• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / قضايا الأسرة


علامة باركود

الشباب وفضيلة الاعتدال

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 6/2/2010 ميلادي - 21/2/1431 هجري

الزيارات: 24359

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يقول الشيخ مصطفى الغلاييني في كتابه "عظة الناشئين": مَن نشد الفضيلة، فليطلبها في الاعتدال، فالاعتدال في الفكر والمذهب، والمأكل والمشرب، والملبس والبذل، وكل أمر حسّي أو معنوي هو الفضيلة.

الاعتدال هو التوسُّط في كل شيء، فالشجاعة وسط بين نقيضين: التهور والجُبن، والجود وسط قصد بين رذيلتين: الإسراف والبُخل.

وهكذا، فان الذكاء إذا زاد، أدى إلى الخلل في الأعمال، وإن نقص كان البَلَه والغباوة، والتقوى المطلوبة شرعًا إن جاوزت حدَّها الشرعي، كان منها الوسوسة.

لذا نهتِ الشريعة السمحة عن الغلو في الدين، وأمرت باتِّباع القصد فيه.

حتى إن عز الدين بن عبدالسلام - رحمه الله - في كتابه "قواعد الأحكام": بيَّنَ أن الاقتصاد والاعتدال مطلوب في أمور الدين، من مثل الاقتصاد في استعمال مياه الطهارة، والاقتصاد في المواعظ، والاقتصاد في قيام الليل، والاقتصاد في العقوبات والحدود والتعزيرات، والاقتصاد في الدعاء، والاقتصاد في الأكل والشرب، والمزاح والجماع، وطلب العلم وزيارة الإخوان والمدح.

إن القاعدة الشاملة تنصُّ على: إن كل شيء جاوز حدَّه انقلب إلى ضده، وهي قاعدة تعمُّ الحيوان والنبات والجماد، والمعقولات، والحسيَّات، والاجتماع، والعمران، وبَنِي الإنسان.
والعاقل من ألزم نفسه التوسُّط في الأمور، والاعتدال في أحواله المعائشية والاجتماعية والدينية، فإن الاعتدال هو السلامة، وما ضرَّ الأُمَّة إلا ترك الاعتدال.
وكما قِيل: خير الأمور أوسطها.

إن صاحب المال يتلف ماله الإسراف والإنفاق على ما لا خير فيه لنفسه ولا لأُمته، فيصبح بعد حين في عداد الفقراء، خالي الوفاض، صفر اليدين، فارغ الكفين.

والشح بالمقابل يسوق صاحب المال إلى النّصب في كسب الذهب، ثم يحول دونه ودون أن يحيا حياة السعداء.

وإن كان في الإسراف إتلاف الأموال، ففي البخل إرهاق النفس عُسرًا، فالويل في كلتا الحالتين نازل بمن تخلَّق بهما.

والاعتدال وهو الجود داعية السعادة بالمال، يقول - جل شأنه -: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].

فلزوم القصد واتِّباع وسط الأمر هو المنجِّي من الويلات، فلينفق الإنسان على نفسه وعياله والمحتاجين من الناس وعلى المشروعات النافعة، ما ليس إسرافًا ولا بخلاً.

إن التوسُّط في المأكل والمشرب سببٌ لحفظ الصحة من الأمراض والأخلاط الفاسدة.

والاعتدال في التنزُّه واللهو داعية سرور النفس ونشاط الجسم.

والاقتصاد في كسب المال وبذله يهدي إلى وجوه الخير في مكسبه، وترك الشر في جمعه من حِلِّه وغير حِلِّه، ويرشده إلى طُرق الإنفاق القويمة، فلا يكون بخيلاً ولا مُسرفًا، بل يعيش عيشة السعادة والرفاهية.

حقًّا، إن الاعتدال فضيلة أخلاقية واقتصادية تدعو إلى السعادة والهناء والكفاية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة