• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أمين الشقاويد. أمين بن عبدالله الشقاوي شعار موقع الدكتور أمين الشقاوي
شبكة الألوكة / موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي / حدث غير التاريخ
تطبيق المسلمون في بلاد الغربة - آيفون تطبيق المسلمون في بلاد الغربة - أندرويد موسوعة الدرر المنتقاة - آيفون موسوعة الدرر المنتقاة - أندرويد قناة التليغرام


علامة باركود

كيف وصلت لنا السير ؟

كيف وصلت لنا السير ؟
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 4/5/2014 ميلادي - 4/7/1435 هجري

الزيارات: 21557

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف وصلت لنا السير؟


كما اهتم رجال هذه الأمة بنقل شريعة الإسلام للأجيال المتعاقبة حفظا، ورواية، ودراية، بنقل الثقات عن الثقات إجمالاً وتفصيلاً، وكانت الميزة التي امتازت بها هذه الأمة على سائر الأمم: الاهتمام برجال الأسانيد الناقلين للأخبار، والأحكام تدقيقاً، وتحقيقاً، حتى أصبح علم الرجال من العلوم التي لا يستغني عنها المسلمون في كل الأزمنة والأوقات، لأن بها حفظ الدين من الضياع، فكذلك نقل لنا الأثبات عن الأثبات سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ورحلوا إلى البلدان المتباعدة يجمعون الأخبار من حامليها؛ ليظهروا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم متكاملة متناسقة، وألفوا فيها الكتب، وتعلمها الأبناء عن الآباء، كما كانوا يتعلمون القرآن، والحديث، واشتغل كثير من العلماء بتأليف كتب خاصة بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، جامعين أخباره ورحلاته في الجهاد، وسائر حياته صلى الله عليه وسلم، ناقلين ذلك بأسانيد عمن رأى وسمع، وشارك من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.

 

ولعل أول من اهتم بكتابة السيرة النبوية عموما هو عروة بن الزبير المتوفى (92هـ)، ثم أبان بن عثمان المتوفى سنة (105)، ثم وهب بن منبه المتوفى سنة (110هـ)، ثم شرحبيل بن سعد المتوفى سنة (123هـ)، ثم ابن شهاب الزهري المتوفي سنة (124هـ)، على أن الكثير من أحداث السيرة النبوية منثور في كتاب الله تعالى، وفي بطون كتب السنة التي تهتم من سيرته صلى الله عليه وسلم بأقواله وأفعاله، ولا سيما فيما يتعلق منها بالتشريع، غير أن جميع ما كتبه هؤلاء قد باد وتلف مع الزمن، فلم يصل إلينا منه شيء، ولم يبق منه إلا بقايا متناثرة روى بعضها الطبري، ويقال إن بعضها الآخر وهو جزء مما كتبه وهب بن منبه – محفوظ في مدينة هايدلبرج بألمانيا، ولكن جاء في الطبقة التي تلي هؤلاء من تلقف كل ما كتبوه، فأثبتوا جله في مدوناتهم التي وصل إلينا معظمها بحمد الله وتوفيقه، ولقد كان في مقدمة هذه الطبقة محمد بن إسحاق، المتوفى سنة (152هـ) وقد اتفق الباحثون على أن ما كتبه محمد بن إسحاق يعد من أوثق ما كتب في السيرة النبوية في ذلك[1]، ولئن لم يصل إلينا كتابه المغازي بذاته، إلا أن أبا محمد عبد الملك المعروف بابن هشام قد جاء من بعده فروى لنا كتابه هذا مهذباً منقحاً، ولم يكن قد مضى على تأليف ابن إسحاق له أكثر من خمسين سنة.

 

يقول ابن خلكان: وابن هشام هذا هو الذي جمع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المغازي والسير، لابن إسحاق، وهذبها ولخصها، وهي السيرة الموجودة بأيدي الناس، والمعروفة بسيرة ابن هشام[2].

 

وممن كتب في السيرة النبوية والمغازي كذلك محمد بن عمر الواقدي، قال ابن سيد الناس: "وذكره الخطيب أبو بكر، وقال: هو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره، ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير، والطبقات، وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم، والأحداث التي كانت في وقته، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وكتب الفقه، واختلاف الناس في الحديث، وغير ذلك، وكان جواداً كريماً مشهوراً بالسخاء[3]. اهـ

 

وفي هذه المقدمة سأترجم لابن إسحاق، والواقدي، وابن هشام فقد نقلوا إلينا كثيراً من أحداث السيرة والمغازي، مما يرد ذكره في هذه الرسالة.

 

مصادر السيرة النبوية:

أولا: كتاب الله تعالى: فهو المعتمد الأول في معرفة الملامح العامة لحياة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الاطلاع على المراحل الإجمالية لسيرته الشريفة.

 

ثانيا: كتب السنة النبوية، وهي تلك التي كتبها أئمة الحديث المعروفون بصدقهم، وأمانتهم، كالكتب الستة، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد، وغيره، وإن كانت عناية هذه الكتب الأولى إنما تنصرف إلى أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفعاله من حيث أنها مصدر تشريع، لا من حيث هي تاريخ يدون، ولذلك رتبت أحاديث كثيرة من هذه الكتب على أبواب الفقه، ورتبت بعضها على أسماء الصحابة الذين رووا هذه الأحاديث، ولم يراع فيها التتابع الزمني للأحداث.

 

ثالثاً: الكتب المتخصصة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نقلت سيرته عليه الصلاة والسلام عن طريق الصحابة، وزوجاته – رضي الله عنهن، فإنه ما من صحابي كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد من مشاهد سيرته إلا ورواه لسائر الصحابة، ولمن بعده[4].

 

محمد بن إسحاق:

قال ابن حجر رحمه الله: محمد بن إسحاق بن يسار، الإمام في المغازي، مختلف في الاحتجاج به، والجمهور على قبوله في السير، وقد استفسر من أطلق عليه الجرح فبان أن سببه غير قادح، وأخرج له مسلم في المتابعات، وله في البخاري مواضع عديدة معلقة عنه، وموضع واحد قال فيه: قال إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق، فذكر حديثاً [5]. اهـ

 

وقال الذهبي: لسنا ندعي في أئمة الجرح والتعديل العصمة من الغلط النادر، ولا من الكلام بنفس حاد فيمن بينهم وبينه شحناء وإحنة[6]، وقد علم أن كثيراً من كلام الأقران بعضهم في بعض مهدر لا عبرة به، ولا سيما إذا وثق الرجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف، وهذان الرجلان كل منهما قد نال من صاحبه، لكن أثر كلام مالك في محمد بعض اللين، ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة، وارتفع مالك وصار كالنجم، والآخر فله ارتفاع بحسبه، ولا سيما في السير، وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن، إلا فيما شذ فيه، فإنه يعد منكراً. هذا الذي عندي في حاله والله أعلم[7].اهـ

 

وما قاله الذهبي من التفصيل قوي، وهو مما تميل إليه النفس.

 

عبد الملك بن هشام:

قال الذهبي: عبد الملك بن هشام بن أيوب، العلامة النحوي أبو محمد الذهلي السدوسي، وقيل الحميري المعافري البصري، نزيل مصر، هذب السيرة النبوية، وسمعها من زياد البكائي، صاحب ابن إسحاق، وخفف من أشعارها، وروى فيها مواضع عن عبدالوارث بن سعيد، وأبي عبيدة رواها عنه محمد بن حسن القطان، وعبدالرحيم بن عبدالله البرقي، وأخوه أحمد البرقي، وله مصنف في أنساب حمير وملوكها، والأصح أنه ذهلي كما ذكره أبو سعيد بن يونس، وأرخ وفاته في ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين[8].

 

وساق الدارقطني بسنده إلى المزني قال: قدم علينا الشافعي، وكان بمصر عبدالملك بن هشام صاحب المغازي، وكان علامة أهل مصر بالعربية والشعر، فقيل له في السير إلى الشافعي، فتثاقل، ثم ذهب إليه، فقال: "ما ظننت أن الله خلق مثل الشافعي".

 

وساق الذهبي بسنده إلى عبد الملك بن هشام قال: حدثنا زياد بن عبدالملك عن ابن إسحاق، فذكر الكتاب، وكان ابن هشام نحوياً أديباً، إخبارياً فاضلاً رحمه الله [9].

 

الواقـدي:

هو محمد بن عمر الأسلمي، مولاهم الواقدي، المدني القاضي.

 

قال ابن حجر عنه في التقريب: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، نزيل بغداد، متروك، مع سعة علمه، من التاسعة، مات سنة سبع ومائتين، وله ثمان وسبعون سنة[10].

 

قال الذهبي في ترجمته: هو محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، مولاهم الواقدي المدني القاضي، صاحب التصانيف والمغازي، العلامة، الإمام، أبو عبد الله، أحد أوعية العلم، على ضعفه المتفق عليه، ولد بعشر العشرين ومائة، وطلب العلم عام بضعة وأربعين، وسمع من صغار التابعين، فمن بعدهم بالحجاز والشام، وغير ذلك، وجمع فأوعى، وخلط الغث بالسمين، والخرز بالدر الثمين، فاطّرحوه لذلك، ومع هذا فلا يستغنى عنه في المغازي وأيام الصحابة وأخبارهم[11].

 

وقال في موضع آخر: وقد تقرر أن الواقدي ضعيف، يحتاج إليه في الغزوات والتاريخ، ونورد آثاره من غير احتجاج، أما في الفرائض فلا ينبغي أن يذكر، فهذه الكتب الستة، ومسند أحمد، وعامة من جمع في الأحكام، نراهم يترخصون في إخراج أحاديث أناس ضعفاء، بل ومتروكين، ومع هذا لا يخرجون لمحمد بن عمر شيئاً، مع أن وزنه عندي أنه مع ضعفه يكتب حديثه، ويروى؛ لأني لا أتهمه بالوضع، وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه، كما أنه لا عبرة بتوثيق من وثقه كيزيد، وأبي عبيد، والصاغاني، والحربي، ومعن، وتمام عشرة محدثين، إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجة، وأن حديثه في عداد الواهي، رحمه الله[12].

 

الراجح: أن الواقدي ضعيف، يؤخذ عنه في السير والمغازي، وأخبار الصحابة، فإنه إمام في ذلك، لكن لا يحتج بأخباره، وما ذكره الذهبي من التفصيل في حاله قوي، والله أعلم.



[1] انظر: عيون الأثر لابن سيد الناس، ترجمة بمحمد بن إسحاق ص54-67، وسير أعلام النبلاء (10/428-429).

[2] انظر: وفيات الأعيان 1/290.

[3] عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير 1/67-68.

[4] انظر: فقه السيرة للبوطي ص22.

[5] هدي الساري ص458.

[6] الإحنة: الحقد والضغن، المعجم الوسيط 1/80.

[7] سير أعلام النبلاء 7/40-41.

[8] انظر: سير أعلام النبلاء 10/428-429.

[9] انظر: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي، جزء حوادث ووفيات من 211/220هـ ص281-282، وسير أعلام النبلاء للذهبي 10/428-429، قلت: والكتب التي ترجمت لعبد الملك بن هشام، ترجمت له ترجمة مختصرة، ولم تتوسع فيها.

[10] ص498 برقم 6175.

[11] سير أعلام النبلاء 9/454-455.

[12] سير أعلام النبلاء 9/469، انظر ترجمته في: تهذيب الكمال 26/180-188، وسير أعلام النبلاء (9/469).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • مواد مترجمة
  • درر منتقاه
  • مرئيات
  • خطب مكتوبة
  • تأملات في آيات
  • كتب
  • صوتيات
  • حدث غير التاريخ
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة