• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

مكانة العلماء في ضوء الكتاب والسنة وهدي السلف (خطبة)

مكانة العلماء في ضوء الكتاب والسنة وهدي السلف (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 5/10/2025 ميلادي - 13/4/1447 هجري

الزيارات: 163

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مكانةُ العُلَمَاءِ في ضوءِ الكتابِ والسُّنةِ وهدي السلف

 

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وسلم.


أمَّا بعدُ: فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واشكُرُوه على امْتِنانِه عليكم ببعثةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164]، وإنَّ مِن تَمامِ هذهِ النعمة: توريثُ اللهِ عزَّ وجلَّ العُلَماءَ عُلُومَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ ‌الأَنْبِيَاءِ، ‌لَمْ ‌يُوَرِّثُوا دِينَارًا ولا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) رواه الإمام أحمد وحسَّنه لغيرِه مُحققو المسند، وإذا كانَ العلماءُ هُم ورثةُ علومِ الأنبياءِ فَهُم أيضاً وَرِثُوا قَدْراً لائِقَاً مِن الاعتبارِ والمكانةِ في الشريعةِ، فكانَ واجباً على المسلمين مِن بَعْدُ طاعتَهم في طاعةِ اللهِ، وموالاتُهم واحترامُهم والسعيُّ إليهِم والأخذُ عنهم، فَمَن هُم العُلَماء، وكيفَ نعرفُهُم، وما مكانتُهم في الدِّين، وما كيفيةُ التعامُلِ مَعَهُم في ضوءِ الكِتابِ والسُّنةِ وهديِ السلفِ الصالِح؟


عبادَ الله: لقد قسَّم الإمامُ ابنُ القيِّمِ عُلَماءَ الأُمَّةِ إلى ضربينِ: أحدُهما: حُفَّاظُ الحديثِ وجهابذتُه، والثاني: (فُقَهاءُ الإسلامِ، ‌ومَن ‌دارتِ ‌الفُتيا على أقوالِهِم بين الأنام، الذين خُصُّوا باستنباطِ الأحكامِ، وعُنُوا بضبطِ قواعدِ الحلالِ والحرام) انتهى، فالعُلَماءُ هم أئمةُ الدِّين، قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]، العُلَمَاءُ هُمْ وَرَثَةُ ‌الأَنْبِيَاءِ، العُلَماءُ هم الذين نفروا للتفَقُّهِ في دينِ الله، قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122]، العُلَماءُ هُم هُداةُ الناسِ ولا يَخْلُوا زَمانٌ منهم، قال صلى الله عليه وسلم: (‌لا ‌تَزَالُ ‌طَائِفَةٌ ‌مِنْ ‌أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) رواه مسلم، قال البخاري: (هُم أهلُ العِلْمِ) انتهى، العُلَماءُ إنْ ماتُوا فآثارهُم باقية، قال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، ‌أَوْ ‌عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) رواه مسلم، وقال عليٌّ رضي الله عنه: (الْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ: ‌أَعْيَانُهُمْ ‌مَفْقُودَةٌ، وَأَمْثَالُهُمْ في الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ) رواه النهرواني في الجليس الصالِح الكافي.


عبادَ الله: إنَّ العُلَمَاءَ يُعرفون بعلمِهِم، ويُعْرَفُونَ برُسوخِ أقدامهِم في مواطِن الشُّبَه، ويُعْرَفُونَ بدعوتهم إلى اللهِ وفي سبيلِ الله، ويُعْرَفُونَ بنُسُكِهم وخشيتِهم لله، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، ويُعْرَفُونَ باستعلائهِم على الدنيا وحظوظها، ويُعْرَفُونَ عِنْدَ أهل الحقِّ بأنهم علماء، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية: (وَمَنْ لَهُ ‌في ‌الأُمَّةِ ‌لِسَانُ ‌صِدْقٍ عَامٍّ بِحَيْثُ يُثْنَى عَلَيْهِ وَيُحْمَدُ في جَمَاهِيرِ أَجْنَاسِ الأُمَّةِ فَهَؤُلاءِ هُمْ أَئِمَّةُ الْهُدَى وَمَصَابِيحُ الدُّجَى) انتهى، ويُعرَفُ العلماء أيضاً بشهادةِ مَشَايخهِم لَهُم بالعِلْم، قالَ الإمامُ مَالِك: (مَا أَفْتَيْتُ ‌حتَّى ‌شَهِدَ ‌لِي ‌سَبْعُونَ أَنِّي أَهْلٌ لِذَلِكَ) رواه أبو نُعيمٍ في الْحِلْيَةِ، ويُعْرَفُونَ بدُرُوسِهِم ومُؤَلَّفَاتِهِم وفتاويهم.


عباد اللهَ: وأمَّا عن منزلةِ العلماءِ في الشريعةِ الإسلامية، فقد جَعَلَتْ لَهُم مَقاماً رفيعاً، وأقامَتْهُم أَدِلاَّءَ للناسِ على أحكام الله، فَمِن منزلتِهم:

أولاً: أنَّ طاعتَهُم في غيرِ معصيةٍ هي طاعةٌ للهِ ولرسولِه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، قال ابنُ كثير: (والظاهرُ والله أعلَمُ ‌أنها ‌عامَّةٌ ‌في كُلِّ أُولي الأمرِ مِن الأُمَراءِ والعُلَمَاءِ) انتهى.


ثانياً: أنَّ الله سبحانه أوجَبَ الرُّجوعَ إليهِم وسُؤالِهِم عمَّا يُشكل، قال سبحانه: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].

 

ثالثاً: أنَّ الله سبحانه عَظَّم قَدْرَهُم فأَشْهَدَهُم دون غيرِهم على أعظمِ مَشْهُودٍ، فقال سبحانه: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، قال ابنُ القيِّم: (وفي ضِمْنِ ‌هَذِهِ ‌الشَّهَادَةِ ‌الإِلَهِيَّةِ الثَّنَاءُ على أَهْلِ الْعِلْمِ الشَّاهِدِينَ بهَا وَتَعْدِيلِهِمْ).

 

رابعاً: أن اللهَ سبحانه نفى التسوية بين العلماء وغيرِهم، فقال: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].

 

خامساً: أنهم أهلُ الفَهْمِ عنِ الله، قال سبحانه: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43]، سادساً: أنهم أهلُ الْخَشْيَةِ، قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

 

سابعاً: أنهم أبصرُ الناسِ بالشرِّ ومَداخله، قال تعالى: ﴿ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [النحل: 27].

 

ثامناً: أنهم ورثةُ الأنبياءِ والْمُفضَّلون بعد الأنبياءِ على سائرِ البَشَر، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إلى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاً لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وإِنَّ طَالِبَ العِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السَّمَاءِ والأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانِ في الْمَاءِ، وإِنَّ ‌فَضْلَ ‌العَالِمِ ‌عَلَى ‌العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا ولا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني، تاسعاً: أنهم الْمُبلِّغون عن نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام: (‌نَضَّرَ ‌اللهُ ‌عَبْدَاً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا) رواه الحاكم وصحَّحهُ ووافقه الذهبي، عاشراً: أنَّ اللهَ أرادَ بهم الْخَيْر، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ‌يُرِدِ ‌اللهُ ‌بِهِ ‌خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ) متفق عليه، الحادي عشر: أنَّ نَجَاةَ الناسِ مَنُوطةٌ بوُجودِ العُلَمَاءِ، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ ‌لا ‌يَقْبِضُ ‌الْعِلْمَ ‌انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) رواه البخاري ومسلم.

 

عباد الله: مِن القواعدِ الشرعية في التعاملِ مَعَ العُلَمَاءِ:

أولاً: مَوالاتُهُم بالحقِّ ومَحَبَّتُهم، قال الإمامُ الطحاوي: (وَعُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنَ السَّابِقِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ أَهْلِ الْخَيْرِ وَالأَثَرِ وَأَهْلِ الْفِقْهِ والنَّظَرِ، ‌لا ‌يُذْكَرُونَ ‌إِلاَّ ‌بالْجَمِيلِ، وَمَنْ ذَكَرَهُمْ بِسُوءٍ فَهُوَ عَلَى غَيْرِ السَّبِيلِ) انتهى، وقال الإمامُ ابنُ تيمية: (فَيَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ مُوَالاةِ اللهِ وَرَسُولِهِ مُوَالاةُ الْمُؤْمِنِينَ، كَمَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ خُصُوصَاً الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، الَّذِينَ جَعَلَهُمْ اللهُ بِمَنْزِلَةِ النُّجُومِ يُهْتَدَى بهِمْ في ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) انتهى.

 

ثانياً: احترامُهُم وتوقيرُهُم، قال صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ ‌لِعَالِمِنَا ‌حَقَّهُ) رواه الطبراني وحسَّنه الهيثمي والألباني، و(عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: رَكِبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَأَخَذَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِرِكَابِهِ، فَقَالَ لَهُ: لا تَفْعَلْ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فَقَالَ: هَكَذَا أُمِرْنَا ‌أَنْ ‌نَفْعَلَ ‌بِعُلَمَائِنَا) رواه ابن عبد البر وصحَّحه ابن حجر.

 

ثالثاً: الأخذُ عنهُم والسعيُ إليهِم، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: (‌مِنْ ‌فِقْهِ ‌الرَّجُلِ ‌مَمْشَاهُ وَمُدْخَلُهُ ومُخْرَجُهُ مَعَ أَهْلِ الْعِلْمِ) رواه أبو نُعيم.

 

رابعاً: رِعايةُ مَراتِبِهِم، فقد رَحَل كليمُ الله موسى عليه السلام إلى الْخَضِرِ لكي يَتعلَّمَ منه.

 

خامساً: الْحَذَرُ مِن القَدْحِ فيهِم والاستخفاف بهم، (قَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إِنَّ اللهَ قَالَ: «‌مَنْ ‌عَادَى ‌لِي ‌وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ) الحديث رواه البخاري.

 

سادساً: الْحَذَرُ مِن تَخْطِئَتِهِم بغيرِ حَقٍّ.

 

سابعاً: التماسُ العُذْر لَهُم، قال اللهُ في قِصَّةِ الإِفك: ﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ [النور: 12].

 

ثامناً: الرُّجوعُ إليهم والصُّدورُ عن رأيهم خُصوصاً في الفِتَن.

 

تاسعاً: الدُّعاءُ لَهُم والترحُّم على موتاهم، قال صلى الله عليه وسلم: (ومَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوهُ، ‌فَادْعُوا ‌لَهُ ‌حَتَّى تَعْلَمُوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ) رواه الإمام أحمد وصححه محققو المسند.

 

الخطبة الثانية

أما بعد: فَمَن كانت هذه مكانتُهُم فَفَقْدُهُم مُصيبةٌ عظيمةٌ، يُروى عنه صلى الله عليه وسلم بسندٍ ضعيفٍ أنه قال: (مَوْتُ الْعَالِمِ مُصِيبَةٌ لا تُجْبَرُ، وَثُلْمَةٌ لا تُسَدُّ، وَنَجْمٌ طُمِسَ، ‌ومَوْتُ ‌قَبِيلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتِ عَالِمٍ) رواه ابنُ شاهين وقال ابن القيِّم: (حديثٌ حسن)، ولعلَّه أرادَ حُسْن معناه، و(عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: مَوْتُ الْعَالِمِ ثُلْمَةٌ في الإِسْلامِ، لا يَسُدُّهَا شَيْءٌ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ) رواه الدارمي ووثَّقَ رجالَه مُحقِّقُه، و(عن سعيد بن جبيرٍ في قولِ الله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ [الرعد: 41]، قَالَ: مَوْتُ عُلَمَائِهَا وخِيارِ أَهْلِها) رواه بَحشل في تاريخ واسط، وقال الآجُرِّيّ: (الْعُلَمَاءُ في النَّاسِ لا يَعْلَمُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ كَيْفَ أَدَاءُ الْفَرَائِضِ، وَكَيْفَ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ، ولا كَيْفَ يُعْبَدُ اللهُ في جَمِيعِ مَا يَعْبُدُهُ بِهِ خَلْقُهُ إِلاَّ بِبَقَاءِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا ‌مَاتَ الْعُلَمَاءُ تَحَيَّرَ النَّاسُ، وَدَرَسَ الْعِلْمُ بِمَوْتِهِمْ، وَظَهَرَ الْجَهْلُ، فَإِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، مُصِيبَةٌ مَا أَعْظَمَهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ) انتهى.


ولَقَدْ فُجِعَ المسلمونَ صباحَ الثلاثاءِ الأولِ مِن هذا الشهرِ، بِمَوْتِ سماحةِ الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيسِ هيئةِ كبارِ العُلَماءِ، ولَقَدْ فَقَدَت المملكة والعالم الإسلامي بوفاتهِ عالِمَاً جليلاً أَسْهَمَ بِجهودٍ كبيرةٍ في خِدْمةِ العِلْمِ والإسلامِ والمسلمين، تَغَمَّدَهُ اللهُ بواسعِ رَحْمَتهِ ومَغْفِرَتهِ وأسكَنَهُ فسيحَ جنَّاته، إنه سميعٌ مُجيبٌ، وإِنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة