• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقيأ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي شعار موقع الأستاذ الدكتور عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي / مقالات


علامة باركود

معايير تقويم مناهج الإصلاح المعاصرة

معايير تقويم مناهج الإصلاح المعاصرة
أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي


تاريخ الإضافة: 3/6/2013 ميلادي - 24/7/1434 هجري

الزيارات: 12573

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معايير تقويم مناهج الإصلاح المعاصرة

لمحات من مناهج الإصلاح المعاصرة وأثر العلماء في توجيهها وتقويمها (2)


إن تقويم الأشياء المعنوية من أدق الأمور وأخطرها، فإذا ما أردت أن تُقوِّم عملاً ما لشخص أو لهيئة أو لجهة، فإن ذلك يتطلَّب منك أمورًا عديدة، هي أشبه بالمعايير.


لأن الرأي الصادر هنا هو أشبه بالحكم، وقد قال الحق تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58].


وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴾ [النساء: 135]، وهذا أمر بالقِسط والعدل المُطلَق، فما بالك إذا كان التقويم أو الحكم صادرًا في حق مسلمين بل دعاة ومصلحين، بل علماء ومتعلِّمين؟ فقد[1] ورد أن صبيين ارتفعا إلى الحسن بن علي - رضي الله عنهما - في خطٍّ كَتَباه وحكَّماه في ذلك، ليحكم أي الخطين أجود، فبصر به علي - رضي الله عنه - فقال: يا بُني، انظر كيف تحكم، فإن هذا حُكم، والله تعالى سائِلُك عنه يوم القيامة.


ولعل مما يُساعِد على موضوعيَّة التقويم - بل قُلْ: من ضماناته - وجودَ المعايير الضابطة له؛ كيلا يَنحرِف يَمنة أو يَسرة.


وفي ظني أن من أهم المعايير تلك:

أولاً - الإخلاص:

بحيث يكون العمل (التقويم) مجرَّدًا لله تعالى، لا حظَّ فيه لنفسه، ولا لأي مخلوق.


وذلك كشأن العبادة كلها؛ قال - سبحانه -: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5].


وفي الحديث: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))[2].


ولذلك فينبغي على القوم التجرُّد من:

1- الرياء والسمعة: طمعًا في أن يقول له الناس: إنه عالم، أو عبقري، أو ناقد كبير، أو جريء أو نحو ذلك.


2- التعالُم: ليعرفه الناس، ويشتهر أمرُه.


3- مماراة الناس ومماحكتهم، وبث الأُغلُوطات[3]، وليجعل نُصْب عينيه قول الحق: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ﴾ [الأنعام: 162، 163].


ثانيًا - العلم: وهو نوعان:

أ- العلم الشرعي.


ب- والعلم بموضوع التقويم.


فإن المفتي والحاكم لا يتمكَّنان كما يقول ابن القيم - رحمه الله -: "إلا بنوعين من الفَهْم، أحدهما: فَهْم الواقع، والفقه فيه، واستنباط ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات؛ حتى يحيط به علمًا.


والنوع الثاني: فَهْم الواجب في الواقع، وهو فَهْم حُكم الله الذي حكَم به في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثم يُطبِّق أحدهما على الآخر، فمن بذَل جهده، واستفرغ وُسْعه في ذلك، لم يعدم أجرين أو أجرًا، فالعالم مَن يتوصَّل بمعرفة الواقع والتفقُّه فيه إلى معرفة حكم الله ورسوله"[4].


ثالثًا - العدل:

وهو قيمة إنسانيَّة وفريضة إلهية معروفة بالشرع والعقل، وقد ذكرنا قبل قليل ما يؤكِّد ذلك من النصوص الشرعية.


ونظرًا لأهميته؛ فرَضَه اللهُ مع الناس كلهم في شتى أمور الحياة، كما قال - سبحانه -: ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ [الأنعام: 152].


وقال: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8].


فالحاكم (المقوِّم) العادل هو من يتِّسِم حكمُه بـ:

• النظرة المجرَّدة إلى الشيء بغض النظر عن ميوله النفسيَّة وحبه وبُغضه، وموالاته ومعاداته.

• اطراح الهوى والتعصب.

• نِشدان الحق وطلبه، وقَبُوله ممن جاء به، وإن كان كافرًا أو جائرًا أو فاسقًا، فالحكمة ضالَّة الحكيم.

• تَساوي الناس عنده، فلا يَميل إلى قريب لقرابته، أو يحيد عن عدو لعداوته.


رابعًا - بُعْد النظر؛ بحيث ينظر إلى مآلات الأشياء:

"ذلك أن المجتهد لا يحكم على فِعلٍ من الأفعال الصادرة عن المكلَّفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بَعدَ نظرِه إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل، فقد يكون مشروعًا لمصلحة فيه تُستجلَب، أو لمفسدة تُدرأ، ولكنْ له مآل على خلاف ما قصد فيه، وقد يكون غير مشروعٍ؛ لمفسدة تنشأ عنه، أو مصلحة تندفِع به، ولكنْ له مآل على خلاف ذلك، فإذا أُطلِق القول في الأول بالمشروعية، فربما أدى استجلاب المصلحة فيه إلى مفسدة تساوي المصلحةَ أو تَزيد عليها، فيكون هذا مانعًا من إطلاق القول بالمشروعيَّة، وكذلك إذا أطلق القول في الثاني بعدم المشروعية، ربما أدى استدفاع المفسَدة إلى مفسدة تساوي أو تَزيد"[5].


خامسًا - الأناة والتريث:

وهي صفة محمودة على كل حال؛ قال - عليه الصلاة والسلام - لأشجِّ عبدالقيس: ((إن فيك خَصلتين يحبهما الله: الحِلم، والأناة))[6].


وهي في الأمور المشتبهة آكَدُ؛ كما قال - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].


وقديمًا قيل:

تأنَّ ولا تَعجَلْ بلَومِك صاحبًا
لعل له عذرًا وأنتَ تلومُ

 

فكل التصرفات - من فتاوى وأحكام وغيرها - ينبغي ألا تَصدُر إلا بعد رويَّة وفِكْر؛ لتكون أدقَّ وأحوط، وأبعدَ للإنسان عن الندم والأسف.


سادسًا - اختيار الألفاظ اللائقة بالمقامات:

في مُحادثته، ومحاورته وحكمه وتقديمه؛ لأن ذلك من الحكمة التي شرعها الله في التعامل مع المخالِف (بل المخاطب عمومًا)؛ قال - سبحانه -: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].


فقوله تعالى: ﴿ بِالْحِكْمَةِ ﴾؛ "أي: بالمقالة الصحيحة المُحكَمة، وهو الدليل الموضِّحللحق، المُزيل للشبهة"[7]؛ ولهذا قال الإمام علي - رضي الله عنه -: "حدِّثوا الناس بما يَعرِفون؛ أتحبون أن يُكذَّب الله ورسوله؟"[8].



[1] انظر: روح المعاني؛ للألوسي (5: 64).

[2] متفق عليه؛ صحيح البخاري، ك: بدء الوحي، ب1، وصحيح مسلم، (ك: الإيمان ح: 41).

[3] الأغلوطات: جمع الأغلوطة، وهي المسائل التي يُغالَط بها العلماء ليزلُّوا، فيهيج بذلك الشر والفتنة؛ (النهاية في غريب الحديث؛ لابن الأثير 3: 378).

[4] إعلام الموقعين (1: 94).

[5] الموافقات للشاطبي (4: 194).

[6] رواه مسلم في صحيحه (ك: الإيمان ح: 25).

[7] مدارك التنزيل (3: 142)؛ للنسفي بهامش تفسير الخازن، دار المعرفة، بيروت.

[8] رواه البخاري في الصحيح معلقًا، (ك: العلم، ب 49).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • حوارات وتحقيقات ...
  • بطاقات مناقشة ...
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة