• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / متفرقات / في الحج


علامة باركود

الحج والعيد علاقة سامية

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 21/2/2010 ميلادي - 7/3/1431 هجري

الزيارات: 12985

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحج والعيد علاقة سامية

الزمان: قديم موغل في أعماق الماضي.

المكان: مكة، عندما كانت قَفْرًا يبابًا في الوادي الأجرد، لا يعمرها إنس، وإنما تلم بها بين حين وآخر جماعات من الرُّعاة، يحطون رحالهم عند أطلال البيت العتيق؛ التماسًا للراحة والبركة، ثم لا يلبثون أن يشدوا الرحال، ويضربوا في تيه الصحراء؛ بحثًا عن مساقط الغيث ومنازل المطر.

في تلك البقعة المهجورة، وفي ذلك الزمن الغابر وراء التاريخ، جاء إبراهيم - عليه السلام - يسعى من الشمال، ومن ورائه هاجر تحمل في حضنها وليدها إسماعيل.

خرج إبراهيم من أرض كنعان ضاربًا في طريق الجنوب إلى البلد العتيق، ومن ورائه الأم هاجر مهزولة في أعقاب نفاسها، منصرفة عن التفكير فيما كان ويكون بهذا الصغير الرضيع الذي يسكن إلى حضنها فينسيها كل الدنيا.

من أطلال البيت العتيق حطَّ إبراهيم رحله ثم تهيأ للعودة من حيث جاء، تاركًا هاجر وولدها مع جراب فيه تمر، وسقاء فيه ماء.

وأدارت هاجر عينيها في هذا التيه القفر، فسألت مرتاعة: أتتركنا هنا بهذا القفر الموحش؟
قال: بلى، فأمسكت هاجر عن الكلام برهة، ثم سألت سيدها إبراهيم - عليه السلام -: آلله أمرك بهذا؟!
أجاب: بلى، قالت: إذًا، فالله لن يضيِّعنا!

ولم تزد، وسار إبراهيم منصرفًا، حتى إذا بلغ ثنية الوادي رفع رأسه إلى السماء، وقال في ضراعة وابتهال: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37].

ومضى، وظلت هاجر تتبعه عيناها حتى غيَّبه منعطف الوادي، فأقبلت على وليدها تستمد منه الأنس في وحشتها، والقوة في احتمال محنتها.

حتى نفد الزاد الضئيل الذي تركه لها سيدها إبراهيم - عليه السلام - ونفد الماء، وخف ثديها؛ فلم يعد يبضُّ بقطرة.

إذ ذاك بدا لها أن تبحث هنا وهناك عن شيء يمسك الحياة على طفلها، فراحت تضرب فيما حول الأطلال، دون أن تهتدي إلى شيء.
وسعت إلى جبل الصفا فعرجت إلى قمته لتشرف من على الوادي؛ لعلها تلمح من بعيد أثرًا لحياة.
وهبطت من الصفا، وسعت مهرولة إلى المروة، فصعدت وحدقت فيما حولها؛ لعل أحدًا غيرها يضرب في التيه.
ولا أثر، ولا أحد، وأعادت الكرة.
وظلت تسعى مهرولة بين الصفا والمروة مرتين وثلاثًا وسبعًا؛ حتى وهنت قواها وهدَّها اليأس، فارتمت إلى جانب طفلها، لكنها لم تقوَ على احتمال رؤيته وهو يلهث ظمأً، والحياة تتسرب من كيانه اللطيف، وغطَّت وجهها بلفاعها، وقالت: لا أنظر موت الولد ثم استسلمت لقضاء الله.

وتفتحت السماء لمشهد الأم فيما تكابد من هموم أمومتها، وتجلّت رحمة الله، فتفجَّر نبع زمزم من تحت أقدام الوليد المبارك، وهرولت الأم إلى النبع، فارتوت وسقت وليدها، وردَّت الروح إلى الطفل وأُمَّه، وبعثت الحياة في الوادي الأجرد وقد استجاب الله لدعاء إبراهيم - عليه السلام.

من ذلك العهد السحيق دخلت هاجر تاريخنا الديني، فكان مسعاها مهرولة بين الصفا والمروة شعيرة من شعائر حج العرب في الجاهلية والإسلام؛ قال - عز وجل -: {نَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158].

وتمضي الدهور والأحقاب والأم هاجر ملء الحياة، فكلما دار عام القمر دورته وأهلّ عيدنا الأكبر، سعى الألوف من الحجيج بين الصفا والمروة مهرولين سبعة أشواط، كما سعت هاجر من قبل التاريخ!!

تقول الدكتورة عائشة بنت عبدالرحمن «بنت الشاطئ»: في مكان بعينه بين الصفا والمروة وبالحركة نفسها هرولة بينهما سبعة أشواط، وفي موعده الذي لا يتخلف من عام القمر على مدار السنين من قديم بعيد، والى الأبد، ذلك هو عيد الأمومة عندنا، شعيرة من شعائر الله.

أقول: لقد كانت الأمم الماضية تعرف الأعياد لهوًا ولعبًا، وشرابًا وطربًا، وجلبة وصخبًا، بل إن بعض الأديان القديمة كانت تستخدم أعيادها الدينية من مادة الإباحية المستهترة، والفوضى الخُلُقية السافرة.

ويجيء الإسلام بموازينه العادلة، ومعاييره الدقيقة الفاصلة، فيلقي على فكرة الأعياد ضوءًا جديدًا يبعد بها عن انحلال المادية وفجورها.

تلك هي فكرة الأعياد في الإسلام، فالصبغة الأولى كما يقول الأستاذ محمد عبدالله دراز لأعيادنا الإسلامية صبغة روحية.

ولنستمع إلى هذا النشيد القوي الذي يتجاوب صداه في الطرقات، وعلى ألسنة الذاهبين إلى العيد أفرادًا وجماعات، وفي المساجد على ألسنة المصلين أو المنتظرين لصلاة العيد، وفي البيوت على ألسنة المصلين عقب صلواتهم المكتوبة في أيام التشريق، وفي منًى عند الجمرات على ألسنة الحجاج.

لنستمع إلى هذا النشيد، إنه يفجّر الروح فرحًا وابتهاجًا بإتمام رحلتها الشاقة الموفقة رحلة الصوم أو رحلة الحج، ثم استبشارًا وتطلُّعًا إلى المستقبل بعين الثقة والأمل، إنه شعار الانتصار الروحي في التجربة الماضية والتصميم على متابعة هذا الانتصار الروحي في التجارب المقبلة.

الله أكبر ولله الحمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة