• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاويالشيخ محمد بن صالح الشاوي شعار موقع  الشيخ محمد بن صالح بن عبد الله بن محمد بن سليمان الشاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي / مقالات


علامة باركود

أثرياؤنا والحرب

أثرياؤنا والحرب
الشيخ محمد بن صالح الشاوي


تاريخ الإضافة: 12/7/2014 ميلادي - 14/9/1435 هجري

الزيارات: 10121

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أثرياؤنا والحرب[1]


إن الأحداث العالمية في مدٍّ وجزر، والناس في هلع وخوف من الحروب منذ القدم، وما من أمة إلا ولها في تاريخها القديم أو الحديث من مآسي الحروب ما يقشر له الجلد وتدمع له العين، وقبل النبوة المحمدية قال في الحروب حكيم العرب زهير بن أبي سلمى:

وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ
وَتَضْر إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَا فَتَضْرَمِ
مَتَى تَبْعَثُوهَا تَبْعَثُوهَا ذَمِيْمَةً
وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالحَدِيثِ المُرَجَّمِ
فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا
وَتَلْقَحْ كِشَافًا ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ
فَتُنْتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ
كَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ

 

فكان شؤمها وهولها قديماً منذ كان الإنسان يقاتل بنبلة وسنانه، فكيف بها والحال الآن بعد أن تقدمت الإنسانية في ميدان الصناعات كلها، وفاقت في ميدان التسلح؛ بل أتت فيه بما يحير الألباب ويبهر العقول؟! فإن قامت حرب عالمية واستعملت فيها أسلحة الدمار فإنها ستكون حربًا طاحنة لا تبقي ولا تذر.

 

غير أن أثرياءنا لم يقدروا ذلك، وقد برهنت قضية كوبا على بعض التجار لدينا فاقدي الضمائر، يريدون أن يبعثوها حربًا اقتصادية على مواطنيهم وإخوانهم عند أدنى سبب وأي مفاجأة يرونها مبررًا للتحكم في أقوات الشعب.

 

وما من شك في أن وضع الرقابة عليهم ومراعاتهم ومتابعتهم، ووضع حد لهم ينتهون عنده ونُظُمًا صارمه لكل من يصطاد في الماء العكر ويتحين الفرص منهم؛ أمرٌ يُقِرَّهُ الشرع والعرف.

 

وقد سمعنا أن الحكومة قد اهتمت بهذا الأمر، وهو بحق جدير بالاهتمام والعناية من قبل المسئولين؛ لأن تركهم وشأنهم يحتاج إلى رقي في مداركهم، ونضج ضمائرهم، وفهمهم أن التحكم في أقوات الشعب ظلم وعقوق لمواطنيهم وأهليهم وعصيان لخالقهم، وهم لم يصلوا إلى هذه المرحلة من الإدراك، والخبير منهم يستهويه الجشع وحب المال، ويسير في ركابهم، وقديمًا قال أبو الطيب المتنبي:

والظُّلم من شيم النُّفوس فإن تجد
ذا عفَّةٍ فلعلَّةٍ لا يظلم

 

وما دام أن أثرياءنا ينتهزون الفرص لزيادة ثرواتهم ولو على حساب جيوب الفقراء المساكين، غير مدركين لما كان عليه المسلمون في عصورهم الأولى في أوقات الحرب والفتن والمجاعات؛ من إنفاق أموالهم على المحتاجين والفقراء بدون مقابل إلا ابتغاء رضوان الله، ومن منهم يأخذ فإنما يتقاضى رأس ماله، فما عهد منهم الثراء من الحروب والمصائب التي تجتاح البشرية، وما كانت نفوسهم الشريفة وهممهم العالية التي فهمت روح الإسلام وأشربت بحب المسلمين لتضار المسلمين في أقواتهم وترفع أسعارها أو تحتكرها.

 

وما دامت حكومتنا - أيدها الله بالحق وأمدها بالرجال المخلصين - قد خفضت الرسوم، وأمنت المواصلات؛ فإن لها الحق كل الحق بالضرب على أيدي الشرهين الانتهازيين منهم، والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.

 

من كتاب "رسالتان في القدر والربا ومقالات متنوعة" للمؤلف



[1] مقال نشر في جريدة القصيم، ملحق العدد (147)، الخميس: 4/6/1382هـ، الموافق: 8/11/1962م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • نفحات قرآنية
  • قبسات من الحرم
  • مختارات شعرية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة