• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

استنكار حادثة الزلفي، والتذكير بنعمة إقامة الحدود (خطبة)

استنكار حادثة الزلفي، والتذكير بنعمة إقامة الحدود (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 28/4/2019 ميلادي - 22/8/1440 هجري

الزيارات: 10950

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

استنكار حادثة الزلفي، والتذكير بنعمة إقامة الحدود

 

الحمدُ للهِ نستعينُهُ ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شُرُورِ أنفُسِنا، من يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، وأشهَدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، مَنْ يُطِعِ اللهَ ورسولَهُ فقَدْ رَشَدَ، ومَنْ يَعْصِ اللهَ ورسولَهُ فقدْ غَوَى، ونسألُ اللهَ ربَّنا أنْ يَجْعَلَنا ممَّنْ يُطِيعُهُ ويُطِيعُ رسولَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ويَتَّبعُ رِضْوانَهُ، ويَجْتَنِبُ سَخَطَهُ، فإنما نحنُ بهِ ولَهُ.


أمَّا بعدُ: أيها الناسُ اتقوا اللهَ تعالى، وتذكَّرُوا أنَّ دينَ الإسلامِ الذي ارتضَاهُ اللهُ لكم وبعَثَ بهِ محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: دينُ الوفاءِ، دينُ الأمانةِ، دينُ العدلِ، دينُ الصدقِ، دينُ البرِّ، دينُ الصلةِ، دينٌ يُحاربُ الغدرَ والخيانةَ والْجَوْرَ والكذبَ والعُقوقَ والقطيعةَ، ألاَ وإنَّ من أعظمِ الغَدْرِ: قتلَ النفسِ التي حرَّمَ اللهُ إلاَّ بالحقِّ، ولو تأمَّل أيُّ عاقلٍ الكتابَ والسُّنةَ لَخُلصَ إلى أمرين:

الأول: أنَّ أذيَّةَ المسلمِ لأخيهِ المسلمِ مَهْمَا كان نوعُها، فهي شنيعةٌ في الإسلامِ، قال اللهُ تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]، وقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَنْ حَمَلَ علينا السِّلاحَ فلَيْسَ مِنَّا) متفقٌ عليهِ، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَن أَشارَ إلى أخيهِ بحديدَةٍ، فإنَّ الملائكةَ تَلْعَنُهُ حتى يَدَعَهُ وإنْ كانَ أخاهُ لأبيهِ وأُمِّهِ) رواه مسلمٌ.


الثاني: أنَّ أمرَ الدِّمَاءِ عندَ اللهِ عظيمٌ، وأنَّ حُرْمَتَها وعِصْمَتَها لا يُمكنُ لمسلمٍ مَهْمَا شذَّ فِكْرُه وانتكَسَت مفاهيمه أن يجدَ لها مُسوِّغاً وهو يعلَمُ قولَ اللهِ تباركَ وتعالى: ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]، وقولَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لَزَوَالُ الدُّنيا أَهْوَنُ على اللهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بغَيْرِ حَقٍّ) رواه ابنُ ماجهَ وحسَّنه المنذريُّ، وقوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ومنِ استطاعَ أنْ لا يُحالَ بينَهُ وبينَ الجنَّةِ بِمِلْءِ كَفِّهِ مِن دَمٍ أَهْرَاقَهُ فلْيَفْعَلْ) رواه البخاريُّ، وقوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لَنْ يَزالَ الْمُؤمنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَمَاً حَرَاماً) رواه البخاري، وعن أُسامةَ بنَ زيدٍ رضي الله عنهما قال: (بَعَثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى الحُرَقَةِ مِن جُهَيْنَةَ، قالَ: فصَبَّحْنا القوْمَ فهَزَمْنَاهُم، قالَ: ولَحِقْتُ أنا ورَجُلٌ مِن الأنصارِ رَجُلاً منْهُم، قالَ: فلَمَّا غَشِينَاهُ قالَ: لا إلهَ إلاَّ اللهُ، قالَ: فَكَفَّ عنهُ الأنصارِيُّ، فطَعَنْتُهُ برُمْحِي حتى قَتَلْتُهُ، قالَ: فلَمَّا قَدِمْنا بَلَغَ ذلكَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قالَ: فقالَ لي: «يا أُسامَةُ، أقَتَلْتَهُ بعدما قالَ لا إلهَ إلاَّ اللهُ»؟ قالَ: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إنما كانَ مُتَعَوِّذاً، قالَ: «أقَتَلْتَهُ بعدَمَا قالَ لا إلهَ إلاَّ اللهُ»؟ قالَ: فمَا زالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُكرِّرُها علَيَّ، حتى تَمَنَّيْتُ أني لَمْ أَكُنْ أسْلَمْتُ قبلَ ذلكَ اليوْمِ) متفقٌ على صحَّته.


وهذا يدلُّ أعظم الدِّلالةِ على حُرْمةِ الدِّماءِ، فهذا رَجُلٌ مُشركٌ وهم مُجاهدون في ساحةِ القتالِ لَمَّا ظَفَرُوا به وتَمكَّنُوا منه، نطَقَ بالتوحيدِ، فتأوَّلَ أُسامةُ رضي الله عنه قتلَهُ على أنه ما قالَها إلاَّ ليكُفُّوا عن قتلهِ، ولم يَقبل النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عُذْرَهُ وتأويلَهُ، وهذا من أعظم ما يَدُلُّ على حُرْمةِ دِماءِ المسلمينَ وعظيمِ جُرْمِ مَن يتعرَّضُ لها.


أيها المسلمون: إذا تبيَّنَ هذا فإنَّ ما وَقَعَ يومَ الأحدِ الماضي السادس عشر من هذا الشهر شهر شعبان 1440هـ في محافظة الزُّلْفي من الاعتداءِ على مَقَرٍّ مركز المباحث، وإصابة ثلاثة من رجال الأمنِ، أمرٌ مُحرَّمٌ لا يُقرُّهُ دينُ الإسلامِ، وتحريِمُهُ جاءَ من وجوهٍ:

أولاً: أنه معصيةٌ للهِ ورسولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وانتهاكٌ لِحُرُماته.

ثانياً: أن فيه تشويهٌ لسُمعة الإسلام فيستغلُّ أعدائُنا هذا الحدَثَ للطعنِ بديننا، ودينُنا بريءٌ منه.

ثالثاً: أن هذا العمل اعتداءٌ على حُرمةِ بلادنا وترويعٌ للآمنينَ فيها.

رابعاً: أنَّ فيه اعتداءً على الأنفسِ المعصومةِ في شريعةِ الإسلام.

خامساً: أن هذا من الإفساد في الأرض.

سادساً: أنه سببٌ لإتلافِ الأموالِ المعصومةِ.


سابعاً: يزدادُ قُبح هذه الجريمة وقوعها في شهر شعبان الذي تُرفع فيه الأعمالُ إلى الله تعالى، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (وهُوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى رَبِّ العالمينَ، فأُحِبُّ أنْ يُرفَعَ عملي وأنا صائمٌ) رواه النسائيُّ وصحَّحه ابنُ خزيمة.


ثامناً: أن فيه محاولة لإشاعة الفوضى في بلادنا التي ينبغي أن تكون أقوى بلاد العالم في الأمن والاستقرار، لأنها تشمل بيت الله الذي جَعَلَهُ اللهُ مَثابةً للناس وأمناً، ولأن فيها الكعبة البيت الحرام التي جعلها الله قياماً للناس، تقومُ بها مصالح دينهم ودنياهم، قال اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ﴾ [البقرة: 125]، وقال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُون ﴾ [العنكبوت: 67]، وقال تعالى: ﴿ جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ ﴾ [المائدة: 97]، ومن المعلوم أن الناسَ لنْ يَصِلُوا إلى هذا البيت إلاَّ عن طريق الْمُرور بهذه البلاد، وإن المؤمن العاقل المنصف ليعلَمُ أن بلادَنا ولله الحمد، خيرُ بلادِ المسلمين اليومَ في الحكمِ بما أنزلَ اللهُ، ليسَ في بلادنا ولله الحمدُ قُبورٌ يُطافُ بها وتُعْبَدُ، وليس فيها خُمورٌ تُباعُ علَناً وتُشربُ، وليسَ فيها كنائسُ ظاهرة يُعبدُ فيها غيرُ اللهِ عزَّ وجل، وليسَ فيها ما يُوجدُ في كثيرٍ من بلاد المسلمين اليوم، فهل يَليقُ بناصحٍ أن يَنْقُلَ الفِتَنَ إلى بلادنا؟ ألا فليَتَّقُوا اللهَ وليقولُوا قولاً سديداً، وليفعلوا فعلاً حميداً.

 

اللهُمَّ إنا نسأَلُكَ في مقامنا هذا بانتظارِ فريضةٍ من فرائضكَ أن تقضيَ على الفسادِ والمفسدين، اللهُمَّ اقضِ على الفسادِ والمفسدين، اللهُمَّ اجعل كيدَهُم في نُحورِهم، وتدبيرَهُم تدميراً عليهم يا ربَّ العالمين، اللهم إنا نسألك أن تَقِيَ بلادَنا شَرَّ الفِتَنَ ما ظَهَرَ منها وما بطنَ، اللهُمَّ قِنا شُرورَ أنفسنا وشُرورَ عِبادكَ، وأدِم على بلادنا أمنها وزِدْهَا صَلاحَاً وإصلاحاً، إنكَ على كُلِّ شيءٍ قدير.

 

أقول قولي هذا واستغفرُ الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كُلِّ ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله الذي لا عِلْمَ ولا عَمَلَ لأحدٍ إلاَّ بعونِه وتعليمه وتوفيقه وتفهيمه، وصلَّى الله على النبيِّ المبعوثِ لإقامة العدلِ وقمعِ الفسادِ والمفسدين، وعلى من اقتفى أثرَه واتبع ملَّتَهُ وداوَمَ على ذلك واستقام.

 

أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و(لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).


أيها المسلمون: عن أبي هُريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (حَدٌّ يُعْمَلُ بهِ في الأرضِ، خيرٌ لأهلِ الأرضِ منْ أنْ يُمْطَرُوا أربعينَ صَبَاحاً) رواه ابنُ ماجه وحسَّنه الألباني.


إنَّ إقامةَ الحدودِ الشرعية هيَ من أكبرِ أسباب زيادة الخيرات والبركات، قال تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون ﴾ [البقرة: 179]، ففي هذه الآية أكثر من عشرين وجهاً من وجوه الإعجاز، ولقد أجمعت الكتب السماوية والفطر السوية على وجوب رفع الظلم عن المظلوم وأخذ حقه، ومعاقبة الجاني، ومن ذلك أن يُقتصَّ من القاتل، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم ﴾ [المائدة: 33].


ومن المعلوم للخاصة والعامةِ أن بلادنا ولله الحمدُ أقوى بلادِ العالمِ الآن في الحُكم بما أنزلَ اللهُ عز وجل، يشهدُ بذلك القاصي والداني.


ولقد صدَرَ أمرُ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله بتنفيذِ الأحكام الشرعية الصادرة من القضاة والمؤيَّدة من محاكم الاستئناف والْمُصادَقِ عليها من المحكمة العليا بالمملكة، وقد تمَّ يوم الثلاثاء الماضي 18 من هذا الشهر بتنفيذ حكم القتل تعزيراً وإقامة حدِّ الحرابة في 37 جانياً في مناطق الرياض ومكة والمدينة والشرقية والقصيم.


فنسأل الله أن يوفِّق خادمَ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وحكومَتَنا إلى ما فيه صلاحُ البلادِ والعبادِ وقمع الفسادِ والمفسدين، وأن يجعل إقامة هذه الحدود الشرعية سبباً لكشفَ سِترَ المفسدين، وكَفِّ بأسهم عن بلادِنا وسائرِ بلادِ المسلمين، وأن يُصلحَ أحوالنا وأحوال المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، إنك وليُّ ذلكَ والقادرُ عليه.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة