• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

ماذا قدَّم المجتمع لفتاة اليوم لتأهيلها لدورها المستقبلي؟

د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 23/2/2008 ميلادي - 15/2/1429 هجري

الزيارات: 11936

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
إخوتي وأخواتي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
أصارحكم القول: إن الإجابة عن هذا السؤال تؤلم كلّ غيور؛ لأنها تنذر بخطر ماحق، غَفَل عنه كثير من الناس. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

لا نريد أن نخادع أنفسنا ونحاول إقناعها بعرض جانب مشرق ضئيل في مجتمعنا، فهذا التصرف قد يخفّف علينا من وقع الشعور بالكارثة، ولكنّه غير موضوعي وغير سليم.

أنا أعرف أنّ هناك جانبًا مشرقًا يقوم في زوايا بعض البلاد الإسلامية نجا من كثير من المآسي التي عمت البلاد الأخرى، وهذا الجانب بالنسبة للفتاة وليدٌ مازال يحبو، ويترصده أعداء الله يريدون تجفيف ينابيعه، وتشويه صورته، والقضاء عليه، ولكنّه جانب ضئيل ضئيل إذا قيس بالواقع الضخم الذي يحياه المسلمون.. لابدّ من تقرير هذه الحقيقة المرّة إذا أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا.

يا أخي:
مدّ بصرك وانظر إلى خارطة بلاد المسلمين وتعرّف إلى واقع مجتمعاتها والفتاة المسلمة فيها، فسترى العجب العجاب، ولا تحصر نفسك وملاحظتك بواحد من تلك البلاد.. إنّك سترى إن ذاك الجانب المشرق الذي أشرنا إليه جانب هزيل يكاد يختفي ويتوارى في تلك البلاد.

إن المجتمع فتح أمام الفتاة كل أبواب الفساد والفسق والتحلل والفجور، وأغلق في وجهها كلّ أبواب الخير والاستقامة والسداد.

وإني لأحسب أنّ القراء الكرام قد وقفوا على ما يُدعى بـ(تجفيف المتابع)، ويعنون بهذا الشعار أن لا تكون هناك دراسة شرعية سليمة للكتاب والسنة وعلوم الشريعة، وأن لا تكون هناك توعية بواقع المسلمين الأليم.. ومن أجل ذلك فقد أغلقت في بعض البلاد معظم المدارس الدينية للفتيات والفتيان، وما بقي من تلك المدارس تعرّضت مناهجها إلى المسخ والإفساد وتشويه أحكام الدين. ثم أدخلوا الضيم على شهادة المدارس فلم تعد مقبولة في كثير من الجهات..

إنّ هذا لمكر عظيم، وعدوان أثيم، ولكنّ الأمر لم يقف عند هذا الحدّ بل إنّ المجتمع هذا ألزم الفتاة بالاختلاط في المدارس وهُمْ في سن المراهقة.. كان ذلك في معظم العالم الإسلامي ما عدا هذه المملكة التي نسأل الله لها الثبات على الحق.

كان هذا الاختلاط الإلزاميّ في الجامعات في كل العالم الإسلامي ما عدا المملكة، وكان في كثير من البلدان الإسلاميّة في المدارس المتوسطة والثانوية، ومعلوم أنّ الفتى والفتاة في هذه السنّ يُعانون من هجمة الجنس الشديدة، ويكون كلّ طرف في حالة تشوّق إلى لقاء الطرف الآخر، فإذا كان التوجيه الإسلاميّ ضعيفًا أو معدومًا، ولم تكن مخافة الله مستقرة في أعماق القلوب، وإذا زالت الكلفة بين الفتى والفتاة، يتضاحكون ويمزح بعضهم مع بعض.. كان الجو مهيأً للجريمة والعياذ بالله.. وفي ذلك الفساد الكبير.

ثم أقدم هذا المجتمع على إلزام الفتاة بخلع حجابها في المدرسة والجامعة والطريق، ألم يأتكم نبأ هذه الفاجعة التي حصلت في بلد من بلاد المسلمين، عندما نزلت قوات لها صلة بحكومة ذلك البلد وصارت تطوف في الشوارع وكلما رأت امراة محجّبة نزعت حجابها وصادرته بالقوة كان هذا من سنوات، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

أولم يأتكم نبأ المرأة المحجّبة التي اختارها شعبها لتكون نائبة عنه في البرلمان، فلمّا دخلت مجلس النواب وهي محجّبة طالبوها بخلع حجابها فأبت، فأسقطوا عنها عضوية البرلمان وطردوها.. كان هذا في بلد من بلاد المسلمين، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ثم قدّم هذا المجتمع للفتاة وسائل الإعلام الممتعة الجذّابة من إذاعة وتلفاز، وفي هذه الوسائل السم الزعاف والكيد للعقيدة والخلق الكريم.. وبذلك أضحت هذه الأدوات في أكثر البلاد من أكبر أدوات الهدم.. ولاسيما التلفاز حيث كانت التمثيليات والمسلسلات تزيّن للفتاة الخروج عن طاعة الوالدين، وتشجّعها على ممارسة حرّيتها الطليقة كما تهوى، وعلى الجرأة على التقاليد المتصلة بادين.

ثم أدخل هذا المجتمع عددًا من القتيات الأوساط القذرة العفنة المنتنة التي يسمونها الأوساط الفنيّة، وجعل منهنّ بطلات في تمثيليّات هدّامة وأقام البلاجات على الشواطئ للفتيات مع الرجال وعدّ ذلك مظهرًا من مظاهر التقدّم، وفتح هذا المجتمع للفتاة أبواب دور السينما، وكانت في بعض البلاد حفلات خاصة بالنساء، كان هذا في أول الأمر، ثم ألغي هذا التفريق وأصبحت عامة مختلطة.. ثم دخلت السينما بيوت المسلمين بل وخيامهم عن طريق التلفاز والمحطات الفضائية، وما أدراك ما المحطات الفضائية.

وقامت صحافة خسيسة تنصر الباطل وتهاجم الحقّ بطرق خفيّة وظاهرة تشكّك بحقائق الدين، وتغرس الإعجاب بالكفّار ومدنيّتهم القائمة على استعباد الدين الباطل الذي يدينون به، وإن كانوا مازالوا في أعماقهم متعصبين لدينهم الباطل، حاقدين على المسلمين، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر.. وتُشيع هذه الصحف الفاحشة عن طريق القصص الماجن الهابط وعن طريق نشر الأخبار الشنيعة.

أقول: فكيف لفتاةٍ هذا حالها أن تقوم بدور إصلاحي، وإن تُعدّ أجيال المستقبل إعدادًا متينًا؟ إنّها لم تؤهّل له قط.. بل أهّلت – وا أسفاه – لتكون عنصرًا من عناصر الهدم..

إن هذا هو الواقع في معظم بلاد المسلمين.. وأمّا الشريحة من الناس الذين لا يزالون محافظين على دينهم وقيمهم فهي شريحة ضئيلة كما سبق أن قلنا.

إنّ إدراكنا لحقيقة الواقع الذي تمرّ فيه الفتاة المسلمة، والكيد الذي يكاد لها هو الخطوة المتقدمة في طريق العلاج. ولا يفيدنا أبدًا أن نغمض عيوننا عن هذا الواقع، ونخادع أنفسنا.. إنه يجب أن نعلم أن قوى هائلة تكيد لفتايتنا في الخفاء وفي العلن.. وبعض هذه القوى أجنبيّ وبعضها الآخر محليّ.

وتستخدم هذه القوى في كيدها نتاج أضخم حضارة ماديّة عرفها البشر.

ومع ذلك فلا يجوز أن نيأس ولا أن نتقاعس.. إنّ علينا أن نعمل ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ولم يكلّفنا الله أن نحقق النتائج.. بل كلّفنا أن نعمل العمل القائم على الإخلاص والتخطيط والصبر والاستمرار.

إنّ دور الفتاة دور عظيم.. إنها ستكون زوجة ثم أمًّا.. وينبغي أن تكون أبدًا داعية إلى الخير.

إنّ المجتمع الحاليّ لم يقدّم للفتاة شيئًا مما كان يجب أن يقدّمه إليها من عقيدة سليمة. وخلق مستقيم، ورغبة في الخير، واهتمام بشؤون المسلمين، ودعوتهم إلى الخير والحق.

ونحمد الله عزَّ وجلَّ أن البيت المسلم ما يزال في كثير من بلاد المسلمين على الرغم من كل ذاك الكيد والمكر ما يزال يقوم بجهود طيبة مباركة... ولكن البيت ليس وحده في الميدان، فهناك المدرسة، وهناك المجتمع بمؤسساته المختلفة.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى العمل المجدي فالمجال متاح، والإمكانات متوافرة ولله الحمد والمطلوب الآن من العلماء وقادة الفكر والمعلمين والمعلمات والكتّاب ورجال الإعلام التخطيط ثم العمل متعاونين.

والله ولي التوفيق، وصلى الله على محمد وآله.

والحمد لله رب العالمين.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة