• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

الموعظة وقت دفن الميت

الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 14/10/2015 ميلادي - 30/12/1436 هجري

الزيارات: 63850

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الموعظةُ وقتَ دفن الميت


وَرَدَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم الموعظة وقت الدَّفن أحياناً من غير قيام ورفع صوت [1]، فعن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كُنَّا في جنازةٍ في بقيعِ الغرقَدِ، فأتانا النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقَعَدَ وقعدنا حولَهُ، ومَعَهُ مِخْصَرةٌ فنكَّسَ، فجَعَلَ يَنكُتُ بمخصرَتهِ، ثمَّ قال: ما منكم من أحدٍ، ما من نفْسٍ مَنفُوسةٍ إلاَّ كُتبَ مكانُها من الجنةِ والنارِ، وإلاَّ قد كُتبَت شقيَّةً أو سعيدَةً، فقال رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ أفلا نتَّكلُ على كتابنا وندَعُ العَمَلَ، فمَنْ كان منَّا من أهلِ السعادةِ فسيصيرُ إلى عَمَلِ أهلِ السعادةِ، وأمَّا مَن كان منَّا من أهلِ الشقاوةِ فسيصيرُ إلى عَمَلِ أهلِ الشقاوةِ، قال: أمَّا أهلُ السعادةِ فيُيسَّرُونَ لعَمَلِ السعادةِ، وأمَّا أهلُ الشَّقاوةِ فيُيَسَّرُونَ لعَمَلِ الشقاوةِ، ثمَّ قَرَأَ: ﴿ فأمَّا مَنْ أعطَى واتقَى ﴾ الآية) [2].


وعن البَرَاءِ بن عازب رضي الله عنه قال: (خَرَجْنا مَعَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في جَنَازَةِ رَجُلٍ منَ الأنصَارِ فانتهَيْنا إلى القبرِ ولَمَّا يُلْحَدْ، فَجَلَسَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وجَلَسْنَا حَوْلَهُ، وكأنَّ على رُؤُوسنا الطَّيرَ، وفي يَدهِ عُودٌ يَنكُتُ في الأرضِ، فَرَفَعَ رأسَهُ فقال: استعيذُوا باللهِ من عذابِ القبرِ مرَّتيْنِ أو ثلاَثاً...) الحديث [3].


وعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ قالَ: (خرجنا معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يوماً إلى سعدِ بنِ معاذٍ حينَ تُوُفِّيَ، قالَ: فلمَّا صلَّى عليهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ووُضِعَ في قبرِه، وسُوِّيَ عليهِ، سبَّحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فسبَّحنا طويلاً، ثمَّ كبَّرَ فكبَّرنا، فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، لمَ سبَّحتَ؟ ثمَّ كبَّرتَ؟ قالَ صلى الله عليه وسلم: لقد تضَايَقَ على هذا العبدِ الصالحِ قبرُهُ حتَّى فرَّجَهُ اللهُ عنهُ) [4].


قال شيخنا محمد العثيمين رحمه الله: (لم يرد أنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يقف عند القبر أو في المقبرة إذا حضرت الجنازة ثمَّ يعظ الناس ويُذكِّرهم كأنه خطيب جمعة، وهذا ما سمعنا به، وهو بدعة، وربما يُؤدِّي في المستقبل إلى شيء أعظم... فلهذا نرى ألاَّ يقوم الواعظ خطيباً في المقبرة، لأنه ليس من السنة، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقف إذا فرغ من دفن الميت، أو إذا كان في انتظار دفن الميت، يقوم ويخطب الناس أبداً، ولا عهدنا هذا من السابقين، وهم أقرب إلى السنة منَّا، ولا عهدناه أيضاً فيمن قبلهم من الخلفاء، فما كان الناسُ في عهد أبي بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا عليّ رضي الله عنهم فيما نعلم يفعلون هذا، وخير الهدي هدي مَن سلف إذا وافق الحق.


وأمَّا الموعظةُ التي تُعتبر كلام مجلس: فهذه لا بأس بها، فإنه قد ثبت في السنن أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم خرج إلى بقيع الغرقد في جنازة رجل من الأنصار ولم يُلحد القبر، فجلس وجلس حوله أصحابه، وجعل يُحدِّثهم بحال الإنسان عند موته، وحال الإنسان بعد دفنه حديثاً ليس على سبيل الخطبة.


وكذلك ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري وغيره أنه قال: " ما منكم من أحدٍ إلاَّ وقد كُتبَ مقعده من الجنة، ومقعده من النار، فقالوا: يا رسول الله ألا نتكلُ؟ قال: لا، اعملوا فكلٌ مُيسَّرٌ لما خُلقَ له ".


والحاصلُ: أن الموعظة التي هي قيامُ الإنسان يخطبُ عند الدفن، أو بعده، ليست من السنة، ولا تنبغي لما عرفت، وأما الموعظة التي ليست كهيئة الخطبة، كإنسان يجلس ومعه أصحابه، فيتكلَّم بما يُناسب المقام، فهذا طيِّبٌ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم) [5].


والله تعالى أعلم.


أسأل الله تعالى أن يُحسن لي ولك ووالدينا وذرياتنا وأهلينا الخاتمة، آمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



[1] ويرى شيخنا صالح الفوزان بأن (النبيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَظَ عند القبر لسبب، وهو أنَّ القبر لم ينجز إعداده، ولم يفعل هذا بصفة دائمة، والله أعلم).

كَتبَ ذلك في تعليقه على بحث أخي الشيخ جديع بن محمد الجديع - الباحث برئاسة الإفتاء - حول هذه المسألة.

[2] أخرجه البخاري واللفظ له ح1362 ص218 (باب موعظةِ الْمُحَدِّثِ عندَ القبرِ وقُعُودِ أصحابهِ حولَهُ )، ومسلم 4 /2039 ح6-2647 (باب كيفيَّةِ الخلق الآدميِّ في بطنِ أمِّه، وكتابةِ رزقهِ، وأجلهِ، وعملهِ، وشقاوتهِ، وسعادتهِ).

[3] أخرجه الإمام أحمد 30 /499 ح18534 .

وقال ابن منده ت395 رحمه الله: (هذا إسنادٌ مُتصلٌ مشهورٌ) الإيمان 2 /962 .

وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله: (وهو حديثٌ حَسَنٌ ثابتٌ) مجموع الفتاوى 4 /290.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: ( هذا حديث ثابت مشهور مستفيض، صحَّحه جماعة من الحفاظ .

ولا نعلمُ أحداً من أئمة الحديث طعَنَ فيه، بل رووه في كتبهم، وتلقوه بالقبول، وجعلوه أصلاً من أُصول الدِّين في عذاب القبر ونعيمه، ومساءلة منكر ونكير، وقبض الأرواح وصعودها إلى بين يدي الله، ثم رجوعها إلى القبر ) الروح 1/ 274.

ويُنظر: مقال (صحة حديث البراء في ردِّ الروح إلى جسد الميت عند سؤال الملكين والرَّد على من ضعَّفه) للدكتور عاصم بن إبراهيم . مجلة صوت الأمة أغسطس 1989 ص27-47 . وعدد سبتمبر 1989 ص21-34 .

وأمَّا ما رواه الطبراني في الأوسط ح8613 عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ: (خرجنا معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في جنازةٍ، فجلَسَ إلى قبرٍ منها، فقالَ: ما يأتي على هذا القبرِ من يومٍ إلاَّ وهوَ يُنادي بصوتٍ طَلْقٍ ذلْقٍ: يا ابنَ آدمَ، كيفَ نسيتني؟ ألم تعلَم أني بيتُ الوَحدةِ، وبيتُ الغُربةِ، وبيتُ الوَحشةِ، وبيتُ الدُّودِ، وبيتُ الضِّيقِ، إلاَّ مَن وَسَّعَني اللهُ عليهِ)، فقد ذكره الشيخ الألباني في الضعيفة برقم 4490 وقال: (موضوع) .

ويُنظر: تحذير الداعية من القصص الواهية (الحلقة 111) "قصة نداء القبر يومياً على ابن آدم" للشيخ علي حشيش. مجلة التوحيد س38 ع454 شوال 1430 ص53-57.

[4] أخرجه الإمام أحمد رحمه الله 23/158 ح14873، وحسَّن إسناده محقِّقو المسند .

قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: (وسؤال مُنكرٍ ونكيرٍ حقٌّ كائنٌ في القبر، وإعادة الرُّوح إلى الجسد في قبره حقٌّ، وضغطة القبر وعذابه حقٌّ ...) كتاب الفقه الأكبر ص7 .

وقال ابن حجر: (وصَحَّ أن القبر يُضمُّ على كلِّ ميت) الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع ص129 .

وقال الذهبيُّ: (هذهِ الضَّمَّةُ ليست من عذابِ القبرِ في شيءٍ، بل هوَ أمرٌ يَجدُه المؤمنُ، كمَا يَجدُ ألَمَ فقدِ ولَدِه وحميمِه في الدُّنيا، وكمَا يَجدُ من ألَمِ مَرَضِه، وألَمِ خُرُوجِ نفسِه، وألَمِ سُؤالهِ في قبرِه وامتحانهِ، وألَمِ تأثرِه ببكاءِ أهلهِ عليهِ، وألَمِ قيامِه من قبرِه، وألَمِ الموقفِ وهولهِ، وألَمِ الوُرُودِ على النارِ، ونحوِ ذلكَ، فهذهِ الأراجيفُ كُلُّها قد تنالُ العبدَ، وما هيَ من عذابِ القبرِ، ولا من عذابِ جهنَّم قطُّ، ولكنَّ العبدَ التقيَّ يَرفُقُ اللهُ بهِ في بعضِ ذلكَ أو كُلِّهِ، ولا راحةَ للمؤمنِ دُون لقاءِ ربِّهِ، قالَ اللهُ تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ ﴾، وقالَ: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ ﴾، فنسألُ اللهَ تعالى العَفْوَ واللُّطفَ الخفيَّ، ومَعَ هذهِ الهزَّاتِ، فَسَعْدٌ - أي: سعد بن معاذ - ممَّن نَعلَمُ أنهُ من أهلِ الجنَّةِ، وأنهُ من أرفَعِ الشُّهَداءِ رضي الله عنه، كأنكَ يا هذا تظُنُّ أنَّ الفائزَ لا يَنالُه هَوْلٌ في الدَّارَينِ، ولا رَوْعٌ، ولا ألَمٌ، ولا خوفٌ، سَلْ ربَّكَ العافيةَ، وأن يَحشُرَنا في زُمرَةِ سعدٍ) سير أعلام النبلاء 1/290-291 .

ويُنظر: ضغطة القبر للشيخ علي الشهراني. مجلة كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ع47 رجب 1429 ص495-533، فتنة القبر للشيخ عبيد العبيد. مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة الدراسات الإسلامية ع48 ذو الحجة 1430 ص424-482.

[5] فتاوى في أحكام الجنائز ص232-233.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة