• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أمين الشقاويد. أمين بن عبدالله الشقاوي شعار موقع الدكتور أمين الشقاوي
شبكة الألوكة / موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي / تأملات في آيات
تطبيق المسلمون في بلاد الغربة - آيفون تطبيق المسلمون في بلاد الغربة - أندرويد موسوعة الدرر المنتقاة - آيفون موسوعة الدرر المنتقاة - أندرويد قناة التليغرام


علامة باركود

دروس وعبر من قوله تعالى: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة..}

د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 6/4/2009 ميلادي - 10/4/1430 هجري

الزيارات: 29096

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دروس وعبر من قوله تعالى

﴿ وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً.. ﴾ [الزخرف: 33]

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

وبعد:

قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي - رحمه الله -: "يخبر - تعالى - بأن الدنيا لا تساوي عنده شيئًا، وأنه لولا لطفه ورحمته بعباده - التي لا يقدَّم عليها شيءٌ - لوسَّع الدُّنيا على الذين كَفَرُوا توسيعًا عظيمًا، ولجعل ﴿ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ ﴾ [الزخرف: 33]؛ أي: دَرَجًا من فضة، ﴿ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴾ [الزخرف: 33] على سطوحهم، ﴿ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴾ [الزخرف: 34] من فضة، ولجعل لهم ﴿ زُخْرُفًا ﴾ [الزخرف: 35]؛ أي: ولَزَخْرَفَ لهم دنياهم بأنواع الزخارف، لكنْ مَنَعَهُ من ذلك رحمتُه بعباده؛ خوفًا عليهم مِنَ التَّسارُعِ في الكفر وكثرة المعاصي؛ بسبب حبِّ الدُّنيا.

 

ففي هذا دليلٌ على أنه يُمْنَع العباد بعضَ أمور الدُّنيا مَنْعًا عامًّا أو خاصًّا لمصالحهم، وأنَّ الدنيا لا تَزِنُ عند الله جناحَ بعوضةٍ، وأنَّ كلَّ هذه المذكورات من متاع الحياة الدنيا منغَّصةٌ مكدَّرةٌ فانيةٌ، وأن الآخِرة عند الله خيرٌ للمتَّقين لربِّهم، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ لأنَّ نعيمَها تامٌّ كاملٌ من كلِّ وجهٍ، وفي الجنَّة ما تشتهيه الأنْفُس وتلَذُّ الأَعْيُن، وهم فيها خالدون، فما أَشَدَّ الفَرْق بين الدارَيْن"[1]. اهـ.

 

وفي هذه الآيات الكريمات فوائد كثيرة؛ منها:

• أنَّ ما يُعْطيه اللهُ الكفَّارَ من نِعَم الدنيا، إنما ذلك لهَوَان الدنيا عنده، وحقارتها، وابتلاءٌ لهم وفتنةٌ؛ كما قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ ﴾ [الأحقاف: 20]، وعن أنسٍ - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الله لا يظلم مؤمنًا حسنةً، يُعطَى بها في الدُّنيا، ويُجزَى بها في الآخِرة، وأما الكافر، فيُطْعَمُ بحسنات ما عَمِلَ بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخِرة، لم تكن له حسنةٌ يُجزَى بها))[2].

 

ولهذا قال عمر - رضي الله عنه - عندما صعِد إلى مَشْرَبَةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لما آلى - صلى الله عليه وسلم - من نسائه، فرآه على رمال حصيرٍ قد أثَّر بجنبه، فابتدرَتْ عيناه بالبكاء وقال: يا رسول الله، هذا كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنتَ صفوة اللهِ مِن خَلْقِه!! وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئًا فجلس، وقال: ((أوَفي شكٍّ أنتَ، يا ابن الخطاب؟!))، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أولئك قومٌ عُجِّلَتْ لهم طيِّباتهم في حياتهم الدنيا))، وفي روايةٍ: ((أما ترضى أن تكون لهم الدُّنيا ولنا الآخِرة؟!))[3].

 

 

• ومنها: أن كثرة النِّعم والخيرات التي يعطيها الله لعبده ليست دليلًا على محبَّته؛ قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 55، 56]، وعن عُقْبَة بْنِ عامر - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا رأيتَ الله يُعطي العبدَ من الدنيا ما يحبُّ، وهو مقيمٌ على معاصيه، فإنَّما ذلك منه استدراجٌ))[4].

 

ومنها: أن فيها الترغيب في الآخِرة، والزُّهد في الدُّنيا؛ قال – سبحانه -: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131].

 

ومنها: بيانُ حقارة الدنيا وهوانِها على الله؛ فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو كانت الدُّنيا تَزِنُ عند الله جناحَ بعوضةٍ، ما سقى كافرًا منها شربةَ ماءٍ))[5].

 

وعن جابرٍ - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بالسوق والناس عن جانبَيْه، فمرَّ بجديٍ أَسَكِّ – أي: صغير الأُذُن – فقال: ((أيُّكم يحبُّ أنَّ له هذا بدرهمٍ))، فقالوا: ما نُحبُّ أنه لنا بشيءٍ، وما نصنع به؟! قال: ((أتحبُّون أنَّه لكم؟))، قالوا: والله، لو كان حيًّا، لكان عيبًا فيه؛ لأنه أَسَكّ؛ فكيف وهو ميِّتٌ؟! فقال: ((والله، لَلدُّنيا أَهْوَنُ على الله من هذا عليكم))[6].

 

وعن مستورِدٍ أخي بني فِهْر - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والله ما الدنيا في الآخِرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه هذه – وأشار يحيى بالسبَّابة – في اليَمِّ، فلْيَنْظُرْ بما يَرْجِعُ))[7].

 

وقال عمر - رضي الله عنه -: "لو أنَّ الدُّنيا من أوَّلِها إلى آخِرها أوتيَها رجلٌ، ثم جاءه الموتُ - لكان بمنزلة مَنْ رأى في منامه ما يسرُّه، ثم استيقظ فإذا ليس في يده شيءٌ"[8].

 

وقال أحد السَّلَف: "نعيم الدنيا بحذافيره في جنبِ نعيم الآخرة أقلُّ من ذرَّةٍ في جنب جبال الدُّنيا"[9].

 

قال ابن القيم - رحمه الله -: "ومَنْ حدَّق بصيرته في الدنيا والآخِرة، علم أن الأمر كذلك"[10]. ومنها: أن الله تعالى يمنع عبده بعضًا من أمور الدنيا؛ لينال منزلةً عاليةً عنده يوم القيامة؛ عن أبي سعيد - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الله ليحمي عبدَه المؤمن من الدنيا وهو يحبُّه، كما تحمون مريضكم الطعامَ والشرابَ؛ تخافون عليه))[11].

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

المادة باللغة الإنجليزية

اضغط هنا



[1] تفسير ابن سعدي (ص765).

[2] صحيح مسلم (4/2162) برقم (2808).

[3] صحيح البخاري (3/313) برقم (4913)، وصحيح مسلم (2/1105) برقم (1479).

[4] مسند الإمام أحمد (4/145).

[5] سنن الترمذي (4/560) برقم (2320).

[6] صحيح مسلم (4/2272) برقم (2956).

[7] صحيح مسلم (4/1293) برقم (2858).

[8] مدارج السالكين (3/97).

[9] مدارج السالكين (3/97).

[10] مدارج السالكين (3/97).

[11] مستدرك الحاكم (4/231) برقم (7465).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • مواد مترجمة
  • درر منتقاه
  • مرئيات
  • خطب مكتوبة
  • تأملات في آيات
  • كتب
  • صوتيات
  • حدث غير التاريخ
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة