• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

خطبة عيد الفطر عام 1440هـ

خطبة عيد الفطر عام 1440هـ
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 4/6/2019 ميلادي - 30/9/1440 هجري

الزيارات: 22980

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الفطر عام 1440هـ

 

الْحَمْدُ للهِ، اللَّهُمَّ ربَّنا لَكَ الحَمْدُ، مِلْء السماواتِ ومِلْء الأَرْضِ، ومِلْء ما شِئْتَ مِن شَيْءٍ بَعْدُ، اللهُ أكبر (تسعاً نسْقَاً)، اللهُ أكبرُ كلَّما هلَّ هلالٌ وأبدَر، اللهُ أكبرُ عددَ ما صامَ صائمٌ وأفْطَرْ، اللهُ أكبرُ عددَ ما هلَّلَ مُهلِّلٌ وكبَّرْ، اللهُ أكبرُ كلَّما تراكَمَ سَحَابٌ وأمطَر، اللهُ أكبرُ كُلَّما نبَتَ نباتٌ وأزهَر، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.


الحمدُ للهِ الذي سهَّلَ للعبادِ طريقَ العبادةِ ويسَّر، وأفاضَ عليهم من خزائنِ جُودهِ التي لا تُحْصَر، وجعلَ لَهُم عيداً يعودُ في كُلِّ عامٍ مرتين نقَّاهم به من دَرَنِ الذنوبِ وطَهَّر، وتابعَ بين الأوقاتِ لكي تُشيَّدَ بأنواع العبادةِ وتُعَمَّر، فما مَضَى شهرُ الصيامِ إلاَّ وأعقبَهُ بأشهرِ الْحَجِّ إلى بيتهِ العتيقِ الْمُطهَّر، أحمدُه سُبحانهُ على نعمهِ التي لا تُحْصَر، وأشكُرُه وهو المستحقُ لأَنْ يُحْمَدَ ويُشكَرْ.


وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريك له خلَقَ فقدَّر، ودبَّر فيسَّر، وأشهدُ أن محمداً عبدهورسولُه الشافعُ الْمُشَفَّعُ في الْمَحْشَر، وصاحبُ اللواءِ والكوثر، نبيٌّ نُصِرَ بالرُّعبِ مسيرةَ شهرٍ وغُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبهِ وما تأخَّر، ومَعَ ذلكَ قامَ على قدمهِ الشريفةِ حتى تفطَّر.


اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ما لاحَ هلالٌ وأنور، وسلَّمَ تسليماً كثيراً.


أمَّا بعد: فيا عبادَ اللهِ، اتقوا اللهَ تعالى، واعلَمُوا أنه ليسَ السعيدُ من أدركَ العيدَ، ولبسَ الجديدَ، إنما السعيدُ من اتقَّى اللهَ فيما يُبدي ويُعيد، وفازَ بجنةٍ نعيمُها لا يَفْنى ولا يَبيد، ونُجِّيَ من نارٍ حرُّها شديد، وقعرُها بعيد، وطعامُ أهلها الزقومُ وشرابهُم الصديد، ولباسهم القطرانُ والحديد.


عباد الله: الصلاةَ الصلاة، فإنها عَمُودُ الإسلام، وناهيةٌ عن الفحشاءِ والآثام، مَنْ حَفِظَها وحافظَ عليها فقدْ حَفِظَ دينَهُ، ومَن ضيَّعها فهو لِما سواها أضيع، وأخرجوا زكاةَ أموالكم طيَّبةً بها نفوسُكُم، فهي من أهمِّ أركانِ دينِكُم، وصُومُوا شهرَكُم، وحُجُّوا بيتَ رَبِّكُم، فإنهما من أركانِ دينِكُم، وعليكُم ببرِّ الوالدينِ وصلةِ الأرحامِ، والإحسانِ إلى الفُقَراءِ والأيتام، والصبرِ عندَ فجائع الليالي والأيام، ومُرُوا بالمعرُوفِ وانْهَوْا عن المنكَرِ فإنهما من واجباتِ الإسلام، وما قامَ دينٌ إلا بذلكَ ولا استقام، واجتنبوا السبعَ الموبقاتِ: (الشِّركُ باللهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النفسِ التي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبَا، وأَكْلُ مالِ اليتيمِ، والتَّوَلِّي يوْمَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ)، ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32].


عباد الله: ﴿ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [الشعراء: 181 - 183]، وإيَّاكُم والغيبةَ والنميمةَ والإفكَ وقولَ الزُّورْ، فإنَّ اللهَ حرَّمَ جميعَ ذلكَ في كتابهِ المسطورِ، وإيَّاكُم والكَذِبَ والخِيانةَ وإخلافَ الوَعْدِ والفُجُورَ في الخُصُومةِ فإنها من شُعَبِ النِّفاقِ، وإيَّاكُم والتعرُّضَ لأوقافِ المسلمين، وإيَّاكُم والْخُيَلاءَ والإسبالَ في الثيابِ، فإنَّ ذلكَ مُحرَّمٌ بنصِّ السُّنةِ والكتاب، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزارِ فَفي النَّارِ) رواه البخاري، وإيَّاكُم وشُربَ المسكرات، فـ(إنَّ على اللهِ عَزَّ وجَلَّ عَهْداً لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ»، قالُوا: يا رسولَ اللهِ، وما طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قالَ: «عَرَقُ أهلِ النَّارِ» أَوْ «عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ») رواه مسلم، ووقِّروا اليمينَ باللهِ في الْخُصُومات، وإذا تداينتُم فليُحْسِنِ المطلُوبُ القَضَا، والطالبُ الاقتضا، وعليكم بغضِّ البصرِ فإنَّ النظرةَ سَهْمٌ من سهامِ إبليس، قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30، 31].


اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إله إلا الله، والله أكبرُ اللهُ وللهِ الحمد.


عباد الله، تذكَّرُوا بهذا الاجتماعِ ما أمامكم من الأهوالِ والأفزاعِ، واحذرُوا الفضائحَ يومَ الحساب، وتفكَّرُوا فيمن صلَّى في عيد الفطرِ الفاني من الآباءِ والأبناءِ والإخوةِ والأزواج، فمنهم من اخترَمَهُ هادمُ اللذات، ومنهم من أقعده المرض بالمستشفيات، وتذكَّرُوا إخوانكم في البلدانِ التي طحنها الفقر والحروب، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فاللهُمَّ ارحم موتانا وموتاهم، واشف مرضانا ومرضاهم، وعافِ مُبتلانا ومُبتلاهم.


أعادَ اللهُ عليَّ وعليكم من بركات هذا العيد، وأمَّنني وإياكم من سطوة يومِ الوعيد، اللهُ أكبرُ الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

•    •    •


الله أكبر (سبعاً نسْقَاً)، الحمدُ لله الذي خلَقَ آدمَ من طينٍ، وجعلَ نسْلَهُ من سُلالةٍ مِنْ ماءٍ مهينٍ، قَسَمَهُم بعلمهِ إلى أصحابِ شمالٍ وأصحابِ يَمينٍ، قِسْمَةً كُتبتْ فَكُتبَتْ غيرَ أنَّ للسعادةِ والشقاوةِ عنواناً يستبين، أحمَدُه سُبحانه حمدَ أوليائه المتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ الحقُّ الْمُبين، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه الصادقُ الأمين، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابه والتابعين.


أمَّا بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى وأطيعوه، وعظِّموا أمره ولا تعصوه.


أيتها المسلمات: ﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [الأحزاب: 32]، قال صلى الله عليه وسلم: (صِنْفَانِ مِن أهلِ النارِ لَمْ أَرَهُمَا، قومٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كأذنابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونساءٌ كاسيَاتٌ عارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ، رُؤوسُهُنَّ كأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وإنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) رواه مسلم، وأبشري أيتها المؤمنة، فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إذا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ) رواه الإمام أحمد وحسَّنه الهيثمي.


واعلموا أن الله تعالى أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وارضَ اللهمَّ عن الأربعة الْخُلَفاء، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان ولطريقتهم اقتفى، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خيرَ مَن تجاوزَ وعفا، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ أهلَ الشِّرْكِ والرَّيبِ والفَسَاد، اللهمَّ ووفِّق خادم الحرمين ووليَّ عهده وولاة أُمور المسلمين لِما تُحبُّ وترضى، واجعل بَلَدَنا آمناً مطمئناً وسائرَ بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين، اللهُمَّ واكفِنا وجُنودَنا المرابطينَ شرَّ كُلِّ ذي شرٍّ، اللهم ونجِّ المستضعفين من المؤمنين، وانتصر لهم يا خير الناصرين.


عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة