• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ احمد الزومان الشيخ أحمد الزومان شعار موقع الشيخ احمد الزومان
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية


علامة باركود

ما هي السلفية؟

ما هي السلفية؟
الشيخ أحمد الزومان

المصدر: ألقيت بتاريخ: 9/11/1432هـ

تاريخ الإضافة: 16/11/2011 ميلادي - 19/12/1432 هجري

الزيارات: 49883

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما هي السلفية؟

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

 

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.

 

في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان جميع من ينتسب للإسلام على الحق، كانوا على منهج واحد؛ فهم متابعون للنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان يبدر من بعضهم بعض المعاصي، ثم استمر الأمر في عهد أبي بكر وعمر وعثمان، ثم في عهد علي رضي الله عنه بدأ الافتراق وظهرت - ولا زالت تظهر - فرق تنتسب للإسلام وهي مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

 

وانحراف هذه الفرق عن الإسلام على قدر بعدها عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك الافتراق.

 

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي))؛ رواه الترمذي (2641)، وقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وله شاهد من حديث أنس بن مالك رواه الجوزجاني وحسنه.

 

فسائر الثنتين والسبعين فرقة متوعَّدة بالنار، ولكن ليس معنى الحديث كفرها جميعًا أو تخليد سائرها في النار، إنما هي متوعَّدة لمخالفتها هدي النبي وأصحابه، وهم عصاة في الجملة، فلذا توعِّدوا بالنار كما توعِّد قاتل النفس بغير حقٍّ بالنار وهو باق على إسلامه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159].

 

فالدين الحق دين الإسلام، وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومَن خالفه بعد ظهور الحق فهو مبتدِع من أهل الوعيد، وكون هذه الفرقة التي على الحق بين فرق كلها تدعي الإسلام، وأنها على الهدى، فلابد لها من اسم تتميز به، فيطلق عليها وعلى أتباعها تارة الفرقة الناجية والفرقة المنصورة وأهل الحديث وأهل الأثر وأهل السنة والجماعة وأتباع السلف، وتشتهر هذه التسميات في وقت من الأوقات كما اشتهر لفظ السلفية والسلفيين في هذا الزمن.

 

وفي مقامي هذا أبين  أبرز صفات هذه الفرقة التي تتميز به عن غيرها من الفرق، وإن كانت بعض الفرق الثنتين والسبعين قد تشاركها في بعضها.

 

فمن أبرز سمات المنهج السلفي:

الدعوة إلى توحيد الله بالعبادة، ومحاربة الشرك بأنواعه، ولهذا الغرض أرسلت الرسل إلى أقوامهم: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]، وكذلك الدعوة إلى توحيد الله في ربوبيته وفي أسمائه وصفاته: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

 

ومن أبرز صفات المنهج السلفي:

العمل بالكتاب والسنة امتثالاً لأمر الله: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

 

فهم يسلمون لنصوص الشرع وافقت أهواءهم أو خالفتها، أدركتها عقولهم القاصرة أو لم تدركها: ﴿ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7].

 

ولا يعارضون نصوص الوحيَيْن بآراء الرجال ولو كان القائل من خيار الأمة، بل لو كان القائل خير الأمة بعد رسولها؛ فعن ابن عباس قال: تمتع النبي صلى الله عليه وسلم - أي حجَّ متمتعًا - فقال عروة بن الزبير: "نهى أبو بكر وعمر عن المتعة ..."؛ فقال ابن عباس: "أراهم سيهلكون، أقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: نهى أبو بكر وعمر!!"؛ رواه أحمد (3111) بإسناد حسن.

فالعصمة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام دون غيرهم.

 

هذا إذا خالف اجتهاد الصحابة الأثر، أما إذا لم يجدوا أثراً فيرون العمل بأقوال الصحابة في الجملة، لاسيما الخلفاء الأربعة لحديث العرباض بن سارية رضي الله عنه: ((مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ))؛ رواه الترمذي (2676) وقال حديث حسن صحيح. فالصحابة أعلم الخلق بمراد الله ومراد رسوله.

 

من أبرز صفات المنهج السلفي:

أنهم لا يقبلون أوساط الحلول في ما يتعلق بالتوحيد والعقائد، ولا يسوغون الخلاف فيها فلا يداهنون في دين الله: ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [القلم: 9].

وبسبب ذلك أشتد عليهم خصومهم ورموهم بكل نقيصة، والصقوا بهم التهم التي تنفر الناس منهم وتحزَّبوا ضدَّهم على اختلاف توجُّهاتهم، كما تحزَّب أهل الكتاب والمنافقون والوثنيُّون على محمد وأصحابه، فلهم معهم جبهتان: جبهة القتال بالسِّنان، وجبهة الحرب الإعلامية، ولا زال الأمر إلى زمننا.

 

فلذا؛ مَن أراد أن يؤلِّب الناس على عدوِّه، أو أراد أن يغضُّوا الطَّرف عن جرائمه - وصف مخالفيه بأنهم سلفيون!!

 

أما ما يتعلق بالفروع:

فيعذر بعضهم بعضًا في اجتهاده المبني على الدليل، بعد استفراغ الجهد في طلب الحق، ولا يؤثر هذا في إخوَّتهم، فلذا الإمام أحمد - إمام أهل السنة والجماعة - تتلمذ على الإمام الشافعي، والإمام الشافعي تتلمذ على الإمام مالك، وكلُّهم إمامٌ له مذهبه الفقهي، فيختلفون في اجتهادهم في بعض الفروع الفقهية، ولم يؤثَّر هذا على أخوَّتهم وتحابِّهم في الله، وتعاونهم جميعًا على البرِّ والتقوى.

 

بل المنهج السلفي يدعو إلى التعاون مع الغير؛ حتى لو كان كافرًا! إذا كان في ذلك مصلحة محضة، أسوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهم أعلم الناس بسنَّته.

 

فعن عبدالرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((شهدت غلامًا مع عمومتي حلف الْمُطَيَّبِينَ، فما أحبُّ أن لي حمر النعم وأني أنكثه))؛ رواه الإمام أحمد (1679) ورواته ثقات، و(حلف المطيبين) كان قبل البعثة بمدة، وكان جمعٌ من قريش اجتمعوا فتعاقدوا على أن ينصروا المظلوم وينصفوا بين الناس ونحو ذلك من خصال الخير، واستمرَّ ذلك بعد المبعث؛ فسر النبي بشهود هذا الحلف وكان بين كفار، وأخبر بالتزامه بهذا الحلف مع الكفار؛ لأنه تضمَّن مصالح تدعو إليها الشريعة من غير مفاسد.

 

من أبرز صفاتهم:

أنهم يحاربون البدعة، ويتبرؤون من المبتدعة، سواء كانت بدعتهم في الاعتقاد أو في العمل؛ فدينهم نصوصٌ شرعية تلقّوها علمًا وعملاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

 

فعَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ، فَقُلْنَا: لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي، أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِالرَّحْمَنِ، إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ.. وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ. قَالَ: ((فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ، وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي))؛ رواه مسلم (8).

 

الخطبة الثانية

من أبرز صفات السلفيين:

أنهم يحبون الصحابة، فبينهم وبينهم ودٌّ رغم القرون التي تفصل بينهم، فحب الصحابة دينٌ يتقرَّبون إلى الله به.

فعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار))؛ رواه البخاري (17) ومسلم (74).

 

ويحبون أتباع الصحابة، ومن أتى بعدهم ممن أقتفى أثر الصحابة إلى يوم الدين ويترحَّمون عليهم: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

 

من أبرز صفات السلفيين:

أنهم من أبعد الناس عن الولاء للمكان أو اللون أو العِرْق؛ فالسلفية ليس لها مكان وليس لها ولاء إلا لله ولرسوله وللمؤمنين، فهي عالمية لأنها تمثِّل الإسلام النقي، فنجد أهم رموز السلفية من أماكن شتَّى، فالإمام أحمد عراقي النشأة، وشيخ الإسلام ابن تيمية حراني دمشقي، وابن القيم حوراني دمشقي، والشيخ محمد بن عبدالوهاب نجدي، فالولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، من غير اعتبارات أخرى، فالولاء للأفراد على قدر تمسُّكهم بالحق والدعوة إليه ليس إلا.

 

من أبرز صفات السلفيين:

العلم والعمل؛ فهو ورثوا العلم عن رسول الله وأصحابه، ولهم نصيبٌ من العمل، فآثار السنَّة بادية عليهم، ويدعون الناس إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بكافة شؤونه التعبُّدية.

 

من أبرز صفات السلفيين:

الوضوح في دعوتهم، وبيان منهجهم، فلا تَقِيَّةَ عندهم ولا تدليس، فيبيِّنون الحق الذي يعتقدونه ومَن سلكه، فهو الرابح، ومن حادَ عنه هو الخاسر، فلا تنازلات تُقدَّم؛ لأن الدين دين الله، والبشر يبلِّغون شرع الله فقط.

 

إخوتي:

من خلال ما تقدَّم يتبين لنا أن:

السلفية هي الإسلام النقي؛ فهي دعوة الناس إلى العمل بالكتاب والسنة على وَفق فهم الصحابة والقرون المفضَّلة للسنَّة.

 

السلفية ليست حزبًا أو تكتلاً أو فكرًا بشريًّا، إنما هي منهج حياة للمسلمين كلهم على اختلاف طبقاتهم ومستويات تعليمهم، فأكثر المسلمين سلفيون، فهم يؤمنون بمنهج السلفية لأنهم مسلمون، وإن كان بعضهم ربما لم يسمع بالسلفية ولا ببقية التسميات الأخرى، لاسيما العوام، وليس من شروط كون الشخص سلفيًّا أن يكون خاليًا من المعاصي، فالسلفية اعتقاد وعمل، فإذا حصل خلل بالعمل يبقى الاعتقاد.

 

السلفية هي الإسلام الذي نزل على محمد بفهم أصحابه، فهي شاملة لكل الدين، فليس هناك سلفية علمية وسلفية جهادية وسلفية تعبدية، لكل واحد منهم منهج يخالف الآخر، فالدين واحد وإن اختلفت شرائعه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً ﴾ أي في شرائع الإسلام كلها ﴿ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ [البقرة: 208]. فهذا اختلاف تضاد منهيٌّ عنه، ولا مانع من اختلاف التنوُّع، فتهتم طائفة بشريعة من الشرائع، وتهتم طائفة بشريعة أخرى، وهكذا، ويتعاون الجميع على العمل لهذا الدين.

 

السلفية منهج حياة، فتعتني بالدنيا والآخرة، فتعتني بدنيا الناس بدء من الحكم وسائر شؤون الحياة، وما يتعلق بذلك من معاملات وعقود وآداب، وتعتني بالآخرة؛ فتدعو إلى الاستعداد لما بعد الموت، وعدم الحرص الزائد على الدنيا، فلن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وأجَلَها.

 

في الختام:

لا يُنكر وجود أخطاء تقع ممن ينتسبون للسلفية، فربما وقع الخطأ من شخص لديه علمٌ؛ فهو مأجورٌ إذا بذل وسعه في طلب الحق ثم أخطاه.

وربما صدر الخطأ من شخصٍ جاهلٍ يريد الخير لكنه لم يوفَّق له، وأخطاء هذا وذاك تنسب إليهم وليس للمنهج السلفي، كما أن أخطاء المسلمين لا تنسب للإسلام إنما تنسب لأتباعه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- ماهية السلفية
عمرعبيد المنصوري - الامارات 02-04-2015 02:25 AM

هو ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • استشارات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
  • بنر
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة