• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد  فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمدالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد شعار موقع فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد / مقالات


علامة باركود

الحديث: يا رسول الله، جئت أهب لك نفسي

الحديث: يا رسول الله، جئت أهب لك نفسي
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد


تاريخ الإضافة: 14/2/2024 ميلادي - 4/8/1445 هجري

الزيارات: 6028

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحديث: يا رسول الله، جئتُ أَهَبُ لك نفسي

 

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما قال: جاءتِ امرأةٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، جئتُ أَهَبُ لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعَّد النظر فيها وصوَّبه، ثم طأطأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رأسَه، فلما رأت المرأة أنه لم يقضِ فيها شيئًا جلسَتْ، فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله، إن لم تكن لك بها حاجةٌ فزوِّجنيها، قال: ((فهل عندك من شيء؟))، فقال: لا، والله يا رسول الله، فقال: ((اذهَبْ إلى أهلك، فانظر هل تجد شيئًا؟)) فذهب، ثم رجع فقال: لا والله ما وجدت شيئًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انظُر ولو خاتمًا من حديد))، فذهب، ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتمًا من حديد، ولكن هذا إزاري - قال سهل: ما له رداء - فلها نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تصنع بإزارك؟))، إن لبستَه لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسَتْه لم يكن عليك منه شيء، فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه؛ قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليًا، فأمر به فدعي، فلما جاء قال: ((ماذا معك من القرآن؟))، قال: معي سورة كذا وسورة كذا، عدَّدها، فقال: ((تقرؤهن عن ظهر قلبك؟))، قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملَّكتُكها بما معك من القرآن))؛ متفق عليه، واللفظ لمسلم.

 

وفي رواية قال له: ((انطلق فقد زوجتكها فعلِّمها من القرآن)).

 

وفي رواية للبخاري: ((أملكناكها بما معك من القرآن)).

 

ولأبي داود عن أبي هريرة قال: ((ما تحفظ؟)) قال: سورة البقرة والتي تليها، قال: قم فعلِّمها عشرين آية.

 

المفردات:

امرأة: قيل هي خولة بنت حكيم، أو ليلى بنت الخطيم، وقيل: أم شريك؛ إلا أن ابن سعد ذكر في الطبقات أن أم شريك لما وهبت نفسها للنبي ولم يتزوجها، رفضت أن تتزوج غيرَه حتى ماتت رضي الله عنها، وقال الحافظ في الفتح: لم أقف على اسمها.

 

أَهَب لك نفسي؛ أي: أتزوجك من غير عوض.

 

فصعَّد النظر فيها وصوبه؛ أي: رفع البصر إليها وخفضه، بمعنى أنه نظر أعلاها وأسفلها وتأمَّلها.

 

ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه؛ أي: خفض رأسه وصمت صلى الله عليه وسلم حياءً مِن مواجهتها بالرد، أو انتظارًا للوحي، أو تفكُّرًا في جواب يناسب المقام كما قال الحافظ في الفتح.

 

أنه لم يقضِ فيها شيئًا جلست؛ أي: إنه لم يَبُتَّ في أمرها بالقَبول أو الرد في الحال، قعدت تنتظر ما قد يبت في أمرها أو يجيئها من الفرج من عند الله.

 

فقام رجلٌ من أصحابه: قال الحافظ في الفتح: ولم أقف على اسمه.

 

إن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها؛ أي: إن لم تكن لك رغبة في نكاحها فأنكحنِيها.

 

فهل عندك من شيء؛ أي: ألك مال تجعله صداقًا لها؟

 

لا والله يا رسول الله؛ أي: ليس عندي مال أجعله صداقًا لها والله يا رسول الله.

 

اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئًا؛ أي: اذهب إلى أهل دارك وجماعتك فابحث عندهم لعلَّك تجد لديهم مالًا تجعله صداقًا لها.

 

انظر ولو خاتمًا من حديد؛ أي: ابحث عن شيء تجعله صداقًا للمرأة، ولو كان الذي تجده خاتمًا من حديد؛ فإنه يكفي في صداقها.

 

ولا خاتمًا من حديد؛ أي: ذهبت وبحثت عن شيء ولو كان خاتمًا من حديد، فلم أجد شيئًا ولا حتى خاتمًا من حديد، وذكر خاتم الحديد؛ لأنه أقلُّ ما يمكن أن يتمول، بخلاف خاتم الذهب، أو خاتم (الماس)، أو خاتم الفضة، فإن قيمته فوق ذلك بكثير.

 

ولكن هذا إزاري فلها نصفه؛ أي: يكون إزاري بيني وبينها أملكها نصفه.

 

قال سهل ما له رداء؛ أي: قال سهل بن سعد الراوي لهذا الحديث: لم يكن له إزار ورداء؛ بل إزار فقط.

 

والإزار ما يلبَسه الإنسان ليستر من سُرَّته إلى رُكبته وهو يقوم مقام "السروال"، وأما الرداء فهو ما يكون فوق الكتفين والظهر والصدر وهو يقوم مقام القميص.

 

ما تصنع بإزارك: يعني ما تصنع المرأة بملكية نصف إزارك؛ لأنه لا ينتفع به إلا بجملته؛ لأنه لو شقَّه بينه وبينها لم يسترها نصفه ولم يستره نصفه.

 

فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام؛ أي: فجلس الرجل جلوسًا طويلًا، ولما طال مجلسه قام.

 

موليًا؛ أي: مدبرًا منصرفًا.

 

فُدعي؛ أي: فنُودي وطلب.

 

فلما جاء؛ أي: فلما رجع.

 

ماذا معك من القرآن؛ أي: ماذا تحمل من كتاب الله عز وجل في صدرك.

 

معي سورة كذا وسورة كذا، عدَّدها؛ أي: أحفظ سورة كذا، وسورة كذا، وقد بيَّنها وفصَّلها لكن الراوي لم يبينها.

 

تقرؤهن عن ظهر قلبك؟ أي: أتحفظُهن وتقرؤهن دون حاجة إلى النظر في المصحف وتضبطهن في صدرك؟

 

قال: نعم؛ أي: أضبطهن في صدري، وأقرؤهن من قلبي.

 

اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن؛ أي: انطلق فقد زوجتكها بما معك من القرآن؛ أي: فعلِّمها ما معك من القرآن؛ كما بينت ذلك الرواية الأخرى.

 

وفي رواية قال له؛ أي: في رواية لمسلم من طريق زائدة بن قدامة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلِّمها من القرآن؛ أي: فأقرِئها وعلِّمها ودرِّس لها من القرآن ما حفِظتَ.

 

وفي رواية للبخاري؛ أي: من طريق أبي غسَّان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد.

 

ولأبي داود، عن أبي هريرة؛ أي: وفي رواية لهذا الحديث عند أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما تحفظ؟ أي: ما تضبط في قلبك من سور القرآن؟

 

والتي تليها: يعني سورة آل عمران.

 

قم فعلِّمها عشرين آية؛ أي: درِّس لها عشرين آيةً مما تحفظ من القرآن.

 

البحث:

أورد البخاري رحمه الله هذا الحديث في مواضع شتى من صحيحه مختصرًا ومطولًا، واستنبط رحمه الله منه قواعدَ كثيرةً، وقد أورده في الوكالة وفي فضائل القرآن وفي النكاح وفي اللباس وفي التوحيد، وعَنْوَن له في النكاح بعناوين؛ منها باب (عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح)، وباب (النظر إلى المرأة قبل التزويج)، وباب (إذا كان الولي هو الخاطب)، وباب (السلطان ولي)، وباب (إذا قال الخاطب للولي زوِّجني فلانة، فقال: قد زوَّجتُك بكذا وكذا؛ جاز النكاح وإن لم يقل للزوج: أرضيت أو قبلت؟)، وباب (التزويج على القرآن وبغير صداق).

 

قال الحافظ في الفتح: قوله (باب التزويج على القرآن وبغير صداق)؛ أي: على تعليم القرآن وبغير صداق مالي عيني، ويحتمل غير ذلك كما سيأتي البحث فيه.

 

ثم قال الحافظ: وهذا الحديث مداره على أبي حازم سلمة بن دينار المدني، وهو من صغار التابعين، حدَّث به كبارُ الأئمة عنه مثل مالك، وقد تقدَّمت روايته في الوكالة وقبل أبواب هنا، ويأتي في التوحيد، وأخرجه أيضًا أبو داود والترمذي والنسائي والثوري؛ كما ذكرته، وحماد بن زيد وروايته في فضائل القرآن، وتقدَّمت قبل أبواب هنا أيضًا وأخرجها مسلم، وفضيل بن سليمان ومحمد بن مطرف أبي غسان، وقد تقدمت روايتهما قريبًا في النكاح ولم يخرجهما مسلم، ويعقوب بن عبدالرحمن الإسكندراني وعبدالعزيز بن أبي حازم وروايتهما في النكاح أيضًا، ويعقوب أيضًا في فضائل القرآن، وعبدالعزيز يأتي في اللباس، وأخرجها مسلم، وعبدالعزيز بن محمد الدراوردي وزائدة بن قدامة، وروايتهما عند مسلم، ومعمر وروايته عند أحمد والطبراني وهشام بن سعد، وروايته في صحيح أبي عوانة والطبراني، ومبشر بن مبشر، وروايته عند الطبراني، وعبدالملك بن جريج وروايته عند أبي الشيخ في كتاب النكاح، وقد روى طرفًا منه سعيدُ بن المسيب عن سهل بن سعد؛ أخرجه الطبراني، وجاءت القصة أيضًا من حديث أبي هريرة عند أبي داود باختصار، والنسائي مطولًا، وابن مسعود عند الدارقطني، ومن حديث ابن عباس عند أبي عمر بن حيوة في فوائده، وضميرة جد حسين بن عبدالله عند الطبراني، وجاءت مختصرة من حديث أنس كما تقدَّم قبل أبواب، وعند الترمذي طرف منه آخر، ومن حديث أبي أمامة عند تَمَّام في فوائده، ومن حديث جابر وابن عباس عند أبي الشيخ في كتاب النكاح؛ اهـ.

 

ما يفيده الحديث:

1- جواز عرض المرأة الراغبةِ في الزواج نفسَها على الرجل الصالح.

 

2- جواز النظر إلى المرأة قبل التزويج لمن يرغب في الزواج منها.

 

3- أن السلطان وليٌّ، وله حق تزويج المرأة.

 

4- جواز التزويج على تعليم بعض القرآن لغير القادر على دفع صداق مالي.

 

5- وجوب الصداق في النكاح، وأنه لا بد منه.

 

6- استحباب تعيين الصداق عند العقد.

 

7- يجوز أن يكون الصداق خاتمًا من حديد.

 

8- أن الخطبة في النكاح للاستحباب.

 

9- جواز الحلف، وإن لم يكن على الحالف يمين.

 

10- جواز عقد النكاح بلفظ الإملاك والتمليك والإنكاح والتزويج.

 

11- أنه إذا تيقَّن الرجل أن الخاطب الأول قد أعرض عن الخطبة جاز له أن يتقدَّم لخطبة المرأة، ولا يكون هذا من باب الخِطبة على الخطبة كما تقدَّم.

 

12- أنه إذا لم يقبَل الموهوبُ له الهبةَ اعتُبِرَت لاغيةً.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ومؤلفات
  • صوتيات ومرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة