• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ احمد الزومان الشيخ أحمد الزومان شعار موقع الشيخ احمد الزومان
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية


علامة باركود

أقسام العلماء

الشيخ أحمد الزومان

المصدر: ألقيت بتاريخ 11/10/1429هـ

تاريخ الإضافة: 15/10/2008 ميلادي - 14/10/1429 هجري

الزيارات: 40475

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أقسام العلماء

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

أمَّا بعدُ:

فقد رَفَع الله منازل علماء الشريعة، وجعل لهم القدر الرفيع في الدُّنيا والآخرة؛ ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]؛ فكيف لا يكون لهم القدر الرفيع، والواحد منهم قائم مَقام النَّبي في تبليغ دين الله إلى عباده؟! هُم أتْقى الخلق لله، وأنصح الخلق للخلق؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]؛ فالخشية من العلماء لله خوفٌ مقرونٌ بمعرفة، وعلى قَدرِ العلم الحقيقي والمعرفة الحقَّة يكون الخوف والخشية؛ فلذا كان أكمله خشيةً لله النَّبِي؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ أَتقاكُم وأعْلَمَكُم باللَّه أنا))؛ رواه البخاري من حديث عائشة، وأخبر الله تعالى أنَّ كلَّ من يخشى الله فهو عالِمٌ؛ فالعلم الحقيقي هو الخشية يقول ربنا تعالى: ﴿ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]؛ فأهلُ الخوف لله والرجاء له العاملون هم أهل العلم، الذين مَدَحهم الله.

عبادَ الله:

العِلْم الممدوح الَّذي يسعد به صاحبه هو العلم الذي يُورثُ العمل الصالح؛ فعلاً للواجبات والمستحبات وتركًا للمنهيَّات، مع إقبال على الرب، وتواضع للخلق؛ فهذا العِلْم الَّذي جاءت النصوص بالثناء عليه وعلى صاحبه، أمَّا مُجرَّد العلم المجرد من العمل، العلم الذي لم يظهر أثره على صاحبه، بل يعمل بخلافه فهو عِلْم مذموم؛ فلذا استعاذ منه النَّبيُّ؛ فعن زيد بن أرقم، كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول: ((اللَّهم إنِّي أعوذُ بك من عِلْم لا ينفعُ، ومن قَلب لا يَخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها))؛ رواه مُسلم.

وقد أخبرنا ربُّنا عزَّ وجلَّ عن انحراف علماء أهل الكتاب، فلم يَكُن العلم الذي معهم مانعًا للكثير منهم من الانحراف عن الصِّراط المستقيم؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ ﴾ [التوبة: 34]؛ فقد يصُدُّ العالم عن سبيل الله بمقاله أو حاله؛ لمَّا حاد عُلماء أهل الكتاب عن الطريق، ولم يعملوا بما معهم من عِلم، لم يكن العلم الذي يحملونه شافعًا لهم ومُغنيًا عنهُم من الله شيئًا، بل وصفهم ربُّنا عزَّ وجلَّ بوصْفٍ مُنفِّر؛ ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة: 5]، وكذلك من ضلَّ من عُلماء هذه الأمَّة هم من أوَّل النَّاس عذابًا يوم القيامة؛ ففي حديث أبي هريرة في أوَّل الناس يُقضى - يوم القيامة - عليه: ((رجُلٌ تعلَّم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتى به فعَرَّفه نِعَمه فعَرفها؛ قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلَّمت العلم وعلَّمته، وقرأت فيك القرآن؛ قال: كَذَبْتَ، ولكنَّك تعلَّمت العلم؛ ليُقال: عالم، وقرأت القرآن؛ ليقال: هو قارئ؛ فقد قيل، ثمَّ أمر به فسُحب على وجهه حتَّى ألقي في النَّار))؛ رواه مسلم (1905)؛ فالعلم يطلب لا لذاته، بل لأنَّه وسيلة إلى العمل الصالح الذي يرضاه الله، فإذا لم يُورثِ العملَ الصالح، لم ينتفع به صاحبه.

معاشرَ الإخوة:

كما أنَّ علماء الشريعة مُتباينون في علمهم، فهم أيضًا مُتباينون في مَقاصدهم؛ فهم أقسامٌ بحَسَبِ مقاصدهم ونظرتهم؛ قال الشيخ محمد العثيمين في "الشرح الممتع" (9/293): "العلماء ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: الأول: علماء دولة، والثَّاني: علماء أمَّة، والثالث: علماء ملَّة؛ فعلماء الدولة هم الذين ينظرون ماذا تريد الدولة، فيلتمسون لهم أدلَّة متشابهة، أيْ: يتبعون ما تشابه من الأدِلَّة؛ إرضاء للدَّولة، ولهم أمثلة كثيرة عَبْر الزَّمان، وحينما ظهرت الاشتراكية في بعض الدُّول العربية؛ فصار علماء الدولة يأتون بالمتشابهات، ويغرسون النُّصوص، ويلوُون أعناق النصوص؛ من أجل أن تُوافقَ رأي الدولة، أمَّا علماء الأمة، فهم ينظرون ماذا تريد الأمَّة، ويمشون به، أمَّا عُلماء الملَّة، فهم الذين لا يريدون إلاَّ أن يكون دين الله هو الأعلى، وكلمته هي العليا، ولا يبالون بدولة ولا بعوام". اهـ؛ فعلماء الأمَّة الذين هَمُّهم إرضاء العامة؛ طلبًا للحَظْوة عندهم، والتقدير تارة، أو خوفًا من ثلبهم وتنقصهم والتشهير بهم تارة أخرى.

 

من صفات عُلماء الأمَّة أنَّهم إذا كان الحكم الشرعي يوافق هوى العامة وما النَّاس يعملون عليه، صرَّحوا به وأذاعوه، وإذا كان يُخالف هوى النَّاس، حادوا عن التصريح بالجواب؛ فتارة يقولون المسألة من مسائل الخلاف، وتارة يحيدون عن الجواب إلى جواب آخر؛ فهؤلاء علماء السوء يحرفون دين الله تعالى وشرعه؛ ففيهم شبه من أحبار اليهود، ومثلهم عُلماء الدولة، فكلتا الطائفتين لا يُقتدى بهم، ولا يقلدُّون في مسائل العلم، باعوا دينهم بعرض من الدنيا؛ فخابوا وخَسِروا إن لم يتداركهم الله بتوبة قبل الموت.



الخطبة الثانية

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من تَرَكنا على مثل البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك وبعد، هاك أخي بعضَ صفات علماء الملَّة التي يُعرفون بِها؛ فعلماء الملَّة جُزءٌ من الأُمَّة يقومون بِمُهمَّة النبوة، فهم ورثوا عن النَّبي العلم والعمل، فآثارُ الصَّلاح والسُّنة ظاهرة عليهم، لهم نصيب من التَّعبُّد، لهم سمت ووقار يُعرفون به، عُلماءُ الملَّة يخالطون العامَّة والخاصَّة؛ طلبًا للإصلاح يبذلون النُّصح للولاة مع التلطُّف في النُّصح، يثنون على مواطن الخير؛ لأنَّهم يعلمون أن هذا مظنَّة قبول الحق، فتارة يقبل نُصحهم وتوجيههم؛ فيفرحون بذلك، وتارة لا يُقبلُ منهم؛ فيصبرون ويعلمون أنَّه لا يجب عليهم أكثر من الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وقد بذلوا وُسعَهم في ذلك، علماء الملة يتَوَلَّون الولايات الشرعيَّة، هذا مسلكهم من لدُن القرون الفاضلة إلى زمانِنا هذا؛ طلبًا لتحصيل المصالح وتكثيرها ودرءًا للمفاسد وتقليلها؛ فينفع الله بهم ويكتب على أ يديهم الخير الكثير، ويدرأُ بهم شرورًا عظيمة، لسان حال الواحد منهم يقول: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]؛ علماء الملَّة يدارون الخاصَّة والعامة، ولكنهم لا يداهنونهم على حساب دين الله وشرعه؛ فالمداراة صفة مَدْح، والمداهنة صفة ذَمٍّ؛ فالمداري يتلطَّف بالشخص حتَّى يستخرج منه الحقَّ أو يرده عن الباطل، والمداهن يتلطف بالشخص، ولا يُريد أن يكدره حتَّى لو أدَّى ذلك إلى إقراره على باطِلِه، وتركه على هواه.

إذا كان يحتاج الأمر إلى وقفة والتصريح بالحقِّ - وإن كان يخالف الأهواء - يُصرِّح علماء الملة بالحق، فيشرق بالحق من يُشرق من أهل الزيغ والفساد؛ فلذا نجد بين فترة وأخرى تُشنُّ الحملات الإعلامية على علماء الملَّة، ويَتَواصى فَسَقة المسلمين وأهل النِّفاق منهم مع كَفَرة أهل الكتاب على التشنيع على علماء ربَّانيِّين، والتقوُّل عليهم وتحميل كلامهم ما لا يحتمل؛ تارة لجهلهم بدلالات الألفاظ؛ فلا يفرِّقون بين الحكم العام والحكم الخاص، وتارة عن سوء قصد، وإنْ كنَّا نكره ذلك ونتألم لما نسمعه من بعض من لا خَلاقَ له؛ قدحًا في عُلمائنا، مع أنَّنا نعلم أنَّ هذه سنة الله الجارية بين الرُّسل وأعدائهم؛ فتجري هذه السنّة على حَمَلَة الإرْث النَّبوي؛ فلهم نصيبٌ من هذه السنة الكونيَّة، لكن في نِهَايَة المطاف الذكرُ الحسن والثَّواب الجزيل؛ هذا وعد الله لهم ولغيرهم من العاملين الصادقين.

 

معاشرَ الإخوة:

حينما نذكر علماء الملَّة وفضلهم وصفاتهم لا يغيب عن أذهاننا أنَّهم بَشَر غيرُ مَعصومين؛ فيحصل منهم الهَنات كغيرهم، وأنَّهم متفاوتون في الفَضْل والعمل، لكن حَسْبهم قدرًا وفضلاً أنَّهم أفضل أهل زمانِهم، فهُم صفوة مُجتمعهم، وعلى قَدْر صدقهم مع ربِّهم تجعل لهم المحبة في القلوب والذكر الحسن.

 

معاشرَ الحاضرين:

في ظلِّ اختلاط الأمر عند البعض وتعارض الفتوى، وكلٌّ يدَّعي أنَّه المحق وأنه هو الذي على هُدًى وسنة، وغيره على خلاف ذلك؛ في ظلِّ تصدر من ليس مَحسوبًا من العلماء ولا طُلاَّب العلم للتَّوجيه والتحليل والتحريم، عَبْر وسائل الإعلام المختلفة؛ في ظلِّ تقديم فضائيات الفِسْق البَعْضَ على أنَّه العالم المجتهد، ومحاولة جعله محلَّ الصدارة، وهو ليس أهلاً لذلك؛ في ظلِّ مُحاولة تهميش عُلماء الملَّة من فضائيات الفِسقِ؛ لأنَّ أراءهم تخالف الأساس الذي قامت عليها قنواتُهم - يَطرحُ هذا الموضوع مَنْ هو العالم الذي نُصغي إلى قوله، ونعمل بفتواه؛ يُطرح هذا الموضوع؛ لِيُحدد الواحد منَّا من هو العالم الذي نقتدي به ونتلقَّى دينَنا منه؛ فقد تبيَّن لنا بدلالة كتاب ربِّنا وسُنَّة نبيِّنا أنه ليس كلُّ عالم ممدوحًا يؤخذ منه، بل منهم المذموم وإنْ كان عنده ما عنده من العلم الشَّرعي، وإنَّما العالم الممدوح هو الناصح لله ولكتابه ولرسوله ولعامة المسلمين وخاصَّتهم، العالم الذي يظهر أثرُ العلم على أقواله وأفعاله، العالم الذي هَمُّه صلاحُ النَّاس واستقامتهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم، العالم يُقدِّم رضاء خالقه على رضاء المخْلُوقين، يُقدحُ في عِرضه، ويتحمَّل الإيذاء؛ فداءً لدينه ونصحًا للمسلمين، يقوم بواجب البيان وقت الحاجة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • استشارات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
  • بنر
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة