• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

تشييع جنائز مرتكبي الكبائر ودفنهم

تشييع جنائز مرتكبي الكبائر ودفنهم
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 10/10/2015 ميلادي - 26/12/1436 هجري

الزيارات: 10504

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تشييعُ جنائز مرتكبي الكبائر ودفنهم


(الكبائرُ: هيَ ما فيها حَدٌّ في الدُّنيا أو في الآخرةِ: كالزِّنا والسرِقةِ والقذفِ التي فيها حُدُودٌ في الدُّنيا، وكالذنوبِ التي فيها حُدُودٌ في الآخرةِ وهُوَ الوعيدُ الخاصُّ، مثلُ الذنبِ الذي فيهِ غَضَبُ اللهِ ولعنتُهُ، أو جهنَّمُ، ومَنعُ الجنَّةِ كالسحرِ، واليمينِ الغَمُوسِ، والفِرارِ من الزحفِ، وعُقوقِ الوالدينِ، وشَهادةِ الزُّورِ، وشُربِ الخمرِ، ونحوِ ذلكَ، هكذا رُوِيَ عن ابنِ عباسٍ وسُفيانَ بنِ عُيينة وأحمد بنِ حنبلٍ وغيرِهم من العلماءِ) [1].

 

و (مَن فعَلَ شيئاً من المنكراتِ كالفواحشِ والخمرِ والعدوانِ وغيرِ ذلكَ، فإنهُ يَجبُ الإنكارُ عليهِ بحَسَبِ القُدرةِ، كما قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « مَن رأى منكم مُنكراً فليُغيِّرهُ بيدهِ، فإن لم يَستطع فبلسانهِ، فإن لم يَستطع فبقلبهِ وذلكَ أضعفُ الإيمانِ » [2]، فإن كان الرَّجُلُ مُتستِّراً بذلكَ وليسَ مُعلناً لهُ، أُنكرَ عليهِ سرَّاً وسُتِـرَ عليهِ، كما قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « مَن سَترَ عبداً سَترَهُ اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ » [3]، إلاَّ أن يَتعدَّى ضَرَرُهُ، والْمُتعدِّي لا بُدَّ من كفِّ عُدوانهِ، وإذا نهاهُ المرءُ سِرَّاً فلم يَنتهِ فَعَلَ ما يَنكفُّ بهِ من هجرٍ وغيرهِ إذا كان ذلكَ أنفعَ في الدِّينِ، وأمَّا إذا أظهرَ الرَّجُلُ المنكراتِ وجَبَ الإنكارُ عليهِ علانيةً، ولم يَبقَ لهُ غيبةٌ، ووَجَبَ أن يُعاقبَ علانيةً بما يردعُهُ عن ذلكَ من هجرٍ وغيرِهِ، فلا يُسلَّمُ عليهِ، ولا يُردُّ عليهِ السلامُ، إذا كانَ الفاعلُ لذلكَ مُتمكِّناً من ذلكَ من غيرِ مَفسدةٍ راجحةٍ.

 

وينبغي لأهلِ الخيرِ والدِّينِ أن يهجُروهُ ميِّتاً، كما هَجَرُوهُ حيَّاً، إذا كانَ في ذلكَ كَفٌّ لأمثالهِ من المجرمينَ، فيتركُون تشييعَ جنازتهِ، كما تركَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصلاةَ على غيرِ واحدٍ من أهلِ الجرائمِ.

 

وكما قيلَ لسمرة بنِ جُندُبٍ: « إنَّ ابنكَ ماتَ البارحةَ، فقالَ: لو ماتَ لم أُصلِّ عليهِ»[4]، يعني لأنهُ أعانَ على قتلِ نفسهِ، فيكونُ كقاتلِ نفسهِ، وقد تركَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصلاةَ على قاتلِ نفسه [5].

 

وكذلكَ هَجَرَ الصحابةُ الثلاثةَ الذينَ ظهَرَ ذنبُهُم في تركِ الجهادِ الواجبِ حتَّى تابَ اللهُ عليهم[6]، فإذا أظهَرَ التوبةَ أُظهرَ لهُ الخيرُ.

 

وأمَّا مَن أنكَرَ تحريمَ شيءٍ من المحرَّماتِ المتواترَةِ كالخمرِ والميتةِ والفواحشِ، أو شكَّ في تحريمهِ، فإنَّهُ يُستتابُ، ويُعرَّفُ التحريمَ، فإن تابَ وإلاَّ قُتلَ وكانَ مُرتدَّاً عن دينِ الإسلامِ، ولم يُصلَّ عليهِ، ولم يُدفَن بينَ المسلمينَ ) [7].

 

وقال شيخنا ابن باز رحمه الله: ( قاتلُ نفسه يُغسَّل ويُصلَّى عليه، ويُدفن مع المسلمين، لأنه عاصٍ، وهو ليسَ بكافرٍ، لأنَّ قتلَ النفس معصية ليس بكفر، فإذا قتلَ نفسه والعياذ بالله يُغسَّل ويُصلَّى عليه ويُكفَّن [8].

 

لكن ينبغي للإمام الأكبر ولمن له أهمية أن يترك الصلاة عليه من باب الإنكار، لئلا يُظنّ أنه راضٍ عن عمله، والإمام الأكبر أو السلطان أو القضاة أو رئيس البلد أو أميرها إذا ترك ذلكَ من باب إنكار هذا الشيء، وإعلان أن هذا خطأ، هذا حَسَن، ولكن يُصلِّي عليه بعض المصلِّين ) [9].

 

إذن ( في ترك الأئمة الصلاة على الفُسَّاق مصلحة شرعية، وهي التأديب للرعيَّة، وتحذيرهم من الوقوع في المعاصي المفسِّقة، وهي سياسية شرعية يسلكها الإمام ) [10].

والله تعالى أعلم.

 

أسأل الله تعالى أن يُعيذني وإياك ووالدينا وذرياتنا وأهلينا وجميع المسلمين من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء، آمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

 

وكتبه

عبد الرحمن الشثري

الخميس 24 ذي الحجة 1436هـ



[1] مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 11/ 658.

[2] رواه مسلم 1/ 69 ح78-49 ( بابُ بيانِ كونِ النهي عنِ المنكرِ من الإيمانِ، وأن الإيمانَ يزيدُ وينقُصُ، وأن الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عنِ المنكَرِ واجبانِ ).

[3] رواه البخاري ح2442 ( بابٌ: لا يَظلمُ المسلمُ المسلمَ ولا يُسلمُه )، ومسلم 4/ 1996 ح58-2580 ( باب تحريم الظلم )، كلاهما بلفظ: (ومَن سَترَ مُسلماً سَترَهُ اللهُ يومَ القيامةِ )، وفي روايةٍ لمسلم: ( ومَن سَترَ مُسلماً سَترَهُ اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ ) 4/ 2074 ح38-2699 ( بابُ فضلِ الاجتماعِ على تلاوةِ القُرآنِ وعلى الذكرِ ).

[4] أخرجه وكيع في الزهد 1/ 302 ح74 ( باب ردّ النفس وقلة الأكل )، عن الحسن: ( أن ابناً لسمرة بن جندب أكل حتى بشم، فقال سمرة: لو متَّ ما صليتُ عليك )، وأخرجه الإمام أحمد في الزهد ص248 بلفظ: ( قيل لسمرة: إن ابنك لم ينم الليلة، قال: أبشماً؟ قيل: بشماً، قال: لو مات لم أُصلِّ عليه ).

قال الإمام ابن تيمية: ( كأنه يقولُ: قتلتَ نفسكَ بكثرةِ الأكلِ، وهذا من جنسِ هَجرِ المظهرين للكبائرِ حتى يتوبُوا، فإذا كان في ذلكَ مثلُ هذه المصلحةِ الرَّاجحةِ كان ذلك حَسَناً ) مجموع الفتاوى 24/ 286.

[5] عن جابر بنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: ( أُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برجُلٍ قَتلَ نفسَهُ بمشاقصَ فلمْ يُصلِّ عليهِ ) رواه مسلم 2/ 672 ح107-978 ( بابُ تركِ الصلاةِ على القاتلِ نفسَهُ ).

[6] قال كعب بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل: ( ونهَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المسلمينَ عن كلامنا أيها الثلاثةُ من بينِ مَن تخلَّفَ عنهُ، فاجتَنبَنا الناسُ، وتغيَّرُوا لنا حتى تنكَّرَت في نفسي الأرضُ فمَا هيَ التي أعرفُ، فلبثنا على ذلكَ خمسينَ ليلةً ) رواه البخاري ح4418 ( باب حديثِ كعبِ بنِ مالكٍ، وقولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ﴾ [التوبة: 118] )، ومسلم 4/ 2120 ح53-2769 ( باب حديثِ توبةِ كعبِ بنِ مالكٍ وصاحبيهِ ).

[7] مجموع الفتاوى 28/ 217-218، ويُنظر: 24/ 284 و 289 لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

[8] عن الشعبيِّ قال: ( لَمَّا رَجَمَ عليٌّ رضي الله عنه شَرَاحَةَ الهمدانيَّةَ جاءَ أولياؤُها فقالوا: كيفَ نصنَعُ بها؟ فقالَ لهم: اصنَعُوا بها ما تصنعُون بموتاكم، يعني: غُسلَها، والصلاةَ عليها، وما أشبهَ ذلكَ ) رواه عبد الرزاق في المصنف 3/ 537 ح6626 ( باب الصلاةِ على ولَدِ الزنا والمرجومِ ).

[9] فتاوى إسلامية 2/ 63.

[10] مجلة البحوث الإسلامية ع95/ 94 بحث بعنوان: ( ترك ولاة الأمر والأئمة الصلاة على الفُسَّاق سياسة ) للشيخ: سامي الحازمي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة