• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ احمد الزومان الشيخ أحمد الزومان شعار موقع الشيخ احمد الزومان
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية


علامة باركود

بعض المخالفات المرورية

الشيخ أحمد الزومان

المصدر: ألقيت بتاريخ: 12/6/1430هـ

تاريخ الإضافة: 31/5/2010 ميلادي - 17/6/1431 هجري

الزيارات: 19056

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بعض المخالفات المرورية

 

إنَّ الحمد لله نحْمَده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهْدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

 

أما بعدُ:

فإنَّ خيرَ الحديث كتاب الله، وخيْر الهدْي هدْي محمدٍ، وشر الأُمُور محدثاتها، وكل بدْعة ضلالة.

في السابق كان تَنَقُّل جُلِّ الناسِ على الدواب، وبعدَ اختراع السيارات زاد تيسير الله للبشر أمورَ السفر والانتقال بها، فما يُقطَع في الأيام بواسطة الدواب، يُقْطَع في الساعات بالسيَّارات، وما يَحتاج إلى مدة طويلة ليُنقل أو يُحوَّل من مكانٍ إلى مكانٍ آخرَ بواسطة الدواب، يتمُّ في وقتٍ قصير بواسطة الشاحنات والمعدَّات، فلله الشُّكرُ مِن قبلُ ومِن بعدُ.

 

فالسيَّارات نعمةٌ من نعَم الله علينا - أهْلَ هذا العصر - لكن هذه النِّعْمة كغيرها من النِّعم ليستْ خيرًا محضًا، وليستْ شرًّا محضًا، بل يرجع الأمرُ إلى مُستخدِمها، فإذا توخَّى الحذرَ أثناء القيادة، والْتزم التعليماتِ المروريةَ، كان ذلك سببًا في سلامة قائد المركَبة وغيره ممَّن هو راكبٌ معه، أو في سيَّارة أخرى - بإذن الله - وإذا لم يلتزمْ بالتعليمات، غالبًا يضرُّ نفسه وغيره.

 

معاشر الإخوة:

السُّرْعةُ الزائدة سواء داخل المدن، أو على الطُّرقات - سببٌ لإتلاف الأنفس والأموال؛ فهي تحصُد آلافَ الأنفُس كلَّ سَنَة، وتهدر ملايين الريالات، كم مِن مُعاقٍ بإعاقة مستديمة!

كم مِن شخص قُدِّرَ له أن يبقى بقيةَ عمره على ظهْره لا يتحرَّك منه شيءٌ!

كم من شخص قُدِّر عَلَيْه أن يبقى مدَّةً طويلةً على سريره!

كل هؤلاء وغيرهم ضحايا لطَيْش بعض السائقين وتهورهم، بل بعض هؤلاء ضحيةٌ لطيشه وتهوُّره هو.

 

إشاراتُ المرور وُضِعتْ لتنظيم سَيْر الناس؛ فهي تُسهِم في التقليل من الزحام، وتنظيم السير، فيسير قائدُ السيارة وعابِرُ الطريق وهو يشعر بالأمان؛ لأنَّ الحق له، فيَحرُم تجاوُزها في غير حال الاضطرار؛ كسيَّارات الطوارئ.

 

ومِن المناظر المؤسِفة حينما تتجاوز سيَّارة الطوارئ الإشارةَ الحمراء، تجد خلْفها سِربًا من السيَّارات قد تجاوزتِ الإشارة الحمراء.

مَن يُخالف التعليمات المروريةَ بتجاوُز السرعة المحدَّدَة، أو بتجاوز الإشارة الحمراء، ويحصل حادثٌ بسبب ذلك، فيموت هو أو غيرُه بسبب الحادث، ألا يخشى هذا المخالِفُ أن يدخلَ في عموم الوعيد في قتْل النَّفْس المحرَّمة إلا بالحق؟!

 

ففي الغالِب عدم السلامة إذا حصل خَلَل في السيارة أو في الطريق، فيُخشى عليه أن يكونَ قاتلاً للنفس، فيدخل في عموم قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].

 

ألاَ يخشى هذا المخالِفُ أن يكون داخلاً في عِداد مَن قَتَل نفسه، فيدخل في عموم قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تَرَدَّى مِن جبل فقتَل نفسه، فهو في نار جهنَّمَ يتردَّى فيه خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا، ومَن تَحَسَّى سُمًّا فقتَل نفسه، فسُمُّه في يده يَتَحَسَّاهُ في نار جهنمَ خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا، ومَن قتل نفسه بحديدة، فحديدتُه في يده يَجَأُ بها في بطْنه في نار جهنم خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا))؛ رواه البخاري (5778)، ومسلم (109).

فليتَّقِ الله مَن لا يعبأ بأرواح الناس، وليعلمْ أنَّ الأمر ليس بالْهَيِّن.

 

مِن موانع الإرْث القتْل، فإذا تسبَّب المكلَّف في قتْل مورثه عمدًا أو شِبه عمد، عُوقِبَ بنقيض قصْده، فمَن تعَجَّل شيئًا قبلَ أوانه، عُوقِب بِحِرْمانه، فلم يرثْ لحديث: ((ليس للقاتلِ مِن الميراث شيء))، وهو حديث حسن، جاء عن جمْع من الصحابة.

 

لكن في قتْل الخطأ في حوادث السيَّارات والدهس، إذا لم يحصلْ تعدٍّ مِن السائق في تجاوُز التعليمات، ولم يُفرِّط في وسائل السلامة، ثم حصَل حادث توفِّي معه قريب له؛ كأبيه، وزوجته، فأصحُّ الأقوال أنَّه يرِث من المال غير الدية، فالسائِق لم يتعجَّلْ قتْلَ مورثه فيُعاقَب بحرمانه، فالأصل ميراثُه بالإجماع، فلا يُمنع من الإرْث إلا بإجماعٍ ينقض الإجماع السابق، ولا إجماع.

 

والمشاهَدَ أنَّ بعض قتْل الخطأ في حوادث السيارات يحصُل من البررة بأقربائهم الذين يقومون بخِدمتهم، والسَّفر بهم، فيُمنع هؤلاء مِن الإرث؛ ليظفرَ به كله في بعضِ الأحيان العاقُّ من الأبناء، فيحمل حديث: ((ليس للقاتلِ مِن الميراث شيء)) على قتْل العمد وشبهه، لكنَّه لا يرِث من الدية إذا طلبَها الورثةُ ودفَعها لهم؛ لأنَّها واجبة عليه، فلا يُعطيها ثم يرجع مرَّةً ثانية ويأخذها، وبهذا قال بعضُ السلف، وقال به المالكية وقول للشافعية، ونسَبَه ابن كثير للشافعي، وقال به ابن القيِّم، واختاره الشيخ محمد العثيمين[1].

 

الخطبة الثانية

السيَّارات من الأشياء التي لم تكنْ موجودةً في زمن التشريع؛ فلذا لا بُدَّ من سَنِّ الأنظِمة التي تكفل سلامة الناس، وتحفظ حقوقَهم، سواء كانوا أصحاب سيَّارات، أو مشاةً في الأحياء أو في الطرق، فتوجَّب على مَن له ولاية على المسلمين مِن رجال المرور سَنُّ الأنظمة التي تنظِّم سَيْر السيارات، والواجب اتِّباعُ الأنظمة، فإذا وُضِع نظامٌ فيه مصلحة، أو يدْرأ مفسدة، وجب اتِّباعُه، وتحرُم مخالفته؛ لعموم قول ربنا - تبارك وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ [النساء: 59]، وقيادات المرور لهم ولايةٌ علينا، فتجب طاعتُهم بالمعروف، ولو أمروا بمعصية هم أو غيرُهم، فلا طاعةَ لهم، فطاعة الخالقِ مُقدَّمة على طاعة المخلوق، وطاعة المخْلوق تبَعٌ لطاعة الخالق.

 

فعن عبدالله بن عمرَ، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((السَّمْع والطاعة على المرْءِ المسلِم فيما أحبَّ وكرِه ما لم يُؤمَرْ بمعصية، فإذا أُمِر بمعصيةُّ فلا سَمْعَ ولا طاعة))؛ رواه البخاري (7144)، ومسلم (1839).

 

الأذى محرَّم سواء كان مِن الأذى الحِسي أو المعنوي: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]، فمنَ الأذى ما يقوم به البعضُ بصوتِ سيارته المزعج، يُزعِج الناس في بيوتهم، ويُوقِظهم من نومهم، يزعج الناس في شوارعهم ومقارِّ أعمالهم، يزعج الناسَ في مساجدهم وهم يُصلُّون، أو يذكرون الله.

 

ومِن الأذى إزعاجُ الناس داخلَ الأحياء بصوت إطارات السيارة تفحيطًا، أو بسبب الضغْط المفاجئ على مكابح السيَّارة.

ومِن الأذى السرعةُ الزائدة داخلَ الأحياء، فمَن يَمْشي في الشارع يناله خوفٌ من هذه السيَّارة المسرِعة، ومَن في البيوت يخافون على أولادهم في الشارع، وربَّما بعثوا مَن يستطلع الأمرَ؛ ليطمئِنُّوا على أولادِهم.

ومِن الأذى ما يبدر مِن بعض أصحاب الدرَّاجات النارية داخلَ الأحياء، وفي الشوارع، مِن سرعة يُعرِّضون أنفسهم وغيرهم للخطر.

 

ألاَ تخشى أخي الشاب، مِن دعوةٍ تَخرُج من شخص طالَه أذاك المتكرِّر، فتشقَى بسببها حيًّا أو ميتًا، فاتَّقِ الله في نفسِك، وفي إخوانك المسلمين.

 

ومِنَ الأذى التقْصير في صيانة السيَّارة، ممَّا ينتج عنه عادمٌ أسود، يكاد يَخنُق مَن حوله حينما يقِف عند الإشارة، أو حينما يسيرُ في الطريق.

 

أخي الأب، مِن فَرْط حبِّك لابنك، وربما مع كثْرَةِ الإلْحاح، تشتري له درَّاجةً هوائية أو نارية، أو تستأجرها له، وهو صغيرٌ لا يعي تبعةَ ذلك، فربَّما آذَى أو أُوذي بسببها، فلا تجعلِ العاطفة تتحكَّم فيك، أو تضعف أمامَ الضغوط إذا كان في ذلك ضَرَر، ويمكن أن يلعبَ الأولاد بالدرجات في الأماكن البعيدة، وتحتَ مراقبة الأهل.

 

علينا معاشرَ المرَبِّين - أباءً ومعلِّمين - واجبُ التوجيه والتربية لأبنائنا وطلاَّبنا، ومِن أفضل طرُق التأثير التَّرْبيةُ بالقدوة، فلْنَكُن قدوةً حسنةً لغيرنا في الْتزامنا بالقواعد المرورية، وكذلك التوجيه الخاص لِمَن بدَر منه تقصيرٌ في ذلك.

 

ما أجْملَ الاعترافَ بالجميل وإظهاره، والشُّكرَ عليه، وإن كان واجبًا!

ومِن هذا المبدأ، وفي هذا المقام، أُشيد بجُهُود رِجال الأمن في أيام الاختبارات مِن حضور مكثَّف في الأحياء، وعندَ المدارس، ومتابعة لانصراف الطلاب؛ حيث لا نُشاهِد مظاهرَ سيِّئةً كنَّا نراها في السابق، مِن سرعة، وتفحيط، وتجمُّعات شبابيَّة.

 

سَدَّد الله الجميع، ونرجو أن تنقطعَ هذه المظاهر أيضًا في بقيَّة أيَّام السَّنة، فالأمرُ يحتاج إلى زيادة حزْمٍ ومتابَعة.

 


[1]انظر: التمهيد (23/ 446)، والمغني (7/ 162)، والقوانين الفقهية، ص: 292، وإرشاد الفقيه (2/ 129)، والأم (4/ 72)، وإعلام الموقعين (4/ 336)، والشرح الممتع (10/ 110).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • استشارات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
  • بنر
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة