• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ احمد الزومان الشيخ أحمد الزومان شعار موقع الشيخ احمد الزومان
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية


علامة باركود

وجوب حفظ الله

الشيخ أحمد الزومان

المصدر: أُلقيت بتاريخ: 19/4/1426هـ

تاريخ الإضافة: 30/12/2008 ميلادي - 2/1/1430 هجري

الزيارات: 20782

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وجوب حفظ الله

 

إنَّ الحمد لله، نَحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يَهْده الله فلا مضلَّ له ومن يضللْ الله فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أمَّا بعد:

فمن أعظم ما افترضه الله عليْنا: حفظُه، وذلك بالوقوف عند أوامرِه بالامتِثال، وعنْدَ نواهيهِ بالاجتناب، وعند حدوده فلا يُتجاوَز ما أمَر به وأذِن فيه إلى ما نَهى عنه.

 

ومن أعظم ما يجب حفظُه من أوامر الله:

الصَّلاة، وقد أمر الله بالمحافظة عليْها؛ فقال: ﴿ حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238]، فيأمرنا الله -تعالى- بالمحافظة على الصلوات، فيدخل في المحافظة عليْها أداؤها في أوقاتِها جماعةً في المسجِد، وحفظُ حدودِها وشروطِها وأركانِها، وخشوعِها وجميعِ ما لَها من واجبٍ ومستحبٍّ؛ فعن عُثمان - رضِي الله عنْه – قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم – يقول: ((ما منِ امرئٍ مسلم تَحْضُره صلاةٌ مكتوبةٌ، فيُحْسِن وضوءَها وخشوعَها وركوعَها إلا كانت كفَّارة لِما قبلها من الذنوب، ما لم تؤتَ كبيرة))؛ رواه مسلم.

 

فذكر في الحديث إحسانَ الوضوء، وهو من شروط الصَّلاة قبل أدائِها، وكذلك الخشوعُ، وهو في أثناء الصلاة، والركوعُ ركنٌ، وإحسانُه الاطمِئْنان فيه وفي سائرِ الأرْكان؛ وقد قال -صلى الله عليه وسلم- للمُسيء صلاتَه: ((ارجع فصلِّ))، عندما لم يطمئنَّ في صلاتِه، مع أنَّه في الصورة الظاهرة صلَّى، ومفهوم حديث عثمان - رضي الله عنْه -: أنَّ مَن لم يأتِ بِما ذكر في الحديث، لا يُثَاب الثَّواب الخاصَّ المذْكور في الحديث.

 

فالخشوعُ في الصَّلاة هو لبُّ الصَّلاة وروحُها، وأصل الخشوع يَحصل في القَلْبِ من معرفة الله، ومعرفة عظمتِه وجلاله وكماله، فمَن كان بِالله أعْرَف كان له أخْشَع، فإذا خشَع القلب خشع السَّمع والبصر، والرَّأْس والوجه وسائر الأعضاء؛ فلذلك كان من دُعاء النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في ركوعِه: ((خشَعَ لكَ سَمْعي وبصَرِي، ومُخِّي وعَظْمي وعَصَبِي)).

 

وقد علَّق الله الفلاح به لا بأداءِ الصَّلاة؛ ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2].

 

فالثَّواب على قدْر حضور القلب؛ فعنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ - رضي الله عنْهما - قال: سَمِعتُ رسُولَ اللهِ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقُولُ: ((إنَّ الرَّجُلَ لَينْصَرِفُ وما كُتِبَ له إلاَّ عُشْرُ صَلاتِهِ، تُسعُها، ثُمنُهَا، سُبعُها، سُدسُها، خُمسُها، رُبعُها، ثُلُثُهَا، نِصْفُها))؛ رواه أبو داود بإسناد حسن.

 

فالمصلي قد يَنْصَرِف مِنْ صَلاته ولم يُكْتَب له إلاَّ عُشْر ثَوَابها، وإن كانت قد برئت ذمته.

 

وأجْمع السَّلف: أنَّه ليس للعبد من صلاتِه إلا ما عقَل منها وحضرَه بقلْبِه؛ لذا يحرِص الشَّيطان على العبْد عند الصَّلاة، فإذا لم يقْدِر على المُسْلم مِن ترْك الصَّلاة بالكلِّيَّة، أو ترْك الصلاة مع جَماعة المسلمين في المسْجِد، أو تفويتِه بعضَها، فلا يحضُر إلا بعد الإقامة، فيشغل المصلي بخواطرَ لا طائلَ منها، وتذهب بِمجرَّد السَّلام من الصَّلاة؛ ليَحْرِمه روحَ الصَّلاة، وقرَّة العيْن فيها، وانشِراح الصَّدْر، ونعيم القُرْب بِمنجاة الله، ويَحرمه ثوابَها؛ فعن أبي هُريرة: أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم – قال: ((إذا نوديَ للصَّلاة أدْبر الشَّيْطان له ضراطٌ حتَّى لا يسمع التَّأْذين، فإذا قُضِيَ التَّأذين أقبل حتَّى إذا ثوِّب بالصَّلاة أدبر، حتَّى إذا قُضِيَ التَّثويب أقبل حتَّى يخطر بين المرْءِ ونفْسِه، يقول له: اذْكُرْ كذا، واذْكر كذا - لِما لم يَكُنْ يذْكُر من قبْلُ - حتَّى يظلَّ الرَّجُل إن يدْرِي كيْفَ صلَّى))؛ رواه البخاري ومسلم.

 

فإذا كان الأمر كذلك، فهل نستمِرُّ في مطاوعة عدوِّنا، ونسترْسِل معه في صلوَاتِنا؛ ليفقدنا لذَّة المناجاة وقرَّة العين فيها والثَّواب الكامل؟!

 

إخواني:

افترض ربنا - عزَّ وجلَّ - علينا حفظَه، فنحفظ الرَّأس وما فيه، فيحفظ النَّظر عمَّا حرَّم الله، فلا ينظر إلى ما لا يَحلُّ، ومن ذلك النَّظر إلى النِّساء، ولو كان النظر عبر وسيلة لعموم النَّهي، والأمْر بغضِّ البصر، فمَن ينظر إلى النساء - ولو من خِلال الشَّاشة - لم يَحفظ اللهَ في بصره، فهل تَصْرف بصرك حينما تظهر لك صورةٌ لا يَحلُّ لك النَّظر إليها، وأنت تتصفَّح الإنترنت وحْدَك، متذكِّرًا وعْدَ الله - عزَّ وجلَّ - بقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12]، هل وضعتَ يدك على شاشة الحاسب حتَّى لا ترى هذه الصُّورة؟! فهذا نوع من أنواع حفظ الله في البصَر؛ فعن جرير بن عبدالله قال: "سألتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نظر الفُجاءة، فأمرني أن أصرِفَ بصري"؛ رواه مسلم.

 

ومِن حِفْظ الله: حفظُه عن سَماع ما حرَّمه من باطل القَوْل، من غناءٍ وغِيبةٍ وغيْر ذلك، وأهل الورع يَحفظون أسماعَهُم عن المحرَّم، ولو سمعوه من غير قصْد؛ فعَنْ نافعٍ موْلى ابْنِ عُمَرَ قال: سمِع ابْنُ عُمَرَ صَوتَ زَمَّارةِ رَاعٍ، فوضَعَ إصْبَعَيْهِ في أذُنَيْهِ، وعَدَلَ راحِلَتَهُ عن الطَّريقِ، وهو يقولُ: يا نَافِعُ، أتسْمَعُ؟ فأقولُ: نَعَمْ، قال: فيَمْضي حتَّى قُلْتُ: لا، قال: فَوَضَعَ يدَيْه وأعاد الرَّاحِلَةَ إلى الطَّريقِ"؛ رواه الإمام أحمد، ورواتُه ثقات.

 

فهل فعلت ما فعله ابنُ عمر حينما لا تستطيعُ إغْلاق مصدر الصَّوت المحرَّم؟

أُولئِكَ أَسْلافِي فَجِئْنِي بِمِثْلِهِمْ

 

ومِن حفظ الله: حفظُه في اللسان، ومن ذلك حفظُه في اليمين؛ حيث يأمرنا ربُّنا بِحفظ اليمين بقوله: ﴿ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ ﴾ [المائدة: 89]، فتحفظ من الحلِف بالله كاذبًا، وتحفظ عن كثرة الحلِف، وتحفظ بعد الحلف، فيبرُّ يمينه ولا يحنث بها، إلا إذا كان الحنث أفضل.

 

ومن أسْباب حفْظ اليمين:

الاستثناءُ فيها؛ أي: يقول الحالف: "إن شاء الله" في آخِر اليمين؛ فعن أبي هُريْرَةَ عن النَّبِيِّ - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم - قالَ: قالَ سُليمانُ بْنُ دَاوُدَ، نبيُّ اللهِ: لأَطُوفَنَّ اللَّيلةَ على سَبْعِينَ امْرَأَةً، كُلُّهنَّ تَأتي بغُلامٍ يُقاتِلُ في سَبِيلِ اللهِ، فقالَ له صَاحِبُهُ أو الملَكُ: قُلْ: إنْ شاءَ اللهُ، فلمْ يَقُلْ ونسِيَ، فلمْ تَأْتِ واحِدَةٌ من نِسائهِ إلاَّ واحِدَة جاءَتْ بشِقِّ غُلامٍ، فقالَ رَسُولُ اللهِ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ولو قالَ: إنْ شاءَ اللهُ، لَمْ يَحْنَثْ، وكانَ دَرَكًا له في حاجَتِهِ))؛ رواه البخاري ومسلم.

 

ومن حفظ الله: حفْظ القلب عن الإصْرار على ما حرم الله، وحفظه من إرادة غير الله بالأعْمال التي يبتغى بِها وجه الله، وحفظه من الكبر، وحفْظه من احتِقار المسلمين، وحفْظه من كراهة ما يصيب المسلمين من الخير؛ ﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ﴾ [البقرة: 235].

 

وقد جمع الله ذلك كلَّه في قولِه: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36]، فمَن أطْلق سمْعَه وبصرَه، ولم يبالِ بِما يسمع وبما يرى، فهل أعدَّ العدَّة، وأحضر جوابًا يُنجيه حين يقف بيْن يدي عَالِمِ الغَيبِ والشَّهادَةِ الكَبيرِ المُتَعالِ.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وأصحابِه الطيِّبين الطَّاهرين، وبعْدُ:

 

مِن حفْظ الله: حفظُه في البطْن، من إدْخال الحرام إليْه، من المآكل والمشارب، ويكْفِي في ذلك قُبْحًا أنَّه مانعٌ من إجابة الدُّعاء؛ ففي حديث أبي هرَيرةَ: "ثمَّ ذكَرَ الرَّجُلَ يُطيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ: يا رَبِّ يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حرامٌ، ومَشْرَبُهُ حرامٌ، وملْبَسُهُ حرامٌ، وغُذِّيَ بِالحرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لِذَلِكَ؟!"؛ رواه مسلم.

 

ومن أسباب دخول النَّار:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10].

 

ومن حِفْظ الله:

حِفْظُه في نواهيه، ومن ذلك حفْظُ الله - عزَّ وجلَّ - في الفرج، ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 5 – 7].

 

فمن قضى وطره - في غير ما ذُكِر في الآية - في استمناء أو غيره، فهو لَم يحفظ فرْجَه، وهو داخل في عموم المعْتدين حدود الله.

إخواني:

مَن حَفِظَ الله في حدوده، وراعى حقوقَه، فقد تكفَّل الله بِحِفْظه؛ فإنَّ الجزاء من جنْس العمل، فيحفظه في مصالِح دنياه، كحِفْظِه في بدنِه وولدِه، وأهْلِه ومالِه؛ قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ﴾ [الرعد: 11].

 

قال ابن عبَّاس: "هم الملائكة يَحفظونه بأمْر الله، فإذا جاء القدر، خلَّوا عنْه".

 

ومَن حفِظ الله في صِباه وقوَّته، حفِظه الله في حالِ كبره وضعْفِ قوَّتِه، ومتَّعه بسمْعِه وبصره، وحوْلِه وقوَّته وعقله، بل إنَّ الله يحفظ العبد بصلاحِه بعد موته في ذرِّيَّته؛ كما قيل في قولِه تعالى: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا ﴾ [الكهف: 82]، فحُفِظا بصلاح أبيهما.

 

قال بعض السَّلف لابنِه: لأزيدنَّ في صلاتي من أجلك؛ رجاءَ أن أُحْفَظ فيك، ثُمَّ تلا هذه الآية: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82].

 

ومِن حفظِ الله لعبده الحافظِ له: حفظُه في دينه وإيمانه، فيحفظه في حياتِه من الشُّبهات المضلَّة ومن الشهوات المحرَّمة، ويحفظ عليْه دينه عند موْتِه، فيتوفَّاه على الإيمان.

 

ومَن ضيَّع الله في أمْرِه ونَهْيه وحدوده، ضيَّعه الله، فضاع بين خلْقِه، حتَّى يدخل عليه الضَّرر والأذى ممن كان يرجو نفعَه من أهله وغيرهم، كما قال بعضُ السَّلف: إنِّي لأعصي اللهَ فأعرف ذلك في خلُقِ خادمي ودابَّتي.

 

فالله - عزَّ وجلَّ - يَحفظ المؤمن الحافِظ لحدود دينِه، ولا يَكِلُه إلى غيره، ويَحول بينَه وبين ما يُفْسِد عليه دينَه بأنْواعٍ من الحِفْظ، وقد لا يشعُر العبد ببعضِها بل قد يكون كارهًا لها.

 

وقد مدح الله الحافظين لحدودِه في كتابِه، ووعدهم بالسَّلامة ودار السَّلام في وقْتٍ يكون على غيرهم غيرَ يسير؛﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 32 - 35].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • استشارات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
  • بنر
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة