• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أمين الشقاويد. أمين بن عبدالله الشقاوي شعار موقع الدكتور أمين الشقاوي
شبكة الألوكة / موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي / مقالات
تطبيق المسلمون في بلاد الغربة - آيفون تطبيق المسلمون في بلاد الغربة - أندرويد موسوعة الدرر المنتقاة - آيفون موسوعة الدرر المنتقاة - أندرويد قناة التليغرام


علامة باركود

أسباب غزوة بدر

أسباب غزوة بدر
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 25/6/2014 ميلادي - 26/8/1435 هجري

الزيارات: 145366

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسباب غزوة بدر


كانت معركة بدر من معارك الإسلام الفاصلة التي فرق الله فيها بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، ولا شك أن أي معركة في التاريخ لا بد لها من أسباب ومقدمات، وقد سميت الغزوة بغزوة بدر باسم المكان الذي وقعت فيه المعركة[1].

 

ويمكن تلخيص أسباب غزوة بدر بالآتي:

١- وجود حق وباطل يتمثل في معسكرين، حق أتى به محمد - صلى الله عليه وسلم - من ربه، يدعوهم إليه، وترك ما عداه، وباطل تتمسك به قريش، من عادات الآباء وتقاليدهم، وإلى هذا أشار الله تعالى بقوله: ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ ﴾ [الأنفال: 7]، فلا بد من الصراع والمواجهة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل.

 

٢- لا شك أن الأنصار قدموا الكثير لإخوانهم من المهاجرين، وأعانوهم بأموالهم وأنفسهم، ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين معه كانوا على درجة من التعفف لا يقابلها إلا كرم الأنصار، ولذا كانت أنظار الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه تتطلع إلى تلك التجارات التي كانت في الآونة الأخيرة تجهز بأموال المسلمين المهاجرين التي خلفوها في مكة، ولم يستطيعوا استصحابها نظرا لظروف سفرهم السرية.

 

إن دور المهاجرين بمكة تركت مغلقة ليس فيها ساكن، كدار بني مظعون من بني جمح، ودار بني جحش بن رئاب، ودار بني البكير، وقد وجد طغاة مكة في ذلك فرصة لهم في استلاب ما فيها، بل إن أبا سفيان عدا على دار بني جحش فباعها من عمرو بن علقمة، وهكذا كانت أموال المسلمين بعض رأس المال في تجارة قريش، فكان في أخذها استعادة لحق مسلوب، وأيضاً فيه إضعاف للمشركين اقتصادياً.

 

٣- وجود الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وهم قوة في مكان تمر عليه قوافل قريش إلى الشام، ففي ذلك خطر يهدد تجارتهم وحياتهم.

 

٤- إرسال الرسول - صلى الله عليه وسلم - سراياه، وخروجه بنفسه، وخاصة تلك التي أرسلها إلى نخلة بين مكة والطائف، أثارت قريش كثيراً ضده.

 

٥- أن الأنصار آووا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في المدينة، وفتحوا صدورهم وبلادهم وأموالهم، وهذا أزعج قريشاً؛ لأن في ذلك تمكينًا للخطر الذي تعتقد قريش أنه يهددها ويزيل عاداتها وسلطانها، فرأت أنه لا بد من الوقوف في وجه هذا التجمع الجديد بأي وسيلة، ولذا حنقت أول ما حنقت على الأنصار[2].

 

روى البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه حدث عن سعد بن معاذ، وجاء في آخره: فقال أبو جهل لسعد: ألا أراك تطوف بمكة آمنًا وقد آويتم الصباة[3]، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالماً. فقال له سعد - ورفع صوته عليه -: أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه، طريقك على المدينة[4]. والذي هدد به سعد هو الذي حدث فيما بعد، وتحقق خوف المشركين، ووقعت قريش فيما كانت تخشى.

 

وروى أبو داود في سننه من حديث عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن كفار قريش كتبوا إلى ابن أُبي ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر: إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم، فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيهم، فقال: "لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم"، فلما سمعوا ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - تفرقوا[5]، الحديث.

 

إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قد ظلوا على غاية من التيقظ والتربص بكل حركة من حركات قريش التجارية والعسكرية.

 

قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلاً من الشام في عير لقريش عظيمة، فيها أموال لقريش، وتجارة من تجاراتهم فيها ثلاثون رجلاً من قريش، أو أربعون منهم: مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وعمرو بن العاص بن وائل[6].

 

روى ابن إسحاق بسنده إلى ابن عباس أنه قال: لما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي سفيان مقبلاً من الشام ندب المسلمين إليهم، وقال: "هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها، لعل الله ينفلكموها" فانتدب الناس، فخف بعضهم وثقل بعضهم، وذلك أنهم لم يظنوا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يلقى حرباً، وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار، ويسأل من لقي من الركبان، تخوفاً على أمر الناس، حتى أصاب خبراً من بعض الركبان أن محمداً قد استنفر أصحابه لك ولعيرك. فحذر عند ذلك، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري، فبعثه إلى مكة، وأمره أن يأتي قريشاً فيستنفرهم إلى أموالهم، ويخبرهم أن محمداً قد عرض لنا في أصحابه، فخرج ضمضم بن عمرو سريعاً إلى مكة[7].

 

روى مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُسَيْسَة[8] عينًا[9]، ينظر ما صنعت عير أبي سفيان[10]، فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: لا أدري ما استثنى بعض نسائه، قال: فحدثه الحديث. قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلم فقال: "إن لنا طلبة[11]. فمن كان ظهره[12] حاضراً فليركب معنا"، فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم، في علو المدينة. فقال: "لا إلا من كان ظهره حاضراً"، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى سبق المشركين إلى بدر[13]، الحديث.

 

قال تعالى: ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [الأنفال: 5-8].

 

روى البخاري في صحيحه من حديث عبدالله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك - رضي الله عنه - يقول: لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك، غير أني تخلفت عن غزوة بدر، ولم يعاتب أحد تخلف عنها، إنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد[14].



[1] بدر ماء مشهور بين مكة والمدينة، أسفل وادي الصفراء، بينه وبين الجار وهو ساحل البحر ليلة، ويقال: إنه ينسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، وقيل: بل هو رجل من بني ضمرة، سكن هذا الموضع، فنسب إليه، ثم غلب اسمه عليه. وقال الزبير بن بكار: قريش بن الحارث بن يخلد، ويقال: مخلد بن النضر بن كنانة، به سميت قريش، فغلب عليها؛ لأنه كان دليلها وصاحب ميرتها، فكانوا يقولون: جاءت عير قريش، وخرجت عير قريش. قال: وابنه بدر بن قريش، به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة؛ لأنه كان احتفرها، وبهذا الماء كانت الوقعة المشهورة التي أظهر الله بها الإسلام، وفرق بين الحق والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة، وبين بدر والمدينة سبعة برد.اهـ. معجم البلدان (2/284-285).

أما في اللسان (5/١١٤) فقال: وبدر ماء بعينه، قال الجوهري: يذكر ويؤنث، قال الشعبي: بدر بئر كانت لرجل يدعى بدراً، ومنه يوم بدر، وبدر اسم رجل. وقال ابن حجر في فتح الباري (7/285): هي قرية مشهورة، نسبت إلى بدر بن مخلد بن النضر بن كنانة، كان نزلها، ويقال: بدر بن الحارث، ويقال: بدر اسم البئر التي بها، سميت بذلك لاستدارتها، أو لصفاء مائها، فكان البدر يرى فيها. اهـ. وقال مؤلف كتاب "غزوة بدر الكبرى" الأستاذ محمد باشميل ص ١٧: تقع بدر جنوب غرب المدينة، والمسافة بينها وبين المدينة بطرق القوافل التي سلكها الرسول - صلى الله عليه وسلم - حوالي ١٦٠ ميلاً، كما أن بدراً تقع شمالي مكة، والمسافة بينها وبين مكة بطرق القوافل القديمة التي سلكها المشركون حوالي ٢٥٠ ميلاً، أما المسافة اليوم بين مكة وبدر بطرق السيارات فهي ٣٤٣ كيلو متراً، والمسافة بين المدينة وبدر بهذا الطريق فهي ١٥٣ كيلومتراً، أما المسافة بين بدر وساحل البحر الأحمر الواقع غربيها، فهي حوالي ٣٠ كيلو متراً.اهـ

[2] انظر: سيرة ابن هشام (2/99)، ومرويات غزوة بدر للعليمي ص 90-92.

[3] يطلق على من ترك دينه ودان بآخر، انظر: المعجم الوسيط (1/505).

[4] سبق تخريجه ص58.

[5] ص340 برقم (3004)، كتاب الخراج، باب في خبر النضير، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/582) برقم (2595).

[6] سيرة ابن هشام (2/197)، وهو مرسل لكن يشهد له ما بعده، وأخرجه البيهقي في الدلائل (3/31-35)، وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (7/281)، وسكت عليه.

[7] سيرة ابن هشام (2/182-192)، قلت: وسنده صحيح إلى ابن عباس.

[8]بسيسة: قال القاضي: هكذا هو في جميع النسخ، قال: والمعروف في كتب السيرة: بسبس، وهو بسبس بن عمرو، ويقال: ابن بشر من الأنصار من الخزرج، ويقال: حليف لهم. قلت - أي الإمام النووي -: يجوز أن يكون أحد اللفظين اسماً له، والآخر لقباً، شرح صحيح مسلم للنووي (5/44).

[9] عيناً: جاسوساً، النهاية في غريب الحديث (3/331).

[10] عير أبي سفيان، قال الجوهري في الصحاح: العير بالكسر الإبل تحمل الميرة، جمعها عيرات ص195.

[11] طلبة: أي شيئاً نطلبه.

[12] ظهره: الظهر الإبل التي يحمل عليها، وتركب، يقال: عند فلان ظهر أي إبل، النهاية في غريب الحديث (3/166).

[13] ص789 برقم (1901)، كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد.

[14] ص752 برقم (3951)، كتاب المغازي، باب قصة بدر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • مواد مترجمة
  • درر منتقاه
  • مرئيات
  • خطب مكتوبة
  • تأملات في آيات
  • كتب
  • صوتيات
  • حدث غير التاريخ
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة