• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / قضايا المجتمع


علامة باركود

الفقر الأسود والفقر الأبيض!!

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 24/4/2010 ميلادي - 10/5/1431 هجري

الزيارات: 34711

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اختلف الناس في الفقر والغنى على أربعة مذاهب:

فمنهم من ذهب إلى أن الغنى أفضل ومنهم من ذهب إلى أن الفقر أفضل ومنهم من ذهب إلى أن الكفاف أفضل ومنهم من لم ير المفاضلة بينهما.

 

وهذا فيمن كان يؤدي ما لله عليه في حال الفقر لفقره، وفي حال الغنى لغناه، لأن من كان يؤدي حق الله الواجب عليه في الفقر، ولا يؤدي حقه الواجب في الغنى، فلا اختلاف في أن الفقر أفضل له من الغنى، والعكس بالعكس؛ لأن الفضل في الفقر والغنى ليس لذاتهما وإنما هو لما يكتسب بسبب كل واحد منهما مما يؤجر عليه.

 

فالصحابة رضوان الله عليهم كان منهم الغني والفقير، ومن أغناه الله من فضله بعد أن كان فقيراً، فكانوا كلهم محمودين في حال الفقر وفي حال الغنى.

 

والحقيقة أن الفقر له حالان:

الأول: حال تتبلبل فيها الخواطر من الهم والغم وكثرة العيال وانكسار النفس الناشئ عن ذلك، وهو الذي يبدد الذهن ويقتل النبوغ ومن هذا الفقر، فقر من ليس في بيته دقيق، ويمكن أن نطلق عليه الفقر الأسود.

الثاني: حال يكون الإنسان فيها فقيراً، ولكنه يكون خفيف المؤونة، راسخ الطمأنينة بالله، لا يؤثر الفقر إلا على سطح جسده، ومظهر لباسه، وأما خاطره فمستقر ثابت ويمكن أن نطلق عليه الفقر الأبيض.

 

ولعل هذا النوع من الفقر هو الذي فضله الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، القائل: الصبر على الفقر مرتبة لا ينالها إلا الأكابر، والفقر أشرف من الغنى، ولا أعدل بفضل الفقر شيئاً.

 

وهذا النوع من الفقر هو الذي مدحه أيضًا الإمام الشافعي رحمه الله، القائل: قد أنست بالفقر حتى لا أستوحش منه، والفقر مع القناعة أزين شيء بالعلماء. إذ فقر العلماء فقر اختيار، وفقر الجهال فقر اضطرار.

 

وقد حفلت كتب الأدب والتاريخ والتراجم والأخلاق، بأقوال كثير من العلماء في فقرهم وجوعهم.

 

فهذا القاضي الأديب أبو الحسن علي الجرجاني يقول:

وقالوا تَوّصلْ بالخضوع إلى الغنى
وما عملوا أن الخضوع هو الفقرُ
وبيني وبين المال شيئان حرّما
علي الغنى: نفسي الأبية والدهرُ

وهذا الأديب القاضي أحمد المزجد الزبيدي القائل:

قلت للفقر: أين أنت مقيمٌ؟
قال لي: في عمائم الفقهاء
إنَّ بيني وبينهم لإخاء
وعزيزٌ علي قطع الإخاء

وآخر من العلماء يجعل الفقيه هو الفقير بعينه وإنما استدارت راء الفقير، فصارت هاء، فيقول:

إن الفقيه هو الفقير وإنما
راء الفقير تجمعت أطرافها

ولقد ذهب غير واحد من الفقهاء والمحدثين إلى تفضيل الفقر على الغنى، ومنهم الإمام الفقيه أبو جعفر الترمذي رحمه الله، ومنهم المحدث الفقيه عبدالله بن زَبْر الذي ألف كتابًا أسماه (تشريف الفقر على الغنى).

 

بَيْدَ أن المسلك الأعدل والخير الأمثل، إن شاء الله هو الكفاف وهو ما كفَّ عن الناس وأغنى، فلا هو بفقر يكاد يكون كفراً، ولا هو بغنى مُبْطر يُوِّلد نكراً.

 

ومن هنا فقد عقد الدلجي رحمه الله في كتابه (الفلاكة والمفلوكون) أي الفقر والفقراء فصلًا خاصًا بذكر الآفات التي تنشأ عن الفاقة والفقر، منها:

قال: هي أكثر من أن تحصى أو يحملها قلم.

منها: ضيق الصدر والانكماش عن الناس.

ومنها: القهر الذي يلازم الفقير المملق.

ومنها: الحسد لذوي النعمة وحب زوالها عنهم.

ومنها: رؤية الفقير نفسه أنه أحق بتلك النعم.

ومنها: الوقوع في أعراض الناس والغضب منهم.

ومنها: أن الفقر يُخمل الإنسان ويغل اللسان ويضعف البيان.

ومنها: القلق النفسي الذي يلبس الفقير في حاله ومستقبله. ولهذا يقول أبوالوليد القرطبي في كتابه (الجامع من المقدمات): والذي أقول به في هذا: تفضيل الغنى على الفقر وتفضيل الفقر على الكفاف، وفي كلٍ خير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- بين الفقير والغني
هاني عبد الهادي زبير - السودان 13-05-2016 10:04 PM

كل من الغنى والفقر قضاء كوني من الله على عباده، برهم وفاجرهم، ولكن يصيران نعمة على العبد إذا رضي بقضاء الله وقدره، والتزم بما يتعلق بذلك من أحكام شرعية ودرجات إيمانية، ولكن الغالب على أهل العلم مثلا الفقر لانشغالهم بالعلم عن الأزياد في الكسب، ولإيثارهم الآخرة على الدنيا جعلنا الله منهم، ومعرفتهم بحقارة الدنيا فكرهوا أن يضيعوا فيها أعمارهم ولعلمهم برفعة ونعيم الآخرة فأشغلوا أعمارهم وأبدانهم في تحصيل ذلك رحمهم الله وجعلنا مثلهم في الدنيا والآخرة والله المستعان.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة