• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

السنن والبدع في يوم عاشوراء (خطبة)

السنن والبدع في يوم عاشوراء (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 29/8/2020 ميلادي - 10/1/1442 هجري

الزيارات: 18494

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السُّنَنُ والبدعُ في يوم عاشوراء

 

الحمدُ لله الذي هدانا لدينهِ، وأَكْرَمَنا بسُنَّةِ نبيِّهِ، ونسأَلُه أنْ يَنفعنا بما علَّمنا منها، وأنْ يَرْزُقَنا العَمَلَ بها، والنصيحةَ للمسلمين فيها، وأنْ يُصلِّي أولاً وآخراً على عبدهِ ورسولهِ، وخيرتهِ مِن خلقهِ، سابقِ الأنبياءِ شَرَفاً وفضيلة، وسابقهم ديناً وشريعة، ليكون دينهُ قاضياً على الأديانِ، ومِلَّتُهُ باقية آخر الزمان، لا يَستولي عليها نَسْخٌ، ولا يَتَعَقَّبُ حُكْمُهُ حُكْمٌ ﴿ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [الصف: 9][التوبة: 33].


أما بعد: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، وعظِّمُوا ما عظَّمه الله من الأشهر المُحرَّمة التي من أفضلها الشهرُ الحرام، فعنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُما (أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المدينةَ فوَجَدَ اليهُودَ صِياماً يومَ عاشُوراءَ، فقالَ لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما هذا اليومُ الذي تَصُومُونَهُ؟ فقالُوا: هذا يومٌ عظيمٌ أنجَى اللهُ فيهِ مُوسَى وقَوْمَهُ، وغَرَّقَ فِرعونَ وقَوْمَهُ، فصامَهُ مُوسَى شُكْراً، فنَحْنُ نَصُومُهُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: فَنَحْنُ أحَقُّ وأوْلَى بمُوسَى منكُمْ، فصامَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأَمَرَ بصِيامِهِ) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.

 

وقد كان صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء قبل الهجرة، فعن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: (كانتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عاشُوراءَ في الجاهليَّةِ، وكانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَصُومُهُ، فلَمَّا هاجَرَ إلى المدينةِ صامَهُ وأَمَرَ بصيامِهِ، فلَمَّا فُرِضَ شهرُ رمَضَانَ قالَ: مَن شاءَ صامَهُ ومَنْ شاءَ تَركَهُ) رواه مسلم.

 

و(سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عن صَوْمِ يومِ عاشُوراءَ؟ فقالَ: يُكَفِّرُ السَّنةَ الماضيَةَ) رواه مسلم، بل إن صيامَهُ يَعدلُ صيامَ سنةٍ، سُئل صلى الله عليه وسلم: (أرَأَيْتَ رَجُلاً يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قالَ: ذاكَ صَوْمُ سَنَةٍ) رواه ابن حبان وصحَّحه الألباني.

 

ويُصوِّرُ ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما حِرصَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على صيام يوم عاشوراء فيقول: (ما رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيامَ يومٍ فضَّلَهُ على غَيْرِهِ إلاَّ هذا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُوراءَ، وهذا الشَّهْرَ، يَعْني شهرَ رمَضَانَ) رواه البخاري.


قال الإمام ابن تيمية: (لَمْ يَصِحَّ في عاشُوراءَ إلا فَضْلُ صِيَامِهِ)، انتهى، ومع وُضوحِ هذه السُّنة، فإن بعض الناس قد وقعوا في إحداث بدعٍ في يوم عاشوراء، فمنها:


اتخاذُه عيداً: فيوسِّعون فيه على أهليهم، ويتزيَّنون فيه، وما عَلِمُوا أنهم بذلك يتشبَّهون باليهود: فعن أبي مُوسى رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: (كانَ أهلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يومَ عاشُوراءَ، يَتَّخِذُونَهُ عيداً، ويُلْبِسُونَ نساءَهُم فيهِ حُلِيَّهُمْ وشَارَتَهُمْ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: فصُومُوهُ أنتُم) رواه مسلم، وشارتهم أي: اللباس الجميل.


قال ابنُ رجب: (وهذا يدلُّ على النهي عن اتخاذه عيداً، وعلى استحباب صيام أعياد المشركين، فإن الصوم يُنافي اتخاذَهُ عيداً) انتهى.


ومن البدع: تخصيص ليلة عاشوراء بالقيام، والاختضاب، ويومه بالاغتسال، والاكتحال، والتطيُّب، وزيارة المقابر، والصدقة، وإخراج الزكاة فيه، وقراءة آيات في قصة موسى في صلاة الفجر يوم عاشوراء، ورقية عاشوراء، ونعي الحسين رضي الله عنه على المنابر يوم الجمعة، قال الإمام ابن تيمية: (فهذا من البدَعِ المُنكرَةِ التي لَمْ يَسُنُّها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشدُونَ ولا استحبَّها أحَدٌ من أئِمَّةِ المُسلمينَ) انتهى.


ومن البدع: جعلُ يومِ عاشوراءَ يومَ مَأْتَمٍ وضربٍ للوُجوه، وسَبٍّ ولَعْنٍ لأفاضلِ الصحابةِ رضيَ اللهُ عنهم، وأول من أحدث الاحتفالات باسم العزاء بمقتل الحسين رضي الله عنه هم دولة بني بويه عام 352 للهجرة، قال الذهبي في (حوادث سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة: قال ثابت: ألزَمَ مُعزُّ الدولة الناسَ بغلْقِ الأسواق ومنْع الهرَّاسين والطبَّاخين من الطبيخ، ونصَبُوا القِباب في الأسواقِ وعلَّقوا عليها المُسُوح، وأخرجوا نساءً منشَّراتِ الشعور مضجَّاتٍ يَلْطِمْنَ في الشوارع ويُقِمْنَ المآتمَ على الحسين عليه السلام، وهذا أولُ يومٍ نِيحَ عليه ببغداد) انتهى.


ثم تطوَّرت الاحتفالات البدعية بهذه المآتم عبر السنين، حتى أقبل عليها الضُّلاَّلُ مِن العامَّةِ، فكَبُرتِ البدعة، وظهرت أعمال رديئة تشمئزُّ منها النفوس، ألا فاحذروا رحمكم الله من البدع ودُعاتها فإن أمرها أمرٌ وخيمٌ، واحذروا معاصي الله، فإنها تُوجبُ حُلولَ النِّقَم، وزوال النِّعَم؛ وفَّقني الله وإياكم لأجمل العوائد، وأعاننا يومَ لا يجزي ولدٌ عن والد.

 

الخطبة الثانية

إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً عبدُه ورسولُه.

 

أمَّا بعدُ: لقد كان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في ابتداءِ هِجرته للمدينةِ يُفرد صيام عاشوراء، فلا يصوم قبله ولا بعده، ولَمَّا أُمِرَ بمخالفةِ اليهودِ والنصارى، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (فإذا كانَ العامُ الْمُقْبِلُ إنْ شاءَ اللهُ صُمْنا اليومَ التاسعَ، قالَ: فلَمْ يَأْتِ العامُ المُقبلُ حتَّى تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) رواه مسلم.


أيها المسلمون: ولِما عُرف من فضل صيام يوم عاشوراء فقد كان للسلف حِرصٌ كبيرٌ على صيامهِ، قال ابنُ رجبٍ: (وكان طائفةٌ من السلف يصومون عاشوراء في السفر، منهم: ابنُ عبَّاسٍ وأبو إسحاق والزهري.. ونصَّ أحمدُ على أنْ يُصام عاشوراء في السفر) انتهى.


وعن أبي جَبَلَةَ قالَ: (كُنتُ معَ ابنِ شِهابٍ في سَفَرٍ فصامَ يَوْمَ عَاشُوراءَ، فقيلَ لهُ: تَصُومُ يومَ عاشُوراءَ في السَّفَرِ وأَنتَ تُفطِرُ في رمضانَ؟ قالَ: إنَّ رمَضَانَ لهُ عِدَّةٌ مِن أيَّامٍ أُخَرَ، وإنَّ عاشُوراءَ تَفُوتُ) رواه البيهقيُّ في الشعب.


بل كانت الصحابيات رضي الله عنهن يُصوِّمنَ صِبيانَهُنَّ الصغار يوم عاشوراء، فعنِ الرُّبيِّعِ بنتِ مُعوِّذِ ابنِ عَفْراءَ رضي الله عنها قالت: (فكُنَّا بعدَ ذلكَ نَصُومُهُ، ونُصَوِّمُ صِبيانَنا الصِّغارَ منهُم إن شاءَ اللهُ) رواه مسلم، وقالت أيضاً: (ونصنَعُ لهُمُ اللُّعْبَةَ منَ الْعِهْنِ، فنَذْهَبُ بِهِ مَعَنا، فإذا سَأَلُونا الطَّعَامَ أعطَيْنَاهُمُ اللُّعْبَةَ تُلْهِيهِمْ حتَّى يُتِمُّوا صَوْمَهُم) رواه مسلم.


فتعويدُ الصغيرِ على فِعلِ الخيرِ مَكْمَنُ قُوَّةٍ في استقامتهِ عليهِ في الكِبَرِ، فصُومُوه رحمكم الله، وصوِّموا فيه صبيانكم، فإنَّ المحروم مَن حُرِمَ صيامه، اللهُمَّ ارْزُقْنا صيامَهُ إيماناً واحتساباً، اللهُمَّ واغفِر للمؤمنينَ والمؤمناتِ، الأحياءِ والأمواتِ، اللهُمَّ وادفع عنَّا الغلا والوَباءَ والرِّبا والزِّنا والزلازلَ والفِتَن، عن بلدنا وعن سائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين، اللهم وانصُر جُنودَنا، واحفظ حُدودَنا، ووفِّق وليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وجميع ولاة أُمورِ المسلمين لِما تُحبُّ وترضى، اللهُمَّ واشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وعاف مُبتلانا يا أرحم الراحمين، اللهمَّ أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمد وآله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة