• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

القبور المكذوبة في التأريخ والإنكار على من يروج لها

القبور المكذوبة في التأريخ والإنكار على من يروج لها
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 26/7/2017 ميلادي - 3/11/1438 هجري

الزيارات: 11942

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القبور المكذوبة في التأريخ؟

والإنكار على من يُروِّج لها؟

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (القُبورُ المكذوبةُ:

فمنها: القبرُ المضافُ إلى أُبيِّ بنِ كعبٍ في دمشقَ، والناسُ مُتفقون على أنَّ أُبيَّ بنَ كعبٍ ماتَ بالمدينةِ النبويةِ، ومَن قالَ: إنَّ بظاهرِ دمشقَ قبرَ أُمِّ حبيبةَ أو أُمِّ سلمةَ أو غيرِهما من أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقد كذبَ، ولكن بالشامِ من الصحابياتِ امرأةٌ يُقالُ لها: أُمُّ سلمةَ بنتُ يزيدَ بنِ السَّكَنِ، فهذهِ تُوفِّيت بالشامِ، فهذه قبرُها مُحتمَلٌ.


وأما قبرُ بلالٍ: فمُمكنٌ، فإنهُ دُفنَ ببابِ الصغيرِ بدمشقَ، فيُعلمُ أنهُ دُفنَ هناكَ، وأما القطعُ بتعيينِ قبرهِ ففيهِ نظَرٌ، فإنهُ يُقالُ: إن تلكَ القُبورَ حُرِثت.

ومنها: القبرُ المضافُ إلى أُويسٍ القَرَنيِّ غربي دمشقَ، فإن أُويساً لم يَجئْ إلى الشامِ وإنما ذهَبَ إلى العراقِ.

ومنها: القبرُ المضافُ إلى هُودٍ عليه السلام بجامع دمشقَ كذبٌ باتفاقِ أهلِ العلمِ.


فإنَّ هُوداً لم يَجئ إلى الشامِ بل بُعثَ باليمنِ وهاجَرَ إلى مكَّةَ، فقيلَ: إنهُ ماتَ باليَمَنِ، وقيلَ: إنهُ ماتَ بمكةَ، وإنما ذلكَ تلقاء قبر معاوية بن أبي سفيان، وأما الذي خارج باب الصغير الذي يُقال: إنه قبر معاوية، فإنما هو قبر معاوية بن يزيد بن معاويةَ الذي تولى الخلافةَ مُدَّةً قصيرةً ثم ماتَ ولم يَعهَد إلى أحَدٍ، وكانَ فيهِ دينٌ وصلاحٌ.


ومنها: قبرُ خالدٍ بحمصَ، يُقالُ: إنهُ قبرُ خالدِ بنِ يزيدَ بنِ مُعاويةَ أخو معاويةَ هذا، ولكنْ لَمَّا اُشتُهرَ أنهُ خالدٌ، والمشهُورُ عندَ العامَّةِ أنهُ خالدُ بنُ الوليدِ ظنوا أنه خالد بن الوليد، وقد اُختُلفَ في ذلكَ هل هو قبرُهُ أو قبرُ خالدِ بنِ يزيدَ؟ وذكرَ أبو عُمَرَ بنُ عبد البرِّ في الاستيعابِ أنَّ خالدَ بنَ الوليدِ تُوُفِّيَ بحمصَ، وقيلَ: بالمدينةِ سَنةَ إحدى وعشرينَ أو اثنتينِ وعشرينَ في خلافةِ عُمَرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه وأوصَى إلى عُمَرَ، واللهُ أعلمُ.


ومنها: قبرُ أبي مُسلمٍ الخولانيِّ الذي بداريَّا، اُختُلفَ فيه.

ومنها: قبرُ عليِّ بنِ الحسينِ الذي بمصرَ، فإنهُ كذبٌ قطعاً، فإنَّ عليَّ بنَ الحسينِ تُوفِّيَ بالمدينةِ بإجماع الناس، ودُفنَ بالبقيعِ.


ومنها: مشهدُ الرأسِ الذي بالقاهرةِ، فإنَّ المصنِّفينَ في مقتلِ الحسينِ اتفقُوا على أنَّ الرأسَ ليسَ بمصرَ، ويعلمُونَ أنَّ هذا كذبٌ[1]، وأصلُهُ: أنه نُقلَ من مَشهدٍ بعسقلانَ، وذلكَ المشهدُ بُنيَ قبلَ هذا بنحوٍ من ستِّينَ سنةً في أواخرِ المائةِ الخامسةِ، وهذا بُنيَ في أثناءِ المائةِ السادسةِ بعدَ مَقتلِ الحسينِ رضي الله عنه بنحوِ خمسمائةِ عامٍ، والقاهرة بُنيت بعد مقتل الحسين بنحو ثلثمائة عام.


وقد بيَّنَ كذبَ المشهدِ ابن دِحيَةَ في العلمِ المشهُورِ، وذكر أنَّ الرأسَ دُفنَ بالمدينةِ، كما ذكَرهُ الزبيرُ بنُ بكَّارَ[2].

والذي صحَّ من أمر حملِ الرأسِ هو ما ذكرهُ البخاريُّ في صحيحهِ[3]: «أنهُ حُملَ إلى عُبيدِ اللهِ بنِ زيادٍ، وجعَلَ يَنكُتُ بالقضيبِ على ثناياهُ»، وقد شهدَ ذلكَ أنسُ بنُ مالكٍ، وفي رواية: أبو برزةَ الأسلميُّ، وكلاهُمَا كان بالعراقِ.

وقد رُويَ بإسنادٍ مُنقطعٍ أو مجهولٍ: «أنهُ حُمِلَ إلى يزيدَ وجَعَلَ يَنكُتُ بالقضيبِ على ثناياهُ، وأنَّ أبا برزةَ كانَ حاضراً»، وأنكَرَ العلماءُ هذا، وهذا كذبٌ، فإنَّ أبا برزةَ لم يكُن بالشامِ عندَ يزيدَ، بل كان بالعراقِ.


وأمَّا بَدَنُ الحسينِ فبكربلاءَ بالاتِّفاقِ، قال أبو العباسِ: «وقد حدَّثني الثقات، طائفة: عن ابنِ دقيقِ العيدِ، وطائفةٌ: عن أبي محمدٍ عبدِ الملكِ بنِ خَلَفٍ الدِّمياطيِّ، وطائفةٌ: عن أبي بكرٍ محمدِ بنِ أحمدَ القسطلانيِّ، وطائفةٌ: عن أبي عبدِ اللهِ القرطبيِّ صاحبِ التفسيرِ، كُلُّ هؤلاءِ حدَّثني عنهُ مَن لا أتَّهمُهُ، وحدَّثني عن بعضهم عَدَدٌ كثيرٌ: كُلٌّ يُحدِّثني عمَّن حدَّثهُ من هؤلاءِ: أنهُ كان يُنكرُ أمرَ هذا المشهدِ، ويَقُولُ: إنهُ كذبٌ، وليسَ فيه رأس الحسينِ رضي الله عنه ولا شيءٍ منهُ، والذينَ حدَّثوني عن ابنِ القسطلانِيِّ ذكروا عنهُ أنهُ قالَ: إنما فيهِ نصرانيٌّ».


ومنها: قبرُ عليٍّ رضي الله عنه الذي بباطنِ النجفِ، فإنَّ المعروفَ عندَ أهلِ العلمِ: أنَّ عليَّاً رضي الله عنه دُفنَ بقصرِ الإمارةِ بالكوفةِ، كما دُفنَ معاويةُ رضي الله عنه بقصرِ الإمارةِ بالشَّامِ، ودُفنَ عمرو بن العاص رضي الله عنه بقصرِ الإمارةِ بمصرَ، خوفاً عليهم من الخوارجِ: أن يَنبُشُوا قُبُورَهُم، ولكن قيلَ: إنَّ الذي بالنجفِ قبرُ المغيرَةِ بنِ شُعبةَ رضي الله عنه ولم يكن أحدٌ يذكرُ أنهُ قبرُ عليٍّ رضي الله عنه، ولا يقصدُه أحدٌ أكثرَ من ثلثمائةِ سنةٍ.


ومنها: قبرُ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ في الجزيرةِ، والناسُ متفقُونَ على أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ ماتَ بمكَّةَ عامَ قُتلَ ابنُ الزبيرِ، وأوصَى أن يُدفَنَ بالحلِّ، لكونهِ من المهاجرينَ، فشَقَّ ذلكَ عليهم فدفنُوهُ بأعلى مكَّةَ.

ومنها: قبرُ جابرٍ الذي بظاهرِ حرَّانَ، والناسُ مُتفقونَ على أنَّ جابراً رضي الله عنه تُوُفِّيَ بالمدينةِ النبويَّةِ، وهو آخرُ مَن ماتَ من الصَّحابةِ بها.


ومنها: قبرٌ نُسبَ إلى أُمِّ كُلثومٍ ورُقيَّةَ بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشامِ، وقد اتفقَ الناسُ أنهما ماتا في حياةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ تحتَ عُثمانَ رضي الله عنه.

وهذا إنما هو بسَبَب اشترَاك الأسماءِ، لعلَّ شخصاً تسَمَّى باسمِ مَن ذُكرَ من الصحابة وتُوُفِّيَ، ثمَّ دُفنَ في موضعٍ من المواضعِ المذكُورةِ، فظنَّ بعضُ الجهَّالِ: أنهُ واحدٌ من الصحابةِ رضوانُ اللهِ تعالى عليهم أجمعينَ، واللهُ أعلمُ)[4].


(وكم من مَشهدٍ يُعظِّمه الناس وهو كذبٌ، بل يُقال: إنه قبر كافر، كالمشهد الذي بسفح جبل لبنان الذي يُقال له إنه قبر نوح، فإن أهل المعرفة يقولون: إنه قبر بعض العمالقة، وكذلك مشهد الحسين الذي بالقاهرة، وقبر أُبي بن كعب الذي بدمشق، اتفق العلماء على أنها كذب، ومنهم من قال: هما قبران لنصرانيين، وكثير من المشاهد مُتنازعٌ فيها، وعندها شياطين تُضلُّ بسببها مَن تضل، ومنهم مَن يرى في المنام شخصاً يظنُّ أنه المقبور، ويكون ذلك شيطاناً تصوَّر بصورته، أو بغير صورته، كالشياطين الذين يكونون بالأصنام.


والشياطين الذين يتمثَّلون لمن يستغيث بالأصنام والموتى والغائبين، وهذا كثير في زماننا وغيره)[5].

وسُئل الإمام ابن تيمية رحمه الله عن صحَّة دفن ثلاثمائة نبيٍّ بجامع بني أُميَّة؟.

فأجاب: (لم يَثبُت أنَّ فيهِ عَدَدَ الأنبياءِ المذكُورِينَ)[6].

 

وسُئل أيضاً عن جبل لبنان (هل ثبَتَ أنَّ فيهِ نبيَّاً من الأنبياءِ مدفُونٌ أو في أذيالهِ؟).

فأجاب: (القبرُ المشهُورُ في سفحهِ بالكرك الذي يُقالُ إنهُ قبرُ نُوحٍ فهوَ باطلٌ مُحالٌ لم يَقُل أحدٌ ممن لهُ علمٌ ومعرفةٌ: إنَّ هذا قبرُ نُوحٍ ولا قبرُ أحَدٍ من الأنبياءِ أو الصالحينَ، ولا كانَ لهذا القبرِ ذكرٌ ولا خبَرٌ أصلاً، بل كانَ ذلكَ المكانُ حاكُورَةً يُزرَعُ فيها ويكونُ بها الحاكَةُ إلى مُدَّةٍ قريبةٍ، رأوا هُناكَ قبراً فيهِ عَظمٌ كبيرٌ وشَمُّوا فيهِ رائحةً فظنَّ الجُهَلاءُ أنهُ لأجلِ تلكَ الرائحةِ يكُونُ قبرَ نبيٍّ، وقالوا مَن كانَ من الأنبياءِ كبيراً؟ فقالوا: نوحٌ، فقالوا: هُوَ قبرُ نوحٍ، وبَنَوا عليهِ في دَولَةِ الرافضةِ الذينَ كانوا مَعَ الناصرِ صاحبِ حَلَبَ ذلكَ القبرَ، وزيدَ بعدَ ذلكَ في دَولَةِ الظاهرِ فصارَ وَثناً يُشركُ بهِ الجاهلُونَ، وقد ثبَتَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنهُ قالَ: «إنَّ اللهَ حرَّمَ على الأرضِ أن تأكُلَ لُحُومَ الأنبياءِ»[7]، فلو كانَ قبرَ نبيٍّ لَم يَتجَرَّد العظمُ، وقد حدَّثني من ثقاتِ أهلِ المكانِ عن آبائهم مَن ذكَرَ: أنهم رأوا تلكَ العظامَ الكبيرةَ فيهِ، وشاهدُوهُ قبلَ ذلكَ مكاناً للزرعِ والحياكةِ، وحدَّثني من الثقاتِ مَن شاهدَ في المقابرِ القريبةِ منهُ رُءُوساً عظيمةً جدّاً تُناسبُ تلكَ العظامَ، فعُلمَ أنَّ هذا وأمثالَهُ من عظامِ العَمَالقةِ الذينَ كانوا في الزَّمَنِ القديمِ أو نحوِهِم، ولو كانَ قبرَ نبيٍّ أو رجُلٍ صالحٍ لم يُشرَع أن يُبنَى عليهِ مسجدٌ بإجماعِ المسلمينَ وبسنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم المستفيضةِ عنهُ)[8].


بل وعامة القبور التي بُنيت عليها المساجد لا تصح، قال شيخ الإسلام رحمه الله: (لَمَّا لم يكُن بناءُ المساجدِ على القُبُورِ التي تُسمَّى المشاهدَ وتعظيمُهَا من دينِ المسلمينَ، بل من دينِ المشركينَ، لم يحفظْ ذلكَ، فإنَّ اللهَ ضَمِنَ لنا: أنْ يَحفَظَ الذكرَ الذي أنزلَهُ، كما قالَ: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، فَمَا بَعَثَ اللهُ بهِ رسُولَهُ من الكتابِ والحكمةِ مَحفُوظٌ، وأمَّا أمرُ المشاهدِ فغيرُ محفُوظٍ، بلْ عامَّةُ القُبورِ التي بُنيت عليها المساجدُ إمَّا مَشكُوكٌ فيها، وإمَّا مُتيَقَّنٌ كَذبُهَا)[9].


(وكذلك مشاهدٌ تُضافُ إلى بعض الأنبياءِ أو الصالحين، بناءً على أنه رُئيَ في المنامِ هناك، ورؤيةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أو الرجلِ الصالح في المنام ببقعةٍ، لا يُوجبُ لها فضيلة تُقصدُ البقعة لأجلها، وتُتخذُ مصلَّى بإجماعِ المسلمين، وإنَّما يَفعلُ هذا وأمثالهُ أهلُ الكتاب)[10].

وقال الحوت البيروتي: (فائدة: في ذكر قبور وأمكنة منسوبة للأنبياء وغيرهم، ولم تصحّ تلك النسبة إليهم.


منها: أنَّ قبر نوح صلوات الله وسلامه عليه في جبل لبنان، فقد حدثت نسبة هذا القبر لنوح عليه السلام في المائة السابعة.

ومن المفتريات: جعل صورة قبر آدم ونوح بجنب قبر عليٍّ رضي الله عنه، مَعَ أنَّ قبره رضي الله عنه ليس بثابت، وإنما بُنيَ على أمرٍ مناميٍّ.


ومنها: المشهد المنسوب لأُبيِّ بن كعب بالجانب الشرقي من دمشق، مع اتفاق العلماء على أنه لم يقدمها فضلاً عن دفنه فيها.

ومنها: المكان المنسوب لابن عمر بالمعلاة بمكة لا يصح نسبته إليه من وجه، وإن اتفقوا على أنه توفي فيها.

ومنها: المكان المنسوب لعقبة بن عامر رضي الله عنه في قرافة مصر، وإنما نسب إليه لمنام رآه بعضهم بعد مدة طويلة.


ومنها: المكان المنسوب لأبي هريرة رضي الله عنه بعسقلان، فقد جزم بعض الحفاظ الشاميين بأنه قبر حيدة بن خشينة، ولكن جزم ابن حبان بالأول...

ومنها: المكان المعروف بالسيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي رضي الله عنهم.

فقد ذكر بعض أهل المعرفة: أن خصوص هذا المحل الذي يُزار ليس هو قبرها، ولكنها في تلك البقعة)[11].

وإن من الواجب الإنكار على من يُروِّج لهذه القبور المكذوبة، قال السنامي الحنفي: (الاحتسابُ على مَن يُظهر القبور الكاذبة ويُشبِّه المقابر بالكعبة: رُويَ في الأخبار أن قوماً خرجوا على هيئة الحاجِّ إلى زيارة بيت المقدس، فردَّهم عمر رضي الله تعالى عنه، وضَرَبهم بالدّرَّة، وقال لهم: «أتريدون أن تجعلوا بيت المقدس كالمسجد الحرام».


وإنما فَعَلَ ذلك عمر رضي الله تعالى عنه لَما أنهم فعلوا فعلاً مُحدَثاً، ولا يجوزُ لأحدٍ في دار الإسلام أن يَشتغلَ بالمحدَثات)[12]، والله أعلم.



[1] قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: (وأما حملُه إلى مصرَ فباطلٌ باتفاقِ الناسِ، وقد اتفقَ العلماءُ كلُّهم على أن هذا المشهدَ الذي بقاهرةِ مصرَ الذي يُقالُ له: مَشهدُ الحسينِ، باطلٌ ليسَ فيهِ رأسُ الحسينِ ولا شيءٌ منهُ، وإنما أُحدثَ في أواخرِ دولةِ بني عبيد الله بنِ القدَّاحِ الذينَ كانوا مُلوكاً بالديارِ المصريةِ مائتي عامٍ، إلى أن انقرَضَت دولتهم في أيامِ نُورِ الدينِ محمودٍ... وقد ذكَرَهُ جميعُ مَن ألَّفَ في مقتلِ الحسينِ: أن الرأسَ المكرَّمَ ما غَرُبَ قَطُّ، وهذا الذي ذكَرَه أبو الخطابِ بنُ دحيةَ في أمرِ هذا المشهدِ وأنه مكذوبٌ مُفترىً، هو أمرٌ مُتفقٌ عليهِ عندَ أهلِ العلمِ) مجموع الفتاوى 4/ 508 - 510.

[2] وقد رجَّح القرطبي ذلك فقال: (هذا أصحُّ ما قيل في ذلك) التذكرة 2/ 739.

[3] ح3748 (بابُ مَناقبِ الحسنِ والحسينِ رضيَ اللهُ عنهما)، ولفظه: (عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه أُتيَ عبيدُ اللهِ بنُ زيادٍ برأسِ الحسينِ عليهِ السلامُ، فجُعِلَ في طَسْتٍ، فجَعَلَ يَنكُتُ، وقالَ في حُسنهِ شيئاً، فقالَ أنسٌ: كان أشبَهَهُمْ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكان مَخضُوباً بالوَسْمَةِ).

[4] الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص141 - 145.

ويُنظر لمن أراد التوسع: جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية. المجموعة الثالثة ص154 - 161. تحقيق الشيخ: محمد عُزَير شمس حفظه الله. دار عالم الفوائد ط1 عام 1422.

[5] الاستغاثة في الرد على البكري 2/ 503 - 506 لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. تحقيق: عبد الله السهلي. دار الوطن ط1 عام 1417.

[6] مجموع فتاويه 27/ 48.

[7] رواه الإمام أحمد ح16162، وابن ماجه ح1085 (باب فضل الجمعة)، بلفظ: (إن اللهَ قد حرَّمَ على الأرضِ أن تأكُلَ أجسادَ الأنبياءِ)، وحسنه الشوكاني في نيل الأوطار 3/ 295.

[8] مجموع فتاويه 27/ 61 - 62.

[9] المصدر السابق 27/ 169 - 170.

[10] اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 163 - 164.

[11] أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب ص352 - 353، ويُنظر: المصنوع في معرفة الحديث الموضوع ص227 - 229 لعلي القاري، كشف الخفاء 2/ 499 - 500 للعجلوني.

[12] نصاب الاحتساب ص264.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة