• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ احمد الزومان الشيخ أحمد الزومان شعار موقع الشيخ احمد الزومان
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية


علامة باركود

من أحكام المطر

من أحكام المطر
الشيخ أحمد الزومان


تاريخ الإضافة: 6/12/2012 ميلادي - 22/1/1434 هجري

الزيارات: 44407

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أحكام المطر

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ (النساء: 1).

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

 

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.

 

عباد الله:

من نعم الله على عباده نعمة المطر ففيه وفرة المياه وحياة الأرض الميتة فتخضر الأرض وتحيا بعد موتها وتتزين بعشبها ونورها فيقصدها الناس طلبا للمتعة والأنس وترويحا عن النفس وهذه النعمة كسائر النعم لها آداب يتأدب بها المسلم تعبدا لله وشكرا لهذه النعمة ومن ذلك ذكر الله حين سماع الرعد ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ﴾ [الرعد: 13]. كان عبد الله بن الزبير إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته " رواه البخاري في الأدب المفرد (723) وغيره بإسناد صحيح.

 

أما ما يقوله البعض حينما يرى البرق سبحان من خلق النور فلم أقف على أثر خاص في هذه المسألة وفوق كل ذي علم عليم فمن عنده فضل علم فليجد به إلى من لا علم عنده.

 

واستحب أهل العلم للمرء عند أول المطر أن يكشف عن بعض بدنه ليناله المطر لحديث أنس - رضي الله عنه - قال أصابنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطر فحسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا قال لأنه حديث عهد بربه تعالى " رواه مسلم (898) وأعله ابن عمار الشهيد وكذلك يسن الدعاء عند نزول المطر فهو من المواطن التي تظن فيها إجابة الدعاء وقد رويت أحاديث في ذلك بمفرداتها ضعيفة لكن مجموعها يدل على أنَّ المسألة لها أصل والله أعلم.

 

وحين نزول المطر يسن أن يقال اللهم صيبا نافعا فعن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال اللهم صيبا نافعا "رواه البخاري (1032) فيدعو الله أن يكون هذا الماء النازل من السماء نافعاً فليس كل مطر نازل من السماء نافعا فقد يكون فيه ضرر حسي أو معنوي ﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 19]  وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم -  إذا رأى الغيم والريح عرف ذلك في وجهه فأقبل وأدبر فإذا أَمْطرت سري عنه وذهب عنه ذلك وكان يخشى أن يكون فيه العذاب فعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ كَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ قلتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ. عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا (هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا) " رواه البخاري (4829) ومسلم (899).

 

إذا كثر المطر وخشي ضرره على المدن يسن أن يقال اللهم حوالينا ولا علينا ففي حديث أنس "قَامَ ذَلِكَ الْأَعْرَابِيُّ أَوْ قَالَ غَيْرُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ وَغَرِقَ الْمَالُ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا" رواه البخاري (933) ومسلم (897).

 

و مما يسن قوله بعد نزول المطر مطرنا بفضل الله ورحمته فعن زيد بن خالد الجهني قال صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صلاة الصبح بالحديبية في إثر السماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب" رواه البخاري (846) ومسلم (71) فمن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بالله مؤمن بالكوكب لأنه أنكر نعمة الله ونسبها إلى سبب لم يجعله الله سبباً فتعلقت نفسه بهذا السبب ونسي نعمة الله وهذا الكفر لا يخرج من الملة إذا كان المراد نسبة المطر إلى النوء على أنه سبب وليس إلى النوء على أنه منشئ للمطر. بخلاف قول مطرنا في نوء كذا أي في وقته فهذا جائز.

 

عباد الله:

ليس القحط وجدب الديار بعدم نزول المطر فقط بل قد ينزل المطر ولكن لا يبارك فيه فلا  تأخذ الأرض زخرفها وتتزين بنبتها فعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قال ليست السَّنَةُ بأن لا تمطروا ولكن السَّنَةُ أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئا" رواه مسلم (2904).

 

فمن علامات الساعة الصغرى نزع بركة المطر فعن أنس قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما ولا تَنْبُتَ الأرض شيئا" رواه أحمد (12021) بإسناد حسن.

 

ليس من شكر نعمة الله على عباده بإنزال المطر ما يقوم به البعض لا سيما الشباب ما يسمى بالتطعيس فيعرضون أنفسهم ومن يركب معهم للخطر وربما تسبب في قتل نفسه أو من معه بتصرفاته الطائشة فأوقعها في الإثم العظيم.

 

إضافة إلى تعريض سيارته للضرر أو التلف وقد حرم علينا ربنا إضاعة المال. ويعظم الأمر حينما يترك الأمر لبعض صغار السن والسائقين بإحضار النساء لهذه التجمعات بزعم المتعة في المشاهدة فيصدر منهن مع عدم وجود من يحتشمن معه من كبار محارمهن مالا يرضى من القول والفعل.

 

الخطبة الثانية

عباد الله:

موسم الشتاء موسم الرحلات البرية للرجال والأسر وحسن أن يرفه المسلم عن أهل بيته ويذهب بهم إلى البر فهو مأجور على ذلك متى ما كانت هذه الرحلات مضبوطة بضوابط الشرع ولم تتسبب في ترك واجب أو وقوع في محرم.

 

إخواني حين نزول المطر يجوز الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء عند الحاجة فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال جمع رسول الله -  صلى الله عليه وسلم - بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر.

 

قيل لابن عباس ما أراد إلى ذلك قال أراد أن لا يحرج أمته" رواه البخاري (543) ومسلم (705) واللفظ له. ويفهم من الحديث أنَّ النبي -  صلى الله عليه وسلم  - كان يجمع للمطر لكن في هذه المرة جمع لعذر غير المطر لم يبينه ابن عباس إنما بين الحكمة من الجمع.

 

و أحب أن أذكر به في هذا المقام بأمور:

أولا: ليس الحكمة من مشروعية الجمع التخلص من صلاة الجماعة في أحد الأوقات بل الحكمة رفع الحرج عن الجماعة كلهم أو بعضهم فلذا الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فإذا وجد الحرج بترك الجمع جاز الجمع وإذا لم يكن هناك حرج بترك الجمع حرم الجمع.

 

ثانيا: تراعى المشقة ولو كانت على واحد من المأمومين لمرضه أو كبر سنه أو غير ذلك فيجمع بين الصلاتين لأجله فعن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال قلت يا رسول الله اجعلني إمام قومي فقال: "أنت إمامهم واقتد بأضعفهم واتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً" رواه أحمد (15837) وغيره بإسناد صحيح.

 

ثالثا: المساجد تختلف في ظروفها وظروف جماعتها فليس إذا جاز الجمع في مسجد جاز الجمع في جميع المساجد فمثلا مسجد تجتمع عنده السيول أو فيه ضعفاء لكبر سنهم أو مرضهم ويخشى عليهم إذا خرجوا في البلة من السقوط أو تلوث الملابس فيجمع لأجلهم بخلاف مسجد آخر بجوارهم لا يوجد عندهم ما يدعو إلى الجمع.

 

رابعا: بعض الأحيان تتلبد السماء بالغيوم أو تمطر مطراً خفيفا لا يجمع بسببه لكن يخاف البعض أن يشتد المطر بعد دخول وقت الصلاة الثانية والحالة هذه لم يوجد سبب الجمع فلا يجمع لكن لو اشتد المطر فمن أخذ بالعزيمة وحظر للمسجد فهو على خير ومن أخذ بالرخصة وصلى في بيته فلا تثريب عليه ويسن للمؤذن أن يقول بعد الحيعلتين صلوا في بيوتكم فعن رجل من ثقيف - رضي الله عنه - أنَّه سمع مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "في يوم مطير يقول حي على الصلاة حي على الفلاح صلوا في رحالكم" رواه أحمد (22656) وغيره بإسناد صحيح.

 

خامسا: المسائل الاجتهادية ينبغي ألا يقع النزاع بسببها فلو اجتهد الإمام ورأى أن لهم الترخص وجمع وبعض المأمومين يرى عدم مشروعية الجمع. أو العكس لو ترك الجمع ويرى بعض المأمومين الحاجة إلى الجمع وأن في ترك الجمع حرجا فلا ينبغي أن يقع النزاع وترتفع الأصوات في المسجد لأجل مسألة اجتهادية عارضة فللشخص الذي لا يرى مشروعية الجمع  أن يصلي الصلاة بنية النفل وإذا حضر وقت الصلاة المجموعة فلن يعدم مسجدا لم يجمع فيصلي معهم.

 

ومن يرى الجمع له أن يبحث عن مسجد يصلى معه إذا كان يرى أن الإمام يمنعهم من رخصة الجمع. ولنا في أصحاب رسول الله أسوة حسنة بعد نبينا - صلى الله عليه وسلم - فقد كانوا يختلفون ومع ذلك يتابع بعضهم بعضا ولا يقع بينهم خصام ونزاع بسبب الخلاف في مسائل الاجتهاد بل يعذر بعضهم بعضا فقد صلى عثمان بمنى أربعا فقال عبد الله بن مسعود صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - "ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين ومع عثمان صدرا من إمارته ثم أتمها ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين فصلى ابن مسعود أربعا فقيل له عبت على عثمان ثم صليت أربعا قال الخلاف شر" رواه أبو داود (1960) ورواته ثقات وأصله في الصحيحين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • استشارات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
  • بنر
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة