• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنىأ. أيمن بن أحمد ذو الغنى شعار موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنى
شبكة الألوكة / موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى / سير وتراجم


علامة باركود

رحيل الأستاذ المحقِّق محمد أديب الجادر

أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى

عدد الصفحات:26
عدد المجلدات:1

تاريخ الإضافة: 23/7/2023 ميلادي - 5/1/1445 هجري

الزيارات: 6164

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحميل ملف الكتاب

 

 

رحيل الأستاذ المحقِّق

محمد أديب الجادر

(1373- 1444هـ/ 1953-2023م)

 

فُجِعنا صباح يوم الثلاثاء 23 من ذي الحِجَّة 1444هـ، بنبأ وفاة أستاذنا الحبيب وأخينا الكبير الفاضل، الأستاذ الدمشقي المحقِّق أبي وائل محمَّد أديب الجادِر، الذي وافته منيَّته فجرًا، بسكتة قلبية مفاجئة، وهو في تمام صحَّة وعافية!

 

تغمَّده الباري بعفوه ورحمته، وأحسن عزاءنا فيه، وعزاء أسرته وإخوانه، وعارفيه وخُلَّانه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

صلتي به

كنت عرفتُه قديمًا عام 1994م وأنا طالبٌ في السنة الثالثة من دراستي الجامعية، يوم كان أمينًا لقاعة الباحثين في دار الكتب الظاهرية (في بناء المدرسة العادلية، المقابلة لبناء الظاهرية). وتوثقت صلتي به هناك، وبرجُلَين فاضلَين من خاصَّة أصحابه هما الأستاذ مأمون الصَّاغِرْجي والأستاذ عدنان عبدُ ربِّه، وكانوا ثلاثتُهم من العاكفين على الكتب، المشتغلين بالبحث والتحقيق.

 

وكان أوصاهم بي ابنُ دفعتهم أستاذُنا المِفضال د. محمَّد حسَّان الطيَّان صاحب الأيادي الناصعة عليَّ، فلقيتُ من كرمهم وحُسن رعايتهم الكثير، وأشركوني متدرِّبًا في بعض عملهم؛ في مقابلة المخطوطات، ومراجعة تجارِب الطباعة، وفهرسة الكتب، فأفدتُّ من صحبتهم عظيم الفائدة، وتُوِّج ذلك بأن ضمُّوني إلى فريق الموظفين في الظاهرية، التابعة لمَجمَع اللغة العربية بدمشق، ففتحوا لي بذلك بابًا من أبواب المعرفة والاتصال بالكتب والعلماء والأعلام.

 

واستمرَّ عملي في ذَراهم سنتين، ثم تفضَّلوا عليَّ مرَّة أُخرى بأن رشَّحوني للعمل في مكتب التحقيق بمؤسسة الرسالة (مكتب دمشق)، بإشراف شيخنا المحدِّث شعيب الأرنؤوط في عمَّان رحمه الله، وإدارة شيخنا محمد نعيم عِرق سُوسي وأستاذنا إبراهيم الزيبق بدمشق، فكان من ذلك خيرٌ لي وأيُّ خير! فلله الحمدُ على جميل فضله، ولهم جزيلُ الأجر والكِفاء.

 

وعرفت من طريقهم ثُلَّة كريمة من أصحابهم الأفاضل، ممَّن كانوا يتردَّدون إلى الظاهرية للقائهم والاستئناس بهم، من خيار الباحثين المُفيدين المحقِّقين، وعلى رأسهم الأستاذُ إبراهيم صالح، والأستاذُ بسَّام الجابي رحمهما الله تعالى.

 

واستحكمَت صِلَتي بالأستاذ محمد أديب، ولم يُشعرني يومًا إلا أنه صديقٌ صَدوق، وأخٌ كبير وَدود، وبقيت هذه الصِّلة طيِّبةً وثيقةً على مدار السنين، لم يعكِّر صفوَها شيءٌ من اختلاف الرأي، وتبايُن النظر.

 

وكان أرسل إليَّ رسالة صوتية في صباح يوم الخميس آخر أيام شهر رمضان المبارك 1444هـ (20/ 4/ 2023هـ) أخبرني فيها برؤيا رآها واستبشر بها خيرًا، قال: رأيتُ في المنام أني معك في المدينة المنوَّرة عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم [في المسجد النبوي الشريف]، وإذ بالشيخ عبد القادر الأرناؤوط يأتي ويجلس بيننا، ونمضي في أحاديثَ على درجةٍ عالية من الودِّ والمحبَّة. وأعرف أنك تحبُّ الصور، فأطلب من ابن الشيخ أن يصوِّرَنا، ونقف أنا وأنت والشيخ عبد القادر ويتولَّى ابنه تصويرَنا. هذه هي الرؤيا وإن شاء الله تكون خيرًا، ربي يجمعنا بكلِّ رحمة وبركة وود.

 

من صفاته:

عرفتُ في الأستاذ شهامةً ومروءة ظاهرة، وكرمًا وبذلًا بسَماحة نفس وبسطة يد، وبِرًّا بإخوانه ووفاءً لهم، وخَفْضَ جناح ولينَ جانب. وكانت مجالسُه مجالسَ بهجة وأُنس، فهو حاضرُ النكتة والبديهة والإطراف اللمَّاح، مع جرأة في الحقِّ وقوَّة.

 

أذكر له موقفًا فيه شجاعة وجَسارة إبَّانَ عملي في الظاهرية:

كانت قاعاتُ البحث والمطالعة في المكتبة الظاهرية قاعاتٍ مختلطة، يدرس فيها الطلَّاب والطالبات معًا، ويحضِّرون حلَقات بحوثهم لجامعاتهم على اختلاف تخصُّصاتهم. وقد أفضى هذا الاختلاطُ إلى ما لا يُحمَد من نشوء عَلاقات غرام وصِلات هُيام بين الشباب والشوابِّ؛ يجلس الفتى قُبالةَ الفتاة، والطالب بجوار الطالبة للدراسة والبحث، فلا يلبثان أن يتبادلا رسائلَ الإعجاب ثم العشق والوَلَع!

 

وكنَّا نبذل الجهد في ضبط القاعات وإتاحة جوٍّ مناسب للبحث والمطالعة والقراءة قدرَ الإمكان، وقد أعيانا هذا الواقعُ وآلمَنا، فنحن مؤتمَنون على المكان، ومسؤولون أمام الله أوَّلًا ثم أمام أولياء الأمور الذين يُرسلون أبناءهم وبناتهم للدراسة لا للهزل والعبَث! وانتهينا إلى نتيجة قاطعة مُفادها أن الاستمرار على هذه الحال غيرُ مُجدٍ على الطلَّاب والطالبات نفعًا، وسَيؤول بهم إلى دروب الخيبة والضَّياع بدل الفلاح والنجاح!

 

وكان من الصعب جدًّا أن نتوجَّه إلى المسؤولين بطلب رسميٍّ للفصل بين الفريقين في المكتبة، فما كان من الأستاذ أديب إلا أن أخذ الأمرَ على عاتقه، ودخل القاعة الكبرى في الظاهرية، وأعلن على رؤوس الجميع بحزم قرارَ الفصل، جاعلًا القاعةَ الكبرى للطلَّاب، والقاعةَ الصُّغرى للطالبات، وهاجَت القاعتان وماجَتا بأصوات المعترضين والمعترضات، فصاح بهم صيحةً مدوِّية، أن القرار قد صدر من الجهات العليا، ومن لم يعجبه فليُراجع فيه المسؤولين!

 

ولا يخفى أن مثل هذا الصَّنيع لا يجرؤ عليه إلا ذو شَكيمة! واستمرَّ هذا الفصلُ سنوات طويلة، ولا أدري هل بقيَ أو آلَ الحالُ إلى ما كان.

 

وحضَرتُ له موقفًا آخرَ لا يُنسى: يوم زارنا في مكتب تحقيق التراث بمؤسسة الرسالة، بعد انتقالي للعمل فيه، فقد رغب بعدَ لقائه مشايخنا في التعريج على صاحب المؤسسة الأستاذ رضوان دعبول رحمه الله في مكتبه، ودخلتُ معه، وما كِدنا نجلس حتى بدأ الأستاذ دعبول في تقريعه؛ قائلًا له: ألم تجِد سوى دارٍ صاحبُها نصراني لتنشر فيها كتابك الأخير! فأجابه على الفور: ومالي لا أنشر لدى ناشر نصراني يلتزم الأمانةَ في عمله، ويؤدِّي الحقوقَ للمؤلِّفين والباحثين، في حين بعضُ الناشرين المسلمين لا يرعَون أمانةً ولا يؤدُّون حقًّا؟! فبهتَه بجوابه وأسكتَه!

 

وبقي أن أقول: إن الأستاذ أديب أثَريُّ المنهَج، سَلفيُّ المشرَب والهَوى، تأثَّر بالشيخين المحدِّثين الجليلين شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرناؤوط رحمهما الله، ولكن حُبِّب إليه العملُ في تحقيق كتب التصوُّف، وكان يقول: إنها ترقِّقُ القلب، ويراها جزءًا من تراث الأمَّة ينبغي إخراجُه والعناية به، أيًّا كان الموقفُ منه والاختلاف بشأنه!

 

وكنت شرعتُ في مساعدته على مقابلة الأصول الخطِّية لطبقات الصوفية الكبرى لزين الدين المُناوي، حتى وصلنا إلى عبارات فيها غُلوٌّ شديد، وشَطحٌ بعيد، لا يقرُّه الشرع ولا العقل! فاعتذرت إليه وتوقفت عن العمل معه، وتقبَّل عُذري بصدر رحب.

رحم الله أبا وائل وجمعنا به في جنَّات النعيم

إنَّ العينَ تدمع، والقلبَ يحزن، ولا نقولُ إلا ما يَرْضى ربُّنا:

لله ما أخذ ولله ما أعطى، وكلُّ شيء عنده بأجل.

 


سيرته وأعماله

سيرة موجزة:

• ولد الأستاذ محمد أديب بن محمود الجادِر في دمشق عام 1373هـ/ 1953م.

 

• تخرَّج في قسم اللغة العربية بكلِّية الآداب في جامعة دمشق عام 1977م.

 

(ومن زملاء دُفعته عدد من خيار أساتذتنا الأكارم منهم: د. محمد حسان الطيان، ود. يحيى مير علم، ود. علي أبو زيد، ود. محمود سالم محمد، وأ. عدنان عبد ربه وهو الأول على دفعتهم، وأ. أحمد بن سليم الحمَّامي، وأ. عبد الناصر سعيِّد، وأ. غسان كلَّاس).

 

• التحقَ فور تخرُّجه بمكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، واستمرَّ عمله فيه سنتين، متتلمذًا على يد الشيخ شعيب الأرنؤوط رحمه الله.

 

• ثم عمل في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، مدَّة عشر سنوات تقريبًا، ثم استقال.

 

• انتقل للعمل في مَجمَع اللغة العربية بدمشق عام 1992م، فعيِّن أمينًا لقاعة الباحثين في بناء المدرسة العادلية بدار الكتب الظاهرية، التابعة للمَجمَع.

 

• ثم انتقل إلى مقرِّ المَجمَع عام 1998م، وتولَّى أمانة سرِّ عدد من اللجان منها: اللجنة الإدارية، ولجنة المخطوطات وإحياء التراث.

 

• وكان عضوَ لجنة تحقيق تاريخ دمشق لابن عساكر، وشارك في تحقيق أحد أجزائه.

 

• وبقي في عمله بالمجمع إلى تقاعده عام 2013م.

 

• بدأ شغفه في تحقيق التراث عام 1980م، وصدر له أكثرُ من خمسين كتابًا.

 

• توفي بدمشق، فجر الثلاثاء 23 من ذي الحِجَّة 1444هـ، يوافقه 11/ 7/ 2023م.

 

• شُيِّع جُثمانه من مشفى المجتهد بدمشق، وصُلِّيَ عليه بعد صلاة العصر في جامع الإيمان بحيِّ المزرعة، وصلَّى عليه شيخُنا محمد نعيم عِرق سُوسي وألقى كُليمةً في تأبينه، وهو من أصدقائه القُدامى وزملائه في الطلب على الشيخ شعيب، ثم دُفنَ في مقبرة الدَّحْداح.

 

أعماله العلمية:

(مرتَّبةً على حروف المُعجَم)

• الأذكار من كلام سيِّد الأبرار، للنووي يحيى بن شرف (ت 676هـ)، بالاشتراك مع الأستاذين مأمون الصاغرجي وعدنان عبد ربه، دار البشائر بدمشق.

 

• الإرشاد والتطريز في فضل ذكر الله وتلاوة كتابه العزيز، وفضل الأولياء والناسكين والفقراء والمساكين، لعفيف الدين اليافعي (ت 768هـ)، دار الكتب العلمية ببيروت.

 

• أعيان دمشق في القرن الثالث عشر ونصف القرن الرابع عشر، لمحمد جميل الشطِّي (ت 1379هـ)، بالاشتراك مع الأستاذين مأمون الصاغرجي وعدنان عبد ربه، دار البشائر بدمشق.

 

• أُنس المَسجون وراحة المَحزون، لصفي الدين ابن البُحتري الحلبي (كان حيًّا 625هـ)، دار البشائر بدمشق، ثم دار صادر ببيروت.

 

• الأوراد المأثورة ومُنتخَب التوسُّلات، لجمال الدين القاسمي (ت 1332هـ)، دار البشائر بدمشق.

 

• البحر المورود في المواثيق والعهود (العهود الصُّغرى)، لعبد الوهَّاب الشعراني (ت 973هـ)، دار الكتب العلمية ببيروت.

 

• البرق المتألِّق في محاسن جِلِّق، لمحمد بن مصطفى ابن الراعي (ت 1195هـ)، مجمع اللغة العربية بدمشق.

 

• تاريخ دمشق، لابن عساكر (ت 571هـ)، المجلَّد 18، مجمع اللغة العربية بدمشق.

 

• تاريخ الصوفية، وبذيله مِحَن الصوفية، لأبي عبد الرحمن السُّلَمي (ت 412هـ)، دار نينوى للدراسات والنشر بدمشق.

 

• تحرير البيان في تقرير شُعَب الإيمان ورُتَب الإحسان، لمحيي الدين ابن عربي (ت 638هـ)، دار الدقَّاق بدمشق.

 

• تذكرة الأولياء، لفريد الدين العطَّار (كان حيًّا 607هـ)، دار المكتبي بدمشق.

 

• التعرُّف لمذهب أهل التصوُّف، لأبي بكر الكلاباذي (ت 380هـ)، دار نينوى للدراسات والنشر بدمشق.

 

• تعطير المَشام في مآثر دمشق الشام، لجمال الدين القاسمي (ت 1332هـ)، في خمسة مجلَّدات، دار الكمال المتحدة ودار ابن كثير بدمشق. وقد طُبع بأخَرة وتوفي الأستاذ والكتابُ في التجليد، حتى إنه لم يكحِّل عينه برؤية غلافه الذي نُشِرَت صورته يوم وفاته.

 

• تنوير القلوب في معاملة علَّام الغيوب، لمحمد أمين الكُردي الإربلي (ت 1332هـ)، خرَّج أحاديثه وهذَّبه وزاد فيه نجلُه نجم الدين أمين الكردي، اعتنى به محمد أديب الجادر، دار البشائر بدمشق.

 

• جامع الأصول في أحاديث الرسول، لمجد الدين ابن الأثير الجزَري (ت 606هـ)، بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، ساعده الأساتذة مأمون الصاغرجي، وعدنان عبد ربه، ومحمد أديب الجادر، في ثلاثة عشر مجلَّدًا، دار ابن كثير بدمشق.

 

• جامع الأصول في أحاديث الرسول (قسم التراجم)، لمجد الدين ابن الأثير الجزَري (ت 606هـ)، بإشراف الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، الجزء الخامس عشر (حرف الغين – حرف الياء)، دار ابن الأثير ببيروت.

 

• جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام، لمُسلِم بن محمود الشَّيزَري أبي الغنائم (بعد 622هـ)، في مجلَّدين، دار الصفا ودار ضياء الشام بدمشق.

 

• حالة أهل الحقيقة مع الله، لأحمد بن علي الرفاعي أبي العلَمَين (ت 578هـ)، دار صادر ببيروت.

 

• حكايا الصوفية، لمحمد أبو اليُسر عابدين (ت 1401هـ)، بالاشتراك مع الأستاذين مأمون الصاغرجي وعدنان عبد ربه، دار البشائر بدمشق.

 

• خبايا الزوايا فيما في الرجال من البقايا، لشهاب الدين الخَفاجي (ت 1069هـ)، تحقيق ودراسة د. محمد مسعود أركين، اعتنى به محمد أديب الجادر، مجمع اللغة العربية بدمشق.

 

• الدرُّ النفيس من كلام الشافعيِّ ابن إدريس، ديوان الصَّفا لأهل الوَفا، لحسين بن مصطفى الحِصْني (ت 1173هـ)، دار البيِّنة بدمشق. [سيُنشَر قريبًا].

 

• ديوان الجَوهَر النفيس في أشعار الشافعيِّ ابن إدريس، لعبد القادر بن عمر نَبْهان (ت 1331هـ)، قرَّظه: عبد الرزَّاق البَيطار، ومحمد بن محمد المبارك، وأحمد الشِّنقيطي، ومحمد خالد الأتاسي، وأحمد عمر نبهان، دار البيِّنة بدمشق. [سيُنشَر قريبًا].

 

• ديوان الخُبْزَ أُرُزِّي نصر بن أحمد البصري (ت 330هـ)، دار أمل الجديدة ودار الهلال بدمشق. [ملحوظة: في ضبط لقب الشاعر ستَّة أوجه ذكرها ابنُ خَلِّكان في "وَفَيات الأعيان" 5/ 382، عن مقدِّمة الديوان ص5].

 

• ديوان سعد الدين ابن العربي (ت 656هـ)، دار الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي بدمشق. [وكنت صوَّرتُ له نسخته الخطِّية المحفوظة في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، من نسخ مكتبة برنستون في أمريكا].

 

• ديوان محمد سليم الجُندي (ت 1375هـ)، حقَّقه واعتنى به، ولمَّا يُطبَع.

 

• ديوان نجم الدين بن سِوار الدمشقي (ت 677هـ)، مجمع اللغة العربية بدمشق.

 

• رسائل ابن رُشد، لأبي الوليد ابن رُشد الحفيد (ت 595هـ)، قرأه وعلَّق عليه محمد جمال الدين القاسمي، اعتنى به محمد أديب الجادر، دار نينوى للدراسات والنشر بدمشق.

 

• روض الرياحين في حكايات الصالحين، لعفيف الدين اليافعي (ت 768هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ عدنان عبد ربه، وشاركتُ في فهرسة الكتاب، دار البشائر بدمشق. ثم أُعيد نشره مع تكملته "عجائب الآيات المشتملات على غرائب الكرامات" للمؤلِّف، في دار الفتح بعمَّان، في مجلَّدين.

 

• رياض الصالحين من كلام سيِّد المرسَلين، للنووي يحيى بن شرف (ت 676هـ)، بالاشتراك مع الأستاذين مأمون الصاغرجي وعدنان عبد ربه، دار البشائر بدمشق.

 

• زاد المعاد في هدي خير العباد (فهارس الكتاب)، لابن قيِّم الجوزية (ت 751هـ)، بتحقيق الشيخين شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة ببيروت، وبه اشتَهَر وعُرف قديمًا.

 

• شرح كتاب مواقع النجوم للشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي المسمَّى بـ "طوالع منافع العلوم في مطالب مواقع النجوم"، لعبد الله صلاح الدين العشاقي الروحي (ت 1197هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ محمود إيرول قليج، في ثلاثة مجلَّدات، دار نينوى للدراسات والنشر بدمشق.

 

• الصحيح المختار من رياض الصالحين والأذكار للإمام النووي، اختارها بالاشتراك مع الأستاذ مأمون الصاغرجي، دار البشائر بدمشق.

 

• الصُّلح بين الإخوان في حُكم إباحة الدُّخان، لعبد الغني النابُلُسي (ت 1143هـ)، دار نينوى للدراسات والنشر بدمشق.

 

• طبقات الأولياء المكرَّمين رضي الله عنهم أجمعين، لشمس الدين السَّخاوي (ت 902هـ)، دار الفتح بعمَّان.

 

• طبقات الشاذلية الكبرى المسمَّاة "جامع الكرامات العَلِىَّة في طبقات السادة الشَّاذِليَّة"، للحسن بن محمد الكوهن الفاسي الشاذلي المغربي (ت 1347هـ)، دار البيروتي بدمشق.

 

• الطبقات الكبرى المعروف بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار، لعبد الوهَّاب الشعراني (ت 973هـ)، ومعه الطبقات الوسطى والصُّغرى للمؤلِّف، في خمسة مجلَّدات، دار ضياء الشام بدمشق.

 

• الطيوريات، من انتخاب أبي طاهر السِّلَفي (ت 576هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ مأمون الصاغرجي، دار البشائر بدمشق.

 

• الكامل في التاريخ، لعزِّ الدين ابن الأثير الجزَري (ت 630هـ)، المجلَّدان السادس والسابع، وقد أنجز تحقيقَ الكتاب كاملًا فريقٌ من الباحثين (منهم: د. محيي الدين مستو، ود. عمَّار النهار، والأستاذ أكرم البوشي، والأستاذ مأمون الصاغرجي، والأستاذ عدنان عبد ربه، ود. محمود الحسن)، ويقوم على فهرسته الأستاذ مأمون الصاغرجي، وسيصدر عن دار ابن كثير بدمشق، في نحو عشرين مجلَّدًا.

 

• كنوز الأولياء ورموز الأصفياء، لمُحرَّم بن محمد القسطموني (بعد 1010هـ)، دار المكتبي بدمشق.

 

• الكواكب الدرِّية في تراجم السادة الصوفية، وهو طبقات الصوفية الكبرى، لزين الدين المُناوي (ت 1031هـ)، ومعه الطبقات الصُّغرى المسمَّى "إرغام أولياء الشيطان بذكر مناقب أولياء الرحمن" للمؤلِّف، في ستة مجلَّدات، دار صادر ببيروت.

 

• الكواكب المنيرة المجتمعة في تراجم المجتهدين الأئمَّة الأربعة، لإسماعيل بن محمد العَجلوني (ت 1162هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ أحمد بن سهيل المشهور، دار الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي بدمشق. وهو مشتمل على أربعة كتب هي: عِقْد اللآلئ والمَرجان في ترجمة الإمام أبي حنيفة النعمان، وتسهيل المَسالك بترجمة الإمام مالك، وتاج الملوك النفيس بترجمة الإمام الشافعي محمد بن إدريس، وعِقْد اللآلئ والزَّبَرجَد في ترجمة الإمام الجليل أحمد. حقَّق الأستاذ أديب ترجمتَي أبي حنيفة والشافعي، وحقَّق الأستاذ المشهور ترجمتَي مالك وأحمد.

 

• اللُّمَع، لأبي نصر السرَّاج الطُّوسي (ت 378هـ)، دار الفتح بعمَّان.

 

• المُختار في مناقب الأخيار، لمجد الدين ابن الأثير الجزَري (ت 606هـ)، بالاشتراك مع الأستاذين مأمون الصاغرجي وعدنان عبد ربه، في ستة مجلَّدات، دار ابن كثير بدمشق.

 

• مختصر الدرَّة الفاخرة فيما انتفعتُ به في طريق الآخرة، لمحيي الدين ابن عربي (ت 638هـ)، دار الفتح بعمَّان.

 

• مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل، لابن حزم الظاهري (ت 456هـ)، دار البشائر بدمشق.

 

• مقالات الأدباء ومناظرات النجباء، لعلي بن عبد الرحمن الغرناطي (كان حيًّا 762هـ)، دار البشائر بدمشق.

 

• مكاشفة القلوب المقرِّب إلى علَّام الغيوب، المنسوب إلى أبي حامد الغزالي (ت 505هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ عدنان عبد ربه، دار البشائر بدمشق.

 

• مناقب الأبرار ومحاسن الأخيار، للحسين بن نصر ابن خميس (ت 552هـ)، في مجلَّدين، مركز زايد للتراث والتاريخ بأبو ظبي.

 

• مناقب أبي حنيفة وتلاميذه أبي يوسف ومحمد رحمهم الله، لمُحرَّم بن محمد القسطموني (بعد 1010هـ)، دار المكتبي بدمشق.

 

• المنبِّهات على الاستعداد ليوم المَعاد، لابن حجَر العسقلاني (ت 852هـ)، دار اقرأ بدمشق.

 

• المَواقف والمُخاطبات، للنفَّرِي محمد بن عبد الجبَّار (ت 354هـ)، دار نينوى للدراسات والنشر بدمشق.

 

• النجوم الزَّواهر في معرفة الأواخر، لشهاب الدين ابن اللبُّودي (ت 896هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ مأمون الصاغرجي، مجمع اللغة العربية بدمشق.

 

• نفحات الأُنس من حضَرات القُدس، للمُلَّا نور الدين الجامي (ت 898هـ)، دار الكتب العلمية ببيروت.

 

• نهاية السُّول في خصائص الرسول محمد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلَّم، لمجد الدين ابن دِحية (ت 633هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ مأمون الصاغرجي، دار البشائر بدمشق.

 

• الوحيد في سلوك طريق أهل التوحيد، والتصديق والإيمان بأولياء الله تعالى في كل زمان، لجمال الدين القُوصِي المعروف بابن نُوح (ت 708هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ أحمد بن سهيل المشهور، دار الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي بدمشق. وهو آخر ما كان يعمل على تحقيقه، وقد قاربَ الانتهاء، وتوفي وقد سهر إلى الفجر عاكفًا عليه، رحمه الله تعالى وغفر لنا وله.

 

أسرته وشهادات عارفيه

أسرته:

أخته: مؤمنة بنت محمود الجادر، ولدت بدمشق عام 1944م، وهي أمُّه الثانية، ومن أحبِّ الناس إليه، تعيش معه في بيته ويلازمها وتلازمه، ويحنو عليها ويرعاها، ولا يخاطبها إلا بما تحبُّ من كلمات تفيض عذوبةً ولطفًا.

 

زوجتاه:

زوجته الأولى: أمُّ وائل مَسَرَّة بنت محمد بشير الصيَّاد، ولدت بدمشق عام ١٩٥٣م، تزوَّجها الأستاذ 1980م. تخرَّجت في كلِّية العلوم بجامعة دمشق، قسم الرياضيات عام 1981م، وعملت معلِّمة سنوات. وله منها أربعة أولاد؛ ثلاثُ بنات وابن.

 

وزوجته الأُخرى: أمُّ المُغيرة نِبال بنت صلاح صُبح، ولدت بدمشق عام 1975م، تزوَّجها عام 2021م. تخرَّجت في كلِّية الآداب بجامعة دمشق، قسم اللغة العربية عام 2004م، وحصلت على دبلوم تأهيل تربوي 2006م، ثم على الماجستير من قسم البلاغة والنقد 2015م في موضوع (النقد التطبيقي في القرن السادس الهجري) بإشراف الصديق د. شلاش قدَّاح، وتحضِّر حاليًّا رسالةَ الدكتوراه بعنوان (النقد الأدبي في كتب تراجم القرن السابع الهجري في المشرق) بإشراف د. حسين الزعبي. وهي معلِّمة متميِّزة في مرحلة التعليم الأساسي.

 

أولاده:

غِفار بنت محمد أديب الجادر، من مواليد دمشق عام 1983م، تخرَّجت في كلِّية العلوم بجامعة دمشق، قسم إحصاء رياضيات عام 2005م، بتقدير ممتاز مع وسام التفوُّق، ونالت في مراحل دراستها ثلاثَ مِنَح لتفوُّقها، وحصلت على دبلوم تأهيل تربوي 2006م. تزوَّجها المَخبَريُّ الكيميائي مروان خرزم عام 2006م، ولديهما ابنان وابنتان.

 

وغِنى بنت محمد أديب الجادر، من مواليد دمشق عام 1984م، حافظة لكتاب الله تعالى، تخرَّجت في كلِّية العلوم بجامعة دمشق، قسم أحياء دقيقة عام 2005م، وحصلت على دبلوم تأهيل تربوي 2007م. تزوَّجها الطبيبُ إبراهيم الحِمصي عام 2007م، ولديهما ابنان وابنتان.

 

ومي بنت محمد أديب الجادر، من مواليد دمشق عام 1988م، تخرَّجت في كلِّية الاقتصاد قسم تجارة واقتصاد عام 2011م، تزوَّجها الأخ خالد ساميَّة المتخصِّص في التجارة والاقتصاد أيضًا عام 2018م، ولديهما ابنان.

 

ووائل بن محمد أديب الجادر، من مواليد دمشق عام 1990م، حاصل على شهادة معهد كهرباء، تزوَّج عام 2016م الأخت رهف الشيخ، ولديهما ابن وابنة.

 

شهادات عارفيه:

● أبدأ هذه الشهادات بما خطَّته يراعةُ زوجه الفاضلة الأستاذة نِبال بنت صلاح صُبْح:

كانت عيشةُ أبي وائل رحمه الله مثلًا فريدًا فذًّا؛ فكان يُؤثِرُ مرضاة الله تعالى وثوابَه، ويشتري الآخرةَ بالدنيا، ويسعى للآخرة سَعْيَها.

 

أديبٌ أريب، مُرهف الحسِّ، رقيقُ الشُّعور، يصل الرَّحِم، يَحْدَبُ على المساكين حَدَبًا شديدًا، يحمل في جوانحه قلبَ أسد، وتسير في عُروقه عَزمةُ مارد، مع رقَّة العاطفة وكثرة البِرِّ بوالدَيه، والحبِّ الشديد لأولاده وأخيه وأخَواته وأولادهم وأزواجهم، والمحبَّة والودِّ لزوجَيه.

 

تفعل الكلمةُ الطيِّبة فعلَها فيه، كيف لا وهو يردِّد دومًا ﴿مَثَلُ كَلِمةٍ طَيِّبةٍ كشَجَرةٍ طَيِّبة﴾، ويقدِّر حُسنَ ردود الأفعال. يُمضي أوقاتًا، مع شدِّة حِرصه على الوقت، يُصلح بين الولد وأبيه، وبين الأخ وأخيه، وبين الزوج وزوجته، وكلَّما ألمَّ بقريب أو صديق أو جار أو أحد المعارف ما يملأ القلبَ غيظًا، ويُسخِنُ الفؤادَ حنَقًا، لجأ إليه ليستمعَ إلى نُصحه، ويُصِيخَ إلى قوله؛ فأحاديثُه وقصصه ومواساته وإرشاداته تغرسُ السَّكينة وتشدُّ العَضُد.

 

وفي كلِّ مجلس يتزاحمُ الحاضرون حوله؛ الكبارُ يريدون الاستئثارَ بأحاديثه الراقية الحاثَّة على التواصي بالصبر والمَرحَمة، أو الباعثة على الضَّحك من الأعماق للترويح عن القلوب. والصِّغارُ يريدون كلمةً تعزِّز من قيمة ذواتهم، وتحفِزُهم إلى العمل، ويرغبون بابتسامة تُشعِرهم بأن لهم مكانةً في قلب أديب.

 

وفَّقَه الله للعمل الصالح، وحبَّب إليه تطبيقَ السنَّة النبوية الشريفة في شؤون حياته كلِّها:

في الأكل: يأكل ما حَضَر، وما عابَ طعامًا قطُّ.

 

في الشُّرب: يحبُّ الشَّرابَ الحُلوَ؛ لأن المُصطفى صلى الله عليه وسلم كان يحبُّه.

 

في اللباس: يَلبَسُ ما سَتَر، ولا يتخلَّى عن الثَّوب حتى يَبْلى ويَخْلُق، وكم لبِسَ الثَّوبَ بعد رَفْئِه!

 

في الصلاة: إذا ابتلَّت النعالُ عند اشتداد المطر صلَّى في رَحْله، وإذا اشتدَّ الحرُّ أخَّر صلاةَ الظهر حتى الإبراد.

 

في صلاة الجمعة: يغتسل ويتطيَّبُ بطِيب أهل بيته، ويبكِّر إلى المسجد.

 

في الطريق: يعطي الطريقَ حقَّه، ويسير في الظلِّ.

 

في الكلام: كان رطبَ اللسان بذِكر الله، يُكثر من التهليل والتسبيح.

 

في الغضب: يكظِمُ غَيظَه، ويُكثر من الاستغفار والتَّرجيع [قول: إنا لله وإنا إليه راجعون].

 

في العِتاب: يُخلص النصحَ ويعِظُ الموعظةَ الحسنة.

 

في مقابلة الجهل: يلزَمُ الحِلمَ، ويدعو بالصَّلاح.

 

في مجلسه: لا يكاد يُخليه من فائدة نفيسة، أو نادرة غريبة، أو فكرة مفيدة، أو نكتة لطيفة.

 

في خُلقه: كان ذا خُلق رفيع، شَفوقًا رحيمًا عَطوفًا، وكان يُصْفِينا كلَّنا الودَّ، ويَمحَضُنا جميعًا الوِداد.

 

في أعماله اليومية: يحرِصُ على الطاعة والعبادة، والسَّماحة والبِرِّ، والانكباب على الكتب مطالعةً وتحقيقًا.

وكان يلتمس العُذرَ للجميع؛ فإن لم يكن عُذرٌ التمسَ أعذارًا، وقال: لكلِّ إنسان ظروفُه.

 

وكان يحثُّنا على البِرِّ، فبِرِّي بأمِّي مقدَّم على حقوقه، وبِرُّ أولاده بأمِّهم مُقدَّم على بِرِّه هو؛ لأنها الأمُّ وحقُّها أعظم. وزواجه الثاني الذي كان يبحث عنه وتَتُوق إليه نفسُه، أراده أن يكونَ وِئامًا وأُلفةً وجمعًا للأسرة، ولا يقول عن الضَّرَّة إلا كلمة أُخت؛ أُختُك أمُّ وائل، أُختُك نِبال. وبيتُه الأوَّل له الأوَّلية في كلِّ شيء، وهذا بالاتفاق والتراضي، بل كان ممَّا يزيد تمسُّكي به، والحِرص على صُحبته، وكان يقدِّر لي ذلك أيَّما تقدير.

 

وقد أحبَّ الموسيقا الراقية، وله ذوقٌ رفيع في اختيار اللوحات الفنية الجميلة وتعليقها.

 

كان وكان، والآن صار إلى رحمة الرحيم الديَّان؛ مَن كان يرجو رحمتَه ويخشى عذابَه، ويتضرَّع إليه أن يتقبَّل منه عملًا أو كتابًا، أو جملةً أو كلمةً أو حرفًا.

 

أصبحتُ أرملةً أنا وأختي أمُّ وائل، مثلَ اللَّواتي كان يتفقَّدُ أحوالهُنَّ، ويسأل الله لهُنَّ السَّتْر في الدارين. فيا الله اغفِر لزوجي أبي وائل وارحَمه، واعفُ عنه وعافِه، وأكرِم نُزُلَه، ووسِّع مُدخَلَه، واغسِله بماءٍ وثلج وبَرَد، ونقِّه من الخَطايا كما يُنقَّى الثَّوبُ الأبيض من الدَّنَس، وأبدِله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وقِهِ فتنةَ القبر وعذابَ النَّار، واجمَعنا به في جنَّات النعيم، مع النبيِّين والصدِّيقين. وألهِمني اللهمَّ التجلُّدَ والصبر، وأعنِّي على ذِكرك وشُكرك وحُسن عبادتك، ووفِّقني للسَّعي لآخرتي، واجعلني من المَقبولين.

 

● وكتب الأستاذ الشيخ أحمد بن سليم الحمَّامي في رثائه:

رحم الله الأستاذ المحقِّق محمد أديب الجادر أبا وائل رحمةَ الأبرار الأخيار. كان الوفاءُ شيمةً له في زمن قلَّ فيه الوفاء، بسَّامَ المُحَيَّا، جميلَ المنطق، حلوَ العبارة، يُضفي على المجلس والمُجالِس البهجةَ والسرور.

 

أحبَّه الناس وأحبَّهم، يسعى في خدمة الآخرين؛ باذلًا معروفه بأيسر طريقة دون مَنٍّ ولا أذى، وترك في نفوس أصدقائه وأحبابه أجملَ انطباع، وتراه على طوله الفارع تحسَبه فظًّا غليظ القلب، وإذا به عُجِنَ باللطفِ ودماثةِ الخُلق، مع سرعة بديهة وحُسن جواب.

 

ما رأيته أغضبَ أحدًا، وإن كان فعل كان يسارع لإرضائه والمبادرة بالاعتذار، نفسُه كانت هيِّنة عليه، في سبيل إرضاء مَن حوله وإسعادهم.

كان كثيرَ الإنتاج في عالم الكتب والمخطوطات.

 

أسأل الله أن يثقِّلَ ميزانه بما بذل، وأن يجعلَ ما أصابه تكفيرًا لسيِّئاته، ورفعًا لدرجاته، وأن يرحمَنا إذا صِرنا إلى ما صار إليه.

 

عزائي لأهله وذويه وأصحابه، وأعزِّي نفسي على فَقْدِ صاحبٍ من أعزِّ أصدقائي وأصحابي، ومن أقربهم إلى نفسي. بل إنني أقول: إننا على بُعد الديار والمنزل ما كنَّا نفترق بأرواحنا ورسائلنا.

ثم إني أقول كما قال الأوَّل:

 

وما كان قيسٌ هُلكُه هُلكَ واحدٍ
ولكنَّه بنيانُ قومٍ تَهَدَّما

 

اللهم ارفع درجته في المَهديين، واخلُفه في عقبه في الغابرين، واجعله من ورثة جنَّة النعيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكلُّ أناسٍ سوفَ تدخُلُ بينَهُم
دُوَيهِيَةٌ تصفَرُّ منها الأنامِلُ

 

 

● وكتب أستاذنا د. محمد حسان الطيَّان:

صديق العمر الأستاذ المحقِّق محمد أديب الجادر في ذمَّة الله.

رحمك الله أبا وائل، ما كان أجملَ وُدَّك، وأطرفَ مجلسَك، وأوفى صحبتَك.

لم تغيِّرك الأيام على تباعُد المكان والزمان.

كنت الأخَ والصديق والصاحبَ الأمين، والصالحَ البارَّ الكريم.

ولا أزكِّي على الله أحدًا.

أكرم الله نزُلَك، وجعلك في علِّيين.

وجزاك عمَّا قدَّمتَ وأحييتَ من تراث الأمَّة خيرَ الجزاء وأوفاه.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

● وكتب الشيخ د. أحمد فؤاد شُمَيس:

محمد أديب الجادر أبو وائل رفيق العمر، وصديق الدرب، والأخ الوفي..

مضى اليوم إلى ربِّه، راضيًا مرضيًّا، بهدوئه ونقائه وصفائه.

 

أمضى عمره في العلم والتعليم، وله بصمةٌ واضحة في التحقيق والتدقيق؛ فقد أخرج الكثير من الكتب المفيدة، التي يحتاج إليها طلَّاب العلم، بل يتلقَّفُها كبار العلماء.

 

كان حُرًّا أبيًّا صادقًا، لم يخَف ولم يجبُن ولم يُهادِن ولم يُمالئ، بل بقيَ رجلًا يوم عزَّ الرجال. كانت بيني وبينه خاصيَّات لا يعرفها إلا القليل.

رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنَّاته.

 

● وكتب الأخ الحبيب الشيخ محمَّد وائل الحنبلي:

رحمةُ الله وبركاتُه عليك أيها الأستاذُ المحقِّق محمد أديب الجادر.

 

خلالَ دراستي في الثانوية كنتُ أُكثِرُ التردُّدَ إلى المكتبة الظاهرية أيامَ الامتحانات، فإذا أردتُّ الخروجَ عن جوِّ المذاكرة والمراجعة دخلتُ المكتبةَ العادلية، وكان الدخولُ إليها خاصًّا بالباحثين وطلَّاب الدراسات العليا، وهناك عرَفتُ أستاذًا تهابُه - من بُعدٍ - العَين، ولكن ما إنْ تُجالِسه حتى تألفه النفسُ ويذهب عنها البَين، فكان أوَّلَ سؤال سألَنِيه رحمه الله: مَن شيخُك؟ وهو سؤالٌ يدلُّ على ذكاءٍ وفِراسة. فقلتُ له: المفسِّر الأديبُ الشيخ أحمد نصيب المحاميد، فقال: «هذا شيخنا كلُّنا، وهو بقيَّةُ السلف الصالح في بلدتنا»، ثم صار بيني وبينَه وُدٌّ وأُلفة.

 

ومضَت الأيامُ وصِرتُ أتردَّد إلى مَجمَع اللغة العربية بدمشقَ؛ لأشتريَ مجلَّتَه لأحدِ شيوخي الهنود المحدِّث الفقيه حبيب الله بن علي قُرْبان المَظاهري، أو للاطِّلاع على مكتبتها والمخطوطات المحفوظة فيها، فكان الأستاذُ الجادر هو الذي يُساعدني في ذلك، بل ويُقدِّم لي بعضَ الكتب والمطبوعات هديةً، ثم كان السببَ في توطيد العَلاقة والمحبَّة بأمين مكتبة المَجمَع إذ ذاك الأستاذِ خير الله الشريف حفظه الله.

 

وفي إحدى ليالي دمشقَ السَّالفةِ الأنيسة: زارني كوكبةٌ من أهل التحقيق والعلم في داري بحيِّ العُقَيبة بدمشق، فكان الأستاذُ الجادر أحدَهم، وكانت ليلةً لا تُنسى، وممَّا قاله لي ليلتَها: «أنا أُحبُّ البيوتَ القديمة، وأشعر فيها ببركة الصالحين الذين سَكَنوها، والعلماء الذين كانوا فيها».

 

ثم توالت الزياراتُ العائلية في بيته، وكذلك خلالَ عملِه بالمَجمَع في غُرفة مكتبه.

 

أقول هذا الكلامَ موقنًا بأني لم أكن في مستوى صُحبته سِنًّا ومعرفة، وإنما يَستشِفُّ القارئُ ممَّا سبق مدى أخلاقه النبيلة، وطِيب سَجاياه الحَميدة.

 

كان بحقٍّ أُنسًا لمُجالِسه، ذا مِزاح لطيف، يَشُوبه صوتٌ أجشُّ، قد لا يُدرك مُستَمِعُه أنه يُلاطفه أو يُمازحه ما لم يُدرِك طبعَه.

 

وعند صدور تحقيقي لكتاب: "شمائل النبيِّ صلى الله عليه وسلم" أظهر سرورًا وفرحًا، وأثنى عليه أمامَ والدي ثناءً عاطرًا، وأنا على ثقةٍ أنه ما فعل ذلك إلا لرفع عَزيمَتي واستنهاض هِمَّتي، وهذا من تواضُعه وسلامة صدره، من الحسد وآفات أصحاب المِهنة الواحدة!

 

الكلُّ يعرِفُ تفرُّغَه للتحقيق ونشر التراث، أحبَّ كتبَ التراجم والتواريخ، وقد كتب عددٌ من الأساتذة ترجمةً وتعريفًا به، وبالكتب التي اعتَنى بها، ولكنِّي أقول متمِّمًا لهم:

إن تفرُّغَه للبحث العلمي لم يكن ليَصرِفَه عن حضور صلاة الجماعة قدرَ استطاعته، ولم يكن عملُه في تحقيق التراث يُبعده عمَّا يجري في بلدِه خاصَّةً، وعن أحوالِ المسلمين عامَّةً، كان والله يعيش بألم وحُرقة لِما يَمرُّ على الأُمَّة من مِحَنٍ وبلاء، كان يُخفي تحت بسطة جسدِه وجُشَّةِ صَوتِه قلبًا رقيقًا، ورُوحًا لطيفة، كان يتمثَّل في ذلك حديثَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «المُسلم أخو المُسلم»، لا يعرفُ تبلُّدَ المشاعر، ولا وَهْنَ الأحاسيس.

 

أبوحُ بهذا الكلام وهو الوحيدُ الذي أخبرتُه بعَزْمي على الخروج من دمشق، ثم جاءني بعد صلاة الجمعة إلى داري بحيِّ العُقَيبة، والدمعةُ والله في عينَيه، فودَّعَني وودَّعتُه، وكان ذلك آخرَ اجتماعٍ بيني وبينَه، في منتصف شهر رجبٍ سنة 1432هـ.

 

وأقول اليومَ في كلمة رثائه: «اللقاءُ والموافاةُ يومَ القيامة، وفي أعالي الجنَّة إن شاء الله تعالى، فما أحبَبتُك إلا لله، ولا أحبَبتَني إلا لله، رحمك الله، وجعلك في جنَّات النعيم أبا وائل».

 

وختامًا أقول لأبنائه وأسرته: هنيئًا لكم ذاك التراثُ المطبوعُ الذي تركه والدُكم، وأغبِطُكم على تلك السُّمعة والمكانة التي عُرفَ بها أبوكم، وأحسنَ الله عزاءَكم، وأعظم أجرَكم، وغفر لميِّتكم، وألهمكم الصَّبرَ والسُّلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

وكلُّ الشكر للأستاذ المُبدِع الوفي أيمن ذو الغنى حفظه الله تعالى، الذي أتاح لي وأكرمني بالكتابة عن فقيدنا رحمه الله.

 

● وأبَّنَه شيخُنا محمد نعيم عِرق سُوسي قبيل الصلاة عليه في جامع الإيمان، بمَرثِيَة واعِظة، وممَّا قاله فيها:

أوصانا النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صلَّينا على الميِّت أن نُخلصَ له الدعاء، ومَن نصلِّي عليه الآن هو أخٌ لنا وحبيب إلى قلوبنا، وصديقنا وصاحبنا وجارنا، وعرفناه منذ مدَّة طويلة. عاش حياته كلَّها مع العلماء الكبار، مع علماء الإسلام في مؤلَّفاتهم ومصنَّفاتهم، وذِكر أخبارهم وحكاياتهم وقصصهم، وعاش حياةً نظيفة وجميلة بصحبة هؤلاء الكبار، كانت حياته كلُّها موفورةً على تحقيق هذه الكتب المفيدة النافعة، التي أسأل الله أن يجعلَها في ميزان حسناته.

 

طبعًا نحن لا نزكِّي على الله أحدًا، ولكن نقول ما نعرفه من هذا الرجل الطيِّب الفاضل، الذي عاش هذه الحياة المباركة، وترك أولادًا صالحين بفضل الله تعالى. وكان ممَّن يُلازم المسجد، ويحافظ على صلاة الجماعة في المسجد، وخاصَّة صلاة الفجر؛ كان لا يدَعُ صلاة الفجر في هذا المسجد أبدًا، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتُم الرجلَ يعتاد المساجد فاشهَدوا له بالإيمان) [حديث ضعيف]، وقال صلى الله عليه وسلم: (سبعة يُظلُّهم الله في ظلِّ عرشه، يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه) وذكر منهم: (رجل قلبه معلَّق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعودَ إليه).

 

فأسأل الله تعالى أن يكون هذا عزاءنا في هذا الرجل الفاضل، في أخينا الأستاذ محمد أديب الجادر رحمه الله تعالى، أسأل الله أن يجعلَه في علِّيين، وأن يجعلَه مع النبيين والصدِّيقين، والشهداء والصالحين، وأن يُكرمَ أهله وذويه بالصبر والرضا والسُّلوان، يا أكرم الأكرمين، يا أرحم الراحمين. وأقول لهم: أعظمَ الله أجركم وغفر لميِّتكم، وأحسن عزاءكم.

 

● وأختم هذه الشهادات بكلمة مُبينة كتبها أستاذنا المحقِّق المؤرِّخ الأديب إبراهيم الزيبق قال فيها:

سأفتقد صوتكَ أبا وائل..

 

لم تعُد تجمعنا اللقاءاتُ إلا على فترات متباعدة، ولكنَّ صوتك كان يتخطَّى المسافات، ويدخل عليَّ في عُزلتي، وأوَّل ما يصلُ إلى أذني منه كلمةُ "كيفك" بصوتك الأجشِّ، تتبعها بضحكتك المجَلجِلة.

 

كان في صوتك على خُشونته دِفءُ الصداقة الحميمة وعذوبتُها، وتسترسلُ في الحديث تتسابق الكلماتُ تريد أن تعرفَ عنِّي كلَّ شيء في فترة انقطاعنا؛ الأولاد وصحَّتهم واحدًا واحدًا، وأحوالي وماذا أكتب. وتضحكُ من مراوغَتي في الجواب عن سؤالك الأخير.

 

كنتَ أكثرَنا شبابًا وقوة، ونحن على أعتاب السبعين، وكنتَ أصدقَنا ابتسامة، وبرغم ملامحك الصارمة كان لك قلبٌ في وداعة طفل.

 

ولا تحلو مجالسُنا إلا بحضورك البهيِّ، ونِكاتك التي تنسابُ من فمك كشلَّال عذب، تجعلنا أحيانًا نخرج عن وَقارنا، ونسترسل في الضَّحك، وأنت هادئ لا تكاد تبتسم.

 

وكم كنتَ تحتمل على سبيل المِزاح من جوارح الكلام ما لا يحتمل غيرُك أقلَّه؛ ضَنًّا بالصداقة، ولا تفارق شفتَيك الابتسامة، وقلبَك الرضا، على شدَّة حساسيتك ورهافتك.

 

ويوم كتبتُ كلمةً في رثاء أخينا بسام الجابي، هتفتَ لي مُثنيًا عليها، وقلتَ مُداعبًا: هل ستكتب رثاءً في كلِّ أصدقائك؟ قلتُ: افعَلها أنتَ ولا عليك. وضَحِكنا.

 

وها أنت قد فعلتَها. وما شعَرتُ مرَّة بثِقَل القلم في يدي حين أكتب، كما أشعر الآن! صدِّقني لا يُطاوعني قلمي أن أقولَ: رحلتَ! فأنت دائمًا بيننا بقامتك الفارعة، وابتسامتك الودود، وقلبك الطيِّب. رحمك الله رحمك الله.

 

 

تمَّت

كتبها:

أبو أحمد المَيداني

أيمن بن أحمد ذو الغنى

الرياض 27 من ذي الحِجَّة 1444هـ

 

● نُشِرت مختصرةً في جريدة (البصائر) الجزائرية الأسبوعية العريقة، العدد رقم (1175)، بتاريخ الأحد 28 من ذي الحِجَّة 1444، 16 تموز/ يوليو 2023، الصفحة 17. وهي صحيفة ورقية توزَّع في أرجاء الجزائر، تصدُر عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وتُعَدُّ لسانَ حال الجمعية الناطق. وكان أسَّسها العلَّامةُ المجاهد عبد الحميد ابن باديس عام 1354هـ/ 1935م، أي قبل تسعين عامًا، رحمه الله تعالى.

 

مصادر الترجمة:

♦ مراسلات مع زميلَيه في الطلب والعمل، ورفيقَي دربه، وشريكَيه في كثير من كتبه، الأستاذين مأمون الصاغرجي وعدنان عبد ربه بارك الله فيهما.

 

♦ ترجمة ذاتية مختصَرة للمترجَم له، في رسائلَ صوتية أرسلها إلى صديقنا الأستاذ المؤرِّخ أحمد العلاونة بطلب منه، وَقَفَني عليها مشكورًا.

 

♦ فهارس مكتبة شيخنا عبد العزيز ابن قاسم، زوَّدني بها أخي الشيخ الحافظ الجامع وئام بدر، جزاه الله خيرًا.

 

♦ التواصل مع زوجه الفاضلة الأستاذة نِبال بنت صلاح صُبْح، وولدَيه الكريمين ابنه وائل، وابنته غِنى وفقهما الله.

 

الأستاذ محمد أديب الجادر رحمه الله تعالى

 

في دار الكتب الظاهرية بدمشق (المدرسة العادلية) عام 1994م

من اليمين: الأساتذة نادر شرابي، عدنان عبد ربه، أديب الجادر، د. عادل دياب

وفي الخلف: أيمن ذو الغنى، د. فارس علاوي

 

إهداء بخطِّ الأستاذ محمد أديب الجادر لكاتب الترجمة

في معرِض الكتاب بالرياض، جُمادى الأولى 1436هـ (آذار 2015م)

من اليمين: أيمن ذو الغنى، أديب الجادر، الشيخ أحمد الحمَّامي، الشيخ نظر الفاريابي





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • سير وتراجم
  • رسائل
  • إبداعات
  • كتب
  • صوتيات
  • لقاءات وحوارات
  • استشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة