• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

التحذير من البدع وأهلها واجب باتفاق المسلمين

التحذير من البدع وأهلها واجب باتفاق المسلمين
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 31/8/2019 ميلادي - 29/12/1440 هجري

الزيارات: 32611

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التحذيرُ منَ البدَعِ وأهلِها واجبٌ باتفاق المسلمين

 

إنَّ كتابَ الله تعالى وسنة رسولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: قد دَلاَّ على أنه لا يَزالُ في هذهِ الأُمَّةِ طائفة مُتمسكة بالحقِّ الذي بعَثَ اللهُ بهِ محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى قيامِ الساعةِ، كقولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا تَزَالُ مِنْ أُمَّتي أُمَّةٌ قائمةٌ بأمرِ اللهِ لا يَضُرُّهُم مَن خَذلَهُم، ولا مَنْ خالَفَهُم، حتى يأتيَهُم أمرُ اللهِ وهُمْ على ذلكَ)[1].


وأنَّ أُمَّتَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا تَجتمعُ على ضلالةٍ، لِحديثِ عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (إنَّ اللهَ لا يَجْمَعُ أُمَّتي -أو قالَ- أُمَّةَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على ضلالَةٍ، ويَدُ اللهِ على الجماعةِ)[2].


فَفي النهيِ والتحذيرِ عن الشركِ والبدعِ ووسائلهما تكثيرُ هذهِ الطائفةِ المنصورةِ، وتثبيتها وزيادة إيمانها، فنسألُ اللهَ المجيبَ أن يجعلني وإياكَ ووالدينا وأهلينا منها.


ولا شكَّ بأنَّ بيانَ البدع وأهلها الْمُجانبين للسُّنةِ، ضروريٌ لرفعِ الالتباسِ، وبيانِ الحقِّ للناسِ، ونشرِ دينِ اللهِ سُبحانهُ، وإقامة الْحُجَّةِ على المخالفينَ للكتابِ والسنةِ، لَيهلِكَ مَنْ هلَكَ عن بيِّنةٍ، ويَحْيَا مَن حيَّ عن بيِّنةٍ، فإنَّ الحقَّ لا يكادُ يَخْفى على أحدٍ، وإنما يُضلِّلُ دُعاةُ البدع أتباعهم بالشبهاتِ والأقوالِ الموهمة.


قال الإمامُ ابنُ تيمية رَحِمَهُ اللهُ: (ومثلُ أئمةِ البدعِ من أهلِ المقالاتِ الْمُخالفةِ للكتابِ والسُّنةِ، أو العباداتِ الْمُخالفةِ للكتابِ والسُّنةِ، فإنَّ بَيَانَ حالِهِم وتحذيرَ الأُمَّةِ منهُم واجبٌ باتفاقِ المسلمينَ، حتَّى قيلَ لأحمدَ بنِ حنبلٍ: «الرَّجُلُ يَصُومُ ويُصلِّي ويَعتكفُ أَحَبُّ إليكَ أوْ يَتكَلَّمُ في أهلِ البدعِ؟ فقالَ: إذا قامَ وصلَّى واعتكَفَ فإنما هوَ لنفسهِ، وإذا تكلَّمَ في أهلِ البدعِ فإنما هو للمسلمينَ، هذا أفضَلُ».


فبيَّنَ أن نفعَ هذا عامٌّ للمسلمينَ في دينهِم من جنسِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ، إذْ تطهيرُ سبيلِ اللهِ ودينهِ ومنهاجهِ وشِرْعَتِهِ ودفعِ بغيِ هؤلاءِ وعُدوانهِم على ذلكَ واجبٌ على الكفايةِ باتفاقِ المسلمينَ، ولولا مَنْ يُقيمُهُ اللهُ لدفعِ ضَرَرِ هؤلاءِ لفَسَدَ الدِّينُ، وكانَ فسادُهُ أعظَمَ من فسادِ استيلاءِ العَدُوِّ من أهلِ الحرْبِ، فإنَّ هؤلاءِ إذا استَوْلَوْا لم يُفسدُوا القلوبَ وما فيها من الدِّينِ إلا تَبَعَاً، وأمَّا أُولئكَ فهم يُفسدونَ القلوبَ ابتداءً)[3].


وأيضاً: فإنَّ في ذِكْرِ أنواعِ البدعِ ووسائلها والشركِ ووسائلهِ فائدة لكي يَحْذرَ المسلمونَ من الوُقوعِ فيهِ، ويَحْمَدُوا اللهَ ويشكروهُ ويَسأَلُوهُ الثباتَ، ويَقُوموا بواجبِ النصيحةِ، والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن الْمُنكرِ.


وعن حذيفة بن اليمان رضيَ اللهُ عنهُ قال: (كانَ الناسُ يسألونَ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن الْخَيْرِ، وكُنتُ أسأَلُهُ عن الشرِّ مَخافةَ أنْ يُدركَني، فقلتُ: يا رسولَ الله: إنا كنَّا في جاهليةٍ وشرٍّ فجاءنا اللهُ بهذا الخيرِ، فهل بعدَ هذا الخيرِ شرٌّ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: نعَم! فقلتُ: هل بعدَ ذلك الشرِّ مِن خيرٍ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: نعم، وفيه دَخَنٌ، قلتُ: وما دَخَنُه؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: قومٌ يسْتَنُّونَ بغيرِ سُنَّتي ويَهْدونَ بغيرِ هديي، تَعْرِفُ منهم وتُنكِرُ، فقُلْتُ: هل بعدَ ذلكَ الخيرِ مِنْ شرٍّ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: نعَمْ، قومٌ من جلْدَتِنا! ويتكَلَّمونَ بألسِنَتِنا! قلتُ: يا رسولَ الله: فمَا ترى إنْ أدركني ذلكَ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: تَلْزَمُ جَماعةَ المسلمينَ وإمامَهُم! فقلتُ: فإنْ لَمْ تكنْ لَهم جَمَاعةٌ ولا إمامٌ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: فاعتزِلْ تلكَ الفِرَقَ كُلَّها، ولَوْ أنْ تَعَضَّ على أَصْلِ شَجَرَةٍ حتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وأنتَ على ذلكَ)[4].


وفي هذا الحديثِ من الفوائدِ: (أنْ مَنْ لَم يَعْرِفْ إلاَّ الخيرَ قد يأتيهِ الشرُّ ولا يَعرف أنه شَرٌّ، فإمَّا أن يقعَ فيه، وإما أن لا يُنكرَه كما يُنكرُهُ الذي عرَفَهُ، ولهذا قالَ عمرُ بنُ الخطابِ رضيَ اللهُ عنهُ: «إنما تُنْقَضُ عُرَى الإسلامِ عُروةً عُرْوَةً إذا نشَأَ في الإسلامِ مَنْ لَمْ يَعْرفِ الجاهليةَ»)[5].


(وهوَ كَمَا قالَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ، فإنَّ كَمَالَ الإسلامِ هوَ بالأمرِ بالمعرُوفِ، والنهي عن المنكرِ، وتَمَامُ ذلكَ: بالجهادِ في سبيلِ اللهِ، ومَن نشَأَ في المعروفِ لم يَعرِفْ غيرَهُ، فقد لا يكونُ عندَهُ من العلمِ بالمنكرِ وضَرَرِه ما عندَ مَن علمَهُ، ولا يكونُ عندَهُ من الجهادِ لأهلهِ ما عندَ الخبيرِ بهِم، ولهذا يُوجدُ الخبيرُ بالشَّرِّ وأسبابهِ إذا كانَ حُسْنُ القَصدِ عندَهُ من الاحترازِ عنهُ، ومَنعِ أهلهِ، والجهادِ لَهُم، ما ليسَ عندَ غيرِه.


ولهذا كانَ الصحابةُ رضيَ اللهُ عنهُم أعظَمَ إيماناً وجهاداً ممن بعدَهُم لكمالِ [معرفتهِم][6] بالخيرِ والشَّرِّ، وكمالِ محبَّتهِم للخيرِ، وبُغضهِم للشَّرِّ، لِما علمُوهُ من حُسنِ حالِ الإسلامِ والإيمانِ والعَمَلِ الصالحِ، وقُبحِ حالِ الكُفرِ والمعاصي، ولهذا يُوجدُ مَن ذاقَ الفقرَ والمرضَ والخوفَ أحرصَ على الغنى والصِّحَّةِ والأمنِ ممن لَم يَذُقْ ذلكَ، ولهذا يُقالُ: «والضِّدُّ يُظهِرُ حُسْنُهُ الضِّدُّ»، ويُقالُ: «وبضِدِّها تتبيَّنُ الأشياءُ».


وكان عمرُ بنُ الخطابِ رضيَ اللهُ عنهُ يقولُ: «لَسْتُ بِخِبٍّ، ولا يَخدَعُني الْخِبُّ».


فالقلبُ السليمُ المحمُودُ هوَ الذي يُرِيدُ الخيرَ لا الشَّرَّ، وكَمَالُ ذلكَ بأن يَعرِفَ الخيرَ والشَّرَّ، فأما مَن لا يَعرفُ الشَّرَّ فذاكَ نقصٌ فيهِ لا يُمْدَحُ بهِ)[7].


(فمعرفةُ المسلمِ بدينِ الجاهليةِ هو مما يُعَرِّفُهُ بدينِ الإسلامِ الذي بعَثَ اللهُ بهِ رُسَلَهُ، وأنزلَ بهِ كُتُبَهُ، ويَعرِفُ الفرقَ بينَ دينِ المسلمينَ الحنفاء أهل التوحيد والإخلاص أتباع الأنبياء، ودين غيرهم، ومَن لم يُميِّز بين هذا وهذا فهو في جاهليةٍ وضلالٍ وشركٍ وجهلٍ، ولهذا يُنكِرُ هؤلاءِ ما كان عليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأصحابهِ، من إخلاصِ الدِّينِ للهِ، إذ ليستْ لهم بهِ خبرةٌ من جهةِ النقلِ، ولا لَهُم فَهْمٌ في القرآنِ يَعرفون به توحيدَ القرآنِ، ولا لَهُم معرفةٌ بحقيقةِ الإيمانِ والتوحيدِ الذي أرسلَ اللهُ به رُسَلَهُ، وأَنزلَ بهِ كُتُبَهُ، فليسَ لَهُم علمٌ لا بالقرآنِ ولا بالإيمانِ ولا بأحوالِ الناسِ وما نُقلَ من أخبارِهم.


ومعرفةُ هذا من أهمِّ الأُمورِ وأنفعها وأوجبها، وهذه جملةٌ لها بَسْطٌ، مضمونها: معرفةُ ما بَعَثَ اللهُ به الرَّسُولَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وما جاءَ بهِ الكتابُ والسنة)[8].


(قال أبو العاليةَ: «تعلَّموا الإسلامَ فإذا تعلَّمتمُوه فلا ترغَبوا عنهُ، وعليكم بالصراطِ المستقيمِ فإنه الإسلامُ، ولا تنحَرِفُوا عن الصراطِ يميناً ولا شمالاً، وعليكم بسُنةِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وإيَّاكُم وهذهِ الأهواءَ» انتهى.


تأمَّلْ كلامَ أبي العاليةِ هذا ما أجلَّهُ، واعرِفْ زمَانَهُ الذي يُحذِّرُ فيهِ من الأهواءِ التي مَنِ اتَّبعَهَا فقد رَغِبَ عن الإسلامِ، وتفسيرَ الإسلامِ بالسُّنةِ، وخوفَهُ على أعلامِ التَّابعينَ وعلمائِهِم من الخروجِ عن السُّنةِ والكتابِ!! يَتبيَّنُ لكَ مَعْنى قولهِ تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ﴾ [البقرة: 131]، وقوله: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 132]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾ [البقرة 130]، وأشباهُ هذه الأُصولِ الكبارِ التي هي أصلُ الأُصولِ، والناسُ عنها في غفلةٍ، وبمعرفَتِهِ يتبيَّنُ معنى الأحاديثِ في هذا البابِ وأمثالها، وأمَّا الإنسانُ الذي يَقْرَأُها وأشباهَها وهو آمِنٌ مُطمَئِنٌ أنها لا تَنالُه!! ويَظنُّهَا في قومٍ كانوا فبادُوا!! ﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [الأعراف: 99])[9].


والله أعلم، وصلَّى الله وسلَّمَ على نبيِّنا محمد وآله وصحبه.



[1] رواه البخاريح3641 (بابُ سؤالِ المشركين أن يُريَهُم النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ آيةً، فأراهُم انشقاقَ القَمَر).

[2] رواه الترمذي ح2172 (بابُ ما جاءَ في لُزومِ الجماعةِ)، وصحَّحَهُ الألباني في تحقيقه لمشكاة المصابيح 1/ 61 ح173.

وأما حديث: (لا تجتمعُ أُمَّتي على ضَلالَةٍ) فقد ضعَّفه النووي في المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ص 1226، والعيني في عمدة القاري 16/ 227.

[3] مجموعة الرسائل والمسائل 5/ 110 لشيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ.

[4] رواه البخاري ح3411 (بابُ علاماتِ النبوَّةِ في الإسلامِ)، ومسلم ح51-1847 (بابُ الأمرِ بلُزُومِ الجَمَاعَةِ عندَ ظُهُورِ الفِتَنِ وتحذيرِ الدُّعاةِ إلى الكُفرِ).

[5] تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد 1/ 242 (باب الخوف من الشرك).

[6] في المطبوع (معرفته) ولعلَّ الصواب ما أثبته، والله أعلم.

[7] الفتاوى الكبرى 5/ 264 لشيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ.

[8] قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق ص139-140 لشيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ.

[9] كتاب فضل الإسلام ص29 لشيخ الإسلام الإمام المُجدِّد محمد بن عبد الوهاب بن سليمان الوهيبـي التميمي رَحِمَهُ اللهُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة