.

 

ووَلدت هذه الزوجة له سبعة أولاد: عبدالوهاب، وتوفي، ثم هِندية، ثم عبدالوهاب (الثاني)، ونهاد، ومحمد، وعبدالغني، وزياد، وحملتْ بآخر، وفي شهر ولادتها قامَ خالي بسفرة ترفيه إلى "حمَّام الشيخ عيسى" خارج حلب، فحَمل في سيارته: زوجته، وأمها، وأمه، وأخته الصغرى لمعة، وأولاده الستة المذكورين، وحصل لهم حادثٌ في طريق عودتهم عند "خان العسل"، فتُوفيت أمُّه، وزوجتُه، وحملُها، وأولادُه: هندية، ومحمد، وعبدالغني، وزياد، وأمُّ زوجته، وفُتح بابُ السيارة فرُمي ابناه: عبدالوهاب ونهاد فسلما.

 

كان هذا يوم الثلاثاء (3) من ربيع الأول سنة (1386هـ) = (21) من حزيران عام (1966). وشيّع الناسُ سبع جنائز.

***


• الحاج التاجر أحمد بن عبدالوهاب العك الحلبي (ت: 1424هـ - 2004م):

ولد للخال المذكور تسعة ذكور، وهم: عبدالوهاب. وفؤاد. ووليد. ومطيع. وخلدون. وماهر. وأسامة. وياسر. ومحمد. وولد له بنتٌ توفيت صغيرة. ولم يكن له بنات.

***


• العلامة الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي (ت: 1413):

حدَّثني الأخ السيدُ صهيب بن الشيخ جمال بن الشيخ عبدالكريم الدَّبان التكريتي قال:

كان لجدّي الشيخ عبدالكريم بنتٌ ذات سبع سنين، وكانتْ وردةَ المنزل، جميلةً مبتسمةً دائمًا، وقد أصابها يومًا وهنٌ شديدٌ، وسخونةُ جسدٍ، فحملوها إلى المعالجين، وبعد أيامٍ تدهورتْ صحتُها كثيرًا، وقرَّر المعالجون إجراء عملية جراحية، وعندما بلغَ جدِّي الأمرُ وأنَّ وضعَها أصبح خطيرًا تكدَّر وجهُه، وأصبحَ الهمُّ والألمُ مُحيطًا به، وخاف أولادُه عليه من شدة الحزن.

 

قال: وحدَّثني والدي الشيخ جمال قال: وما دخلتْ صغيرتُنا الجميلةُ غرفة العمليات إلا قليلًا ولحقتْ بجوار ربها، وقد استجمعتُ قواي لأخبرَ الوالد، وكنتُ أخشى عليه مِنْ شدة وقع الخبر، ودخلتُ عليه فوجدتُه متوجهًا إلى القبلة، الهمُّ أثقلَ كاهلَه، والحزنُ والتعبُ باديان عليه، فأخبرتُه أن ابنته الغالية على قلبه تُوفيتْ، وإذا بالهم يزول، والحزن يغادره، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وكأنما لم يؤلمه الخبر، بل حصل العكس، وصرتُ في حيرةٍ مع نفسي...

 

وبعد مضي أسابيع قلتُ له: لقد كنتُ خشيتُ أنْ أخبرَك بوفاة شقيقتي فيصيبك مكروهٌ؛ لما رأيتُ مِن اهتمامِك وحُزنك، ولِما أعرفُ مِنْ حنانك، لكنْ كأنّما لم يؤثر الخبرُ فيك! فتبسَّم وقال: كانتْ عندي فخشيتُ التقصيرَ، وأنْ أُسألَ عنها، فلما انتقلتْ إلى جوارِ الكريم لم أعدْ أخشى عليها شيئًا، وهي تُعينُني في آخرتي.

***


• الشيخ علي الطنطاوي (ت: 1420):

وهو من أكثر الآباء حزنًا على فقد البنت، وقد قُتلت ابنته في ألمانيا، وبكاها بكاء مرًّا، والتفصيل في "ذكرياته".

 

قال في أحداث سنة (1931م):

«في هذه السنة رأيتُ أشدّ يوم مرّ عليّ في عمري، وهو يوم 14/ 7/1931 (25 صفر 1350) الذي بقيَتْ مرارته في نفسي حتى جاء يوم أشد منه وأقسى هو يوم 17/ 3/1981، الأول ماتت فيه أمي في مستشفى كلية الطبّ في دمشق بإهمال جرّاح أخذناها إلى عيادته، وفي الثاني قُتِلت بنتي وهي وحيدة في بيتها في ‌آخن في ألمانيا برصاص مجرم معتدٍ اقتحم عليها بيتها، لم نعرفه فنثأر منه لكن الذي يعرفه ويعرف مَن أرسله لن يهمله.

 

أستطيع أن أتحدّث عن اليوم الأول لأن مرور نصف قرنٍ جعل الجرح يندمل وإن لم يلتئم، والألم يخفّ وإن لم يذهب، والقلم يتحرك في الكتابة عنه وإن لم ينطلق. أما الثاني فلا... لا أستطيع؛ فالجرح فيه أعمق والألم أقوى، حتى إنه ليكاد يهوّنُ عليّ الأول. ومَن قال لكم إن الإنسان يحب أمه وأباه مثلما تحبه أمه ويحبه أبوه فلا تصدقوه. وكيف أكتب عنها وأنا كثيرًا ما أغفل عن نفسي فأوغل -من حيث لا أشعر- في سبحات الخيال، فأتوقع أن أسمع الهاتف يرنّ فيُعلِمني أن خبر موتها لم يصحّ، أو أن آخذ جرائد الصباح فأجد فيها تكذيبه؟ بل ربما توهمتُ أني سأكلمها كما كلمتها قبل الحادث بساعات، فلما علمتُ أنها وحدها في الدار خفتُ عليها فراحت تطمئنني، بنفسيتها المتفائلة دائمًا ولهجتها السريعة المتحمّسة دائمًا، تخبرني أنها في أمانٍ وأنّ الباب لا يُفتَح إلا إنْ سمعَت صوت الطارق وعرفَت شخصه. ما ظنتْ أن المجرم سيُرغِم جارتها على أن تطرق هي الباب ليدخل منه هو.

 

بطل يحتمي بامرأة... هذه هي بطولة المجرمين!

 

أعود إلى حديث أمي، أعود إلى المُرّ فرارًا ممّا هو أمَرّ. أمّا حدث بنتي فما أحسب أني سأفتحه يومًا لأني لن أعيش حتى يندمل الجرح وينطلق القلم، فليبقَ المُصاب لي وحدي أتجرّع عذابه وأرجو ثوابه"[47].

 

وقال في الحلقة (165) من "ذكرياته"، وقد بدأ الكلام على د. شكري فيصل الدمشقي:

«قرأت أنه تُوفّي في سويسرا وأنهم نقلوه بعد موته بثلاثة أيام إلى المدينة المنوّرة وصلّوا عليه في المسجد النبوي. وكنت أتمنّى أن يُدفَن حيث توفّاه الله، اخترتُ له الذي اخترته لبنتي بنان رحمها الله. وهذه أول مرّة أذكر فيها اسمها، أذكره والدمع يملأ عيني والخَفَقان يعصف بقلبي، أذكره أوّل مرّة بلساني، وما غاب عن ذهني لحظة ولا غابتْ صورتها عن جناني.

 

لما قضى الله فيها ما قضى سألوني في نقلها، قلت: لا، بل توسّد حيث أراد الله لها أن تُستشهَد لأن نقل الميت لا يجوز، وما أحفظ أنه رُوي عن أحد من السلف. قالوا: فكيف إن مات المسلم في بلد ما فيه مقبرة إسلامية؟ قلت: كم هم الذين ماتوا في معارك الفتوح من الصحابة والتابعين ومَن تبعهم من خيار المسلمين؟ هل أخّروا دفنهم حتى يجدوا لهم مقبرة إسلامية أم واروهم الثرى حيث أدركهم الموت؟

 

هذا أبو أيوب الأنصاري الذي نزل الرسول عليه الصلاة والسلام داره في المدينة حين هاجر إليها لأن ناقته التي كانت مأمورة وقفت على باب هذه الدار، لقد دُفن تحت أسوار القسطنطينية في أبعد مكان عن المدينة المنوّرة، فما زال قبره ينادي المسلمين حتى كتب الله فتحها على يد محمد الفاتح، فصارت «إسلام بول»، أي مدينة الإسلام، سَمّاها بذلك السلطان الفاتح كما سَمّوا الآن إسلام أباد في باكستان، و «بول» و «أباد» كلاهما بمعنى المدينة.

***

 

وقالَ: أتبكي كلَّ قَبرٍ رأيتَهُ
لقبرٍ ثوى بينَ اللّوى والدَّكَادِكِ؟
فقُلتُ لهُ: إنّ الشَّجَى يبعَثُ الشّجى
فدعني، فهذا كلُّهُ قبرُ مالكِ

 

أفكان متمّم بن نويرة أشدّ حُبًّا لأخيه مالك من حُبّي لبنتي؟ وإذا كان يجد في كل قبر يمرّ به قبر مالك، أفتُنكِرون عليّ أن أجد في كل مأتم مأتمها وفي كل خبر وفاة وفاتها؟ وإذا كان كلّ شجى يُثير شجاه لأخيه، أفلا يُثير شجاي لبنتي؟ إن كل أب يحبّ أولاده، ولكن ما رأيتُ، لا والله ما رأيتُ مَن يحبّ بناته مثل حُبّي بناتي!

 

ما صدّقتُ إلى الآن وقد مرّ على استشهادها أربعُ سنوات ونصف السنة، وأنا لا أصدّق بعقلي الباطن أنها ماتتْ؛ إنني أغفل أحيانًا فأظنّ إن رنّ جرس الهاتف أنها ستُعْلِمني -على عادتها- بأنها بخير لأطمئنّ عليها. تكلّمني مستعجلة ترصف ألفاظها رصفًا، مستعجلة دائمًا كأنها تحسّ أن الردى لن يبطئ عنها وأن هذا المجرم، هذا النذل، هذا... يا أسفي، فاللغة العربية على سعتها تضيق باللفظ الذي يُطلَق على مثله، ذلك لأنها لغة قوم لا يفقدون الشرف حتى عند الإجرام. إن في العربية كلمات النذالة والخسة والدناءة وأمثالها، ولكن هذه كلها لا تصل في الهبوط إلى حيث نزل هذا الذي هدّد الجارة بالمسدس حتى طرقَت عليها الباب لتطمئن فتفتح لها، ثم اقتحم عليها، على امرأة وحيدة في دارها، فضربها ضرب الجبان. والجبان إذا ضرب أوجع! أطلق عليها خمس رصاصات تلقّتها في صدرها وفي وجهها، ما هربت حتى تقع في ظهرها، كأن فيها بقيّة من أعراق أجدادها الذين كانوا يقولون:

ولسنا على الأعقابِ تَدْمى كُلومُنا
ولكنْ على أقدامِنا تقطُرُ الدِّما

ثم داس الـ ... لا أدري والله بِمَ أصفه؟ إن قلت «المجرم» فمِن المجرمين مَن فيه بقيّة من مروءة تمنعه من أن يدوس بقدمَيه النجستين على التي قتلها ظلمًا ليتوثّق من موتها، ربما كان في المجرم ذرّة من إنسانية تحجزه عن أن يخوض في هذه الدماء الطاهرة التي أراقها. ولكنه فعل ذلك كما أوصاه مَن بعث به لاغتيالها، دعس عليها برجليه ليتأكّد من نجاح مهمّته، قطع الله يديه ورجلَيه. لا، بل أدعه وأدع مَن بعث به لله، لعذابه، لانتقامه. ولَعذابُ الآخرة أشدّ من كل عذاب يخطر على قلوب البشر.

 

لقد كلّمتُها قبل الحادث بساعة واحدة، قلت: أين عصام؟ قالت: خبّروه بأن المجرمين يريدون اغتياله وأبعدوه عن البيت. قلت: فكيف تبقين وحدك؟ قالت: بابا لا تشغل بالك بي، أنا بخير. ثق والله يا بابا أنني بخير. إن الباب لا يُفتَح إلاّ إن فتحته أنا، ولا أفتح إلاّ إن عرفتُ مَن الطارق وسمعتُ صوته. إن هنا تجهيزات كهربائية تضمن لي السلامة، والمسلّم هو الله.

 

ما خطر على بالها أن هذا الوحش، هذا الشيطان، سيهدّد جارتها بمسدسه حتى تكلّمها هي، فتطمئنّ فتفتح لها الباب.

 

ومرّت الساعة فقُرع جرس الهاتف، وسمعت مَن يقول لي: كلّم وزارة الخارجية. قلت: نعم؟ فكلّمني رجلٌ أحسست أنه يتلعثم ويتردّد، كأنه كُلّف بما تعجز عن الإدلاء به بُلَغاء الرجال، بأن يخبرني... كيف يخبرني؟ وتردّد، ورأيتُه بعين خيالي كأنه يتلفّت يطلب منجى من هذا الموقف الذي وَقَفوه فيه، ثم قال: ما عندك أحد أكلّمه؟ وكان عندي أخي، فقلت لأخي: خذ اسمع ما يقول. وسمع ما يقول، ورأيته قد ارتاع ممّا سمع وحار ماذا يقول لي، وكأني أحسست أن المخابرة من ألمانيا وأنه سيُلقي عليّ خبرًا لا يسرّني، وكنت أتوقّع أن ينال عصامًا مكروه، فسألتُه: هل أصاب عصامًا شيء؟ قال: لا، ولكن... قلت: ولكن ماذا؟ عجّل يا عبدُه فإنك بهذا التردّد كمن يبتر اليد التي تَقَرّر بترُها بالتدريج، قطعة بعد قطعة، فيكون الألم مضاعَفًا أضعافًا. فقُل وخلّصني مهما كان سوء الخبر.

 

قال: بنان. قلت: ما لها؟ قال، وبسط يديه بسط اليائس الذي لم يبقَ في يده شيء. وفهمت وأحسست كأن سِكّينًا قد غُرس في قلبي، ولكني تجلّدتُ وقلت هادئًا هدوءًا ظاهريًّا والنار تتضرّم في صدري: حدّثني بالتفصيل بكل ما سمعت. فحدّثَني. وثقوا أنني لاأستطيع -مهما أوتيت من طلاقة اللسان ومن نفاذ البيان- أن أصف لكم ماذا فعل بي هذا الذي سمعتُ.

 

وانتشر في الناس الخبر، ولمستُ فيهم العطف والحبّ والمواساة، من الملك حفظه الله ووفّقه إلى الخير، ومن الأمراء، ومن الأدباء والعلماء، ومن سائر الناس. وقد جمعتُ بعض ما وصل إليّ منها، وتحت يدي الآن أكثر من مئتَي برقية تفضّل أصحابُها فواسوني بها، وأمامي الآن جرائد ومجلاّتٌ كتبَت عن الحادث كتابة صدق وكتابة عطف، وفيها تسلية لو كان مثلي يتسلّى بالمقالات عمّا فقد. حتى الجرائد الأجنبية، وهذه ترجمة مقالة نُشرت في جريدة لا أعرفها لأنني لا أقرأ الإنكليزية، جريدة الأوبزيرفر الأسبوعية بتاريخ 22/ 3/1981 بقلم الكاتب باتريك سيل.

 

حتى الأجانب الذين لا يجمعني بهم دينٌ ولا لسانٌ عطفوا عليّ واهتمّوا بمُصابي وأنكروا هذا الحادث وقالوا فيه كلمة الحقّ، وممّن تربطني بهم روابط الدم واللسان مَن لم يأبهوا لِما كان، بل لقد صنعوه هم بأيديهم، إلى الله أشكوهم.

 

وصلَت هذه البرقيات وجاءتني هذه الصحف، وإنها لَمِنّة ممّن بعث بها وممّن كتب يعجز لسانُ الشكر عن وفاء حقّها، ولكنني كنتُ في وادٍ آخر. ما قلّ إدراكي لهذا الفضل ولا تقديري لهذا النبل، ولكني سكتّ فلم أشكرها ولم أذكرها لأن المصيبة عقلتْ لساني وهدّتْ أركاني وأضاعتْ عليّ سبيل الفكر. فعذرًا وشكرًا للملك والأمراء جزاهم الله خيرًا، ولكل مَن كتب إليّ، وأسأل الله ألاّ يبتلي أحدًا منهم بمثل هذا الذي ابتلاني به.

 

كنتُ أحسبني جَلدًا صبورًا أَثبُت للأحداث وأواجه المصائب، فرأيتُ أني لست في شيء من الجلادة ولا من الصبر ولا من الثبات. صحيح أنه:

ولا بُدَّ مِن شكوى إلى ذي مروءةٍ
يُواسيكَ، أو يُسلِيكَ، أو يَتوجّعُ

ولكنْ لا مواساة في الموت، والسلوّ مخدّر أثره سريع الزوال، والتوجّع يُشكَر ولكن لا ينفع شيئًا.

 

وأغلقت عليّ بابي، وكلّما سألوا عني ابتغى أهلي المعاذير يصرفونهم عن المجيء. ومجيئهم فضل منهم، ولكني لم أكن أستطيع أن أتكلم في الموضوع؛ لم أُرِد أن تكون مصيبتي مضغة الأفواه ولا مجالًا لإظهار البيان. إنها مصيبتي وحدي فدعوني أتجرّعها وحدي على مهل.

 

ثم فتحتُ بابي وجعلتُ أكلّم من جاءني. جاءني كثير ممّن أعرفه ويعرفني وممّن يعرفني ولا أعرفه، وجعلتُ أتكلم في كل موضوع إلاّ الموضوع الذي جاؤوا من أجله. استبقيتُ أحزاني لي وحدّثتُهم كلّ حديث، حتى لقد أوردتُ نكتًا ونوادر. أتحسبون ذلك من شذوذ الأدباء أم من المخالفات التي يريد أصحابها أن يُعرَفوا بها؟ لا والله، ولكن الأمر ما قلتُ لكم. كنتُ أضحك وأُضحِك القوم، وقلبي وكل خليّة في جسدي تبكي. فما كلّ ضاحك مسرور:

لا تحسَبُوا أنّ رقصي بينكمْ طرب
فالطيرُ يرقصُ مذبوحًا منَ الألمِ

كنتُ أريد أن أصف لكم ما بقلبي، ولكن هل ترك لي الشعراء مجالًا للحديث عن قلبي؟ هل غادرَ الشعراءُ من متردَّمِ؟

 

لقد جمعوا في الباطل، في الخيال، كل صورة للقلب تصنعها الأحزان المتخيَّلة، حتى لم يبقَ شيء لمفجوع صادق مثلي. قالوا: إن الحبيبة سرقَت قلبي، صدعَت قلبي، أخذَت قلبي، سكنَت قلبي، أبكَت قلبي... حتى لقد جعل ذلك النحويّون مجالًا لإثبات قواعدهم فقالوا في شعرهم السخيف:

يا ساكنًا قلبِيَ المُعَنّى
وما لهُ فيهِ قطُّ ثانِ
لأيِّ معنىً كسرتَ قلبي
وما التقى فيهِ ساكنانِ

 

والشعراء الذين رثوا أولادهم، لقد وردوا النبع قبلي فاستقوا وملؤوا حياضهم ولم يدَعوا لي إلاّ الثمالة والعكر: ابن الرومي في رثائه ولده، والتهامي، والشاعرة التي لم يَقُل أحدٌ في وصف مصابه في ولد مثل الذي قالت في بنتها، عائشة التيمورية، أخت العالِم الباحث أحمد تيمور باشا. اقرؤوا قصيدتها فإنها -على ضعف أسلوبها- قد خرجتْ من القلب لتقع في القلب، وما أحسبُ أن امرأة استطاعت أن تصوغ عواطفها ألفاظًا وأحزانها كلماتٍ كما فعلَت عائشة[48]. وابن الزيّات الوزير وما قال في ولده، والزيات الذي لم يكن وزيرًا ولكنه كان أكبر من وزير لما رثى ولده رجاء. والدكتور حسين هيكل لما شغل نفسه عن حزنه بإنتاج كتاب «ولدي»، فاقرؤوا كتاب «ولدي» فإنه وإن لم يصف لكم مدى أحزانه فقد كان أثرًا من آثار أحزانه.

 

وما لي أضرب الأمثالَ وأنسى مصاب سيد الخلق وأحبّ العباد إلى الله، محمد عليه الصلاة والسلام حين أُصيبَ بولده؟ إن في السيرة -يا أيها الإخوان- قصصًا كاملة فيها كل ما يشترط أهلُ القصص من العناصر الفنية، وفيها فوق ذلك الصدق وفيها العبرة، فاقرؤوا خبر ولد بنته عليه الصلاة والسلام الذي مات أمامه، تُوفّي بين يديه فغسّله بدمعه! إن دمعة رسول الله عليه الصلاة والسلام أغلى عندنا من كل ما اشتملت عليه هذه الأرض.

***


إني لأتصور الآن حياتها كلّها مرحلة مرحلة ويومًا يومًا، تمرّ أمامي متعاقبة كأنها شريط أراه بعيني. لقد ذكرتُ مولدها وكانت ثانية بناتي. ولقد كنتُ أتمنى أن يكون بكري ذكرًا، وقد أعددتُ له أحلى الأسماء، ما خطر على بالي أن تكون أنثى.

 

يقولون في أوربّا: «حُكّ جلد الروسي يظهرْ لك من تحته التتري». ونحن مهما صنعنا فإن فينا بقيّة من جاهليتنا الأولى، أخفاها الإسلام ولكن تُظهِر طرفًا منها مصائبُ الحياة. وكانوا في الجاهلية ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ﴾ [النحل: 58، 59]. وأنا لم أبلغ أن أدسّ بنتي في التراب، ولكن أخفيتُ وجهي من الناس وكأنني أحدثتُ حدثًا أو اجترحتُ ذنبًا! وسَمّيتها عنان، واحتفل بها الأصدقاء والإخوان، ولمّا بلغ عمرها أربعين يومًا أقنعني صديقي وأستاذي القديم حسني كنعان بأن أحتفل بها.

 

وكان الموسيقيون جميعًا أصدقاءه وإخوانه، فاجتمع في دارنا الأصحاب والأقرباء ورجال «التخت العربي»، وعلى رأسهم علي الكردي، أبو عِزّة، الذي كان يحفظ كل أغنية لقدماء المغنّين في مصر وفي حلب وكل موشحة عرفها الناس، وجاوزَت سنّه الثمانين وصوتُه عذب طريّ رحمه الله. وتوفيق الصباغ الذي كان رفيق سامي الشوّا وأشدّ منه عبقرية في الفنّ، وإن كان سامي أكثر التزامًا لحدوده واتّباعًا لطريقه. والصبّاغ هو الذي جاء بالبدعة التي لا نزال نسمعها من بعض الإذاعات العربية، وهي أداء نغمة الأذان على القيثارة (الكمنجة). وموسيقيّ تركي عجوز اسمه تحسين بك ينفخ في الناي، يستمرّ الصوت خارجًا منها عشر دقائق لا ينقطع ولا يتوقف، لأنه يتنفس من غير أن يقطع نغمته، وهذه براعة لم أرَها في غيره. وفؤاد محفوظ، أستاذ العود. وأنا أرى الآن هذه الحفلة حماقة من حماقات الصّبا، ندمتُ علها ولا أنوي أن أعود يومًا إلى مثلها.

 

وولدت بعدها بسنتين بنان، اللهم ارحمها. وهذه أول مرّة أو الثانية التي أقول فيها «اللهمّ ارحمها»، وإني لأرجو الرحمة لها ولكني لا أستطيع أن أتصور موتها! ولم أتألّم لأنها جاءت بنتًا كما تألّمت للبنت الأولى، لأنني رجعت لعقلي وذكرت بشارة رسول الله عليه الصلاة والسلام لمن ربّى ثلاث بنات أو أخوات أو بنتين أو أختين فأحسن تربيتهما. وأنا قد ربّيتُ أختين وخمس بنات، وأسأل الله بكرمه أن يكون لي نصيب من هذه البشارة. وصرت -من بعد- أتوقع البنات لأني أيقنت أن الله جعلني من الصنف الأول.

 

أتدرون ما الصنف الأول؟ إن للموظفين تصنيفًا ومراتب ودرجات، فلا يملك موظف أن يعلو على مرتبته أو أن يصعد درجة فوق درجته. وكذلك جعل الله الناس أصنافًا؛ فالصنف الأول مَن رُزق البنات، والثاني من رُزق البنين، والثالث من رُزق بنين وبنات، والرابع من كان عقيمًا. فليرضَ كلٌّ بما قُسم له، فالله إن أعطى غيرك في هذا الباب أكثر ممّا أعطاك فإنه يدّخر لك العِوَض من باب آخر، ومَن لم يجد العوض في الدنيا وجده في الآخرة، والآخرة هي الأبقى.

 

ولمّا صار عمرها أربعَ سنوات ونصف السنة أصرّتْ على أن تذهب إلى المدرسة مع أختها، فسعيتُ أن تُقبَل من غير أن تُسجَّل رسميًا. فلما كان يوم الامتحان ووُزّعت الصحف والأوراق جاءت بورقة الامتحان وقد كُتبَت لها ظاهريًا لتُسَرّ بها ولم تسجّل عليها. قلت: هيه؟ ماذا حدث؟ فقفزَت مبتهجة مسرورة، وقالت بلهجتها السريعة الكلمات المتلاحقة الألفاظ: بابا كلها أصفار، أصفار، أصفار... تحسب الأصفار هي خير ما يُنال!

 

وماذا يهمّ الآن بعدما فارقت الدنيا أكانت أصفارًا أم كانت عشرات (والدرجة الكاملة عندنا عشرة)؟ وماذا ينفع المسافر الذي ودّع بيته إلى غير عودة وخلف متاعه وأثاثه، ماذا ينفعه طرازُ فرش البيت ولونه وشكله؟"[49].

***


• الشيخ عيادة بن أيوب الكبيسي (ت: 1441):

فقدَ ابنتَه أم عبدالرحمن سُميّة، وقد جرتْ بيننا مراسلات في ذلك، أثبتُها هنا فأظنُّ فيها فائدة:

• كتبتُ إليه: "فضيلة الأستاذ الشيخ: رحم اللهُ ابنتكم أم عبدالرحمن رحمة واسعة، وغفر لها، ورضي عنها. وغمسها بنهر رحماته وبركاته، وأسكنها فسيحَ جناته. وتقبَّل صالح عملها، وحقَّق فيه حسنَ أملها. وكتب لها أجر شهادتين: أجر الغربة وأجر المرض الذي ابتلاها الله به. ولعل من عاجل بُشراها استئثار الله بها في حياة والديها لتُغْمرَ بدعواتهما الصالحة، واستغفارهما، ورضاهما. ومِن بشراها ما تسببتْ به من أجر لوالديها، وهذا مِن البرِّ الموهوب، وهو في ميزانها كذلك إن شاء الله. عظم الله أجرَكم. وغسل قلوبَكم بكوثر الصبر والرضى. وكان الله معكم. وإنا لله وإنا إليه راجعون".

 

ثم أرسلتُ إليه عددًا من أخبار أعلام فقدوا بناتهم، فكتب في [28/ 9/ 2017م] يقول:

• "أخي د عبدالحكيم جزاك الله خيرًا على تصيد مثل هذه الأخبار. وأود أن أقول: لقد فقدتُّ كثيرًا من الأحبة: أمي وأبي وخالتي الوحيدة التي كانتْ تحبني كثيرًا وأخي الكبير وابن بنتي الصغير وفقدتُّ جمعًا من مشايخي الذين أحببتُهم وأحبوني، وعددًا من زملائي ومعارفي وذوي قرباي رحمهم الله جميعًا، وقد بكيتُهم وأحزنني فراقُهم، ولكن يبدو أن فقد الولد شيء آخر، لا يعرف وقعه إلا مَن أصيب به، وكيف لا وهو فلذة كبد أبيه وقطعة منه، فسبحان الحكيم الذي جعل جزاء مَن صبر على ذلك الجنة، فالحمد لله رب العالمين وإنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله الذي أذن لنا بهذه الدموع فقد علم سبحانه أن حبسها صعب وشديد، فالحمد لله الذي رخص لنا بها وجعلها رحمة منه لعبده الضعيف، وصلى الله وسلم على مَن كان قدوة حسنة في ذلك.. والحمد لله الذي حرَّك قلوبَ جمعٍ كبيرٍ مِنْ عباده بالدعاء لابنتي رحمها الله تعالى مِنْ بلاد متعددة، من فضلاء أخيار وبررة أتقياء، ممن نعرفهم وممن لا نعرفهم، والحمد لله الذي يسَّر مبشراتٍ كثيرةً تشيرُ إلى أنها ماتتْ شهيدةً، وأنها في قبرها سعيدة، فاللهم اجعلها رؤى حق، ومبشرات صادقة، واغفرْ لها وارحمها، وشفّعها فينا، واجمعنا معها في مستقر رحمتك، على الرضا والمحبة آمين، ولا تنسونا من صالح دعواتكم لنا ولها، وجزاكم الله خيرًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

ثم كتب يقول:

• "لعل من البر بالوالد رحمه الله تعالى أن أخبرك يا أخي د عبدالحكيم: أن والدي أيوب بن سويدان بن رجب الكبيسي فقد بنتين ماتتا قبل البلوغ رحمهما الله تعالى، وهما شقيقتاي، ولم يُخلف بنتًا سواهما، وكان صابرًا محتسبًا. ووالدي رحمه الله تعالى وإن لم يكن من أهل العلم إلا أنه كان من أهل الوجاهة والصلاح، وهو كما وصفوه: كان رحمه الله تعالى كريم النفس فليح الوجه مخلصًا صادقًا مع أهله وناسه، وكان يملك نظرة ثاقبة، وأسلوبه حاد وواضح في الحوار والنقاش".

 

• عبدالحكيم: "رحمه الله رحمة واسعة وجعلهما شفيعتين مشفعتين".

 

• عيادة الكبيسي: "آمين. ورحم الله والديك. وجزاك الله خيرًا".

 

ثم أرسلتُ إليه حديث البخاري السابق في وفاة السيدة زينب رضي الله عنها، فقال:

• "صلى الله عليك وسلم يا سيدي يا رسول الله. ونحن قد شَمَلْتنا بعطفك وحنانك إذ بكيتَ من أجلنا حتى طمأنك ربُّك حين قال: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك. فصلى الله وسلم عليك وجزاك عنا أفضل ما جزى به نبيًّا عن أمته، وجمعنا معك في مستقر رحمته على الرضا والمحبة آمين. وجزاك الله خيرًا يا د. عبدالحكيم على هذا التذكير الجميل، وكتبَ لنا ولكم ولأحبابنا أجمعين من شفاعته صلى الله عليه وسلم أوفر نصيب".

 

وأرسلت إليه خبر الشيخ عبدالقادر الكيلاني السابق، فقال:

• "رضي الله عنه وأرضاه إنها أحوال خاصة، أين نحن منها؟ نحن في دائرة الرخصة، فالحمد لله رب العالمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون".

 

• عبدالحكيم: "أكمل الأحوال الحال النبوي، وهو يسع جميع الأمة".

 

• عيادة الكبيسي: لا شك في ذلك وجزاك الله خيرًا. والحمد لله رب العالمين الذي جعل لنا برسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فادع الله لنا أن يصبرنا ويثبتنا والحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون".

 

وهذا ما كتبَه -رحمه الله- لجميع مَنْ عزاه:

• "أيها الأخوة والأحبة: جزاكم الله خير الجزاء، وأسأل الله تعالى الرحيم الكريم الحكيم أن يجعل بكل حرفٍ دعوتموه به سابقًا ولاحقًا حسناتٍ مضاعفاتٍ مباركاتٍ ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا مِن شيء بعدُ لابنتي أم عبدالرحمن رحمها الله تعالى ولنا ولكم وللمسلمين أجمعين. والحمد لله رب العالمين، وإنا لله وإنا اليه راجعون، وصلى الله وسلم على سيدنا النبي المصطفى الأمين وآله وصحبه والتابعين، ورحم الله مَن قال آمين. آمين اللهم آمين".

***


• أ.د عبدالستار الحَلْوجي (مصر):

فقد ابنتَه الدكتورة داليا.

***


• الشيخ الأستاذ الدكتور اليزيد الراضي رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة تارودانت (المغرب).

فقد ابنته الدكتورة آمنة، وهي زوجُ الأستاذ الدكتور المهدي محمد السعيدي الإلغي. وقد قرأتُ لها مؤخرًا تقديمًا حافلًا لكتاب "أم الطلبة" الذي ألفه الأستاذ عبدالوافي ابن العلامة الكبير محمد المختار السوسي، في سيرة والدته الجليلة صفية التازاروالتي رحمهما الله تعالى. وفي آخره تعريفٌ موجزٌ بها رحمها الله.

***



[1] رواه الإمامُ البخاري (1195).

[2] روضة العقلاء (ص: 558).

[3] الأعلام للزركلي (4/ 198).

[4] روضة العقلاء (ص: 558 - 560).

[5] تفسير القرطبي (1/ 371-372).

[6] (1/ 222). والأثر أخرجه الحاكم (2/ 269 - 270) وصححه وأقره الذهبي، وأوله: عن ابن عباس قال، جاءه نعيُ بعض أهله. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 163) إلى سعيد بن منصور وابن المنذر والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.

[7] المغني (3/ 389).

[8] التاريخ الكبير (2/ 167).

[9] الحدائق لابن الجوزي (2/ 495 - 496).

[10] تاريخ الطبري (8/ 186).

[11] التعازي والمراثي للمبرد (ص: 160-161).

[12] تاريخ مدينة السلام (1/ 448).

[13] ترتيب المدارك وتقريب المسالك (3/ 96).

[14] عيون الأخبار (3/ 61-62).

[15] تاريخ دمشق لابن عساكر (5/ 240).

[16] تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (4/ 357) عن الديوان (ص: 100).

[17] ذكر هذا العمادُ الأصبهاني في "خريدة القصر وجريدة العصر" (ج3 م1 ص: 330).

[18] العرب في صقلية (ص: 261)، والديوان، القصيدة (145). وراجع (ص: 364).

[19] انظر: قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبدالقادر للشيخ محمد بن يحيى التادفي الحنبلي (ص: 77-78).

[20] (ص: 10-11).

[21] (1/ 73).

[22] من ترجمة البرزالي بقلم محقق تاريخه الأستاذ الدكتور عمر تدمري، انظر: تاريخ البرزالي: المقتفي لتاريخ أبي شامة (1/ 66).

[23] كذا قال هنا، وفي ترجمة أبي حيان: مجلد ضخم.

[24] الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة (6/ 161).

[25] الدرر الكامنة (6/ 62).

[26] ديوان ابن الوردي (ص: 179).

[27] الجواهر والدرر (3/ 1210).

[28] أفاد بهذا الأخ الكريم الفاضل الشيخ عماد الجيزي.

[29] الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر (3/ 1208-1211).

[30] الجواهر والدرر (3/ 1225).

[31] إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي بترجمة السخاوي (ص: 73).

[32] التحدُّث بنعمة الله (ص: 17).

[33] بغية الوعاة (1/ 377).

[34] الاستيقاظ والتوبة مع "بهجة العابدين" (ص: 224-225).

[35] طرز العمامة في التفرقة بين المقامة والقمامة، ضمن "شرح المقامات" (2/ 773).

[36] متعة الأذهان من التمتع بالأقران بين تراجم الشيوخ والأقران تأليف ابن طولون انتقاء ابن الملا (2/ 870).

[37] متعة الأذهان (2/ 876).

[38] متعة الأذهان (1/ 492).

[39] الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة (3/ 26).

[40] انظر (ص: 75).

[41] بلوغ الأرب في ترجمة السيد الشيخ رجب وذريته أهل الحسب (ص: 153).

[42] انظر ديوانه الدر المنتظم (ص: 132).

[43] يُريد أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه. ويُسمّى في إسطنبول: أيوب اختصارًا.

[44] ديوان "الدر المنتظم" (ص: 265).

[45] له ترجمة في كتاب "نخبة من أعلام حلب الشهباء" تأليف الشيخ عبدالرحمن الأويسي (ص: 282-288).

[46] وقال الشيخ أحمد هنا: "وأنت تعلم أن الشيخ محمد علي الإدلبي في غاية من الحزم والعنفوان والقوة، وعندما قُتل ابنه أصبح في حال مؤلمٍ جدًّا ودخله من الضعف ما الله به عليم حتى رثى له مَنْ كان جافيًا له".

[47] ذكريات علي الطنطاوي (2/ 96-98).

[48] قال الأستاذ مجاهد ديرانية: "في كتاب «رجال من التاريخ» فصل عن عائشة التيمورية، فيه خبرها وفيه واحدة من قصائدها التي نَظمتها في رثاء بنتها التي ماتت بعد زواجها بشهور قلائل، وهي في الثامنة عشرة. قال فيه: "وروّعت عائشةَ الصدمةُ وشدَهتها، ولم تستطع التصبّر، ونسيت كل شيء إلا ابنتها وتركت كل شيء إلا الانقطاع لرثائها، ولبثت على ذلك سبع سنين كوامل قالت فيها قصائد تبكي الصخر وتحرك الجماد، وأثر طولُ البكاء في عينيها فلم تعد تبصر..."، والمقالة مؤثّرة والأبيات أشد تأثيرًا، فمن شاء قرأها هناك".

[49] ذكريات علي الطنطاوي (6/ 139- 149).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نص من المقتنص في فوائد تكرار القصص
  • شموع (81)
  • وأنت تقرأ
  • تعاون علمي جميل
  • إني إليك فقير (قصيدة)
  • المبادرة نصحا للأمة
  • بيان المقصود من كتاب "الوجيز" للسيوطي
  • بشرى لعبد (قصيدة)

مختارات من الشبكة

  • إعلام الأنام بشرح نواقض الإسلام - بلغة الهوسا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من أعلام الأدب الرشيد (عماد الدين خليل أنموذجا)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إعلام الأنام بشرح نواقض الإسلام - باللغة الإنجليزية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إعلام أهل العصر بأربعين حديثا في فضل صلاة الفجر (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العلم النافع: صفاته وعلاماته وآثاره (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص بحث: إعلام الأطفال واقعه وسبل النهوض به (بحث ثاني)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • آفة الإغراب في العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق الصحفي(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • القاضي عياض (ت 544 هـ) وجهوده من خلال كتابيه: «مشارق الأنوار» و«إكمال المعلم»(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مفهوم الإعلام والأسس المشتركة بين الإعلامين الإنساني والإسلامي(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان
  • فاريش تستضيف ندوة نسائية بعنوان: "طريق الفتنة - الإيمان سندا وأملا وقوة"
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا
  • القرم تشهد انطلاق بناء مسجد جديد وتحضيرًا لفعالية "زهرة الرحمة" الخيرية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/6/1447هـ - الساعة: 17:3
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب