• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ احمد الزومان الشيخ أحمد الزومان شعار موقع الشيخ احمد الزومان
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية


علامة باركود

لنجعل خلافنا خلافا من غير عداوة

لنجعل خلافنا خلافا من غير عداوة
الشيخ أحمد الزومان


تاريخ الإضافة: 19/12/2012 ميلادي - 5/2/1434 هجري

الزيارات: 16673

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لنجعل خلافنا خلافا من غير عداوة


الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18] أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ

 

خلق الخلق متباينين في عقولهم وفهمهم فيترتب على ذلك تباينهم في مواقفهم وفي هذه الخطبة أذكر نفسي وإخوتي عموماً وطلاب العلم خصوصا ببعض الضوابط التي يجب أن لا نغفلها حينما تختلف اجتهاداتنا حتى يكون خلافنا خلافا من غير عداوة.

 

لا ننسى حين الخلاف أن المسلم الذي يبذل وسعه في الاجتهاد مع تأهله له مأجور سواء أصاب أو أخطأ فعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر " رواه البخاري (7352) و مسلم (1716) فكيف نعتب على شخص أو نعاديه في أمر هو مأجور فيه عند ربه فلا أقل من أن نعذره.

 

الاجتهادات قد تتغير والآراء قد تختلف فلنعتدل في مواقفنا مدحاً و قدحا يقول ربنا تبارك وتعالى في حق الكفار ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الممتحنة: 7] فالمبغض قد يكون محبوبا فتتبدل النفرة والاختلاف إلى محبة ووفاق فإذا كان هذا في الكافر فكيف بالمسلم الموحد.

 

فلنعتدل في حبنا وبغضنا فيمن نوافق ونخالف فعن علي - رضي الله عنه - قال: "أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا" رواه مسدد المطالب العالية (2753) وابن أبي شيبة (35876) وأحمد في السنة (1394) وهو ثابت بمجموعه وروي مرفوعا للنبي - صلى الله عليه وسلم - لكن قال الترمذي في جامعه (1997) والدارقطني في علله (1436) لا يصح رفعه والصحيح عن علي - رضي الله عنه - موقوفا.

 

وعن أسلم مولي عمر قال: قال لي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - "يَا أَسْلَمُ لَا يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفًا، وَلَا يَكُنْ بُغْضُكَ تَلَفًا"، قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: "إِذَا أَحْبَبْتَ فَلَا تَكْلَفْ كَمَا يَكْلَفُ الصَّبِيُّ بِالشَّيْءِ يُحِبُّهُ، وَإِذَا أَبْغَضْتَ فَلَا تَبْغَضْ بُغْضًا تُحِبُّ أَنْ يَتْلَفَ صَاحِبُكَ وَيَهْلِكَ" رواه معمر في جامعه (20269) وإسناده صحيح.

 

فمن أسرف في الحب أو البغض ربما ندم واستحيي من بعض ما صدر منه فالقصد القصد

 

وَأَحْبِبْ إذَا أَحْبَبْتَ حُبًّا مُقَارِبًا
فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى أَنْتَ نَازِعُ
وَأَبْغِضْ إذَا أَبْغَضْتَ بُغْضًا مُقَارِبًا
فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى أَنْتَ رَاجِعُ

 

حينما نختلف مع إخواننا لا ننسى أن العبرة ليست بالحال إنما بالمآل فمن صبر وأتقى الله ولم يعمل بما تمليه عليه نفسه كانت العاقبة له في الدنيا والآخرة ﴿ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 90] فجعل الله العاقبة لنبيه يوسف - صلى الله عليه وسلم - بتقواه وصبره حينما نتعامل مع من يخالفنا من إخواننا لا يكن نظرنا محصورا في مواطن الخلل بل ننظر إلى الجوانب الحسنة فيهم وبذلهم وتضحيتهم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ " رواه مسلم.

وقد قيل ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلّها
كفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه

 

يجب العدل مع من نختلف معهم فلا نستر الحسن من قول و فعل و ما عندهم من أدلة بنوا عليها آراءهم ولا نحرف كلامهم أو نقتطع منه ما يغير معناه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8].

 

فالفجور في الخصومة من صفات المنافقين فيحرم الافتراء عليه وتحميل أقواله وأفعاله ما لا تحتمل أو الحكم على نيته أو تعييره بما يحرم كلونه وأصله أو بخطأ غيره كخطأ أهله.

 

كل كلام في من خالفنا من إخواننا أو رأي إذا كنا لا نصرح بها في العلن ولا نراه سائغا شرعا فلا نصرح به في السر خلف اسم مستعار فمن الخطأ الإساءة لمن نخالف من إخواننا عبر مواقع التواصل بأسماء مستعارة فليحرم على من يؤمن باطلاع الله عليه وأنه محاسبه على ما يحرم من القول يحرم عليه أن يراعى الخلق أكثر من مراعاته الخالق ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 108].

 

الرفق مع المخالف والتلطف في محاورته هو منهج رباني فهو الأصل في تعامل الأنبياء عليهم السلام مع مخالفيهم ممن لا يدينون بدينهم فعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ" قُلْتُ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: " قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ " رواه البخاري (6927) ومسلم (6927) وقد أمر الله نبييه موسى وهارون عليهما السلام بالتلطف مع أكفر أهل الأرض فرعون قال تبارك وتعالى ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 43- 44]فإذا كان ربنا عز وجل يأمر بالرفق مع المخالف الكافر المعاند فكيف بالمسلم الذي يبحث عنه الحق ويجتهد في طلبه فهو أولى بذلك بالرفق والتلطف مع المخالف يمكن إقناعه وهدايته للحق أو على الأقل لا يكون داعيا لما أخطأ فيه أما الغلظة معه فقد تكون سببا في إصراره على الباطل ونشره وربما حتى لو تبين له بطلانه فلا نكون عونا للشيطان على من نختلف معهم من إخواننا.

 

الخطبة الثانية

حينما نختلف مع إخواننا لا نسى أنهم مسلمون لهم حقوق علينا فلا نغمطهم حقوقهم التي افترضها الله علينا من حسن المعاشرة ومحبة الخير لهم فالمحبة في الله هي التي لا تزيد بالبر ولا تنقص بالجفاء والخلاف. والخلاف ليس مسقطا لحقوق الأخوة الإيمانية.

 

مع الخلاف ليكن الهم منصبا لبيان الحق بدليله فمتى بان للمسلم الحقِ الحقُ ورفعت عنه الغشاوة لا يعدل عنه شيئا ولا مانع من الرد على المخالف في حدود الحاجة مع الالتزام بأدب الخلاف.

 

من أعظم أسباب التوفيق للحق المختلف عليه براءة الشخص من حوله وقوته واستشعاره حاجته لتوفيق الله له فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستفتح قيام الليل بقوله" اللهمَّ ربَ جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ، فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك إنَّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " رواه مسلم (770) عن عائشة - رضي الله عنها.

 

لا يمنع الاختلاف بين المؤمنين من التعاون على البر والتقوى في الأمور التي لم يختلفوا فيها وأن يعين بعضهم بعضا وأن يتواصوا بالحق فعن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدت غلاما مع عمومتي حلف الْمُطَيَّبِينَ فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه "رواه الإمام أحمد (1679) و رواته ثقات وحلف المطيبين كان قبل المبعث بمدة وكان جمع من قريش اجتمعوا فتعاقدوا على أن ينصروا المظلوم وينصفوا بين الناس ونحو ذلك من خلال الخير، واستمر ذلك بعد المبعث فسر النبي بشهود هذا الحلف وكان بين كفار و أخبر بالتزامه بهذا الحلف مع الكفار فكيف إذا كان بين مؤمنين الاختلاف سنة قدرية لابد منه يقول ربنا تبارك وتعالى ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ [هود: 118 - 119] فلا يزال الاختلاف بين البشر في أديانهم ومعتقداتهم وآرائهم ومواقفهم وكذلك المؤمنون ولم يخل زمن من الاختلاف لكن لكل وقت خلافه فالخلاف يقع في ما يشغل المجتمع ويدور فيه من أحداث واهتمامات فلا يزال الخلاف بين المؤمنين ولا يمكن أن يتفقوا على كل شيء فما كان محسوما شرعا بنص صحيح صريح لا يحتمل التأويل أو إجماع فلا يسوغ الخلاف فيه وما عدا ذلك فلا يخلو من الخلاف ومن له أدنى اطلاع على خلاف أهل العلم يعلم أن بعض الخلاف وقع في نصوص صحيحة اختلف في دلالتها. ويتأكد تسويغ الخلاف وعدم النزاع فيه في ما لم يرد في نص فالمنع والإباحة قد تتنازعه ومن القواعد المتقررة عند أهل العلم قولهم لا إنكار في مسائل الخلاف ويقصدون به المسائل التي ما لم يرد فيه نص خاص ككثير من الأشياء الحادثة في زمننا.

 

أخي: قد تخالفني في بعض ما تقدم فالتمس لي العذر في اجتهادي.

 

إخوتي في الختام:

الخلاف قدرنا فلا نجعل الخلاف السائغ سببا في العداوة والفرقة فيمكن أن نختلف ونتعاون ونحن مختلفون من غير عداوة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • استشارات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
  • بنر
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة