• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

استقبال شهر رمضان وفضائله (خطبة)

استقبال شهر رمضان وفضائله (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 6/4/2022 ميلادي - 4/9/1443 هجري

الزيارات: 32266

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

استقبالُ شهرِ رَمَضَانَ وكيف تُنالُ فضائِلُه

 

الحمدُ للهِ الذي خَصَّ بالفَضْلِ والتشريفِ شهرَ رمضانَ، وأَنزلَ فيه القرآنَ هُدىً للناسِ وبيِّناتٍ من الْهُدَى والفُرقانِ، وخَصَّهُ بالعفوِ والغُفرانِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أن محمدًا عبدهُ ورسُولُهُ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليه وعلَى آلهِ وأصحابهِ.


أمَّا بعدُ:

فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى حَقَّ تُقاته، وسارِعُوا إلى مغفرتهِ ومَرضاتهِ، قبلَ انصرامِ العُمُرِ وفَواتِ أوقاتهِ وساعاتهِ، واعلموا أنه سَينزِلُ بساحتكم شهرٌ كريمٌ، وموسمٌ عظيمٌ، خصَّهُ اللهُ على سائرِ الشُّهورِ بالتشريفِ والتكريمِ، أَنزلَ فيهِ القرآنَ العظيم، وفَرَضَ صيامَهُ وجعلَهُ أحدَ أركانِ الإسلامِ، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (بُنِيَ الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ محمدًا رسُولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رمَضَانَ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري، وبيَّنَ نبيُّا الكريمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فضلَ قيامِهِ فقال: (مَن قامَ رمَضَانَ إيمانًا واحتِسَابًا، غُفِرَ لهُ ما تقَدَّمَ من ذنبهِ) متفقٌ عليه.


فتلَقَّوْا عبادَ الله شهرَ رمضان بأنفُسٍ طيِّبةٍ لِلُقَيَاهُ، وأحيُوا لياليه النيِّرةَ فيا فوزَ مَن أحياهُ، وفيه كما قال صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أبوابُ جهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشياطينُ) رواه البخاري، وفي أوَّلِ ليلةٍ منه قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا كانتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رمَضَانَ: صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومَرَدَةُ الْجِنِّ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النَّارِ فلَمْ يُفْتَحْ منها بَابٌ، وفُتِحَتْ أبوابُ الجنَّةِ، فلَمْ يُغْلَقْ منها بابٌ، ونادى مُنَادٍ: يا ‌باغيَ ‌الخَيْرِ ‌أقْبلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وذلكَ في كُلِّ لَيْلَةٍ) رواه ابنُ ماجه وصحَّحه الألباني.

 

فَتَذَكَّرَ يا عبدَ اللهِ كُلَّ لَيْلَةٍ من ليالي رمضانَ أَنَّهَا لَيْلَةُ الْمُنَادَاةِ، فَتتَّعِظَ بهَا، وشهرُ رمضانَ قادمٌ بمعروفِ ربِّكم والإحسان، فتعرَّضُوا لكَرَمِ الخالقِ بمكارمِ الأخلاقِ ولَيِّنِ اللِّسان، واستَجلِبُوا نِعَمَ اللهِ بالإنعامِ على ذوي الأرحامِ والجيرانِ، فإنَّ الله كريمٌ يُحبُّ الكَرَمَ، وجَوَادٌ يُحبُّ الْجُودَ، وعَفُوٌّ يُحبُّ العَفْوَ والغُفران، وأكثِرُوا مِن الصَّدَقةِ فإنها ظِلُّ الإنسانِ يومَ القيامةِ تَقِيهِ حَرَّ النيرانِ، قال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حتَّى يُفْصَلَ بينَ الناسِ، أو قالَ: حتَّى يُحْكَمَ بينَ الناسِ) رواه ابن خزيمة وصحَّحه.


وفي شهرِ رمضان: عِدَّةٌ مِن الفوائدِ الْحِسان:

منها: إعانةُ الصائمين، فيَسْتَوْجِبُ الْمُعينُ مِثلَ أُجورِهم، قال صلى الله عليه وسلم: (مَن فَطَّرَ صائمًا كانَ لَهُ مِثلُ أَجْرِهِ، غيرَ أنهُ لا يَنْقُصُ من أَجْرِ الصائمِ شيئًا) رواه الترمذي وصحَّحه.


ومنها: أن شهرَ رمضان يَجُودُ اللهُ فيه على عبادهِ بالْمغفرةِ والرَّحمةِ والعتقِ مِن النَّار، قال صلى الله عليه وسلم: (وإنما يَرْحَمُ اللهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ) متفقٌ عليه، فمَن رَحِمَ عبادَهُ وجادَ عليهم: جادَ اللهُ عليهِ بالفضلِ والإحسان.


ومنها: أنَّ الجمعَ بين الصومِ والصدقةِ من مُوجباتِ دُخولِ الجِنانِ، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ في الجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِن بُطُونِهَا، وبُطُونُها من ظُهُورِهَا، فقامَ أعرابيٌّ فقالَ: لِمَن هيَ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: لِمَن أطابَ الكلامَ، وأطعَمَ الطَّعَامَ، وأدامَ الصِّيامَ، وصلَّى بالليلِ والناسُ نِيَامٌ) رواه الترمذي وحسنه البوصيري.


وهذه الخصالُ الأربع تجتمعُ للمؤمن في شهرِ رمضان، والصوم والصدقة أيضًا أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنَّمَ ولا سيّما إذا ضُمَّ إلى ذلك قيامُ الليلِ وتلاوةُ القرآن، قال صلى الله عليه وسلم: (الصِّيامُ جُنَّةٌ وحِصْنٌ حَصِينٌ من النارِ) رواه الإمام أحمد وحسنه الهيثمي.


وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنِ استطَاعَ منكُم أَنْ يَسْتَتِرَ مِنَ النارِ ولَوْ بشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ) رواه مسلم، وقال صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (يا عائشةُ اسْتَتِرِي مِنَ النارِ ولوْ بشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإنها تَسُدُّ منَ الجَائِعِ مَسَدَّهَا منَ الشَّبْعَانِ) رواه الإمام أحمد وحسَّنه ابن حجر، قال النوويُّ: (فِيهِ الحَثُّ على الصَّدَقَةِ، وأنه لا يَمْتَنِعُ منها لِقِلَّتِهَا، وأنَّ قَلِيلَهَا سَبَبٌ للنَّجَاةِ منَ النَّارِ) انتهى.


ومِن أعظم فوائدِ الْجُودِ في شهر رمضان:

الاقتداءُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فعنِ ابنِ عباسٍ قالَ: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَجْوَدَ الناسِ بالخيرِ، وكانَ أجْوَدَ ما يكُونُ في شهرِ رمَضَانَ، إنَّ جبرِيلَ عليهِ السلامُ كانَ يَلْقَاهُ في كُلِّ سَنَةٍ في رمَضَانَ حتَّى يَنْسَلِخَ، فيَعْرِضُ عليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ القُرآنَ، فإذا لَقِيَهُ جبرِيلُ كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجْوَدَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.


وكان مِن سُنَّتهِ تأخيرُ السُّحورِ وتعجيلُ الفِطْرِ، وإياكم أن تَمْحَقُوا هذه العبادة باقتراف المآثم، قال صلى الله عليه وسلَّمَ: (مَن لم يَدَعْ قَولَ الزُّورِ والعَمَلَ بهِ والجَهْلَ، فليسَ للهِ حاجةٌ أنْ يَدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ) رواه البخاري، فانشغلوا يا عبادَ الله بتلاوةِ القرآن وسماعه وتدبُّرِه بإيمانٍ وإتقانٍ، واعتبروا بما فيه من المواعظِ والقَصصِ والأمرِ والنهيِ وأمرِ البَرْزَخِ والْمَعَادِ والحسابِ والميزان، فإنَّ ذلك عبرةٌ لمن كان له قَلْبٌ، وعظِّموا أمرَ التراويحِ وواظِبُوا عليها فإنها من المندوباتِ الْحِسانِ، وأَتِمُّوها لتفوزوا بالتَّمامِ والإحسان، واقتدوا بالسلف الصالح والتابعون لهم بإحسان.


وتذكَّرُوا أنَّ اللهَ اختَصَّ الصَّوْمَ لنفسِه مِن بينِ سائرِ العبادات، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أمثالِهَا إلى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قال اللهُ عزَّ وجَلَّ: إلاَّ الصَّوْمَ، فإنهُ لي وأنا أَجْزِي بهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وطَعَامَهُ من أجلِي، للصائمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عندَ فِطْرِهِ، وفَرْحَةٌ عندَ لِقَاءِ ربِّهِ) رواه مسلم.


جعلني الله وإياكم والوالدين والأهلين ممن يصوم فيصومُ مَعَهُ السَّمْعُ والبصرُ واللِّسان، وتقبَّلَ منَّا ومنكم الأعمالَ الصالحاتِ وتفضَّلَ بالغُفران، آمين.


الخطبة الثانية

أمَّا بعدُ:

فيا أيها الناسُ احمَدُوا الله الذي أحياكم وأبقاكم، فما بقيَ على دُخولِ شهر رمضان إلا ساعاتٍ أو ليلةٍ، بلَّغني الله وإياكم والوالدين والأهلين إيَّاه في عفوٍ وعافية، واسأَلُوا اللهَ أن يُعينكم على القيام بحقوقهِ حتَّى تُتِمُّوه وتستكملُوه، واستقبلوه بتوبةٍ نصوحٍ صادقةٍ، وإنابةٍ إلى الله في جميع أوقاتهِ متواصلةٍ.


فيا طالبًا للخيراتِ هذه أوقاتُها، ويا مُنتظرًا لنَفَحاتِ الكريمِ وطُرُقِ الرَّحمةِ ها قد دَنَت نفحاتُها، ويا حريصًا على التوبةِ من الغيبة والنميمة والكذب ومُشاهدة المحرَّمات هذا زمانُها، ويا راغبًا في الطاعةِ والإنابةِ هذا إبَّانُها، فالسعيدُ مَن عَرَفَ شَرَفَ أوقاتهِ فاغتَنَمَهَا، والشقيُّ المحرومُ مَن ضيَّعَها وأهمَلَها، فلقد رَغِمَ أنفُ امرئٍ أدركَ رمضانَ فلم يُغفر له لتفريطهِ وتضييعهِ، فعن جابرِ بنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قالَ: (صَعِدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الْمِنْبَرَ فقالَ: آمينَ، آمينَ، آمينَ، قالَ: أتاني جِبرِيلُ عليهِ السلامُ فقالَ: يا محمدُ مَن أَدْرَكَ أَحَدَ والديهِ فمَاتَ فدَخَلَ النارَ فأبعَدَهُ اللهُ قُلْ: آمِينَ، فقُلتُ: آمينَ، قالَ: يا محمدُ مَن أَدْرَكَ شهرَ رمَضَانَ فمَاتَ فلم يُغفر لهُ فأُدخِلَ النارَ فأبعَدَهُ اللهُ، قُل: آمينَ، فقُلتُ: آمينَ، قالَ: ومَن ذُكِرْتَ عندَهُ فلمْ يُصَلِّ عليكَ فمَاتَ فَدَخَلَ النارَ فأبعَدَهُ اللهُ، قُلْ: آمينَ، فقُلتُ: آمينَ) رواه الطبراني وصحَّحه الألباني.


فأكثِر فيه عبدَ اللهِ من ذِكْرَ اللهِ وقراءةِ القرآنِ والتوبةِ والاستغفارِ، واعمُرْ أوقاتَهُ بطاعةِ الْمَلِكِ الغفَّار، واجعل نفْسَكَ مَحلًا قابلًا لتَنَزُّل الرَّحمات والمغفرةِ والعِتقِ من النارِ، فشهرُ رمضان شهرٌ عظيمٌ، وفضائلُه ستذهب إلى أهلِه، فكُن من أهله، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ ‌هذا ‌الشَّهْرَ ‌قدْ ‌حَضَركُمْ، ‌وفيهِ ليلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، ولا يُحْرَمُ خَيْرَها إلاَّ مَحْرُومٌ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.


وأولُ ما يُطهِّر به كلٌّ منَّا نفسَهُ استعدادًا لهذا الشهر الكريم التغافر، وإزالة الشحناء، وصلة الأرحام؛ فإن الخصام يُؤخِّرُ الغُفران، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (‌تُعْرَضُ ‌الأعمالُ ‌في ‌كُلِّ ‌يومِ ‌خميسٍ واثنَيْنِ، فيَغْفِرُ اللهُ عزَّ وجَلَّ في ذلكَ اليومِ لكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللهِ شَيْئًا، إلاَّ امْرًَا كانتْ بينهُ وبينَ أَخيهِ شَحْنَاءُ فيُقَالُ: ارْكُوا هذينِ حتَّى يَصْطَلِحا، ارْكُوا هذينِ حتى يَصْطَلِحا) رواه مسلم، فظَهَرَ مِن هذا أنَّ مِن أسباب المغفرةِ مِن الله جل وعلا في مواسم الْمِنَحِ والنَّفَحاتِ أنْ تُخلِّصَ نفسكَ مِن الْخُصوماتِ والْمُشاحناتِ، كما يَجبُ أنْ تتخلَّص خاصة مِن قطيعةِ الرحم؛ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (‌لا ‌يَدْخُلُ ‌الجَنَّةَ ‌قَاطِعٌ) متفق عليه، فليكن رمضان شهر برٍّ وصلةٍ وتسامح؛ فينبغي لك أن تزور أقاربك وأصهارك وأرحامك، وتصلهم وتتودَّد إليهم، وأعظم الصلات وأرفع القُرُباتِ برُّ الوالدينِ والْحُنوِّ عليهما وإكرامهما وإرضاؤهما، ولتتنازل ولتعفُ ولتصفح: (أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ)، ولتحذر مِن لسانِك لتحمي نفسكَ من الذنوب، فعنْ ابنِ عُمَرَ قالَ: (صَعِدَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بصَوْتٍ رَفِيعٍ فقالَ: «يا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بلِسَانِهِ ولَمْ يُفْضِ الإيمانُ إلى قَلْبهِ، لا تُؤْذُوا المسلمينَ ولا تُعَيِّرُوهُمْ ‌ولا ‌تَتَّبعُوا ‌عَوْرَاتِهِمْ، فإنهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أخِيهِ المسلمِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ ولوْ في جَوْفِ رَحْلِهِ» قالَ: ونَظَرَ ابنُ عُمَرَ يَوْمًا إلى البَيْتِ أوْ إلى الكَعْبَةِ فقالَ: «ما أَعْظَمَكِ وأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، والمؤمِنُ أعْظَمُ حُرْمَةً عندَ اللهِ مِنْكِ») رواه الترمذيُّ وصححه الألباني، وقال النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (‌مَنْ ‌أَكَلَ ‌برَجُلٍ ‌مُسْلِمٍ ‌أَكْلَةً فإنَّ اللهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَها مِنْ جَهَنَّمَ، ومَنْ كُسِيَ ثَوْبًا برَجُلٍ مُسْلِمٍ فإنَّ اللهَ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، ومَنْ قامَ برَجُلٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ ورِيَاءٍ -أيْ: عَابَهُ وفَضَحَهُ بينَ الناسِ- فإنَّ اللهَ يَقُومُ بهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ ورِيَاءٍ يومَ القِيَامَةِ) رواه أبو داود وصححه الألباني.


رزقني اللهُ وإياكم والوالدين والأهلين العفو والعافية، وبلَّغنا رمضان في عافيةٍ، ورزقنا صيامَهُ وقيامَهُ وتَمَامهُ إيمانًا واحتسابًا، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة