• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنىأ. أيمن بن أحمد ذو الغنى شعار موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنى
شبكة الألوكة / موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى / سير وتراجم


علامة باركود

مع شيخنا نور الدين عتر

مع شيخنا نور الدين عتر
أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى


تاريخ الإضافة: 20/6/2023 ميلادي - 1/12/1444 هجري

الزيارات: 6034

ملف التحميل: اضغط للتحميل

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

 

مع شيخنا نور الدين عتر

(1356- 1442هـ / 1937- 2020م)

 

شيخنا الجليلُ الدكتور نور الدين عتر أحدُ كبار علماء الحديث وعلوم القرآن في عصرنا، وكان من جميل صُنع الله بي أن شرُفت بالدراسة عليه في جامعة دمشق، فانتفعتُ وزملائي كثيرًا بعلمه ونُصْحه، واستقامته وصفاء نفسه، وتواضُعه ونقاء سريرته، وتركَ في ضمائرنا أثرًا طيِّبًا لا يُمحى، وذكرياتٍ مشرقةً لا تَبلى!

 

وهو بحقٍّ من العلماء العاملين، والزاهدين المخلصين، لم يُبالِ بدنيا ولم يسعَ إلى شُهرة، ولكنَّ الله تعالى ساقها إليه سَوقًا، فكتبَ لنتاجه شُهرةً واسعة، وقَبولًا بين طلَّاب العلم والمتخصِّصين حسنًا.

 

وعُرف الشيخ بنزاهة السيرة فلم يتملَّق حاكمًا، ولم يتزلَّف إلى مسؤول، بل كان ينأى بنفسه عن أيِّ موطن قد تزلُّ فيه قدمُه كما زلَّت أقدامٌ وأقدام!

♦♦ ♦♦ ♦♦

 

درَّسَنا في السنة الثانية من دراستنا الجامعية (العام الدراسي 1992- 1993م) مادَّتَي علوم القرآن وعلوم الحديث، في قسم اللغة العربية من كلِّية الآداب. وكنت بفضل الله مبرِّزًا في المادَّتين، واقترحتُ عليه أن يكرِّمَ جميع طلَّابه المتفوِّقين بتقديم نسخ من كتبه إليهم، فلقيَ اقتراحي رضًا عنده، وكان نصيبي من التكريم نسخةً من كتابه (السنَّة المطهَّرة والتحدِّيات) أعتزُّ بها جدًّا، وزاد أن غمرَني بفضله بكلمات إهداء خصَّني بها دون سائر الزملاء، قال فيها: (هدية تقدَّم إلى السيد أيمن ذو الغنى لتفوُّقه في دراسة علوم القرآن، وفَّقَه الله وفتح عليه آمين).

 

وما خلَّف الشيخُ من مؤلَّفات وتحقيقات يدلُّ على عقل علمي منظَّم، وعلى بصيرة منهجية وأمانة ودقَّة، وهي كلُّها مُحكَمة نافعة، ولتعرفوا فضلَ تحقيقاته عارضُوها بسواها من التحقيقات، ووازنوها بنظائرها من النشَرات والإخراجات.

 

من ذلك مثلًا: كان شرَعَ شيخُنا المحدِّث د. سعد بن عبد الله الحميِّد قديمًا في تدريس كتاب (شرح علل الترمذي) لابن رجب الحنبلي، هنا في الرياض، وكان يعتمد على الطبعة التي حقَّقَها شيخنا عتر، وبعضُ طلبة العلم كانت معهم نسخٌ من طبعة الشيخ د. همَّام سعيد، وكانوا يُشيعون أن طبعة همَّام أفضلُ من طبعة عتر! ولكن بعد أن قطع شيخُنا سعد شوطًا في تدريس الكتاب قال لي: شتَّانَ بين الطبعتين، طبعةُ د. عتر أعلى وأصحُّ وأدقُّ من طبعة د. همَّام. وكان لي بفضل الله شرفُ المشاركة في تصحيح تجارِب تلك الطبعة المتقنة، وحين كلَّفني شيخُنا عتر تصحيحَها قال لي: (ابذُل جهدك في التصحيح وكأنك تراجع مصحفًا، لا أريد أن يقعَ فيها أيُّ خطأ)!

 

وكذلك تحقيقه لـ (مقدِّمة ابن الصلاح)، هو بلا ريب أعلى بكثير من تحقيق الشيخ د. مصطفى البُغا، بل لا مجالَ للمقارنة بينهما، وأيضًا تحقيقه لكتاب الإمام النووي (إرشاد طلَّاب الحقائق إلى معرفة سُنن خير الخلائق).. إلخ.

 

وهو حريصٌ على طلَّابه يسعى في حوائجهم، ويساعد المُعسِرين منهم بما يقدِرُ عليه، وكان شَمِلَني بكرمه كما شَمِلَ سواي، جزاه الله عنِّي خيرًا.

♦♦ ♦♦ ♦♦

 

ومن تمام نعم الله عليَّ أن نلتُ لدى الشيخ حُظوةً ومنزلة، فقرَّبني منه وأدناني، وجعلني كالعريف على طلَّاب دفعتنا، وصِلةَ الوصل ما بينه وبينهم، أوزِّعُ عليهم موضوعات حلَقات البحث بإشرافه، وأتسلَّم منهم الحلَقات بعد إنجازها. وإذا ما عرضَ له عارضٌ اضطرَّه إلى الغياب اتصل بي فأبلغَني، وطلب إليَّ أن أُعلمَ الطلَّابَ لئلَّا يُضيعوا وقتَهم في انتظاره. بل بلغت ثقتُه بي مبلغًا جعله يضعُ في يدي نسخةً من مفتاح مكتبه في الجامعة، فكنت أصلِّي فيه صلاةَ المغرب حين تتأخَّر محاضراتُنا إلى المساء.

♦♦ ♦♦ ♦♦

 

وأشهد أن الشيخ على شدَّته في الحقِّ وصَرامته فيه، كان حليمًا رفيقًا رقيقًا، وكم اعترضتُ على آراءٍ له لم أستَسِغها، أُراه جنحَ فيها عن جادَّة العلم والدليل! وكم جادلتُه للوصول إلى يقين في حُكم حديثي، أُراه خالفَ فيه المقرَّرَ من قواعد علم المصطلح، ممَّا قد يُفضي إلى تعطيل هذا العلم وجعله علمًا نظريًّا مَحضًا لا حقيقةَ له في التطبيق العملي! فكان يقابل ذلك مني بسَعة صدر، وبإطراقٍ وصمتٍ لا يزيداني إلا حَيرة!

 

وقد بقيت صِلتي به على مدار السنين متينةً وثيقة، أتصلُ به من الرياض، وأزوره في إجازاتي بدمشق في بيته وفي كلِّية الشريعة.

♦♦ ♦♦ ♦♦

 

ومن المواقف الطريفة لي معه: أنه دعاني في صيف عام 1421هـ/ 2000م دعوةً كريمة لتناول الغداء في بيته، بحضور شقيقه الشيخ ضياء الدين عتر رحمه الله، والشيخ علي البِقاعي من لبنان، ولمَّا وصلتُ أعلمتُه أني لمَّا أُصَلِّ الظهرَ وأريد الوضوء، وشرَعتُ أخلع جَورَبَيَّ، فإذا به يسألني: ألم ترتَدِهما على وضوء؟ قلت: بلى، قال: فلمَ تخلعُهما؟ امسَح عليهما! استغربتُ قوله فإني أعرف تمسُّكَه الشديدَ بمذهبه الحنفي، ولكنِّي قلت: حسنًا، وهمَمتُ بالمُضيِّ إلى المَغسلة بجَورَبَيَّ، فنهَرني بنبرة تجمع بين الجِدِّ والمُزاح، قائلًا: اخلع اخلع، إنما كنت أختبرك!

 

وعقب الغداء أسعدَني بأن أهدى إليَّ نسخةً من كتابه (أصول الجرح والتعديل وعلم الرجال)، وطوَّق عُنقي بجزيل كرمه فيما كتب لي من إهداء قال فيه: (إلى الأخ الوفيِّ الأستاذ أيمن ذو الغنى مع أخلص التمنِّيات).

♦♦ ♦♦ ♦♦

 

وأختم كلمتي هذه بموقف جليل لا أنساه له أبدًا:

في عام 1421هـ/ 2000م كنت توسَّطتُ بين الشيخ وإحدى دور النشر السعودية لطبع تحقيقه لكتاب (شرح علل الترمذي) لابن رجب الحنبلي، وطلبت وِزارةُ الإعلام السعودية بعضَ الأوراق الرسمية من المحقِّق لضمان حقوقه، كنت أتولَّى إخراجها بنفسي، واضطُررت يومًا إلى الحصول على توقيعه على خطاب تفويضٍ للدار الناشرة، وينبغي أن يُختَم التفويضُ بعد التوقيع من وِزارة الخارجية السورية. وكان الإخوةُ في السعودية يستعجلوننا في إرسال جميع الأوراق، والشيخ حريصٌ جدًّا على إنجاز الأمر.

 

فذهبتُ إليه على عجَل وقرعتُ بابه ففتح لي، وطلبتُ إليه توقيعَ الخطاب، وقلت له: إني مستعجل جدًّا، عليَّ أن أدركَ وِزارةَ الخارجية فهم يغلقون مبكِّرًا. وفي هذه الأثناء رُفعَ صوتُ المؤذِّن يعلن دخولَ وقت الظهر، فأغلق الشيخُ بابَ بيته وخرج دون أن يُوقِّعَ الخطاب! ولحِقتُ به وأنا أقول له: شيخنا تكرُّمًا وقِّع الخطابَ كي ألحقَ الوِزارة، ولكنَّه مضى بهدوءٍ ووَقارٍ دون أن يجيبَ بحرف، وكأنني لا أكلِّمه! ولم أملك إلا أن أمضيَ وراءه متحيِّرًا، وهو صامتٌ تمام الصَّمت!

 

حتى دخل المسجدَ القريب من بيته في حيِّ المُهاجرين، وصلَّى تحيَّةَ المسجد، ثم أربع ركَعات سنَّةً قبلية، وجلس يذكر الله حتى أقيمت الصلاة، وبعد الصلاة جلس يذكر الله زمنًا، ثم قام وصلَّى أربع ركَعات سنَّة بعدية، ثم خرج من المسجد بسَكينة واطمِئنان، وكان الوقتُ قد فاتَ ولا يمكنني أن أُدركَ الوِزارة!

 

فتبعتُه، وهو في كلِّ ذلك لا يزال صامتًا لا يكلِّمني، بل لا يلتفت إليَّ، حتى وصل إلى بيته فحينئذٍ التفتَ إليَّ وقال: (يا ابني، الصلاةُ خير موضوع، ولا شيءَ أهمُّ من الصلاة، فإذا دخل وقتُها فدَع عنك كلَّ المشاغل مهما كانت مهمَّة وامضِ إلى الصلاة. كلُّ شيء يؤخَّر إلا الصلاة!).

 

لقد كان درسًا عمليًّا تربويًّا جليلًا من الشيخ، يدلُّ على ورَعه وصدق التزامه، وحِرصه ونُصْحه.

 

جزى الله عنَّا شيخنا نور الدين عتر خيرَ الجزاء، ولقَّاه يومَ الحساب نضرةً وسرورًا.

 

وكتب

أبو أحمد المَيداني

أيمن بن أحمد ذو الغنى

جُدَّة 28 من جُمادى الأولى 1443هـ

أوَّل أيام كانون الثاني (يناير) 2022م

 

فضيلة الشيخ د. نور الدين عتر رحمه الله تعالى

فضيلة الشيخ د. نور الدين عتر رحمه الله تعالى


إهداءان بخطِّ شيخنا د. نور الدين عتر رحمه الله تعالى شرَّفني بهما

إهداءان بخطِّ شيخنا د. نور الدين عتر رحمه الله تعالى شرَّفني بهما

إهداءان بخطِّ شيخنا د. نور الدين عتر رحمه الله تعالى شرَّفني بهما


شيخنا د. نور الدين عتر في كلِّية الآداب بجامعة دمشق

شيخنا د. نور الدين عتر في كلِّية الآداب بجامعة دمشق

وعن يساره: أستاذنا عاصم بن محمد بهجة البَيطار

وعن يمينه: د. محمد قَباوة، وأستاذنا د. عبد الحفيظ السَّطلي، وأستاذنا د. عمر موسى باشا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • سير وتراجم
  • رسائل
  • إبداعات
  • كتب
  • صوتيات
  • لقاءات وحوارات
  • استشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة