• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

ندوات القنوات الفضائية والإذاعات .. وكرامة العلم

ندوات القنوات الفضائية والإذاعات .. وكرامة العلم
د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 17/2/2014 ميلادي - 16/4/1435 هجري

الزيارات: 10216

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الندوات

في القنوات الفضائية والإذاعات العربية والأجنبية

وكرامة العلم


كثيرًا ما يرى المرء في هذه القنوات والتلفزيون، وكثيرًا ما يسمع ندوات يُسمونها:

(إسلامية)! يأتون بعالِم من علماء الدِّين ليُسأل مِن قِبَل نساء سافرات مُستهترات، ومِن قِبَل رجال مُنحرِفين فاسِقين عن أمر يتَّصل بالدِّين، وتُطرح في هذه الندوةِ أسئلةٌ تدور حول هذا الأمر بأسلوب يُنبئ عن مُعارضتِه ووصفِه بأنّه لا يَصلُح الآن للحياة وللأمَّة.

 

وقد يكون في طرحِهم شيء مِن البَراعة والتدليس، فيُلقى السؤال على أنه شُبهَة تُثار ويقولون: نحن نسأل عنها، فما الردُّ عليها؟

 

ولكنَّ المُتابِع للحوار يرى أنهم لا يُريدون الردَّ عليها، بل يُريدون إلقاءها وتَقريرها والدَّعوة إليها.

 

وقد يَكون طرحُهم صريحًا بمُعارَضة هذا الأمر الدِّيني، يُلقونه مُعانِدين مُتَحدِّين هؤلاء العُلماءَ، لا يَستتِرون وراء ادِّعاءات كاذبة، بل يُعلِنون آراءهم بوقاحَة مُتناهِية، ويقولون: إنهم لا يَستريحون إلى حُكمِ الإسلام في القضية المطروحة، وقد يكون في طريقةِ طرح السؤال سُخريةً مِن هذا العالم الذي جِيءَ به ليُشنَّع عليه، وليكون موضِع استهزاء.

 

وقد يَطرحون سؤالاً بعيدًا عن دُنيا الواقع، ويُتعِبون الشيخ في تصوُّر السؤال المتخيَّل ليستطيع أن يجيب عن السؤال.

 

إن كرامة العِلم تُوجب على العلماء أن يَمتنِعوا عن حضور هذه الندوات المُزرية مهما كانت الإغراءات التي يُقدِّمونها للعلماء، ولله درُّ القاضي علي بن عبدالعزيز الجُرجاني (المتوفي 392هـ)؛ إذ قال:

يقولونَ لي: فيكَ انقِباضٌ، وإنَّما
رأَوْا رَجُلاً عن مَوقِفِ الذُّلِّ أحْجَمَا
إذا قِيلَ: هذا منهلٌ، قلتُ: قدْ أرَى
ولكنَّ نفْسَ الحرِّ تَحْتمِلُ الظَّمَا
ولوْ أنَّ أهْلَ العِلمِ صانُوه صانَهم
ولو عَظَّموه في النفوسِ لعَظَّمَا
وَلكنْ أهانُوه فهانَ، ودنَّسُوا
مُحيَّاهُ بالأطْماعِ حتى تَجَهَّمَا

 

ليس مِن شكٍّ في أنَّ استِغلال وسائل الإعلام لنشْر الدَّعوة وبيان أمور الدِّين - أمرٌ طيِّب، ولكن لا بدَّ مِن أن تكون الجلسة محكومةً بتعاليم الدِّين، وملتزمة بالأدب مع العلماء، ومُلتزِمة بتوقير الدِّين والعِلم، فلا يَليق بالعالم الذي يُبلِّغ عن الله ورسوله أحكامَ الدِّين أن يجلس في مجلس فيه نساءٌ مُتكشِّفات، ويُلقين أسئلةً وَقِحةً، وعليه إذا أراد أن يقوم بواجِب تبليغ شرع الله أن يَشترِط توافُر الشروط التي يأمُر بها الشرع، وعليه أيضًا أن يقول ما يَعتقد أنه حكْم الله ورسوله بأسلوب مُقنِع جريء، ولا يُبالي أرضِيَ الحاضِرون أم سَخِطوا؛ ذلك لأن بعض هؤلاء المُنحرِفين يُعدُّون جوًّا من الضغط المعنويِّ والتوريط؛ حتى يقع هذا العالمُ في شِباكهم إن لم يكن يقظًا واعيًا وحذرًا، فيَتساهل معهم؛ يَبتغي أن يقودهم إلى الخير، ويُنقِذهم مما هم فيه - بزعمه - ولكن ذلك لا يكون بتشويه وجه الشريعة وقول الباطل.

 

وقد يكون هذا الرجل الذي جاؤوا به جاهلاً، لَبِسَ عمامة وجبَّة ولا شيءَ عنده من العِلم، فيَتكلم بكلامٍ فارِغ يُثير الضَّحِكَ عليه ويُسيء إلى الإسلام، فليس كلُّ مدَّعٍ للعلم عالمًا، بل هناك مُدَّعون للعِلم وليس عندهم شيء منه، والذي يُقرِّره العلماء أنه لا يُقبَل قولٌ من قائل حتى نتأكَّد أنه صادر من عالِم موثوق به، وَرِع، ويكون كلامه مُوافِقًا للكتاب والسنَّة؛ قال محمد بن سيرين: إنَّ هذا العِلم دين؛ فانظُروا عمَّن تأخُذون دينكم[1].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يكون في آخِر الزمان دجَّالون يأتونكم مِن الأحاديث بما لم تسمَعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم؛ لا يُضلُّونكم ولا يَفتنونكم))[2].

 

والخُلاصة أن هناك أمرَين نؤكِّد عليهما، وهما:

1- يَنبغي ألاَّ نُصغي إلى هذه النَّدوات، ويَنبغي أن نُحذِّر أهلَنا وأحبابنا من سماعها؛ لما يمكن أن تُحدِث مِن تشويش في أمر من أمور الدِّين، أو لما تُؤلِمنا مِن سماع أقوالٍ باطلة، لا يقوى عامةُ الناس على إنكارها وبيان ضلالها.

 

2- يجب على السادة العلماء الفضلاء الذين هم ورَثة الأنبياء أن يَنأَوْا بأنفسهم عن المُشارَكة في هذه الندوات، ويجب على المُشرِفين على القنوات العربية ألاَّ يتورَّطوا بإقامة هذه الندوات، وإلاّ كان هؤلاء المسؤولون مُشارِكين في الإفساد وإضلال الناس وإهانة العِلم، وصلى الله على محمد وآله، والحمد لله ربِّ العالمين.



[1] رواه مسلم في مقدمة صحيحه في باب بيان أن الإسناد من الدين، وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات.

[2] مقدمة صحيح مسلم برقم 7.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة