• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

مسائل عقدية وفقهية متعلقة بالاستغفار

مسائل عقدية وفقهية متعلقة بالاستغفار
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 26/2/2021 ميلادي - 14/7/1442 هجري

الزيارات: 14313

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مسائل عقدية وفقهية متعلقة بالاستغفار


الحمد لله ربِّ العالمين، غافرِ الذنبِ وقابلِ التوبِ شديدِ العقاب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

أمَّا بعد: فيا أيها الناسُ ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ [هود: 3]، إنَّ الاستغفار عبادة عظيمة، تتضمَّن اعتراف المؤمن بالذنب، وندمه عليه، وسؤاله الله سِتْرَهُ، والوقايةَ مِن شرِّه، في الدنيا والآخرة، وهو سببٌ لمغفرة الزلات، وكشفِ الكربات، ورفع الدرجات، والفوز بالجنات، ونزول البركات، وسَعَةِ الرِّزق، والصحة في النفس، والأمن في المجتمع، فما هو الاستغفار، وما سببه، وما صفته وأوقاته، وما أحكامه، وما آثاره.

 

عباد الله: قال ابن القيِّم: الاستغفارُ (طَلَبَ المغفرةِ من اللهِ، وهوَ مَحْوُ الذنبِ، ‌وإزالةُ ‌أَثَرِهِ، ووِقايَةُ شَرِّهِ) انتهى، وقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية: (إنَّ التوبةَ والاستغفارَ يكونُ مِن تركِ الواجباتِ وفِعلِ المُحرَّماتِ) انتهى.

 

وأمَّا صيغ الاستغفار: فيصحُّ الاستغفار بأيِّ دُعاءٍ فيه لفظ الاستغفار أو معناه ما لم يكن فيه محذور، ومن الصيغ الواردة في القرآن العظيم: ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]، ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ﴾ [البقرة: 286]، ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 16]، ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا ﴾ [آل عمران: 147]، (﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41] وغيرها كثير، ومن الصيغ الواردة في السُّنة: قولُه صلى الله عليه وسلم: (ربِّ اغفرْ لي ‌خطيئتي ‌وجَهْلِي، وإسرافي في أمرِي كُلِّهِ، وما أنتَ أعلَمُ بهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغفرْ لي خطايايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغفرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أَخَّرْتُ، وما أَسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنتَ المُقَدِّمُ وأنتَ المُؤَخِّرُ، وأنتَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ») رواه البخاري ومسلم، وكان رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ (يقولُ في سُجُودِهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لي ذنبي كُلَّهُ ‌دِقَّهُ، ‌وجِلَّهُ، وأوَّلَهُ وآخِرَهُ وعلانيَتَهُ وسِرَّهُ) رواه مسلم، و (عنِ ابنِ عُمَرَ: إنْ ‌كُنَّا ‌لَنَعُدُّ ‌لرسولِ ‌اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المجلِسِ يقولُ: «رَبِّ اغفرْ لي وتُبْ عَلَيَّ، إنكَ أنتَ التَّوَّابُ الغَفُورُ» مِائَةَ مَرَّةٍ) رواه الإمام أحمد وقال البغوي: (حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ)، وقال أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ (يا رسولَ اللهِ، علِّمْني دُعَاءً أدْعُو بهِ في صلاتي، قالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ ‌إني ‌ظَلَمْتُ ‌نفْسِي ‌ظُلْمًَا كثيرًا، ولا يَغْفِرُ الذنوبَ إلاَّ أنتَ، فاغفرْ لي مِن عِنْدِكَ مَغْفِرَةً إنكَ أنتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ») رواه البخاري ومسلم، إلى غير ذلك من صيغ الاستغفار، والأَوْلَى بالمؤمنِ أنْ يُنوِّع في صيغ الاستغفار، إلاَّ ما جاءت السنةُ بتخصيصهِ، كصيغة الاستغفار بين السجدتين وغيرها.

 

عباد الله: وأمَّا أوقات الاستغفار: فالاستغفار مشروعٌ مطلقًا في كلِّ وقتٍ، ولكن وردت النصوصُ بالتأكيد على الاستغفار في مواطنَ مُعيَّنة، ومنها: الاستغفار عند المعصية: قال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ﴾ [آل عمران: 135]، ومنها: قولُ (غفرانك) بعد الخروج من الخلاء، رواه أبو داود وصحَّحه الألباني، ومنها: قولُ (ربِّ اغفر لي ذنوبي) عند دخول المسجد والخروج منه، رواه ابنُ ماجه وصحَّحه الألباني، ومنها: الاستغفار عند افتتاح الصلاة (ظلَمتُ نفسي واعترفتُ بذنبي؛ فاغفر لي ذنوبي جميعًا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) رواه مسلم، ومنها: استغفاره صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) رواه البخاري ومسلم، ومنها: استغفاره صلى الله عليه وسلم في الجلسة بين السجدتين: (ربِّ اغفر لي، ربِّ اغفر لي) رواه النسائي وصححه الألباني، ومنها: الاستغفار مائة مرة في الصباح ومائة مرة في المساء: قال صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما أصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ إلاَّ استَغْفَرْتُ اللهَ عزَّ وجَلَّ فيها مائةَ مَرَّةٍ) رواهُ عَبْدُ بنُ حميد، وقال البوصيريُّ: (إسنادُه حَسَن)، و (قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «يا أيُّها النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليوْمِ إليهِ مِائَةَ مَرَّةٍ») رواه مسلم، و(عن أبي مُوسَى أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: إني لأَسْتَغْفِرُ اللهَ كُلَّ يومٍ وليلَةٍ مِائةَ مَرَّةٍ وأتُوبُ إليهِ) رواهُ الإمامُ أحمد، وقال مُحقِّقو المسند: (صحيحٌ لغيرهِ)، ومنها: الاستغفار في ختام الصلاة، وفي ختام مناسك الحج، وختام المجلس، وفي الثلث الأخير من الليل، وفي ختام العُمُر، ولا يقتصر الاستغفار في هذه المواطن بل قد حثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الإكثار من استغفار الله تعالى في كلِّ حينٍ، لِما للاستغفار من ثمارٍ مُباركةٍ في الدُّنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: (‌طُوبَى ‌لِمَنْ ‌وَجَدَ ‌في صحيفتِهِ استغفارًا كثيرًا) رواه ابن ماجه وصحَّحه البوصيري، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أكْثَرَ من الاستغفارِ، جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ومِنْ كُلِّ ‌ضِيقٍ ‌مَخْرَجًا، ورَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لا يَحْتَسِبُ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه أحمد شاكر، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحَبَّ ‌أنْ ‌تَسُرَّهُ ‌صَحِيفَتُهُ، فَلْيُكْثِرْ فيها مِنَ الاستغفارِ) رواه الطبرانيُّ في الأوسط وحسنه الضياء، وقال صلى الله عليه وسلم: (‌يا ‌مَعْشَرَ ‌النِّسَاءِ ‌تَصَدَّقْنَ وأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفَارَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أهْلِ النَّارِ) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.

 

الخطبة الثانية

أما بعد: لقد وَرَدَ في الكتابِ والسُّنةِ الأمر بالاستغفارِ، وبيانِ أنه مِن عَمَلِ المرسلين، وصفةِ المتقين، ويُستحبُّ لكَ أنْ تستغفرَ للمؤمنين والمؤمنات على وَجْهِ العُمومِ، قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [محمد: 19]، ويُستحبُّ أنْ تستغفرَ لشخصٍ بعينهِ مِنَ المؤمنين، قال موسى: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي ﴾ [الأعراف: 151]، وقال صلى الله عليه وسلم: (اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ) رواه مسلم، ويَتأكَّدُ عليكَ أنْ تستغفرَ لوالديكَ المسلِمَيْنِ على وَجْهِ الخُصوص، لعظيم حقِّهما، قال إبراهيم ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾ [إبراهيم: 41]، وقال نوح: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾ [نوح: 28]، وقال رجلٌ (يا رسولَ اللهِ، أَبَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بهِ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا؟ قالَ: «نَعَمْ، الصَّلاةُ عليهِمَا، ‌والاسْتِغْفَارُ ‌لَهُمَا، وإيفَاءٌ بعُهُودِهِمَا مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا، وإكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وصِلَةُ الرَّحِمِ التي لا تُوصَلُ إلا بِهِمَا») رواه ابنُ ماجه وحسَّنه العراقي، (وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ في الجَنَّةِ فيقُولُ: أنى هذا؟ فيُقَالُ: ‌باستغفارِ ‌وَلَدِكَ ‌لَكَ) رواه ابنُ ماجه وصحَّحه البوصيري، ويُندب لكَ أنْ تستغفرَ لأمواتِ المسلمين، وخاصَّةً عند الصلاة على الْمَيِّت، وبعدَ دَفنه، لفعله صلى الله عليه وسلم، ويَحْرُمُ عليكَ أنْ تستغفرَ للمشركين، قال عزَّ وجل: ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى ﴾ [التوبة: 113]، ويجوز أنْ تطلب ممن يُرجى قَبُولُ دُعائهِ أن يستغفر لكَ وخاصة إذا أردت بذلك نفعَ نفسكِ ونفعه؛ لأن الاستغفار للغيرِ عمل صالح، والملائكةُ تُؤمِّنُ على دُعائهِ، وتدعو له بمثله، قال عمر: (يا ‌رسولَ ‌اللهِ، ‌اسْتَغْفِرْ لي) رواه البخاري، وقال أسامة: (‌يا ‌رسولَ ‌اللهِ، ‌اسْتَغْفِرْ لي) رواه مسلم، وليُحذر من طلب الاستغفار من الأموات، فإنهُ بدعةٌ ووسيلةٌ مِن وسائلِ الشركِ، قال صلى الله عليه وسلم لعائشة: (ذاكِ لوْ كانَ ‌وأنا ‌حَيٌّ فأسْتَغْفِرَ لَكِ وأدعُوَ لَكِ) رواه البخاري، فقيَّدَ الاستغفارَ لها بحال حياتهِ، وأمَّا طلب مغفرة التقصير في حقِّ اللهِ مِن غيرِ اللهِ فهو الشرك الأكبر، قال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 135]، وأما طلب مغفرة التقصير والتحلُّل في حقِّ الغيرِ مِن الغيرِ فهذا مندوبٌ إليه، (قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: مَنْ ‌كانتْ ‌لهُ ‌مَظْلَمَةٌ لأخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ منهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ ولا دِرْهَمٌ) رواه البخاريُّ، واحذر مِن تعليقِ المغفرةِ بالمشيئةِ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا يَقُلْ أحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ ‌اغْفِرْ ‌لي ‌إنْ شِئْتَ، ارْحَمْنِي إنْ شِئْتَ، ارْزُقْنِي إنْ شِئْتَ، وليَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ، إنهُ يَفْعَلُ ما يَشَاءُ، لا مُكْرِهَ لَهُ) رواه البخاري وسلم، وللحديث بقيَّةٌ إن شاء الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة