• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ محمد الصباغد. محمد بن لطفي الصباغ شعار موقع الشيخ محمد الصباغ
شبكة الألوكة / موقع د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

العدوان على الأدب العربي وتشويهه (2)

العدوان على الأدب العربي وتشويهه (2)
د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 18/10/2016 ميلادي - 16/1/1438 هجري

الزيارات: 10171

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العدوان على الأدب العربي وتشويهه (2)


كنتُ قد ذكرتُ في الحلقة الأولى من هذا الموضوعِ عدوانَ لويس شيخو على الأدبِ في عصورِه المختلفة، ولا سيما على الأدبِ في القرن التاسع عشر، وذكرتُ كلمة العلاَّمة الأستاذ أحمد تيمور باشا في تحريف لويس هذا لقصيدةِ البحتريِّ التي قال عنها بحقٍّ: إنها من أجودِ شعر البحتري، وذكر تحريفَه لها وحذْفَه كلمةَ: (النبي) في موضعينِ، ووضع محلَّها كلمة: (الرشيد) مرة، وكلمةَ (الخطيب) مرة أخرى.

 

وأودُّ أن أذكرَ في هذه الكلمة تحريفَه لشعر أبي العتاهية، وأن أُوردَ كلمةَ العلاَّمة الشيخ أحمد شاكر، وكلمة الدكتور شكري فيصل في ذلك.

 

كتب أستاذُنا الدكتور شكري فيصل - رحمه الله - فصلاً طويلاً في نقدِ نشرةِ الأب لويس شيخو لديوان أبي العتاهية، الذي عَنونه بـ: "الأنوار الزاهية في ديوان أبي العتاهية".

 

فذكر الدكتور فيصل في مقدِّمته للديوان الذي نشَره نشرةً علميةً جيدة في دمشق سنة 1385هـ، 1965م وطُبع في مطبعة جامعة دمشق، وقال: "... وقرأتُ للشيخ أحمد شاكر في "الشعر والشعراء" تعليقةً على ترجمةِ أبي العتاهية قال فيها: وديوانُه معروفٌ مطبوع، طبعه الآباءُ اليسوعيون بمطبعتِهم في بيروت، وهم قومٌ لا يُوثَقُ بنقلِهم؛ لتلاعبِهم وتعصُّبِهم وتحريفهم، ولكن هذا الذي وُجد بأيدي الناس"[1].

 

وقال: فكانت هذه القالةُ منارًا جديدًا لي، كيف يكون التلاعبُ والتعصب في نشر ديوانٍ شعريٍّ قديم؟ ما طريق التعصُّبِ إلى هذا الشِّعر الذي يتحدَّث عن الحياة والموت والآخرة؟ وكيف يكون الأمرُ على هذا النحوِ الذي وُجد بين أيدي الناس؟

 

ثم قال[2]:

"وما كنتُ أعرفُ من هذه المخطوطات إلا تلك التي في الظاهرية، صنعها ابنُ عبدالبر النَّمِري... ولكني حين أخذتُ أقابلُ بين الذي فيها والذي في مطبوعةِ الأب شيخو، لفتني - في شيءٍ من العنف - تحريفاتٌ غريبةٌ وقعتُ عليها، فلما مضيتُ أستقصي بدتْ لي هذه التحريفاتُ وكأنها عملٌ مقصودٌ... وتجاوز الأمرُ التحريفَ إلى بترِ بعضِ الأبياتِ ذوات العدد من بعض القصائد... وذكرتُ قولةَ الشيخ شاكر - رحمه الله - وكنتُ أظنُّ فيه بعض الحدَّة، فإذا حديثُه دون أن ينهضَ لهذا التضليل الذي انساقَتْ إليه طبعةُ الأب شيخو، والتي أرادتْ أن تسوقَ إليه الناسَ في شيءٍ كثير من الاستخفافِ بكلِّ أمانةِ العلم وخُلُقِ العلماء".

 

وذكر في صفحة 12 أمثلةً على تغيير الكلمة بغيرها عندما تكونُ كلمةً قرآنية... فيغيِّر كلمة (نشور) إلى (نزول) في قوله:

أسقامٌ ثم موتٌ نازلٌ ♦♦♦ ثم قبرٌ ونشورٌ وجَلَب

واللفظ القرآني: (سائق وشهيد) فيتحوَّل في البيتِ إلى: (سابق وشهيد).

 

وأبعدُ من هذا أنَّ الأب شيخو كان لا يُطيق - فيما يبدو - أن يرى لفظةَ: (محمد) الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في شِعر أبي العتاهية؛ ولذلك فإنه يحرِّف هذه اللَّفظة - ما صادفها - التحريفَ الذي يشملُ أكثرَ البيت حتى لا ينتقض الوزن، فينقُل البيت:

وإذا ذكرتَ محمَّدًا ومصابَه ♦♦♦ فاذكر مُصابَك بالنبي محمَّدِ

 

ينقُله إلى:

وإذا ذكرتَ العابدين وذُلَّهم ♦♦♦ فاجعَلْ ملاذَك بالإلهِ الأوحدِ

 

• ويحوِّر البيت:

بنبيٍّ فتحَ اللهُ به ♦♦♦ كلَّ خيرٍ نِلْتُموه وشرَحْ

 

إلى:

بخطيبٍ فتحَ اللهُ به ♦♦♦ كلَّ خيرٍ نِلتُموه وشرَحْ

 

• وينقُل لفظة (مرسل) إلى لفظة (ابن من) في البيت الذي يليه:

مُرسَل لو يُوزَن الناسُ به ♦♦♦ في التُّقى والبِرِّ شالوا ورجَحْ

 

• فإن لم يجِدْ إلى التحريف سبيلاً حذف البيتَ كلَّه؛ كما فعل في البيت:

وهو الذي بعث النبيَّ محمَّدًا ♦♦♦ صلَّى الإلهُ على النبيِّ المصطفى

 

• ويتجاوز التحريفُ الكلمةَ الواحدة إلى التعبيرِ الكامل، ومن أمثلة ذلك: أن الأبَ لويس شيخو كان يستبعد التعبيرَ الإسلاميَّ: (لا شريك له) في كل مكانٍ يرِدُ فيه، ويضع مكانه تعبيرًا آخرَ: (لا مثيلَ له)، أو (لا شبيهَ له).

 

• وتعبير (رسول الله) يصير إلى (نذير الخير) في البيت الآتي:

فرسولُ الله أَوْلى بالعُلى ♦♦♦ ورسولُ اللهِ أَوْلى بالمدح

 

• وتعبير (لستَ والدًا)، يؤول إلى (لستَ مُحدَثًا).

شهِدنا لك اللهمَّ أن لستَ والدًا ♦♦♦ ولكنك المولَى، ولستَ بمولودِ

 

• ويحذف البيتَ كلَّه، كما فعل في هذا البيت الآتي:

الحمدُ لله لا شريك له ♦♦♦ حاشا له أن يكونَ مشتركَا

 

• وقال الدكتور شكري[3]: ويمضي التحريفُ وكأنما ليست هناك حرمةٌ للنصوص، ولا رعاية للصِّدق، ولا اعتبار لأية واحدة من هذه القِيَم التي لا يكونُ العالِمُ عالِمًا إلا بها، فإنَّ ناشرَ الديوان يطوي أبياتًا برُمَّتِها كهذه الأبيات الخمسة في مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي:

سلامٌ على قبرِ النبيِّ محمَّدِ
نبيِّ الهدى والمصطفى والمؤيَّدِ
نبيّ هدانا اللهُ بعد ضلالة
به لم نكنْ لولا هُداه لنهتدِي
فكان رسولُ الله مِفتاحَ رحمةٍ
من اللهِ أهداها لكلِّ موحِّدِ
وكان رسولُ الله أفضلَ من مشى
على الأرضِ إلا أنه لم يُخلَّدِ
شهدتُ على أنْ لا نبوةَ بعده
وأنْ ليس حيٌّ بعده بمخلَّدِ

 

وقال: ويستطيع القارئُ المتتبِّع أن يقعَ عليها... وأن ينتهيَ مهما يكن لونُه إلى أنَّ مثلَ هذه التحريفات تتجاوز كلَّ حدودِ التعصُّبِ والتلاعب التي أشار إليها الشيخُ أحمد شاكر - رحمه الله - في قالتِه التي مرت بنا، وأن هذه التحريفاتِ تتناول كلَّ ما يتَّصلُ بألفاظ القرآن وتعابيره، وكل ما يتصل بالنبيِّ - صلوات الله وسلامه عليه - ورسالته، وكل ما يتصل بمفاهيمِ الإسلام من الوَحدانية والنُّشور والآخرة.



[1] مقدمة ديوان أبي العتاهية، تحقيق د. شكري فيصل، ص 6.

[2] المقدمة، ص 7.

[3] مقدمة ديوان أبي العتاهية، ص 13.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواد مترجمة
  • سير وتراجم
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة