• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / صوتيات


علامة باركود

الأمن ومكانته، أسبابه، موانعه، خطورة فقده على الدين والنفس والعرض والمال والعقل

الأمن ومكانته، أسبابه، موانعه، خطورة فقده على الدين والنفس والعرض والمال والعقل
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 21/9/2021 ميلادي - 13/2/1443 هجري

الزيارات: 28081

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأمن ومكانته، أسبابه، موانعه،

خطورة فقده على الدين والنفس والعرض والمال والعقل

 

الحمد لله الملك القهار، القوي العزيز الجبار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العظمة والمجد والاقتدار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المختار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليمًا.

 

أما بعد: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 102، 103]، تذكروا نعم الله عليكم، والتي من أعظمها الأمن في بلادكم، والتي أظلَّكم الله بها من حر الفتن والتهارج، ففي ظل الأمن تحلو العبادة، في ظل الأمن يصير النوم سباتًا، في ظل الأمن يصير الطعام هنيئًا، والشراب مريئًا، في ظل الأمن يأمن المرء على نفسه وزوجه وأولاده وأرحامه وماله ودينه وعقله.

 

ولما كان الأمن بهذه المنزلة، امتنَّ الله به على قريش التي قابلَتْ نعم الله بالإباء والاستكبار، قال عز وجل: ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 4]، ووصف الله أقدس مكان في العالم بالأمن، فقال عز وجل: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة: 125]، وعبَّر الله عن مكة بأنها حرم آمِنٌ، قال سبحانه: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ﴾ [العنكبوت: 67]، ومنَّ الله بالأمن على من دخل حرَمَ بيته الآمن، قال جل ذكره: ﴿ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ﴾ [آل عمران: 97]، وذكَّر نبيُّنا صلى الله عليه وسلم بعظم نعمة الأمن فقال: ((من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قُوتُ يومه، فكأنما حِيزتْ له الدنيا))؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني.


وأعظم أسباب الأمن: توحيد الله وحده لا شريك له واجتناب الشرك والبدع، فعن عبدالله رضي الله عنه قال: (لما نزلت: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ [الأنعام: 82]، شقَّ ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله، ‌أيُّنا ‌لا ‌يظلم ‌نفسَه؟ قال: ((ليس ذلك، إنما هو الشرك؛ ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]؟)))؛ رواه البخاري ومسلم.

 

فتوحيد الله أعظم أسباب الأمن في الأوطان، ولا تتم سعادة الإنسان إلا بنعمة الإيمان والأمن، فبهما تعبد ربَّك، وتأمن على مالك وعرضك، وتهنأ بزوجك وأولادك وطعامك وشرابك وسكنك، وكلما ضعُف توحيد العبد لربه ضعُف أمنُه، وكلما زاد شركُه ومعاصيه زاد خوفه، قال تعالى: ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ﴾ [آل عمران: 151].

 

ومن أسباب الأمن: طاعة الله وعدم المجاهرة بالذنوب والمعاصي؛ فإن المعصية إذا خَفِيَتْ لم تضر إلا صاحبَها، وإذا أُعلنت ضرَّت الجميع، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمَّهم الله بعقاب))، وقال: ((ما من ‌قوم ‌ُيُعمَل ‌فيهم ‌بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يغيروا، ثم لا يغيروا، إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب))؛ رواه أبو داود، وقال الدارقطني: (جميع رواة هذا الحديث ثقات).

 

قال ابن القيم: (وهل في الدنيا والآخرة ‌شرٌّ ‌وداء ‌إلا سببه الذنوب والمعاصي؟) انتهى.

 

ومن أسباب الأمن: التمسك بالشريعة الإسلامية وتطبيقها، والمحافظة على مقاصدها وإقامة حدودها، فمن أجلِ حفظ الدين: حرَّم الله الردة وتوعد المرتد، ﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217]، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بقتله فقال: ((من ‌بدَّل ‌دينه فاقتلوه))؛ رواه البخاري.

 

ومن أجل حفظ النفس حرَّم الله القتل بغير حق، وتوعد صاحبه فقال: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]، وشرع الله القصاص، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ﴾ [البقرة: 178].

 

ومن أجل حفظِ الأنساب: حرَّم الله الزنا ودواعيَه من النظر الحرام، والسماع الحرام، والخلوة وترك الحجاب، فقال: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، وأمر بإقامة الحد بحضور ملأ من الناس فقال: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 2].

 

ومن أجل حفظ الأموال: حرَّم الله السرقة، وأمر بقطع يد السارق فقال: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].

 

ومن أجل حفظ العقول: حرَّم الله الخمر وكل مسكر فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90].

 

ومن أجل حفظ الطرق: أمَرَ الله بإقامة حد الحرابة على قُطَّاع الطريق فقال: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33].

 

ومن أسباب حفظ الأمن: شكر الله، والشكر من أعلى مراتب الدِّين، وبالشكر تدوم النعم، وبكفر النعم تحلُّ النقم، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، وقال سبحانه: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]، قال القرطبي: (أي: أذاق أهلها، ﴿ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ﴾: سماه لباسًا؛ لأنه يظهر عليهم من الهزال وشحوبة اللون وسوء الحال ما هو كاللباس) انتهى.

 

ومن شكر الله أن تنسب النعم إليه، ومن شكر الله أن نشكر من كانوا سببًا لتوفير الأمن من ولاة أمورنا ورجال أمننا وفَّقهم الله، وأن ندعو لهم بالتوفيق والتسديد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ‌لا ‌يشكُرِ ‌الناسَ لا يشكُرِ اللهَ))؛ رواه الترمذي وصححه، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له ‌حتى ‌تروا ‌أنكم قد كافأتموه))؛ رواه أبو داود وصححه الألباني.

 

ومن أسباب الأمن: طاعة ولاة الأمور في المعروف، والاجتماع عليهم، والالتفاف حولهم، قال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((السمع والطاعة على المرء المسلم ‌فيما ‌أحَبَّ ‌وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة))؛ متفق عليه، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله، فأجرُه على الله، ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال؛ فإن أعطوه أطاعهم، وإن منعوه عصاهم: فما له في الآخرة من خلاق) انتهى.


وقال حذيفة رضي الله عنه: كان الناس يَسألون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر؛ مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم))، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دَخَنٌ))، قلت: وما دخنه؟ قال: ((قوم يَهْدُونَ بغير هديي، تَعرِفُ منهم وتُنكِر))، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها))، قلت: يا رسول الله، صِفْهم لنا؟ قال: ((هم من جِلدتِنا، ويتكلمون بألسنتنا))، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تَلزم ‌جماعةَ ‌المسلمين ‌وإمامهم))، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرقَ كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك))؛ رواه البخاري ومسلم.


الخطبة الثانية

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.

 

أما بعد: ومن أسباب الأمن: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال عز وجل: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 40، 41]، وقال عز وجل: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وحينما ترك كثير من بني إسرائيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصابتْهم اللعنة، قال سبحانه: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79]، قال ابن عباس: (لُعنوا ‌بكل ‌لسان، لُعنوا على عهد موسى في التوراة، ولعنوا على عهد داود في الزبور، ولعنوا على عهد عيسى في الإنجيل، ولعنوا على عهد محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن)؛ رواه الطبري.

 

وكان ترك التناهي عن المنكر سبب نزول العذاب على الأمم، قال سبحانه: ﴿ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ﴾ [هود: 116]، وقال سبحانه: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأعراف: 165]، وقال سبحانه: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾ [الأنفال: 25]، قال ابن عباس: (أمر الله المؤمنين أن لا يُقِرُّوا ‌المنكر ‌بين ‌أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب)؛ رواه الطبري، قال ابن كثير: (وهذا ‌تفسير ‌حسن ‌جدًّا) انتهى.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ‌لا ‌يعذِّب ‌العامة ‌بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظَهرانَيْهم وهم قادرون على أن يُنكِروه فلا يُنكِروه، فإذا فعلوا ذلك عذَّب الله الخاصة والعامة))؛ رواه الإمام أحمد وحسنه ابن حجر.

 

ومن أسباب الأمن: النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة، قال صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة))، قلنا: لمن؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))؛ رواه مسلم.


ومن أسباب الأمن: نشر العلم الشرعي، قال ابن القيم: (فما خراب العالَم إلا بالجهل، ولا عمارته إلا بالعلم، وإذا ظهر العلمُ ‌في ‌بلد ‌أو ‌محلة قلَّ الشر في أهلها، وإذا خفي العلم هناك ظهر الشرُّ والفساد، ومن لم يعرف هذا فهو ممن لم يجعل الله له نورًا) انتهى.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة