• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

فضائل زراعة النخيل والأشجار، وآثارها في الدنيا والآخرة (خطبة)

فضائل زراعة النخيل والأشجار، وآثارها في الدنيا والآخرة (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 19/12/2020 ميلادي - 4/5/1442 هجري

الزيارات: 40642

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضائل زراعة النخيل والأشجار، وآثارها في الدنيا والآخرة

 

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ.

 

أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و (لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).

 

أما بعد: فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى، واعلموا أنَّ طُرُقَ الخيرِ كثيرةٌ فابتدرُوها، وأنَّ بعضَ الأعمالِ تجمَعُ مصالح الدَّارينِ لكثرةِ منافعها فاغتنمُوها، فعن جابر بن عبد الله قال: (دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ مَعْبَدٍ حَائِطًا فَقَالَ: «يَا أُمَّ مَعْبَدٍ، مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ؟ أَمُسْلِمٌ أَمْ كَافِرٌ؟» فَقَالَتْ: بَلْ مُسْلِمٌ، قَالَ: «فَلا يَغْرِسُ الْمُسْلِمُ غَرْسًا، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، ولا دَابَّةٌ، ولا طَيْرٌ، إلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ») رواه مسلم.

 

ومن اهتمام الإسلام بالنخيل والأشجار أن جعلهما جزاءً لبعض الأعمال الصالحة في الآخرة، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ) رواه الترمذي وصحَّحه، و(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، ولا إِلَهَ إلا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ) رواه الترمذي وحسَّنه.

 

ومن محافظة الإسلام على النخيل والأشجار أن نَهَى عن قضاءِ الحاجة في ظلها، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: («اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ» قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ») رواه مسلم، وقد يكون مثله: رمي القمائم والأوساخ في ظلها.

 

وقد دعا الإسلام إلى تكثير النخيل والأشجار لما فيها من المنافع المتعدِّدة، (قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه الضياء المقدسي، قال الألباني: (إن فيه ترغيبًا عظيمًا على اغتنام آخر فرصةٍ من الحياةِ في سبيلِ زرعِ ما يَنتفعُ بهِ الناسُ بعدَ موتهِ، فيجري له أجرُه، وتُكتبُ له صدقتهُ إلى يوم القيامة) انتهى.

 

وقال عبد الله بنُ سَلامٍ رضي الله عنه: (إنْ سِمعتَ بالدَّجَّالِ قَد خَرجَ وأَنتَ عَلى وَدِيَّةً تَغْرِسْهَا - النخلة الصغيرة - فَلا تَعجَل أنْ تُصلِحَها، فَإنَّ للنَّاسِ بَعد ذَلك عَيشًا) رواه البخاري في الأدب المفرد وصحَّحه الألباني.

 

عباد الله: النخلة شجرةٌ مُباركةٌ لا يزال نفعها مُتجدِّدًا على الدوام، وهي فوائد في حال وجودها وفي حال تلفها والانعدام، ومُتوسَّط عُمُرِها سبعون سنةً لِمُعظم الأنواع، يُنتفع بجريدها وسَعَفها وليفها وحَطَبها مدى الأيام، فإذا أثمرت تضاعفَ نفعها لجميع الأنام، فإذا خرجت من أكمامها فإنها لا تزالُ تتساقطُ فتأكلُها الخشاش والدَّواب والأنعام، وإذا نضَجَ ثمرها شرَعَ الآدميون في أكله بُسْرًا وزهوًا ورُطبًا وتمرًا، فيكون فاكهةً وقُوتًا حاضرًا ومُدَّخرًا، لُطفًا من الله وذُخرًا، وكلُّ عامٍ تتكرَّر منها هذه المنافع إلى أن تسقط وتبيد، فهي شجرةٌ مُباركةٌ طيبةٌ تُؤتي أُكُلُها كُلَّ حينٍ بإذن الله الولي الحميد، وكم ورَّثها من إنسانٍ فارتفق بها ورَثَتُه الأغنياء والفقراء مُددًا طويلة، وكم وَقَّفَها مُحتسبٌ ففاقت على الأعمال الجليلة، وكم ذي عملٍ ضئيلٍ حبسها فصارت له ذُخرًا نَمَت بها الأعمال، وانتفع بخيرها في الحال والمآل. ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾ [إبراهيم: 24].

 

الخطبة الثانية

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.

أما بعد: ولهذه الفضائل الكثيرة للنخلة، فعن (عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَجُوعُ أَهْلُ بَيْتٍ عِنْدَهُمُ التَّمْرُ») رواه مسلم، وفي روايةٍ: (قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ» أَوْ «جَاعَ أَهْلُهُ» قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا) رواه مسلم، و(عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ: «ابْنَ أُخْتِي، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ» فَقُلْتُ: مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: «الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ، كَانَ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَبْيَاتِهِمْ فَيَسْقِينَاهُ») رواه البخاري ومسلم.


وقد ورد ذكر النخيل في القرآن الكريم في عشرين آية، وست عشرة سورة، قال تعالى: ﴿ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ ﴾ [ق: 10، 11]، وقال جلَّ ذِكْرُه: ﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ﴾ [يس: 35]، ولذلك قال الأطباءُ عن التمر: مقوٍّ للكبد، مُلينٌ للطباع، يشفي خشونة الحلق، وأكله على الريق يقتلُ الديدان في الأمعاء، كما يُفيد في تقرُّحات المعدة والأمعاء، تُنصح به النفساء لأنه يوقف نزيف الدم، قال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ﴾ [مريم: 25 – 26]، وتوجد في التمرة أنواع من السكريات، ففي الرطب 32% وتزداد إلى حوال 84% في التمر المكنوز، فالتمرة من أغنى المواد الغذائية بالسكريات الهامة لإعطاء الجسم الطاقة للازمة للنشاط والنمو، وهو من أغنى المواد بفيامين ب3 والذي ينتج عن نقصه التهاب الجلد والإسهال والخرف، كما أثبت الطب الحديث دور التمر في علاج ارتفاع الدُّهون في الدم بجرعات مُقنَّنة، ويُعتبر التمر مصدرًا غنيًا بالمعادن، فهو الغذاء المثالي لمرضى ارتفاع ضغط الدم، ولا تتعدى نسبة البروتين في التمر 2،5% وتشكل الدُّهون أقل من 0،3% لذا يُعتبر التمر غذاء مناسبًا للمرضى الذين يُعانون من ارتفاع نسبة الدهون في الدم ومرضى القلب، ويدخل أيضًا في الوجبات الخاصة للبُدناء لاحتوائه على هذه الميزة الهامة، وقد أكَّدت إحدى الدراسات التي أُجريت من قِبل إحدى الجامعات العربية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أن انعدام مرض السرطان بين سُكَّان البوادي والواحات يرجع إلى اعتمادهم على التمر كغذاء أساسي، كما أنه أفضل غذاء يُقدَّم لمرضى الفشل الكلوي، ولقيمته الغذائية العالية واحتوائه على العديد من العناصر الغذائية والأملاح المعدنية والفيتامينات، يُسمِّيه علماء التغذية: الْمَنْجَم، ولم يُعرف شجر له من الثمار أنواع عديدة مثل ما للنخلة، ففي منطقة الأحساء فقط يوجد أكثر من 68 صنفًا، فحقيقٌ بشجرةٍ هذا نفعُها أن يتنافس فيها المتنافسون، وأن يحتسب الأجر والثواب في غرسها المُحتسبون.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة