• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ صفوت الشوادفيالشيخ صفوت الشوادفي شعار موقع الشيخ صفوت الشوادفي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ صفوت الشوادفي / مقالات


علامة باركود

حقوق الحيوان

الشيخ صفوت الشوادفي

المصدر: مجلة التوحيد، عدد ربيع الثاني 1416هـ، صفحة 8

تاريخ الإضافة: 18/9/2011 ميلادي - 19/10/1432 هجري

الزيارات: 42337

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق الحيوان

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله... وبعد:

فإن الإسلام هو الدين الحق، ومنهج الصدق، وهو دين الرحمة وشريعة الإحسان.

وقد جاء هذا الدين العظيم بمنهج كامل شامل للحياة والأحياء؛ ففي القرآن ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾[1] ورسول الله صلي الله عليه وسلم لم يترك خيرًا إلا دلّ أمته عليه، وأرشدها إليه، ولم يدع شرًا إلا حذر أمته منه ونهاها عنه ومنهج الله يقرر ضمن أصوله الحقوق والواجبات.

ولا تكتفي الشريعة بتقرير وبيان حقوق الإنسان فحسب؛ وإنما تقرر - أيضًا - وتبين حقوق الحيوان!.

 

وفي إطار هذا البيان تحث الشريعة على الإحسان إلى الحيوان؛ فقد روى مسلم في صحيحه بسنده قول النبي صلي الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته)!!

 

وتحث الشريعة الغراء على إغاثة الملهوف، وتقديم العون له ولو كان كلبًا!! فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (بينما رجل يمشى بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش! فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفهُ ماءً ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب! فشكر الله له، فغفر له! فقالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرًا؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر).

وتخبرنا السنة الصحيحة أن الله عز وجل قد غفر لامرأة زانية من بني إسرائيل لأنها سقت كلبًا كاد يقتله العطش!!

وتنهى الشريعة نهيًا شديدًا عن تعذيب الحيوان، وحبسه ظلمًا بغير حق!

 

فقد روى مسلم في صحيحه بسنده أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (عذبت امرأة - أي دخلت النار - في هرة سجنتها حتى ماتت؛ لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض).

وقد ثبت أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهى أن تُصْبَر البهائم؛ أي: تحبس حتى تموت. ونهى - كذلك - عن اتخاذ شيء فيه الروح غرضًا؛ أي: تثبيته وجعله هدفًا للتدريب على الرماية والقنص!

ونهى - كذلك - عن قتل أربع من الدواب: النحلة والنملة والهدهد والصرد.

 

• ونهى صلي الله عليه وسلم أمته عن التعذيب بالنار؛ قال ابن مسعود رضي الله عليه: كنّا في سفر فرأى رسول الله صلي الله عليه وسلم قرية نمل قد حرقناها؛ فقال: من حرّق هذه؟ قلنا: نحن، قال: (إنه ينبغي ألا يعذب بالنار إلا رب النار).

وروى مسلم في صحيحه بسنده أن ابن عمر رضي الله عنهما مرّ بنفر قد نصبوا دجاجة يترامونها، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها فقال ابن عمر: من فعل هذا؟! إن رسول الله صلي الله عليه وسلم لعن من فعل هذا!!

وقد نهت الشريعة - أيضًا - عن وسم[2] الحيوان في الوجه، وكانت العرب تفعله قبل الإسلام. فقد ثبت في مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم مرّ على حمار قد وسم في وجهه فقال: لعن الله الذي وسمه)!!

 

وبعد:

فقد رأينا بعض الجوانب التي قررت الشريعة من خلالها حقوق الحيوان.

وبنظرة سريعة مقارنة وفاحصة يتبين لنا الجديد والمزيد! فلقد أمرت الشريعة بالإحسان إلى الحيوان، وأمرت من قبل هذا بالإحسان إلى الإنسان.

فأما في الغرب وأمريكا فإنهم يحسنون إلى الحيوان، ويفضلونه على الإنسان، وشعارهم: الكلب أولاً!!

وأما في الشرق بصفة عامة فإنهم يسيئون إلى الإنسان أكثر من إساءتهم للحيوان!

 

وبينما تحث الشريعة على إغاثة الحيوان الملهوف وتقديم العون له، نرى أن الإنسان الضعيف والملهوف وذا الحاجة أصبح يعيش بلا حقوق، وشعارنا: البقاء للأقوى؛ وهو المبدأ الذي تتعامل به الحيوانات المفترسة مع فريستها!

ولقد علمنا فيما مضى من هذا البيان أن الشريعة تنهى عن تعذيب الحيوان، فلا يجوز أن تفتح وتشيد معتقلات لتعذيب الحيوانات!!

كما تنهى الشريعة عن حبس الحيوانات وسجنها ظلمًا، ومع ذلك فإنه يوجد عدد وافر من حكومات كثير من دول العالم تسجن رعيتها وتحبس مواطنيها على ذمة التحقيق!!

 

ولسنا بحاجة إلى التأكيد على مزيد من حقوق الحيوان، ولكننا بحاجة إلى التأكيد على أن إنسان هذا العصر يعيش بلا حقوق. من أجل ذلك أنشأت منظمات حقوق الإنسان. وهذه المنظمات لا تهدف إلى الدفاع عن حقوق الإنسان! كما أن الهدف منها ليس تحصيل حقوق الإنسان ثم توزيعها على أصحابها بواسطة صناديق البريد!!

 

لقد كانت هذه المنظمات وما زالت قديمًا وحديثًا تحت سيطرة من يظلمون أو من يملكون! وكلاهما لا يصلح لتقرير الحقوق، وتنفيذ الأحكام. وهذا تراه واقعًا عمليًا عند التدبر والتفكر؛ فالظالم يعتدي على حقوق الإنسان ثم يدافع عنها في نفس الوقت!! ومن لا يملك يدافع عن هذه الحقوق بصوت خافت لا يسمعه إلا من كان جالسًا بجواره!!

 

إذن ما هو الدور الحقيقي لهذا المنظمات؟

والجواب المُرّ: دورها هو دور القِدْر الممتلئ بالماء تغليه الأم لتوهم صغارها الذي يبكون حولها بأنها تصنع لهم طعامًا حتى يناموا بغير طعام!

ويجب على الشعوب المغلوبة على أمرها أن تصدّق أن في القِدْر طعامًا! وإلا فهى شعوب متطرفة تستحق أن يصب حكامها ماء القِدْر المغلي على رؤوسها، وإلى الله عاقبة الأمور؟

 

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

صلي الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



[1] الأنعام آية: 38.

[2] الوسم: وضع علامة على الحيوان ليعرف بها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • الكتب والأبحاث
  • الدروس والمحاضرات
  • خطب الجمعة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة