• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ احمد الزومان الشيخ أحمد الزومان شعار موقع الشيخ احمد الزومان
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية


علامة باركود

الخاسرون يوم القيامة (خطبة)

الخاسرون يوم القيامة (خطبة)
الشيخ أحمد الزومان


تاريخ الإضافة: 1/11/2015 ميلادي - 18/1/1437 هجري

الزيارات: 50532

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخاسرون يوم القيامة


الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾.

 

أَمَّا بَعْدُ،

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.

 

عباد الله:

الخسارة من الأشياء التي تنفر النفوس منها ولا تريدها و يتوجع الناس لمن خسر شيئا في دنياه و حينما تذكر الخسارة ينقدح في الذهن مباشرة الخسارة الدنيوية من خسارة مال في بيع أو شراء أو هلاك مال بجائحة أو غيرها ولا شك أن هذه خسارة لكنها لا تقارن بخسارة الآخرة فخسائر الدنيا مهما كبرت و كثرت يمكن تعويضها فكم من شخص خسر الأموال الطائلة وبفترة يسيرة فتح الله عليه باب الرزق فعوض ما فاته من خسارة لكن خسارة الآخرة لا يمكن تعويضها فالمصاب بها أعظم فالخاسر يخسر نفسه حيث يعرضها للعذاب الشديد ولو أراد لأصبح في عداد الفائزين يخسر أهله حيث يدخلون الجنة ويكون هو من أهل النار ولو أراد لكان معهم يتنعم بنعيم الجنة بدل اصطلائه بالنار وعذابها فخسارة الآخرة خسارة ظاهرة بخلاف خسارة الدنيا فمهما عظمت فلا تقارن بخسارة الآخرة يقول تبارك و تعالى ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [سورة الزمر: 15].

 

وفي هذه الخطبة أذكر بعض صفات الخاسرين الواردة في القرآن رجاء أن نحذرها كما قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني " رواه البخاري ومسلم.

 

فمن صفات الخاسرين يوم القيامة أنهم ﴿ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ ﴾ فالإيمان بالله وبرسوله ميثاق أخذ على العباد. إذا جاء رسول وجب عليهم الإيمان به وتصديقه ونصرته واتباع أمره فمن قصر في ذلك فقد قصر في عهده مع الله.

 

ومن صفات الخاسرين يوم القيامة أنهم ﴿ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ﴾ من صلة الأرحام والتواصل مع المسلمين والتعاون معهم على البر والتقوى.

 

ومن صفات الخاسرين يوم القيامة أنهم ﴿ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ﴾ فيسعون لما به فساد الأرض فساداً معنوياً كالمعاصي ونشر الفاحش من القول والعمل وتزيين الباطل وتلبيس الحق على الناس فمن فعل ذلك فهو مفسد في الأرض فسادا معنويا أو يكون مفسدا فسادا حسيا بقتل الأنفس المحرمة يقول ربنا تبارك عن هؤلاء ﴿ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [سورة البقرة: 27].

 

ومن صفات الخاسرين يوم القيامة أنهم يأمنون مكر الله فيغتر العبد العاصي بتوافر النعم واندفاع النقم حتى يظن أنه في غاية المأمن فيأمن مكر الله به يأمن بأسه ونقمته وقدرته عليه وأخذه إياه في حال سهوه وغفلته حتى إذا أخذه لم يفلته.

 

يأمن العابد الجاهل مكر الله فلا يزال معجبا بنفسه مغرورا بعمله فلا يزال به جهله حتى يزول الخوف من الله عنه ويرى أن له عند الله المقامات العالية فيصير آمنا من مكر الله متكلا على نفسه الضعيفة ومن هنا يخذل ويحال بينه وبين التوفيق.

 

فالمؤمن الموحد في كل أحوله ملازم للخوف والرجاء وهذا هو الواجب فالمؤمن يعمل بالطاعات وهو مُشْفِق وَجِل خائف والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن من مكر الله سادر في غيه قال تعالى ﴿ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [سورة الأعراف: 99].

 

ومن صفات الخاسرين يوم القيامة أنهم ينشغلون بأموالهم وأولادهم عن ذكر الله الواجب من صلاة فرض وغيرها فينشغل الواحد منهم بدنياه ويهتم بتدبيرها ويعتني بمصالحه الدنيوية والتمتع بما أعطاه الله من مال وولد ولا يلتفت إلى ما افترضه الله عليه من صلاة وغيرها بل متى ما فرغ من دنياه قضى صلاته وقدم رضا أولاده على رضا الله فلم يأمرهم بصلاة ولم يتعاهدهم بها بل هو مشغول بهم عنها فمحبة المال والأولاد مجبولة عليها أكثر النفوس ففي تقديمها على محبة الله و مرضاته في ذلك الخسارة العظيمة يقول ربنا تبارك و تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [سورة المنافقون: 9].

 

من صفات الخاسرين يوم القيامة أنهم يعملون أعمالا باطلة غير مشروعة ويظنون أنهم ينتفعون بها وهي في حقيقة الأمر وبال عليهم في الدنيا والآخرة.


منهم من هو في غفلة عن إخلاص العمل لربه يطلب الشهرة والثناء والذكر الحسن عند الناس همه ماذا قيل عنه أو ماذا كتب عنه.


ومنهم من يتعبد ربه بالهوى لا بالدليل فما تهواه نفسه وتقبل له أتاه وإن بين له خطأ هذا العمل ومجانبته الحق فهو في الحقيقة اتخذ هواه إلها من دون الله.


ومنهم من تعبد الله على جهل فلا يفرق بين سنة وبدعة بل الدين ما ألفه واعتاده وما عداه باطل فهو معرض عن طلب الحق بل إذا طرق الحق بابه ونصحه ناصح أمين لم يلتفت لنصحه ولسان مقاله ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴾ [سورة الزخرف: 22] يبين حال هؤلاء قوله تعالى ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ سورة الكهف (103-104)

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:

ومن صفات الخاسرين يوم القيامة أنهم لا يقين لهم ولا ثبات على المنهج الحق فالواحد منهم مذبذب لا يثبت على أمر فهو ضعيف الإيمان لم يتمكن الإيمان من قلبه فهو يجاري الوضع السائد فإن رأى أن أكثر الناس لهم توجه إلى الخير وينتفعون بهذا التوجه أو على الأقل لا يتضررون بسببه ركب قطار الصالحين وأظهر الصلاح و التنسك مادام رزقه رغدا ولم يحصل له من المكاره شيء في وظيفته أو في نفسه أو ولده. وإن رأى أن الأمر اختلف وضيق على أهل الخير وحصل لهم ضرر بسببه من حصول مكروه أو زوال محبوب انقلب على عقبيه وتخلص من كل المظاهر التي فيها يتميز أهل الخير عن غيرهم فهو دائما على طرف من الدين لا ثبات له فيه فهو عرضه للتغيير والتبديل ولو بمجرد الظنون التي يوقعها الشيطان في قلبه ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [سورة الحج: 11].

 

إخوتي:

الناس كلهم خاسرون - ونحن من الناس - فالناس كل الناس خاسرون إلا من استثني.

 

لكنهم متفاوتون في الخسارة. فالخسارة لها مراتب متفاوتة: فقد تكون خسارة مطلقة كحال من خسر الدنيا والآخرة وفاته النعيم واستحق الجحيم.

 

وقد تكون خاسرة من بعض الوجوه دون بعض و قد عمم الله الخسار لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات:

الإيمان بما أمر الله الإيمان به وليس المراد بالإيمان مجرد التصديق بل الإيمان الذي يؤرث العمل ولا يكون الإيمان بدون العلم فهو فرع عنه لا يتم إلا به.

 

ومن صفاتهم العمل الصالح وهو يشمل أعمال الخير كلها الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده الواجبة والمستحبة.

 

فالمؤمنون العاملون في تجارة لن تبور حيث باعوا الفاني بالباقي واستبدلوا الباقيات الصالحات بالغاديات الرائحات فيا لها من صفقة ما أربحها ومنفعةٍ جامعة للخير ما أوضحها.

 

ومن صفاتهم التواصي بالحق الذي هو الإيمان والعمل الصالح فيوصي بعضهم بعضًا بذلك ويحثه عليه ويرغبه فيه.

 

ومن صفاتهم التواصي بالصبر عن المعاصي التي تميل إليها النفس بحكم الجبلة البشرية والتواصي على الصبر على الطاعات التي يشق عليها أداؤها والتواصي بالصبر على ما يبتلى الله تعالى به عباده من المصائب.

 

فبالأمرين الأولين يكمَّل الإنسان نفسه وبالأمرين الأخيرين يكمَّل غيره وبتكميل الأمور الأربعة يكون الإنسان قد سلم من الخسار وفاز بالربح العظيم. بين ربنا صفات أولئك الرابحين في قوله تعالى ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • استشارات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
  • بنر
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة