• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / قضايا العلم والتعليم


علامة باركود

سياسة الإنسان نفسه

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 21/2/2010 ميلادي - 7/3/1431 هجري

الزيارات: 12382

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دروس سياسية من نوع خاص
سياسة الإنسان نفسه

إن أول ما ينبغي أن يبدأ به الإنسان من أصناف السياسة سياسة نفسه؛ إذ كانت نفسه أقرب الأشياء إليه وأكرمها عليه وأولاها بعنايته؛ ولأنه متى أحسن سياسة نفسه لم يعِ بما فوقها.

ومن أولئك ما يلزم مَن رام سياسة وإصلاح نفسه أن يعلم أنَّ له عقلاً هو السائس القائد، ونفسًا أمَّارة بالسوء كثيرة المعايب، جمة المساوئ في طبعها، وأصل خُلُقها هي المسوسة.

وأن يعلم أن كل رام إصلاح فاسد لزمه أن يعرف جميع فساد ذلك الفساد معرفة مستقصاة؛ حتى لا يغادر منه شيئًا، ثم يأخذ في إصلاحه، وإلا كان ما يصلحه غير ممكن.

كذلك مَن رام سياسة نفسه ورياضتها وإصلاح فاسدها، لم يجز له أن يبتدئ في ذلك، حتى يعرف جميع مساوئ نفسه معرفة محيطة، فإنه إن أغفل بعض تلك المساوئ وهو يرى أنه قد عملها بالإصلاح وعمَّها بالسياسة، كان كمن يدمل ظاهر الكلم، وباطنه مشتمل على الداء، وكما أن الداء إذا قوى على الإهمال وطول الترك نقض الاندمال، وكذلك العيب من معايب النفس إذا أغفل عنه كامنًا، حتى إذا لاح له وجه ظهور طلع مكمنه، آمن ما كان الإنسان له.

فمن إصلاح نفسه إصلاح بدنه؛ لأنه كالقالب لنفسه والوعاء لجنسه.
وأول ما يلزمه من إصلاح جسمه تمرينه على أذى القرّ والحرّ، فإن الإنسان في هذه الدنيا على جناح سفر وبإزاء غرر وخطر وغير.

ولما كانت معرفة الإنسان نفسه غير موثوق بها؛ لما في طباع الإنسان من الغباوة عن مساوئه، وكثرة مسامحته نفسه عند محاسبتها، ولأن عقله غير سالم عن ممازجة الهوى إياه عند نظره في أحوال نفسه، كان غير مستغنٍ في البحث عن أحواله، والفحص عن مساوئه ومحاسنه عن معاونة الأخ اللبيب الواد الذي يكون منه بمنزلة المرآة، فيريه حسن أحواله حسنًا وسيِّئها سيِّئًا.

وينبغي للإنسان أن يعد لنفسه ثوابًا وعقابًا يسوسها به، فإذا أحسنت طاعتها وسلس انقيادها لما يسومها من قبول الفضائل وترك الرذائل، إذا أتت بخلق كريم أو منقبة شريفة، أثابها بإكثار حمدها وجلب السرور لها، وتمكينها من بعض لذَّاتها، وإذا ساءت طاعتها وامتنع قيادها وجمحت، فلم يسلس عنانها، وآثرت الرذائل على الفضائل، وأتت بخلق لئيم أو فعل ذميم، عاقبها بإكثار ذَمِّها ولومها، وجلب عليها شدة الندامة، ومنعها لذَّاتها؛ حتى تلين له!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة