• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

الغيبة: حقيقتها، حكمها، دوافعها، آثارها، صورها المعاصرة، كيفية إنكارها، وهل لها من كفارة؟

الغيبة: حقيقتها، حكمها، دوافعها، آثارها، صورها المعاصرة، كيفية إنكارها، وهل لها من كفارة؟
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 23/11/2021 ميلادي - 17/4/1443 هجري

الزيارات: 16459

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الغيبة: حقيقتها، حكمها، دَوَافِعُها، آثارُها،

صورها المعاصرة، كيفية إنكارُها، وهل لها من كفارة؟

 

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ.

 

أمَّا بعد:

فيا عبادَ اللهِ، اتقوا الله تعالى، واشكرُوه على نِعَمِه، والتي من أعظمها: اللسان؛ لذا فقد وردت النصوصُ الكثيرةُ في التنويه بشأنه، ولكنَّ الخاسرين في استثمارهِ كثير، فكانتِ العنايةُ بحفظهِ من أوجب الواجبات، فبكلمةٍ واحدةٍ يَحْرُمُ دَمُ الإنسانِ ومالِه وعَرْضهِ، وبكلمةٍ واحدةٍ يَخسَرُ الإنسانُ دينه ويَهْوي في نارِ جهنم، قال صلى الله عليه وسلم: ((وإنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ ‌بالْكَلِمَةِ ‌مِنْ ‌سَخَطِ ‌اللهِ لا يُلْقِي لَهَا بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ))؛ رواه البخاري.

 

ألا وإن مما شاع وذاع في كثير من البلاد، وانتشر بين العباد، إطلاقَ اللسان في عرض المسلم حال غيابه، ويُتحدَّثُ من ورائه بما يكرهه، فيُهْدَمُ الدِّين، ويُهتَكُ عِرْضُ المعصوم، وتقع العداوة والبغضاء، والفُرقةُ والشحناء، وتُقطَعُ الروابط، ويَتَزَعْزَعُ المجتمع... فما حقيقة الغيبة، وما حكمها، وما دَوَافِعُها، وآثارُها، وما صورها المعاصرة، وكيفية إنكارُها، وهل للغيبة من كفارة؟

 

عبادَ الله: الغيبةُ عرَّفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أَتَدْرُونَ ما الْغِيبَةُ؟))، قالُوا: اللهُ ورسُولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: ((‌ذِكْرُكَ ‌أَخَاكَ ‌بِمَا يَكْرَهُ))، قيلَ: أَفَرَأَيْتَ إنْ كَانَ في أَخِي ما أَقُولُ؟ قالَ: ((إنْ كَانَ فيهِ ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ))؛ رواه مسلم.

 

وقال الغزاليُّ: (اعْلَمْ أنَّ حَدَّ الغِيبَةِ أنْ تَذْكُرَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُهُ لَوْ بَلَغَهُ، سواء ذَكَرْتَهُ بنَقْصٍ ‌في ‌بَدَنِهِ ‌أوْ ‌نَسَبهِ، أوْ في خُلُقِهِ أوْ في فِعْلِهِ أَوْ في قَوْلِهِ، أوْ في دِينِهِ أوْ في دُنْيَاهُ، حتى في ثَوْبهِ ودَارِهِ ودابَّتِهِ) انتهى، اللهم سلِّم سلِّم!

 

وأما حكمها: فهي كبيرةٌ من كبائر الذنوب، ومُحرَّمةٌ بإجماع المسلمين، قال تعالى: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ [الحجرات: 12]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ [القلم: 10، 11]، قال الشوكانيُّ: (‌الْهَمَّازُ ‌الْمُغْتَابُ لِلنَّاسِ) انتهى.

 

وقال صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوَدَاعِ: ((فإنَّ دِمَاءَكُمْ ‌وأَمْوَالَكُمْ ‌وأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في بَلَدِكُمْ هَذا، في شَهْرِكُمْ هذا))؛ متفقٌ عليهِ، قال ابنُ المنذر: (قَدْ حَرَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ الْغِيبَةَ ‌مُوَدِّعًا ‌بذلكَ ‌أُمَّتَهُ، وقَرَنَ تَحْرِيمَها إلى تَحْرِيمِ الدِّماءِ والأَمْوَالِ، ثُمَّ زَادَ تَحْرِيمُ ذلكَ تَأْكِيدًا بإعْلامِهِ بأنَّ تَحْرِيمَ ذلكَ كَحُرْمَةِ الْبَلَدِ الْحَرَامِ في الشَّهْرِ الْحَرَامِ) انتهى.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، ‌كُلُّ ‌الْمُسْلِمِ ‌عَلَى ‌الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، ومَالُهُ، وعِرْضُهُ))؛ رواه مسلم.

 

الْغيبةُ من شِعَارِ المنافقين:

قالَ رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((‌يا ‌مَعْشَرَ ‌مَنْ ‌آمَنَ ‌بلِسَانِهِ ولَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ، لا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فإنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبعُ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَنْ يَتَّبعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ في بَيْتِهِ))؛ رواه أبو داود وجوَّد إسناده العراقيُّ.

 

سوءُ عاقبةِ المغتابِ يومَ القيامةِ: قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((لَمَّا عُرِجَ بي مَرَرْتُ بقَوْمٍ ‌لَهُمْ ‌أَظْفَارٌ ‌مِنْ ‌نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ يا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الذينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ ويَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِمْ))؛ رواه أبو داود وصحَّحه ابنُ مُفلح.

 

الْمُغتابُ يُعذَّبُ في قبرِه: فعن أبي بَكْرَةَ قالَ: مَرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بقَبْرَيْنِ فقالَ: ((إنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبيرٍ، أمَّا أَحَدُهُمَا ‌فَيُعَذَّبُ ‌في ‌الْبَوْلِ، وأمَّا الآخَرُ فَيُعَذَّبُ في الْغِيبَةِ))؛ رواه ابن ماجه وصحَّحه الألباني.

 

الْمُغتابُون لَهُم رِيحٌ خَبيثةٌ مُنتنةٌ:عنْ جابرِ بنِ عبدِاللهِ قالَ: كُنَّا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وارْتَفَعَتْ رِيحٌ خَبيثَةٌ مُنْتِنَةٌ، فقالَ: ((أَتَدْرُونَ ما هذهِ؟ هذهِ رِيحُ الذينَ يَغْتَابُونَ الْمُؤْمِنِينَ))؛ رواه البخاري في الأدب المفرد وحسَّنه ابنُ حجر.

 

الكلمةُ من الغيبةِ لو خالطت ماء البحر لأنتنته وأفسدته: قالت عائشةُ رضي الله عنها: يا رسولَ اللهِ، إنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ، وقالتْ بيَدِهَا هكَذَا كأَنَّها تَعْني ‌قَصِيرَةً، فقالَ: ((لَقَدْ مَزَجْتِ بكَلِمَةٍ لَوْ مَزَجْتِ بهَا ماءَ البَحْرِ لَمُزِجَ))؛ رواه الترمذي وصحَّحه، وقال النوويُّ مُعلِّقًا: (وهذا الحديثُ مِن أعظمِ الزواجر عَن الغيبةِ أو أعظمها، وما أعلَمُ شيئًا مِن الأحاديثِ ‌يبلَغُ ‌في ‌الذمِّ ‌لَها هذا الْمَبْلَغ) انتهى.

 

عبادَ الله:

وأمَّا دَوَافِعُ الْمُغتابِ للغيبةِ، فمنها: ضعف إيمانه، ومنها: الحسد؛ قال الإمام ابنُ تيمية رحمه الله: (ومنهُم ‌مَن ‌يَحْمِلُهُ ‌الحَسَدُ ‌على ‌الغِيبَةِ، فيَجْمَعُ بينَ أمْرَيْنِ قَبيحَيْنِ: الغِيبَةِ والحَسَدِ) انتهى، ومنها: موافقة جلسائه، قال الإمام ابن تيمية: (فَمِنَ الناسِ ‌مَنْ ‌يَغْتَابُ ‌مُوَافَقَةً لجُلَسَائِهِ وأصحابهِ وعَشَائِرِهِ) انتهى، ومنها: الرغبة في الانتقام والتشفِّي، ومنها: حُبُّ المباهاة وتزكية النفس، ومنها: السخرية والاستهزاء، ومنها: سوء الظن، إلى غير ذلك من الدوافع.

 

عباد الله: مِن آثار الغيبة:

جنايةُ الْمُغتابِ على حقِّ الله تعالى، والتسبُّب بمحقِ الحسنات، فَهِي مِن حالقاتِ الدِّينِ التي يَشترك فيها المغتاب والمستمع الراضي بها، ومنها أن الوقوع فيها سببٌ للاستهانةِ بها والاستمرار فيها وما هو مثلها أو أشد كالنميمة والكذب وغيرها، ومنها: التسبُّب في القطيعة وزراعة البغضاء والعداوة بين الناس.

 

عباد الله:

مِن الصُّوَرِ الْمُعاصرةِ في الاستماع للغيبة: مواصلة المحادثة في وسائل التواصل المعاصرة، مثل: ما يُعرف بالواتس، والإيمو، والتويتر، وغيرها، والبقاء على اتصالٍ مع الشخص أو المجموعة مع وقوع الغيبة في الحديث الجاري بينهم، وكذلك متابعة تغريدات في التويتر أو مواقع في الإنترنت أو مقاطع الفيديو التي تنشر وفيها وقوعٌ في المعصومين بما يكرهون بغيرِ مُوجبٍ شرعيٍّ، كلُّ هذا داخلٌ في الاستماع للغيبة ومطالعتها، وهو من المحرَّم شرعًا، ويجب الإنكار على فاعله، وعدم سماعه ومطالعته، وحذف ما نشره من الوقوع في أعراض الناس.

 

أما بعد:

فتقدَّم بأن الغيبة من كبائر الذنوب، ودلَّ على تحريمها القرآنُ والسنة وإجماع المسلمين، فهي منكرٌ من أعظم المنكرات، وواجب على كل مسلم إنكارها، وورد الفضل العظيم لِمَن أنكرها، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((‌مَنْ ‌رَدَّ ‌عنْ ‌عِرْضِ أَخِيهِ، رَدَّ اللهُ عنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القيامَةِ))؛ رواه الترمذي وحسَّنه، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((مَنْ ذَبَّ ‌عَنْ ‌لَحْمِ ‌أَخِيهِ بالغِيبَةِ، كانَ حَقًّا على اللهِ أنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ))؛ رواه الإمام أحمد وحسَّنه البوصيري، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (‌مَنْ ‌حَمَى ‌مُؤْمِنًا مِنْ مُنَافِقٍ -أُرَاهُ قالَ:- بَعَثَ اللهُ مَلَكًا يَحْمِي لَحْمَهُ يومَ القيامةِ مِنْ نارِ جَهَنَّمَ، ومَنْ رَمَى مُسْلِمًا بشَيْءٍ يُرِيدُ شَيْنَهُ بهِ، حَبَسَهُ اللهُ على جِسْرِ جَهَنَّمَ حتى يَخْرُجَ مِمَّا قالَ))؛ رواه أبو داود وحسَّنه الألباني.

 

ومِن وَسَائلِ إنكار الغيبة: التذكير بحكمها وتعريفها؛ لكي يَنتبهَ الغافلُ، ويَتَعلَّمَ الجاهلُ، ويرتدعَ الظالمُ، ومنها: الإعراض عن الْمُغتابِ بهجره، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 55]، قال النوويُّ: (يَجبُ على مَن سمع إنسانًا يَبتدئ ‌بغيبةٍ ‌مُحرَّمةٍ ‌أنْ ينهاهُ إنْ لَم يَخَفْ ضَرَرًا ظاهرًا، فإنْ خافَهُ وَجَب عليه الإِنكارُ بقلبهِ ومُفارقةُ ذلك المجلس إنْ تَمَكَّن مِنْ مُفارقته، فإنْ قَدِرَ على الإنكارِ بلسانهِ أو على قطع الغيبة بكلامٍ آخرَ، لَزِمَهُ ذلك) انتهى.

 

وأخيرًا: هل للغيبةِ مِن كفَّارة؟

يرى بعض العلماء أنَّ مِن كفارتها الاستغفارَ لِمَنِ اغتبته؛ لحديث: ((كَفَّارَةُ ‌مَنِ ‌اغْتَبْتَ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُ))؛ رواه ابن أبي الدنيا، ولكن هذا الحديث حكَمَ عليه كبارُ النُّقاد كابن الجوزي والألباني بأنه موضوع، وحكم عليهم بعضهم بالضعف كالبيهقي والعراقي وغيرهم، وهو مُخالِفٌ لِما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: ((‌مَنْ ‌كانتْ ‌عِنْدَهُ ‌مَظْلمَةٌ لأخيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ منها، فإنهُ ليسَ ثَمَّ دينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِنْ قبلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فإنْ لمْ يَكُنْ لهُ حَسَنَاتٌ، أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أخيهِ فَطُرِحَتْ عليهِ))؛ رواه البخاري، ولقولِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((أَتَدْرُونَ ما ‌الْمُفْلِسُ؟))، قالُوا: ‌الْمُفْلِسُ فينا مَنْ لا دِرْهَمَ لهُ ولا مَتَاعَ، فقالَ: ((إنَّ ‌الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يومَ القيامةِ بصلاةٍ، وصِيَامٍ، وزكَاةٍ، ويَأْتِي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فَيُعْطَى هذا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وهذا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قبلَ أنْ يُقْضَى ما عليهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عليهِ، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ))؛ رواه مسلم.

 

وبناءً عليه فقد لا يُكفِّرُ الغيبةَ إلاَّ التحلُّلُ في الدُّنيا مِمَّن اغتبت، أمَّا مَن لم تستطع التحلُّل منهم في الدُّنيا إمَّا لِخَوْفِكَ إنْ طَلَبت منهم التحلُّل بوقوع قطيعةٍ أو هَجْرٍ، أو مَوْتِ مَن اغتبته أو لبُعده ولا تَعْلَمُ أينَ هُو؛ فعلَيكَ بالتوبةِ مِنَ الغيبةِ، وتجتهد بكثرةِ العبادةِ عُمُومًا، والأذكار خصوصًا ومنها الاستغفار؛ وذلكَ لتستعدَّ للمُقاصَّةِ يوم القيامةِ إنْ لَمْ تتغمَّدْكَ رحمةُ الله، حتَّى يبقى لكَ بقية مِن أعمالٍ صالحةٍ لعلَّها تكونُ سَبَبًا في النجاةِ بعد رحمة الله وفضله وإحسانه سبحانه وتعالى.

 

فالبدارَ البدارَ عباد الله بتقييد ألسنتكم عن الخوض في غيبةِ إخوانكم المسلمين، فالندمُ لا ينفعُ عندَ الفوتِ، والاعتذارُ لا يُسمعُ بعدَ الموتِ، جعلني الله وإياكم ووالدينا وأهلينا ممن حَفِظَ لسانه عن تَتَبُّع عوراتِ المسلمين وأعراضهم، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة