• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاويالشيخ محمد بن صالح الشاوي شعار موقع  الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي / خطب منبرية


علامة باركود

الأمانة

الشيخ محمد بن صالح الشاوي


تاريخ الإضافة: 24/11/2010 ميلادي - 17/12/1431 هجري

الزيارات: 22173

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأمانة

 

الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض بالحق، وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير، يعلم ما في السماوات والأرض، ويعلم ما تسرون وما تعلنون، وهو عليم بذات الصدور، وأشهد أن لا إله إلا الله عالم الغيب والشهادة، وعليه فليتوكل المؤمنون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أمرنا جل وعلا باتباعه، ونهانا عن مخالفته، فقال تعالى: ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: ٧]، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد، أيها المسلمون:

اعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له»، فأداء الأمانة فرض معلق في رقبة كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وخائن الأمانة ملعون في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: ٥٨].

 

وقال في مدح المؤمنين المحافظين على أداء ما ائتمنهم الله عليه: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون:٨ - ١١].

 

وقد حذر جل وعلا المؤمنين المسلمين من انتهاك الأمانات وخيانتها، فقال تعالى:  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال:٢٧].

 

والأمانة أيها المسلمون أنواع:

أولها: أمانة العبد مع ربه، وهي أن يرعى الإنسان ويحافظ على ما عهد إليه تبارك وتعالى حفظه؛ من الإتمار بأمره في أداء الصلوات والزكاة والصيام، وغير ذلك مما أمرنا به ربنا، وجعلنا رقباء على أنفسنا، وأمناء عليها في أدائها وتنفيذها، والانتهاء عن ما نهى عنه من المحرمات والفواحش، فالمعاصي كلها خيانة لله عز وجل، والواجب استعمال القوى والملكات التي أودعها الله فينا فيما ينفعنا وينفع بلادنا وإخواننا المسلمين، بدلًا من إخمادها أو استعمالها فيما لا طائل تحته ولا نفع منه، وقد ورد أن المرء يُسأل عن عمره: فيم أضاعه؟ وعن أمواله: فيم أنفقها؟ وعن أوقاته: فيم قضاها؟.

 

ثانيها: أمانة الإنسان مع الناس، وذلك بأن ينصح إخوانه المسلمين، وأن يرد إليهم ودائعهم، وأن لا يغشهم في معاملاتهم معه، وأن يحفظ أسرارهم، وأن يكرم أقرباءه، وأن يراعي كل من الزوجين صاحبه؛ فلا يفشي له سرًّا.

 

ويدخل في هذا القسم عدل الأمراء والموظفين مع رعيتهم ومع إخوانهم ومواطنيهم، وذلك بأن يحفظوا لهم حقوقهم، وأن لا يقدموا معاملة بعضهم على بعض، وأن يساووا بين الناس فيما وكل إليهم من أعمال، ومن لم يفعل ذلك فقد خان أمانته واستحق عقاب ربه.

 

ثالثها: أمانة الإنسان مع نفسه، وذلك بأن لا يختار لنفسه إلا ما هو الأنفع والأصلح له في الدين والدنيا، وأن لاَ يقدِمَ بسبب الشهوة والغضب على ما يضره في الآخرة أو الدنيا، وأن يحافظ على صلاح نفسه بالنظافة في الملبس والمأكل والمشرب، وأن يعطي كل ذي حق حقه، كما في الحديث: «وإن لنفسك عليك حقًّا، ولزوجك عليك حقًّا».


فاتقوا الله عباد الله، ولا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم، وأنتم تعلمون، واعلموا أن الله لا يحب كل خوان أثيم، واعلموا أن كل إنسان مسئول عن أمانته، قال تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: ٧٢]، فاستغفروا ربكم وتوبوا إليه إنه غفور رحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله العليم الحكيم رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا هو، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله إلى كافة الخلق بشيرًا ونذيرًا، فجاهد بلسانه ويده حتى استتب له الأمر واستقام على عبادة الله وحده لا شريك له، صلى الله عليه وعلى صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: ٥٦].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أبخل الناس رجل ذكرت عنده فلم يُصلِّ عليّ»، صلى الله عليه وعلى صحابته وآله صلاة دائمة ما دام الليل والنهار.

 

أما بعد:

فأنتم تعلمون أننا في موسم حج، وأن المواصلات قد تيسرت، وأن الأمن قد استتب، فمن لم يحج فريضة الإسلام فليبادر من قبل فوات الأوان، وليستعد ولينقِّ ضميره ونفسه من الأخلاط الفاسدة الرديئة، ولينقِّ قلبه من الحقد والفسق، وليؤدِّ أمانته بإخلاص.

 

وليعلم كل من ينوي الحج أنه لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، ومعنى ذلك: أن غض المرء عينيه عن حرمات الناس، ولسانه عن أعراضهم، واجب في كل مكان، وهو للحاج آكد وألزم، وذلك لأنه يؤدي إلى فساد حجة وخسارة مسعاه، فليحافظ على إصلاح نفسه وتطهيرها، وليترك اللجاج والمحاجة؛ فإنه لم يحج إلا قاصدًا ربه، راجيًا لثوابه، مؤديًا فريضته، ومن ذهب لغير ذلك فهجرته إلى ما هاجر إليه.

 

عباد الله:

حافظوا على ما استودعكم الله عليه من أمانات، وراعوا حقوق إخوانكم المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: «أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك».

 

وقال الشاعر:

وإذا ائتمنت على الأمانة فارعها ♦♦♦ إن الكريم على الأمانة راعِ

 

وعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار، واعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.

 

وادعوا الله مخلصين أن يصلح ولاة أمور المسلمين، وأن يولِّيَ علينا خيارنا، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، وانصرهم على من حاربهم، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشدُ يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك.

 

اللهم وحد كلمة المسلمين وقادتهم على الحق يارب العلمين، اللهم أذهب عنا الربا والزنا والزلال والمحن وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

 

عباد الله:

﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل:٩٠ -٩١].

 

واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه وأفضاله يكرمكم ويزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • نفحات قرآنية
  • قبسات من الحرم
  • مختارات شعرية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة