• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

السفر إلى بلاد الكفار

السفر إلى بلاد الكفار
د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 16/1/2013 ميلادي - 4/3/1434 هجري

الزيارات: 12612

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السفر إلى بلاد الكفار


إن قضاء الإجازات في بلاد الكفار مسلكٌ غيرُ رشيد، ويزداد الأمر سوءًا إذا اصطحب المرءُ زوجتَه وأولاده؛ ذلك لأن الاطفالَ يتأثَّرون بما يكون حولهم تأثرًا كبيرًا، والمسؤولية في ذلك على الأبوين؛ جاء في الحديث الصحيح: ((كلُّ مولود يولد على الفطرة؛ فأبواه يهوِّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه))؛ متفق عليه[1].

 

فقضاءُ الإجازة هناك يعرِّض المرءَ للفتنة، ويعرّض أيضًا مَن معه من نساء وأولاد.

 

هذا وتكاليف السفر إلى البلاد باهظة ومرتفعة؛ فأجرة وسيلة النقل مرتفعة، وتكاليف المعيشة مرتفعة أيضًا، أضِفْ إلى ذلك أن السفرَ قطعةٌ من العذاب؛ كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((السفرُ قطعة من العذاب؛ يمنع أحدَكم نومَه وطعامه وشرابه؛ فإذا قضى نَهمته من وجهه فليعجِّل إلى أهله))؛ متفق عليه[2].

 

أجل، إن السفر قطعة من العذاب من حيث هو سفر، ويؤيد ذلك الواقعُ العملي، والسفر منه المشروع الجائز، ومنه غيرُ المشروع، كالسفر للمعصية؛ فإنه محظورٌ، وليس للمسافر هنا الرُّخَص التي قرَّرها الشرع له.

 

من أجل ذلك، كان السفر إلى بلاد الكفار - دون ضرورة ملزمة، ولا حاجة ملحَّة، ولا مصلحة محقَّقه؛ كطلب العلم أو الاستشفاء أو الدعوة - كان السفر فتنةً يعرِّض الإنسان نفسه لها.

 

إن تلك البلاد تختلف عن بلاد المسلمين، فليس عند أهلها الأخلاقُ أو القِيَم التي عند المسلمين؛ إن فيها مجاهرة بما نعدُّه نحن منكرًا؛ كالزنا ومقدِّماته، يكون ذلك على قارعة الطريق، وفي القطارات والمطارات والحدائق، وما إلى ذلك.

 

ورؤية المنكرات وسماعها تجعل المرء يألَفُها، وقد تُزيِّن له نفسُه الوقوع فيها؛ قال - تعالى -: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 140].

 

فالعاقل الحريص على دينه وخُلقه ودين أهله وأولاده وخُلقهم لا يتعرَّض لذلك؛ يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((.. فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعِرْضه، ومَن وقع في الشبهات وقع في الحرام؛ كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكلِّ ملك حمًى، ألا وإن حمى اللهِ محارمُه))؛ متفق عليه[3].

 

فإياك - يا أخي - أن تحومَ حول الشبهات والمحرمات، تنظر إليها؛ فقد يقودك هذا إلى الوقوع فيها، وابقَ في بلدك؛ فمن أعظم نِعَم الله على العبد الإقامةُ المريحة في بلده وعشيرته، مَكْفيَّ الحاجة، مَرْعيَّ المكانة، يَعرِف مَن حوله، يَأمن جانبهم، ويأنس بهم.

 

ومن المقاصد التي شُرِعت لها الهجرة أن يعيشَ المسلم في بيئة يقوى فيها على أداء الشعائر التعبُّدية باعتزاز، وأن يكونَ في وسطٍ نظيف لا تُعلَن فيه المعاصي، ولا تعلو فيه كلمةُ الكفر، وأن يكونَ كلُّ ما فيه يُعين المرءَ على أداء الواجبات والبُعْد عن المحرَّمات.

 

وهناك شبهة باطلة يُثيرها بعضُ الذين يريدون الذهابَ إلى بلاد الكفار يقولون: إن بعض بلاد المسلمين فيها مخالفاتٌ للإسلام، ويزعمون أن هاتيك البلاد تستوي وبلادَ الكفار في الانحراف.

 

وهذا الكلام غير صحيح؛ فهذه المنكرات ليست وحدَها في حياة الناس؛ بل هناك قِيَم كريمة نشأ عليها الناسُ؛ من الإيمان والتعلق بالدين، وحب الله - تعالى - وحب رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهناك المساجد التي يعلو فيها الأذانُ، وهناك العادات الإسلامية التي ما زالت قائمةً بحكم الاستمرار.

 

إن وجود عدد من المنكرات في بيئة إسلامية لا يسوِّغ لأحد الذهابَ إلى تلك البلاد، ويمضي إجازته هناك.

 

والحمد الله رب العالمين.



[1] رواه البخاري 1358، ومسلم 2658 (23)، والترمذي 2138، وأبو داود 4714.

[2] رواه البخاري 1804 و3001 و 5429، ومسلم 1927، وابن ماجه 2882، ونهمته: حاجته

[3] رواه البخاري 52و 2051 ومسلم 1599.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- بارك الله بك
حسام - المانيا 16-01-2013 09:25 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله صدقت وانا اوأفقك كل الموافقة فالمنكرات في بلاد المسلمين تعتبر (بالمقارنة مع بلاد غير المسلمين)
شي بسيط جدا أنا بنظري لا أعتبر هذا الموضوع شبهة لأنه واضح ..المشكلة بنظري استعباد بعض ما بقي من أنظمة لشعوبها ..
ولكن ما ترك عبد شيء لله إلا عوضه الله خيرا منه

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة