• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / إدارة واقتصاد


علامة باركود

لماذا السخرية من علماء الاقتصاد؟

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 5/11/2015 ميلادي - 22/1/1437 هجري

الزيارات: 12172

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لماذا السخرية من علماء الاقتصاد؟


ليس من السهل أن تكون مفكراً اقتصادياً؛ فالمديرون التنفيذيون للشركات يهاجمونهم لعدم حسابهم التكاليف والأرباح بالدقة المطلوبة، ويتهمهم محبو الأعمال الخيرية بأنهم شديدو التدقيق في التكاليف والأرباح. أما الساسة، فينظرون إلى المفكرين الاقتصاديين على أنهم هادمو اللذات الذين لا يسمحون للساسة بأن يعدوا الجماهير بتحقيق الرخاء دون تقديم أي تضحيات.

 

وقد كرس عدد من الكتاب الساخرين وقتهم لمهاجمتهم؛ أمثال جورج برنارد شو وتوماس كارلايل. وفي الواقع بدأ موسم الهجوم على المفكرين الاقتصاديين منذ أن أطلق كارلايل على الاقتصاد اسم ((العلم الكئيب)).

 

يشعر الاقتصاديون بأنهم يهاجمون ظلماً؛ لأنهم عادة ليسوا المتسببين في الأنباء السيئة، بل هم من ينقلوها فحسب. والرسالة يسيرة: على البشر أن يقدموا على خيارات صعبة. فالجنس البشري لا يعيش في جنة، والعالم لا يمتلئ بأنهار اللبن والعسل. وعلينا أن نختار بين الهواء الأنقى أو السيارات الأسرع، بين المنازل الأكبر أو الحدائق الأكبر، بين المزيد من العمل أو المزيد من اللهو.

 

إن المفكرين الاقتصاديين لا يقولون لنا إن أيًّا من هذه الأشياء سيئ لكنهم يقولون فقط إنه ليس بوسعنا أن نملكها كلها في الوقت نفسه. إن علم الاقتصاد معني بدراسة الخيارات؛ فهو لا يخبرنا يما يجب علينا اختياره، بل يساعدنا فقط على فهم تداعيات اختياراتنا.

 

بالطبع، لم يرض المفكرون الاقتصاديون الأوئل بلعب دور ناقلي الأخبار وحسب. وعلى الرغم من أنهم نالوا ألقاباً ساخرة وغير مهذبة – مثل سميث الأخرق، ومل المتذاكي وكينز الشهواني، وما إلى ذلك - فلا يمكن أن نستخف بهم بسبب دوافعهم.

 

ومن قبيل المفارقة أن المفكرين الاقتصاديين ينالون بالمثل في أيامنا هذه الكثير من الانتقادات اللاذعة؛ ذلك لأنه – كما لاحظ كينز - بدأ الكثير منهم كفاعلي خير يبحثون عن وسائل لجعل العالم أفضل.

 

وقد اعتبر ألفريد مارشال أن الاقتصاد مهنة ينبغي أن تمزج بين العلم السديد والإخلاص للبشر. وفيما كان الناس في العصور الوسطى يرون أن هناك ثلاث مهن عظيمة - وهي الطب الهادف لتحقيق الصحة البدنية، والقانون الهادف لتحقيق الصحة السياسية، واللاهوت الهادف لتحقيق الصحة الروحية - كان مارشال يأمل في أن يصبح الاقتصاد المهنة النبيلة الرابعة التي تحقق مستوى أفضل من الصحة المالية، ليس للأغنياء فقط ولكن للجميع. لقد حاول مارشال ببسالة أن يتوسط بين اتجاهين مؤثرين متعارضين: اتجاه نحو اقتصاد رياضي صرف دون أي تطبيق عملي، واتجاه يميل إلى التطرف العاطفي التام دون تفكير نظري دقيق. إن المنهج الذي حارب مارشال من أجل تأسيسه في كامبريدج جمع بين أشد العقول علمية وأشدها عاطفية، وكان كينز بالطبع أروع نتيجة لهذا المنهج.

 

لطالما كانت السياسة أقوى رابط بين الاقتصاد والواقع. في الواقع كان الاقتصاد حتى هذا القرن يطلق عليه اسم ((الاقتصاد السياسي)). وخدع السواد الأعظم من ألمع المفكرين الاقتصاديين في المناصب الحكومية بشكل أو بآخر، وفاز اثنان منهم - وهما ديفيد ريكاردو وجون ستيوارت مل – في الانتخابات البرلمانية في بريطانيا. إننا لا نرى في أعظم الاقتصاديين لمحة من الاهتمام العلمي وحسب، لكن قدراً كبيراً من الشغف أيضاً. ونرى في الرموز العديدة للحسابات والإحصاءات علامات واضحة على الاهتمام.

 

ليس من الصعب معرفة السبب في أن الساسة يسيئون فهم مستشاريهم الاقتصاديين؛ فالاقتصاديون يتكلمون بعضهم مع بعض بلغة مختلفة عن تلك التي يستخدمونها مع العامة. إنهم يتكلمون بلغة النماذج. ففي محاولاتهم لتفسير ذلك العالم المعقد المسمى بالاقتصاد، يجب أن يبدءوا بتبسيط العوامل القليلة المهمة في وقت الدراسة؛ ذلك لأن كل ظاهرة اقتصادية قد تتأثر بآلاف الأحداث. فمثلاً، يمكن أن يعتمد مستوى إنفاق المستهلك على بعض مما يأتي: الطقس، الأذواق، الدخل، التضخم، الحملات السياسية. ولفصل العوامل الأهم وترتيبها، على الاقتصاديين أن يصمموا نماذج تعزل مجموعة من هذه العوامل اللانهائية المحتمل تأثيرها على الظاهرة الاقتصادية. وأبرع الاقتصاديين هم من يصممون أقوى النماذج وأقدرها على الاستمرار.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- الفكر الاقتصادي الحديث
Mohammed..Oj - Sudan 08-04-2016 12:04 AM

أخي الكريم.. أريد ان أسأل...؟؟
ما إذا كان أحد المفكرين الاقتصاديين في زماننا هذا قد أحدث تغيرا... من وضع نظريات ونماذج غير النماذج والنظريات التي وضعها علماء الاقتصاد سواء في العصور الوسطي أو أحد اشهر المدارس كلاسيكية.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة