• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ احمد الزومان الشيخ أحمد الزومان شعار موقع الشيخ احمد الزومان
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية


علامة باركود

ظلم الناس

الشيخ أحمد الزومان

المصدر: ألقيت بتاريخ: 3/4/1431هـ

تاريخ الإضافة: 2/11/2010 ميلادي - 25/11/1431 هجري

الزيارات: 40130

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ظلم الناس

 

إن الحمد لله، نَحْمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شُرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يَهْدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

 

أمَّا بعد:

ففي الخطبة الماضية كان الكلام على ظُلْم النَّفس، وفي هذه الخطبة أذكِّر ببعض صور ظُلْم الناس؛ ظلم الناس غالبًا يكون بالاعتداء على النفوس والأبدان والأموال والأعراض، ففي حديث أبي بَكْرَة: ((إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحُرْمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلَدِكم هذا))؛ رواه البخاري (67) ومسلم (1679).

 

وأغلب الناس قد يَسْتعظم الاعتداء على النُّفوس والأبدان، لكن يَسْتَسهِلون الاعتداء على الأموال والأعراض، ويُسوِّغون ذلك بِحُجج واهية، فربَّما اعتدوا على أراضي الناس، فيَدْخلون في قول النبي: ((مَن أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا، فإنَّه يُطَوّقه يوم القيامة من سبع أرَضين))؛ رواه البخاري (2452) ومسلم (1610).

 

وربما غيَّروا مراسيم أراضي جيرانهم، أو الطُّرق؛ ليأخذوا جُزْءًا من الأرض ليس لهم، فيستحقُّون لعنة الله، فعن عليِّ بن أبي طالب أنه أتاه رجل، فقال: ما كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُسِرُّ إليك؟ فغَضِب، وقال: ما كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُسِرُّ إليَّ شيئًا يَكْتُمه الناس، غير أنه قد حدَّثَني بكلمات أربع، قال: فقال: ما هُنَّ يا أمير المؤمنين؟ قال: قال: ((لعَن اللهُ مَن لعن والِدَه، ولعن الله من ذبَح لغير الله، ولعن الله من آوى مُحْدِثًا، ولعن الله من غيَّر منار الأرض))؛ رواه مسلم (1978).

وربَّما جحَد بعض الظَّلمة الحقوق التي عليهم إذا لم تكن موثَّقة بشهود، ونسوا شهادة أعضائهم عليهم يوم القيامة.

 

مِن أعظم ظُلْم الناس أَكْلُ أموال اليتامى، والاستيلاء عليها بغير حق ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [سورة النساء: 10]، هل يَرْضى الظَّالم هذا لأولاده الصِّغار؟ فليتمثَّلْ نفسه بأنه مات، وخلَّف ذُرِّية صِغارًا لا يستطيعون دَفْع الظلم عنهم، ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا ﴾ [سورة النساء: 9]، فلْيُعامِل الأيتامَ بما يحب أن يُعامَل به أولادُه الصِّغار بعد وفاته.

 

ومِن الظُّلم ظلم الخَدَم والعُمَّال بتحميلهم من الأعمال أكثر من طاقتهم، ومن ظلم الخدم والعُمَّال إعطاؤُهم رَدِيء الطَّعام واللِّباس، ومن ظُلْم الخدم والعمَّال إركابهم في أماكن سيِّئة في السيارة، مع وجود مكان حسَن، كمن يركبهم في صندوق السيارة أو (الشنطة)، مع خُلوِّ المقدِّمة! عن المَعْرُور بن سُويْد قال: رأيتُ أبا ذرٍّ الغِفاريَّ - رضي الله عنه - وعليه حُلَّة، وعلى غلامه حلة، فسألناه عن ذلك، فقال: إنِّي سابَبْتُ رجلاً، فشَكاني إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال لي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أعيَّرْتَه بأُمِّه))؟ ثم قال: ((إنَّ إخوانكم خوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمَن كان أخوه تحت يَدِه فلْيُطْعِمه ممَّا يأكل، ولْيُلْبِسه مما يَلْبَس، ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم، فإن كلَّفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم))؛ رواه البخاري (2545) ومسلم (1661).

 

مِن ظُلْم الخدم والعُمَّال احتقارُهم والاستخفاف بهم، وهذا ناتج من ضعْفِ العقل، وعدَمِ شُكْر النِّعمة، أليس الذي خفضهم في الدُّنيا بقادر على أن يرفَعَهم ويخفضك؟ بلى، ولو سألْتَ بعض كبار السِّن لأَخْبروك أن أباء أولئك الذين تحتَقِرهم كان أجدادُك يَعْملون عندهم ويقصدون بلادهم طلبًا للرِّزق والتِّجارة، ولكنها حكمة الله في المُداولة، ولو لم يَرِد في احتقار العُمَّال والخدم إلاَّ قولُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بِحَسْبِ امْرئٍ من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم))؛ رواه مسلم، لكفَى به زاجرًا.

 

ومِن ظلم الخادمات تمكينهنَّ من المعصية، وعدم الاحتساب عليهنَّ، وتعريضهن للفاحشة، فإذا كنت لا تَرْضى بذلك لأحد من قريباتك، فكيف ترضاه لقريبات إخوانك المسلمين؟

 

ومِن ظُلْم الخادمات التسبُّب في سفرهن من غير مَحْرَم، وخلوة البالغين بهِنَّ، فعن ابن عبَّاس أنَّه سمع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لا يَخْلُونَّ رجلٌ بامرأة، ولا تسافرنَّ امرأة إلاَّ ومعها مَحْرَم))، فقام رجل، فقال: يا رسول الله، اكْتُتِبْتُ في غزوة كذا وكذا، وخرجَت امرأتي حاجَّة، قال: ((اذهب فحُجَّ مع امرأتك))؛ رواه البخاري (3006) ومسلم (1341).

 

فلا أتْقَى ولا أعفَّ من الصحابة، ولا أفضل ولا أَصْلَح من هذه الرُّفقة، ومع ذلك لم يُرَخِّص النبيُّ لهذه المرأة المسافرة للحجِّ أن تستمرَّ مسافِرَة من غير مَحْرم، بل طلب من زوجها ترك الجهاد في سبيل الله واللحاق بها.

 

كيف تطيب نَفْسُ مُسْلِم يترك الخادمة وَحْدَها مع بعض أولاده البالغين؟ وكيف تطيب نفس مُسْلمة تذهب لِعَمَلِها مبكِّرة، أو تعود مُتَأخِّرة، وتترك الخادمة تتولَّى تقديم الطعام وغيره لزوجها منفردة به؟ ألَيْسَت هذه امرأة تَجري عليها أحكام النساء؟ فعلامَ نتجاوز حدود الله؟! وإذا وقع المكروه وُجِّه اللَّوم لهنَّ وأنهنَّ عندهن تشوُّف للرِّجال، واللَّوم على الجميع، وليس على هذه المرأة التي تغرَّبَت عن زوجها مدَّة طويلة.

 

الخطبة الثانية

ربُّنا الذي ما للعباد عليه حقٌّ واجب، ولا يَحْرم عليه شيءٌ في مُلْكه وخَلْقه - حرَّم الظُّلم على نفسه، فعن أبي ذرٍّ عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما رَوى عن الله - تبارك وتعالى - أنه قال: ((يا عبادي، إنِّي حرَّمْتُ الظُّلم على نفسي، وجعلتُه بينكم مُحرَّمًا، فلا تظالَموا))؛ رواه مسلم (2577).

 

فتَرْك الظُّلم مع القدرة عليه صفة كمال؛ فلِذَا اتَّصَف ربُّنا بتلك الصفة: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]، وليس ضعْفًا كما يُصوِّره الشيطان للبعض، ومن يَظْلم غيره ويظنُّ أنه إذا لم يفعل ذلك تجرَّأ عليه الناس، ويتمثَّل بقول الشاعر:

... وَمَنْ لاَ يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ

فهذا مبدأ جاهليٌّ، أبطَلَه الإسلام.

 

أَمِن الظَّالِمُ دعوة المظلوم التي تكفَّل الله بإجابته ولو بعد حين، وفي وصية النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمعاذ: ((واتق دعوة المظلوم؛ فإنَّه ليس بينها وبين الله حجاب))؛ رواه البخاري (2448) ومسلم (19).

 

الظالم أغراه حِلْمُ الله وعدَمُ مبادرته بالعقوبة، فاستَمْرَأ الظُّلم، واستمرَّ عليه، ونسي أنَّ هذا إمْهال من الله له؛ لعلَّه يَرْعَوِي ويتوب، ويُعيد المَظالم إلى أهلها، فإن لم يَتُب إلى الله حلَّت عليه العقوبة، عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الله لَيُمْلِي للظَّالم حتى إذا أخذه لم يُفلتْه)) قال: ثم قرأ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102]؛ رواه البخاري (4686) ومسلم (2583).

 

حينما يتَمادى الظَّالم في ظُلْم الضَّعَفة من العُمَّال وغيرهم ممن لا يستطيعون أخْذَ حَقِّهم؛ لضعفهم أو لخوفهم من مَفْسدة أعظم من أخْذِ الحقِّ كالتَّسفير والطَّلاق، يَنسى هذا الظالم قُدْرة الله عليه، وأنَّ الله أقدر عليه من قدرته على هؤلاء الضَّعَفة، قال أبو مسعود البدري: كنتُ أضرب غلامًا لي بالسَّوط، فسَمِعتُ صوتًا من خلفي: "اعْلَم أبا مسعود" فلم أفهم الصَّوت من الغضب، قال: فلمَّا دنا مني إذا هو رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإذا هو يقول: ((اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود))، قال: فألقيتُ السَّوط من يدي، فقال: ((اعلم أبا مسعود أنَّ الله أقدر عليك مِنْك على هذا الغلام)) قال: فقلتُ لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا؛ رواه مسلم (1659) فهل قال الظَّالم: لا أظلم أحدًا أبدًا بعد سماعي لهذا الحديث؟

 

على الظَّالم أن يتوب إلى الله، ويَرُدَّ المظالم، فهي مردودة على أصحابها إذا طلبوها لا محالة، فإن ردَّها قبل الوفاة، وإلاَّ رُدَّت يوم القيامة، فعَنْ أبي هُريرة أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن كانت عنده مَظْلمة لأخيه فليتحلَّله منها؛ فإنه ليس ثَمَّ دينار ولا درهم، من قَبْل أن يُؤْخَذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أُخِذ من سيِّئات أخيه، فطُرِحت عليه))؛ رواه البخاري (6453).

 

يا مَن تظلم العُمَّال وتستوفي العمل منهم وتَبْخَسهم حقَّهم، فتمنعهم الحقَّ كُلَّه أو بعضه، اعْلَم أنَّ خَصْمَك الله يوم القيامة، فخِبْتَ وخَسِرت، فبادر إلى التوبة، ورُدَّ المظالم وتحلَّلْ منهم، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا قال الله تعالى: ((ثلاثةٌ أنا خَصْمُهم يوم القيامة؛ رجل أعطى بي ثم غَدر، ورجل باع حُرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يُعْطِه أجره))؛ البخاري (2270).

 

عواقب الظُّلم في الآخرة ظلُمات يوم القيامة، فلا يَهْتدي الظالم طريقه حين يسعى نُور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم، فعن عبدالله بن عُمَر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((الظُّلم ظلمات يوم القيامة))؛ رواه البخاري (2447) ومسلم (2579)، فالجَزاء من جِنْس العمل، فالظُّلم ينشأ من ظُلْمة القلب، ولو استنار بنور الهُدى لنظَر في العواقب، ولم يَظْلم غيره، فلمَّا لم يتعاهَدِ الظَّالم قلبه بِنُور الإيمان في الدُّنيا عوقب بالظُّلمة يوم القيامة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • استشارات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
  • بنر
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة