• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

ولا يغتب بعضكم بعضا

ولا يغتب بعضكم بعضا
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 26/2/2017 ميلادي - 29/5/1438 هجري

الزيارات: 9517

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [الحجرات: 12]

 

الحمدُ لله الواحدِ المنَّان، الأحد الصمد الكبير القدير الرحمن، نحمده ونشكره سبحانه وتعالى على جميل النِّعم وكامل الإحسان، ونسأله الاستقامة على سُنن الهداية لنفوز بأعلى غُرُفاتِ الجنان، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا في الإسرار والإعلان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً مصحوبةً بتضرُّعٍ وإذعان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المفضَّل على الأنبياء والملائكة وأهل الإيمان، اللهمَّ فصلِّ وسلِّم على سيِّدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.

 

أما بعد: فأُوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله في السرِّ والإعلان، وأنهاكم ونفسي عن معاصي الله، فإنها من أماني النفوس ودسائس الشيطان، وأُحذِّركم ونفسي زخارف الدنيا، فإن نهايتها البلاءُ وكلُّ مَن عليها فان، وأَحثُّكم ونفسي على التأهُّب للقاء الله تعالى، فكأنكم به وقد كان، وأُذكِّركم وإيايَّ الوقوفَ بين يدي الله سبحانه في يومٍ تشيبُ فيه الولدان، يا له من يومٍ تُجمع فيه الخلائقُ ويُنشر فيه الديوان، ويَفرُّ فيه المرءُ من جميع الصحب والإخوان، ويُلجمُ العَرَقُ فيه أهلَ الموقف حتى يدخل في الآماق والآذان، ويُنصبُ الصراطُ في أصعب مكان، وتُسعَّرُ النيرانُ، ويقف حولها الزبانية ويعلو الميزان، وتجدُ كلُّ نفسٍ هنالك أعمالها جميع ما قد كان، وتشهدُ الجوارحُ والبقاع ما صدر من إساءةٍ وإحسان، ويُرى قومٌ لهم أظفَارٌ من نُحاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وصُدُورَهُمْ، ويُقالُ: هؤلاءِ الذينَ يَأكلُون لُحُومَ الناسِ ويَقَعُونَ في أعراضِهِم.

 

فالبدارَ البدارَ عباد الله بتقييد ألسنتكم عن الخوض في الباطلِ، واقطعوها عن النُّطقِ بغيبةِ كلِّ مسلمٍ غافل، وطهِّروا قلوبكم عن التشاحُنِ والتحاسُد فإنهما عن طريق الجنةِ عوائقُ وللنفوسِ قواتل، ألا وإن عثرةَ الرِّجلِ سريعٌ اندمالُها، وعثرةَ اللسانِ فظيعٌ وَبَالُها.

 

ومَن أبصرَ عُيُوبَ نفسهِ عميَ عمَّن سواه، ومَن ملَّكَ هَوَاه قِيَادَهُ أرداه، ومَن خَبُثَ مَشهَدَهُ خَبُثَ منتهاه، ومن انتهكَ عِرضَ أخيه بغيبةٍ كان خصْمُه الله.

وذلك لصحَّة الآثارِ الْمُجمع عليها: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الغيبة والاستماع إليها.

 

قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].

 

وقد سمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلين يغتابان ماعزاً رضي الله عنه، فمَرَّ صلى الله عليه وسلم (بجيفَةِ حِمَارٍ، فقالَ: أينَ فُلانٌ وفُلانٌ، انزِلاَ فكُلا من جيفةِ هذا الحِمَارِ، قالا: غَفَرَ اللهُ لَكَ يا رسولَ اللهِ، وهَلْ يُؤكَلُ هذا؟ قالَ صلى الله عليه وسلم: فمَا نِلْتُمَا من أخيكُما آنِفاً أشَدُّ أَكْلاً مِنْهُ) رواه أبو يعلى وصحَّح إسناده ابن كثير.

 

وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: (أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ، قيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كانَ في أخي ما أَقُولُ؟ قالَ: إِنْ كَانَ فيهِ ما تقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإن لَمْ يَكُنْ فيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ) رواه مسلم.

 

وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: (حَكَيْتُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً، فقالَ: ما يَسُرُّني أنِّي حَكَيْتُ رَجُلاً وأنَّ لي كَذَا وكَذَا، قالت: فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ إِنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ، وقالت بيدِها هكَذَا كأنها تَعني قصيرَةً، فقالَ صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ مَزَجْتِ بكَلِمَةٍ لَوْ مَزَجْتِ بها مَاءَ البَحْرِ لَمُزِجَ) رواه الترمذي وصححه الألباني.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: (لَمَّا عُرِجَ بي مَرَرْتُ بقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ الذينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ الناسِ ويَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِمْ) رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: (يا مَعْشَرَ مَن آمَنَ بلسانِهِ، ولَمْ يَدْخُلِ الإيمانُ قَلْبَهُ، لا تَغْتَابُوا المسلمينَ، ولا تَتَّبعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فإنهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبعُ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَنْ يَتَّبعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ في بَيْتِهِ) رواه أبو داود وجوَّد إسناده الحافظ العراقي.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن أَكَلَ برَجُلٍ مُسلمٍ أَكْلَةً فإنَّ اللهَ يُطْعِمُهُ مِثلَها من جَهَنَّمَ، ومَن كُسِـيَ ثوباً برجُلٍ مُسلمٍ فإنَّ اللهَ يَكْسُوهُ مِثلَهُ من جهنَّمَ، ومَن قامَ برَجُلٍ مقَامَ سُمْعَةٍ ورِياءٍ فإنَّ اللهَ يقُومُ بهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ ورِياءٍ يومَ القيامةِ) رواه أبو داود وصحَّحه الذهبي.

 

وعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما قال: (كُنَّا معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وارْتَفَعَتْ رِيحٌ خَبيثَةٌ مُنْتِنَةٌ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: أَتَدْرُونَ ما هذِه؟ هذِهِ رِيحُ الذينَ يَغْتَابُونَ المؤمنينَ) رواه البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني.

 

ففُكُّوا رحمني الله وإياكم نفوسكم عن النار بصون ألسنتكم وحفظِها، وتعوَّذوا بالله من شرور الأنفسِ وسيِّئاتِ أعمالها، فالندمُ لا ينفعُ عندَ الفوتِ، والاعتذارُ لا يُسمعُ بعد الموتِ، جعلني الله وإياكم ووالدينا وأهلينا ممن طَهُرَ قلبُه من النفاق والرياء، وحفظ لسانه عن تتبع عورات المسلمين وأعراضهم، آمين آمين آمين.

 

سبُحانكَ اللهُمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إله إلا أنتَ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ.

أما بعد: فاتقوا الله بكفِّ ألسنتكم عن الوقوع في الباطل واغتيابِ كلِّ مسلمٍ غافلٍ.

 

عباد الله: لقد وَرَدَ الفضلُ الكبيرُ لمن ردَّ على المغتابين، وورد الوعيدُ الشديدُ على مَن سكَتَ ولم يَرُدَّ عن عرضِ إخوانه المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رَدَّ عن عِرْضِ أخيهِ رَدَّ اللهُ عن وَجْهِهِ النارَ يومَ القيامَةِ) رواه الترمذي وحسَّنه، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن ذَبَّ عن لحمِ أخيهِ بالغِيبَةِ كانَ حقَّاً على اللهِ أنْ يُعْتِقَهُ من النارِ) رواه أحمد وحسنه الهيثمي، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرِئٍ يَخذُلُ امرأً مُسلماً في مَوضِعٍ تُنتَهكُ فيهِ حُرْمَتُهُ، ويُنتقَصُ فيهِ مِن عِرْضهِ، إلاَّ خَذلَهُ اللهُ في مَوْطِنٍ يُحبُّ فيهِ نُصْرتَهُ، وما من امْرِئٍ يَنصُرُ مُسلماً في موضعٍ يُنتقَصُ فيهِ من عِرضِهِ ويُنتهكُ فيهِ من حُرْمَتِهِ، إلاَّ نَصَرَهُ اللهُ في مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ) رواه أبو داود وحسنه الألباني.

 

قال النووي: (اعلم أنه ينبغي لمن سمعَ غِيبةَ مُسلمٍ أن يَرُدَّها ويزجُرَ قائلَها، فإن لم ينزجرْ بالكلام زجَرَهُ بيدهِ، فإن لم يستطع باليدِ ولا باللسانِ، فارقَ ذلكَ المجلس) انتهى.


قال الصنعاني: (وقدْ عَدَّ بعضُ العلماءِ السكُوتَ كبيرةً لوُرُودِ هذا الوعيدِ، ولدُخُولِهِ في وعيدِ مَن لَمْ يُغيِّر المنكَرَ؛ ولأنهُ أَحَدُ الْمُغتابينَ حُكماً وإن لَمْ يكُن مُغتاباً لُغَةً وشَرْعاً) انتهى.


أيها المسلمون: اعلموا أنَّ الغيبةَ وإن كانت مُحرَّمة فإنها تُباحٌ في أحوال، قال النووي: (تُباحُ الغيبةُ لِغَرَضٍ شَرْعيٍّ، وذلكَ لستةِ أسبابٍ:

أحَدُها: التظَلُّمُ، فيجُوزُ للمظلُومِ أن يَتَظلَّمَ إلى السُّلطانِ والقاضي وغيرِهِما..

الثاني: الاستعانةُ على تغييرِ المنكَرِ وَرَدِّ العاصي إلى الصَّوابِ، فيقُولُ لِمَن يَرْجُو قُدْرَتَهُ فُلانٌ يَعْمَلُ كَذَا..

الثالثُ: الاستفتاءُ، بأنْ يقولَ للمُفتي ظَلَمَني فُلانٌ..

الرابعُ: تحذيرُ المسلمينَ منَ الشَّرِّ، وذلكَ من وُجُوهٍ: منها جَرْحُ المجرُوحينَ منَ الرُّواةِ والشُّهُودِ والمصنِّفينَ وذلكَ جائزٌ بالإجماعِ، بلْ واجبٌ صَوْناً للشريعةِ، ومنها: الإخبارُ بعَيْبهِ عندَ المُشاوَرَةِ في مصاهرته.. ومنها: أن يكُونَ لهُ وِلايةٌ لا يَقُومُ بها على وَجْهِهَا لِعَدَمِ أَهْلِيَّتِهِ أو لِفِسْقِهِ، فيذكُرُهُ لِمَن لهُ عليهِ وِلايةٌ ليُستَدَلَّ بهِ على حالِهِ..

الخامسُ: أن يكُونَ مُجاهراً بفِسْقِهِ أو بدعَتِهِ.. فيجُوزُ ذكرُهُ بما يُجاهرُ بهِ..

السادسُ: التعرِيفُ، فإذا كانَ معرُوفاً بلَقَبٍ كالأعْمَشِ والأعْرَجِ.. ونحوِها جازَ تعريفُهُ بهِ، ويَحرُمُ ذكرُهُ بهِ تَنَقُّصاً، ولو أمكَنَ التعرِيفُ بغيرِهِ كانَ أولى، واللهُ أعلَمُ) انتهى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة