• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد  فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمدالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد شعار موقع فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد / مقالات


علامة باركود

مناسك الحج (الحلقة الثانية عشرة)

مناسك الحج (الحلقة الثانية عشرة)
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد


تاريخ الإضافة: 15/12/2021 ميلادي - 10/5/1443 هجري

الزيارات: 7650

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مناسك الحج

(الحلقة الثانية عشرة)

 

أيها الإخوة المؤمنون، السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أما بعد:

فقد ذكرت في الحديث السابق أن الله تبارك وتعالى قضى على من قتَل وهو محرم صيدًا أن يحكم في ذلك اثنان ذوا عدل من المسلمين، وأشرت إلى أن الصدِّيق رضي الله عنه لما سأله الأعرابي الذي قتل الصيد وهو محرم استشار أبي بن كعب رضي الله عنه. وأن عمر رضي الله عنه لما سأله الرجل الذي قتل الظبي وهو محرم استشار عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وقد ذكر قبيصة بن جابر رضي الله عنه - وقد جاء مع الذي قتل الظبي - قال: فالتفت عمر إلى صاحبه يعني عبد الرحمن بن عوف فكلمه، ثم أقبل عمر رضي الله عنه على الرجل فقال: أعمدًا قتلته أم خطأ؟ فقال: لقد تعمدت رميه وما أردت قتله! فقال عمر رضي الله عنه: ما أراك إلا قد أشركت بين العمد والخطأ. اعمد إلى شاة فاذبحها وتصدق بلحمها واستبق إهابها. قال قبيصة رضي الله عنه: فقمنا من عنده فقلت لصاحبي: أيها الرجل عظم شعائر الله فما درى أمير المؤمنين ما يفتيك حتى سأل صاحبه. اعمد إلى ناقتك فانحرها فلعل ذلك أن يجزئ عنك. قال قبيصة رضي الله عنه ولا أذكر الآية من سورة المائدة: ﴿ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ﴾ [المائدة: 95] فبلغ عمر رضي الله عنه مقالتي فلم يفجأنا منه إلا ومعه الدرة، فعلا صاحبي ضربًا بالدرة: أقتلت في الحرم وسفهت الحكم. ثم أقبل عليَّ، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا أحل لك اليوم شيئًا يحرم عليك مني، فقال: يا قبيصة بن جابر، إني أراك شاب السن، فسيح الصدر، بيِّن اللسان، وإن الشاب يكون فيه تسعة أخلاق حسنة وخلق سيء فيفسد الخلق السيء الأخلاق الحسنة، فإياك وعثرات الشباب.

 

وكما لا يجوز للمحرمين أو المحلين أن ينفروا صيد الحرم فإنه لا يحل لهم أيضًا أن يقطعوا شجر الحرم فليحترس الحاج وهو في مزدلفة أو منى أو مكة أن يقطع الشجر فإن هذه كلها من أرض الحرم التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع شجرها فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح فتح مكة: « لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا». وقال يوم فتح مكة: « إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد من قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاها؛ أي: (لا يقطع حشيشها)، فقال العباس: يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إلا الإذخر ». وهو الحشيش الأخضر، وفي رواية لأبي هريرة رضي الله عنه: لا يعضد شجرها ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد. وفي رواية للبخاري ومسلم من حديث أبي شريح العدوي رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح فقال قولًا سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به: حمد الله وأثني عليه ثم قال: « إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا له: إن الله قد أذن لرسوله صلى الله عليه وسلم ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيه ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب.

 

والمنهي عن قطعه من شجر الحرم أو حشيشه هو ما لم يستنبته الناس، وأما ما غرس الناس أو زرعوه فهو لهم وكذلك يجوز أخذ ما يبس من نبات الحرم، ولو قلع شجر الحرم بغير فعل آدمي جاز الانتفاع به، وهذه الأوامر النبوية لتقرير وتأكيد أن الحرم منطقة أمان وأرض سلام للإنسان والحيوان والطير وحتى الأشجار والنبات.

 

وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن أرض الحرم لم تكتسب هذه المزية ولا نزلت هذه المنزلة بفعل إنسان ولم يكن تحريمها في عصر دون عصر بل هي حرام بحرمة الله تعالى يوم خلق السموات والأرض ولذلك أشار الله تبارك وتعالى إلى امتنانه على قريش بتأمينهم في هذا الحرم الآمن حتى في عصر الجاهلية قبل الإسلام دين السلام وفي ذلك يقول الرب تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ﴾ [العنكبوت: 67]، وكما قال عز وجل: ﴿ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 57]، وقد كان الرجل في الجاهلية يلقى قاتل أبيه أو أخيه في الحرم فلا يتعرض له بأذى حتى يخرج منه، وفي ذلك كله تدريب للإنسانية على السلام العملي مما لا نظير له في غير دين الإسلام الذي جعل السلام شعار أهله وتحية اللقاء بينهم وجعله ختام الصلاة عند الانتهاء من أدائها، وأشعر أهل السعادة دعاة السلام أن الله تبارك وتعالى يسلم عليهم يوم القيامة حيث يقول الرب تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾ [يس: 55 - 58]، كما جعل من تكريم أهل الإسلام دعاة السلام أن الملائكة يدخلون عليهم في الجنة من كل باب يسلمون عليهم حيث يقول: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23، 24]، وكما قال الله عز وجل﴿ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴾ [إبراهيم: 23]، وإلى حديث قادم إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

المدينة المنورة في 22/11/1395هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ومؤلفات
  • صوتيات ومرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة