• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد  فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمدالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد شعار موقع فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد / مقالات


علامة باركود

موسى عليه السلام (16)

موسى عليه السلام (16)
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد


تاريخ الإضافة: 4/12/2023 ميلادي - 21/5/1445 هجري

الزيارات: 3648

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

موسى عليه السلام (16)

 

استمرَّ موسى عليه السلام في نَشْرِ النور والهدى الذي أنزله الله تعالى عليه في التوراة، يعاونُه هارون عليه السلام، إلى أن قبض الله عز وجل هارون عليه السلام في حياة أخيه موسى عليه السلام وَهُما في التِّيه مع بني إسرائيل.

 

وقد حجَّ موسى عليه الصلاة والسلام إلى البيت العتيق في مكة المكرمة؛ فقد روى مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بوادي الأزرق فقال: ((أيُّ وادٍ هذا؟))، قالوا: وادي الأزرق، قال: ((كأنِّي أنظر إلى موسى وهو هابط من الثنية، وله جؤارٌ إلى الله عز وجل بالتلبية))، حتى أتى على ثنية هرشاء فقال: ((أي ثنية هذه؟))، قالوا: هذه ثنية هرشاء، قال: ((كأني أنظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء، عليه جُبَّةٌ من صوف خطام ناقته خلبةٌ - يعني ليفًا - وهو يلبِّي)).

 

وقد ذكرت عند الحديث عن الخليل إبراهيم عليه السلام بعض صفات موسى عليه السلام، وأنه كان آدم، أي: أسمر، جعد الشعر جسيمًا طوالًا كأنه من رجال أزد شنوءة؛ فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رأيت ليلةَ أُسْرِي بي موسى بن عمران رجلًا طوالًا جعدًا، كأنَّه من رجال شنوءة)).

 

كما روى البخاري في صحيحه، من طريق مجاهد أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما وذكروا له الدَّجَّال، وأنه مكتوب بين عينيه كافر أو (ك ف ر)، فقال: لم أسمعه، ولكنه قال صلى الله عليه وسلم: ((أما إبراهيمُ فانظروا إلى صاحبكم، وأما موسى فجعدٌ آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة كأني أنظر إليه انحدر في الوادي)).

 

وقد حضرت الوفاة موسى عليه السلام قبل أن يدخلَ الأرض المقدسة، غيرَ أنه طلب من الله عز وجل أن يدنيه من الأرض المقدسة رميةً بحجر؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صَكَّه، فرجع إلى ربه عز وجل فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت، قال: ارجع إليه، فَقُلْ له: يضع يدَه على متنِ ثور، فله بما غطَّت يدُه بكلِّ شعرةٍ سنةٌ، قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآنَ، قال: فسأل اللهَ عز وجل أن يُدْنيه من الأرض المقدَّسة رميةً بحجر، قال أبو هريرة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فلو كنتُ ثَمَّ لأريتُكم قبرَه إلى جانبِ الطريقِ عند الكثيبِ الأحمرِ)).

 

ثم قال البخاري رحمه الله قال: وأخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

 

وروى مسلم في صحيحه من طريق همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكَرَ أحاديث منها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جاء ملكُ الموت إلى موسى عليه السلام، فقال له: أَجِبْ ربَّك، قال: فَلَطَمَ موسى عليه السلام عينَ ملكِ الموت فَفَقَأَهَا، قال: فرجع الملَكُ إلى الله تعالى، فقال: إنك أرسلتني إلى عبدٍ لك لا يريد الموت وقد فَقَأَ عيني، قال: فردَّ اللهُ إليه عينَه، وقال: ارجع إلى عبدي فقل: الحياةَ تريدُ؟ فإن كنت تريد الحياة فضعْ يدك على متن ثور، فما توارت يدُك من شَعْرِه فإنك تعيش بها سنةً، قال: ثمَّ مَهْ؟ قال: ثم تموت، قال: فالآن من قريب، رب أمِتني من الأرض المقدسة رمية بحجر))، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والله، لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر)).

 

وقد استشْكَلَ بعضُ من ينتمي إلى العلم هذا الحديث، وكأنه استغرب كيف يضرب موسى عليه السلام ملكَ الموتِ، وكيف يفقأ عينَه؟ ولا غرابة في ذلك؛ لأن موسى لم يعرف أنه ملَكُ الموت كما لم يعرفْ خليلُ الرحمن أبوه إبراهيم عليه السلام الملائكةَ الذين استضافهم، وقال لهم لمَّا لم يأكلوا طعامه: ﴿ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴾ [الحجر: 62]، ولا سيما أن ملك الموت جاء موسى عليه السلام على طريق لم يُقبض على مثلها الأنبياء؛ فإن اللهَ تبارك وتعالى لا يقبضُ روحَ نبيٍّ من أنبيائه إلا بعد تخييره، كما أُثِر أنه ما من نبي قبض إلا خُيِّر؛ ولذلك لمَّا خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم اختار الرفيق الأعلى، أما استغراب فقء عين الملك فهو مبني على تعريف الملائكة بأنهم لا تحكم عليهم الصورة، أي: لو تصوَّر الملك في صورة رجل أو غيره ثم أُريد قتله أو قطعُ عضو منه فإنه لا تتأثَّر صورته بذلك، ولا يتمكن منه، بخلاف الجنِّي؛ فإن الصورة تحكم عليه، فلو تصوَّر الجني في صورة حيوان وقُتل هذا الحيوانُ قُتل الجنِّي، وبالنظر إلى أن هذا التعريف لم يثبت به خبر صحيح عن رسول الله صلى الله عليه سلم فإنه لا يحل لمسلم أن يرد به الخبر الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وقد رأيت كثيرًا من أهل الأهواء المعادين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وللبخاري ومسلم وغيرهما من أئمَّة أهل السنَّة والجماعة يدندنون حول هذا الحديث الصحيح للنَّيْلِ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشيوخ أهل الحديث، وقد علمتُ أنه لا شبهة في صحَّة هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين.

 

هذا، وقد حرَّف اليهود التوراةَ بعد موسى عليه السلام، ومن أبرز الأدلَّة على ذلك أن اليهود يدَّعون أن التوراةَ كتبَها موسى عليه السلام بيده، وهي مكوَّنة عندهم من أسفارٍ خمسة، وهي: سفر التكوين، وسفر الخروج، وسفر اللاويين أو الأحبار، وسفر العدد، وسفر التثنية، وقد جاء في الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية في الفقرة الخامسة منه: "فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب"، وفي الفقرة السادسة: ودفنه في الجواء في أرض موآب مقابل بيت فغور، ولم يعرفْ إنسانٌ قبرَه إلى هذا اليوم، فتبيَّن بما لا مجال للشك فيه أن هذا السفرَ مكتوبٌ بعد موسى عليه السلام؛ إذ كيف يَكتب موسى بيده أنه مات ودُفن في الجواء في أرض موآب مقابل بيت فغور، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم، ومما يؤكِّدُ تحريفهم أنه جاء في الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر التثنية في الفقرة 24 فعندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب إلى تمامها - 25 - أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلًا: 26 - خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم؛ ليكون هناك شاهدًا عليكم - 27 - لأني عارف تمردكم ورقابكم الصُّلبة، هو ذا وأنا بعد حيٌّ معكم اليوم قد صرتم تقاومون الربَّ، فكم بالحرِيِّ بعد موتي - 28 - اجمعوا إليَّ كلَّ شيوخ أسباطكم وعرفائكم لأنطق في مسامعهم بهذه الكلمات وأشهد عليهم السماء والأرض - 29 - لأني عارف أنكم بعد موتي تفسدون وتزيغون من الطريق الذي أوصيتكم.

 

هذا، وليست اليهوديَّة هي دين موسى عليه السلام، بل دينُه الإسلام، واليهودية محدثة بعد موسى؛ ولذلك لم يرد في خبر صحيح أن موسى عليه السلام سمَّاهم يهودًا، وقد تكون اليهوديَّة مأخوذةً من الهود، بمعنى: التوبة، على حد قول موسى عليه السلام ﴿ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ﴾ [الأعراف: 156].

 

ويمكن أن تكون مأخوذةً من التَّهويد؛ وهو الترجيع بالصوت في لينٍ والتطريب، وقد كان أحبار اليهود إذا قرؤوا على العامَّة أتوا بنغماتٍ مع غُنَّةٍ شديدة ومدٍّ بالخياشيم، ويمكنُ أن تكون نسبةً إلى يَهُوذا أحد رؤوس أسباط بني إسرائيل، ويكون إطلاقه على جميع بني إسرائيل على سبيل التغليب، وهو بالدال أو الذال كما جاء في القاموس المحيط، يقال: يهوذا ويهودا، كما يقال: يهوذي ويهودي.

 

ولم يرِدْ اسم اليهود في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على سبيل المدح قطُّ، وكلُّ ما ورد عنهم في عهد موسى عليه السلام كان باسم بني إسرائيل، كما أنَّ ما ورد في كتاب الله عنهم كان باسم أهلِ الكتاب وقوم موسى وبني إسرائيل، ولم تُذكر اليهوديَّة إلا في مقام الذمِّ، والعلم عند الله، والسلام على موسى وهارون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ومؤلفات
  • صوتيات ومرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة