• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / علوم


علامة باركود

علم الحياة.. رؤية اجتماعية بيئية

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 8/5/2010 ميلادي - 24/5/1431 هجري

الزيارات: 13025

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإنسان ابن بيئته؛ بمعنى أن شخصيته وتكوينه ونموه وسلوكه، وميوله وأفكاره وليدة التفاعل مع البيئة.

ومن الغريب أن الإنسان الذي عمّر هذا الكون، واتخذه الله - تعالى - خليفة، وكرّمه على سائر المخلوقات، هو ذات الإنسان الذي يدمّر البيئة ويخربها، ويقضي على الأخضر واليابس، بل يملأ أرجاء المعمورة بالسموم والعوادم، والإشعاعات والأتربة والدخان، ويملأ المكان ضوضاء صاخبة، والسماء غبارًا وأبخرة، والهواء روائح كريهة، والأرض فسادًا واسع الانتشار، هدّد بذلك التوازن والاستقرار البيئي، وقضى على جمال البيئة بقطع أشجار الغابات والاعتداء على المحميات، وتدمير الشعب المرجانية، وقذف الحيوانات الميتة في عرض المياه العذبة، وإلقاء المخلفات الصناعية في الأنهار، ونثر النفايات في الشوارع والقمامة على الطرقات.

إن تلوّث البيئة والاعتداء عليها وتدميرها وتصحّرها نتيجة لصنع الإنسان وفِعْله وجَهْله وتجبُّره. 

ولأن قضية البيئة قضية تربوية سلوكية في المقام الأول، كان لزامًا أن تهتم الدول والحكومات بحماية البيئة، والحفاظ عليها من التلوّث والاستنزاف، والتصحُّر والتدمير والفساد.

ومن ثمّ فإن الحاجة ملحة وماسة لعلم نفس بيئي، يُعيد للإنسان توازنه وللبيئة حقها المسلوب، وللمجتمع هدوءه واستقراره، وللتنمية ديمومتها وتقدُّمها.

إن علم النفس البيئي فرع جديد من فروع علم النفس الحديث، ظهر من جراء تزايد الاهتمام بالبيئة وما يكتنفها من التلوث والتدمير والعدوان، وما أصابها من عبث وإفساد.

 

إن علم النفس البيئي يتعامل مع العلاقة المتبادلة والتأثير المشترك بين الإنسان وبيئته، وهو محاولة علمية للمساهمة في حماية البيئة، وحل مشكلاتها المتزايدة، وتتضح هذه الحقيقة من كون معظم المشكلات البيئية هي في الواقع من صنع الإنسان.

يقول د. عبدالرحمن بن محمد العيسوي في كتابه الرائع (في علم النفس البيئي): إنّ أفضل الطرق لعلاج التلوّث والوقاية من انتشاره تكمن في تعديل سلوك الناس واتجاهاتهم نحو بيئتهم، ونحو حب البيئة، والارتباط بها، والشعور بأننا وبيئتنا شيء واحد.

في الحقيقة هناك ضرورة واقعية لنشأة علم نفس بيئي لملاحقة التطورات والتغيّرات الطارئة على البيئة؛ ولأن الحاجة ماسة اليوم لعلاج مشكلات البيئة الناتجة عن سلوك الإنسان السلبي إزاء بيئته وتلويثها والإساءة إليها. 

 

 

 

إن من أهم ما ينبغي أن يتناوله علم النفس البيئي عملية إدراك الإنسان للبيئة وعناصرها، ومدى رضاه عنها، واكتساب المعلومات والحقائق حولها.

ومن أبرز الشعارات والنداءات التي ينبغي أن يتبناها علم النفس البيئي المنشود:

 

 

1 - حافظ على بيئتنا نظيفة.

2 - لا تجلس فوق الحشائش الخضراء.

3 - لا تقطع هذه الزهور.

4 - لا ترمِ النفايات في الطريق العام.

5 - لا تترك الطعام مكشوفًا.

6 - لا تلوّث المجاري المائية.

7 - في مقاومة الذباب حفاظ على الصحة.

8 - حافظ على سيولة حركة المرور.

9 - لا تسرف في استخدام الطاقة.

10 - البيئة علم وسلوك.

 فمن الأفضل أن تكون هذه الإرشادات مكتوبة أو مسموعة، وينبغي أن تكون الملصقة أو الشعار أو النداء واضحًا وسهلاً ومعبرًا عن إدراك الناس وفَهْمهم، ومن المناسب أن تكون النصائح سهلة قابلة للتنفيذ. 

إن وجود البيئة نفسها نظيفة ومنظمة وسليمة يُعد باعثًا على السلوك الإيجابي نحوها، وكذلك القدوة ووجود الناس الذين يحافظون على نظافة البيئة يدفع الآخرين إلى تقليدهم.

والحقيقة التي نؤكّدها أن قضية المحافظة على البيئة وحمايتها وتجميلها وتحسينها واستغلالها - قضية تربوية في المقام الأول؛ ذلك لأن القانون، ومهما شدّد من العقوبات، فإنه لا يستطيع أن يراقب الإنسان في كل خطواته وهو داخل منزله، أو داخل غرفته، أو في عمله أو في الحدائق العامة، أو في المتنزهات.

 إنّ علم النفس البيئي لا يضع حدًّا فاصلاً بين البحث التطبيقي، والبحث العلمي الأكاديمي أو البحث النظري؛ لذا فإن هذا العلم يستهدف من وراء بحوثه حل مشكلات واقعية وحقيقية تجابه المجتمع في الوقت الراهن، مثل: مشكلة التلوّث أو الزحام أو التصحُّر.

بَيْدَ أن تعديل السلوك المدمّر أو الضار بالبيئة لا يهم أصحاب تخصص علمي أو مهني بعينه، وإنما يهم جميع أبناء المجتمع قاطبة، وخاصة بعد أن تفاقمت مشكلة تلويث البيئة وهدمها وتدميرها، والاعتداء عليها، فهي قضية المجتمع كله؛ أفرادًا وجماعات، وهيئات ومؤسسات، وإدارة وحكومة؛ إذ هي قضية مجتمعية وطنية.

إن قضية البيئة قضية مشتركة التخصصات ومشتركة العلوم، يهتم بها علماء الشريعة، وكذا الطب، والسياسة، والاقتصاد، والتربية، وعلم النفس، والقانون، والإعلام والسياحة، والزراعة، والصناعة، كلٌّ من جهة تخصصه، بل إن هناك فروعًا متخصصة أخرى ظهرت حديثًا، مثل: علم الاجتماع الحضري والريفي والصناعي، وعلم الحياة الاجتماعي، وعلم الجغرافيا السلوكية، وعلم التخطيط للترفيه، وقضاء أوقات الفراغ - ذات علاقات متشابكة مع قضايا البيئة، كما تتصل قضية البيئة اتصالاً مباشرًا اليوم بقضية أخرى مهمة وحيوية هي قضية التنمية الشاملة، والتنمية الشاملة - كما هو معلوم - تهتم بتنمية الجوانب الاقتصادية، والبشرية، والاجتماعية، والسياحية، والزراعية، والثقافية والريفية، والإنسانية بشكل عام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لذا يؤكِّد - الاقتصاديون - أن ما يُتفق على حماية البيئة استثمار اقتصادي مفيد، وليس نوعًا من الترف؛ ذلك لأنه لا يمكن القيام بمشروعات تنموية في بيئة ملوّثة، فالتنمية والبيئة متلازمتان والاقتصاد يرتبط بالبيئة. 

ومما يؤكِّد ما سبق دعوة الإسلام للمحافظة على حياة الإنسان، وحياة المجتمع، وعلى صحته، والصحة العامة، وعلى حماية البيئة من التلوّث والتدمير.

فالإسلام ينظِّم حياة الفرد على أساس من الإيمان، والنظافة والوعي، والفَهْم وتجنُّب أسباب الأمراض والهلاك، والإسلام يدعونا لحماية البيئة والمحافظة عليها من غوائل الإنسان وفساده وإسرافه، وبناءً على

ذلك، فإن استهلاك الإنسان المتعاظم هو طوفان التلوّث القادم.

 

 

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة