• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد  فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمدالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد شعار موقع فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد / مقالات


علامة باركود

موسى عليه السلام (11)

موسى عليه السلام (11)
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد


تاريخ الإضافة: 30/10/2023 ميلادي - 15/4/1445 هجري

الزيارات: 3901

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

موسى عليه السلام (11)

 

بعدَ أن نجَّى الله تبارك وتعالى موسى وهارون وقومهما من الكَرب العظيم، وأغرق فرعون ومن معه من المُكذِّبين، وجاوز اللهُ ببني إسرائيل البحرَ - انتهت متاعب موسى مِن فرعون وقومه، وبدأت متاعبُ موسى وهارون من بني إسرائيل؛ إذ إنهم بعد أن رأوا آيةَ الله الكبرى في فَلْق البحر لهم وإغراق فرعون وجنوده وتمَّت كلمة الله الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا - لكنهم ما إن رأوا بعد أن جاوزوا البحر قومًا يعبدون أصنامًا لهم قد عكفوا عليها، حتى قال بعضهم لموسى عليه السلام: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ [الأعراف: 138]، فأجابهم موسى عليه السلام بأن هذا الطلب جهالة منكم، كيف نسيتم نعمة الله في إنجائكم من عدوِّكم وإغراقه، وأنتم حُدثاء عهد بها؟! إنكم لو كنتم تعلمون لازددتم إيمانًا بالله وحدَه وكفرتم بجميع ما سواه من الأصنام والأوثان والأنداد، ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 139]؛ أي: هالك فاسد، ومضمحل زائل لا يعود على أهله إلا بالشر ولا يجلبون منه خيرًا، فكلُّ عبادة لغير الله باطلة، ولا تصحُّ العبادة إلا لله وحدَه، والله أغنى الشركاء عن الشِّرك، فمَن أشرك معه غيره ردَّه وشركه وأحبط عمله، ﴿ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا ﴾ [الأعراف: 140]؟! أي: أأطلب لكم شيئًا تعبدونه غير الله؟! وهذا الاستفهام للإنكار والتعجُّب والتوبيخ، ثم بيَّن لهم موسى عليه السلام أن الله فضَّلهم على عالَمي زمانهم؛ إذ بعث إليهم رسولَه وكليمَه صلى الله عليه وسلم فآمنوا به، فلا يليقُ ببعضهم أن يطلب معبودًا غير الله عز وجل ليشابه المشركين عَبَدَةَ الأصنام، ولم يكن كلُّ بني إسرائيل قد طلب إلهًا آخر، وإنما هو طلبُ بعض جَهَلَتِهم، وفي ذلك يقول الله عز وجل: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 138 - 140].

 

وقد ذكر كثيرٌ من المفسرين وعلماء السيرة النبويَّة خبرًا من طريق مَعْمَر عن الزهري عن سنان بن أبي سنان الديلي، عن أبي واقد الليثي، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حُنين، فمررنا بسدرة فقلت: يا نبي الله، اجعل لنا ذاتَ أنواط كما للكفار ذاتُ أنواط، وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة ويعكفون عليها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الله أكبر! هذا كما قال بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة، وإنكم تركبون سنن من كان قبلكم))، قال ابن كثير في تفسيره: أورده ابن جرير ورواه ابن أبي حاتم من حديث كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعًا؛ اهـ.

 

قلت: "قال الحافظ ابن حجر في التقريب: كثير بن عبدالله بن عمرو المزني المدني ضعيف من السابعة، منهم من نسبه إلى الكذب"؛ اهـ.

 

فإن صحَّ هذا الخبرُ حُمل على أنه قول واحد من حُدثاء العهد بالجاهلية كما جاء مصرَّحًا به في رواية عن أبي واقد الليثي، قالوا: وقد كان لكفَّار قريش ومن سواهم من العرب شجرةٌ عظيمة خضراء يقال لها: ذات أنواط، يأتونها كلَّ سنة، فيُعلِّقون عليها أسلحتهم، ويذبحون عندها، ويعكفون عليها يومًا.

 

قال أبو بكر الطرطوشي المالكي: فانظروا - رحمكم الله - أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويُعظِّمُونها، ويرجون البرءَ والشفاء من قبلها، ويضربون بها المساميرَ والخرقَ فاقطعوها.

 

هذا، وقد كان موسى عليه السلام عندما بعثه الله إلى فرعون إنما بعثه بأصول الدين من التوحيد وإقامة الصلاة لذكر الله ووجوب الإيمان بالبعث بعد الموت، ولم يكن قد أنزل عليه التوراة، فلما انتهت مهمَّة موسى عليه السلام الخاصة بفرعون وملئه، وأغرق الله فرعونَ وجنده، وخلص موسى إلى سيناء وصار مختصًّا ببني إسرائيل، وهُم في حاجة ماسَّة إلى نظام يشمل حوائجهم في معاشهم ومعادهم، هيَّأ الله عز وجل موسى عليه السلام ليُلقي عليه التوراةَ المشتملة على الأحكام التي تسلك بأهلها صراط الله المستقيم، وحالة موسى عليه السلام هذه تشبه حالة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته النبويَّة قبلَ الهجرة وبعدها، فإنَّ القرآنَ المكيَّ كان ينزل لتقرير التوحيد والرسالة والإيمان بالبعث بعد الموت، أما القرآنُ المدنيُّ فإنه زيادة على ذلك جاء بتقرير نظام الدولة الإسلامية والمجتمع السعيد، وما يحتاج كلُّ فردٍ لصلاح معاشِه ومعادِه.

 

ولذلكَ ساقَ القرآنُ العظيم ما أوصى الله به موسى عليه السلام عندما بعثه بالتوحيد والصلاة والإيمان بالبعث بعد الموت؛ حيث يقول عز وجل: ﴿ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ﴾ [طه: 11 - 16]، وقال عز وجل: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ﴾ [النازعات: 17 - 19].

 

ولمَّا أغرق الله فرعونَ ونجَّى بني إسرائيل صار لموسى عليه السلام دولة، فهو في حاجة إلى النظام الشامل، والنور الذي يسلكه؛ ليهتدي به هو والمؤمنون إلى الصراط المستقيم، وقد واعده الله تعالى أربعين ليلة يتهيَّأ فيها لتلقِّي الشريعة، وقد سأله بعضُ قومه من المتعنِّتين المتنطِّعين أن يُريهم اللهَ جهرةً، وأن يسأل ربَّه ذلك، وعندما جاء الميقات قال موسى لأخيه هارون: "أنت خليفتي على بني إسرائيل فأصلح أمورهم، ولْتَكُن سياستُك لهم سياسة رشيدة، واحذر دُعاة الضلالة المفسدين في الأرض"، وما إن انطلق موسى عليه السلام لتلقِّي الشريعة عند الطور حتى أضلَّ السامريُّ بني إسرائيل، فصنع لهم عجلًا من الذَّهب له خُوار؛ أي: صوت يُسمع وصلصلة شبيهة بصوت الثور، وقال لهم: ﴿ هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى ﴾ [طه: 88]، فعبده جلَّةٌ من بني إسرائيل، وحاول هارون عليه السلام صَرْفَهم عن عبادة العجل، وكان اللينُ يغلب عليه صلى الله عليه وسلم، وخشي إذا شدَّد عليهم أن يتفرَّقوا، وقد بارزه عُبَّادُ العجل العداوةَ، وكادوا يقتلونه عندما كان يُحذِّرهم من عبادة العجل، ولم يكن مأذونًا له في قتالهم، فانتظر مجيء موسى عليه السلام بالشريعة من عند الله.

 

وإلى الفصل القادم إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ومؤلفات
  • صوتيات ومرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة