• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / إدارة واقتصاد


علامة باركود

جنة المغفلين: رؤية اقتصادية

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 29/6/2015 ميلادي - 12/9/1436 هجري

الزيارات: 10038

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جنة المغفلين

رؤية اقتصادية


كان علم الاقتصاد في منتصف القرن الماضي ولبرهة من الزمن، يبدو ذلك العلم الواسع الصعب المرتقى الذي خلت مادته من أي رونق جذاب، وقد قدَّم نتاجًا تعوزه البشرية جمعاء، ذلك النتاج يتمثل في طريقة تحقيق الازدهار، ومن ثم أساليب الحفاظ عليه، وقد ابتدع أصحاب السلطة في البلاد ومستشاروهم من علماء الاقتصاد أساليب كثيرة لتخليص الاقتصاد الوطني والعالمي من خطر الكارثة والمجازفة، فكانت ذات صبغة عقلانية تنبئ بواقع المستقبل، وتحمل طابع التحليل الإحصائي العميق؛ حيث صارت الحكومات تعتقد أن كل ما ينقصها فقط هو مجرد أن تجمع بين هذه الأساليب جنبًا إلى حنب مع الكادر والخبير والمال المطلوب؛ حتى تستطيع أن تجعل الحياة الاقتصادية تُلبِّي رغباتها.

 

وعلى أساس من هذا الاعتقاد الخاطئ، فقد ذهب الزعيم الصيني ماوتسونغ إلى أن اقتصاد الصين سيقفز قفزة عظيمة إلى الأمام، وكذلك الزعيم السوفيتي خروشوف.

 

وفي الولايات المتحدة الأمريكية كان الرئيسان كندي وجونسون ومستشاروهما، وحتى معظم الشعب الأمريكي - يظنون أن مستوى الإنتاج العالمي والتفوق الاقتصادي لبلادهم مضمون حتى المستقبل البعيد، وأن التدابير الضرائبية المستخدمة لتحقيق استقرار اقتصادي كفيلة بأن تقضي حتى على التقلبات القصيرة الأمد التي قد تحدث في الأسعار.

 

أما في بريطانيا فكانوا يقومون - أو كان يُظَنُّ بأنهم يقومون - ببناء دولة الرفاهية المزدهرة والمتقدمة، من خلال العمل، ومن خلال مستوى معيشة متواضع ودائم التحسن، يعم جميع الأفراد، وهم في ذلك يقتفون إلى حد ما أثَرَ الدول الإسكندنافية، وأما المجموعة الأوروبية الاقتصادية، فهي إذ تتبنَّى لنفسها منهج الاقتصاد الأمريكي المتكامل باستمرار، كانت تقوم بمهامها على أفضل ما يرام لصالح الدول الأعضاء الأصليين، وكان هناك ستة أو سبعة من بلدان أمريكا الجنوبية تسير في خطواتها الأولى نحو تبنِّي هذا الاقتصاد كنظام يُحتذى في قارَّتهم.

 

وأما في البلدان المتخلفة، فكان الناس وحُكَّامهم يتطلعون إلى خطط تنمية من وضع مختصين؛ لتنظِّم لهم عملية الازدهار والتقدم، وفي الوقت نفسه كانت تطلُّعاتهم هذه موضع نظر الدول التي تموِّل خطط التنمية عن طريق القروض والمِنَح.

 

وقد اختلفت الطرق المتبعة لتحقيق هذا الازدهار في الأماكن التي خلت منه، والحفاظ عليه في الأماكن التي نالت منه حظًّا، وذلك حسب الناحية الأيديولوجية، ولكن ليس بذلك القدر الذي قد يتصوره المرء، فمثلًا عندما كانت الحكومتان الأمريكية والسوفييتية تتنافسان على كسب الحلفاء من الدول الفقيرة - من خلال تقديم المساعدات الاقتصادية - لم تكن منافستهم هذه تنطوي على مفاهيم مختلفة في المساعدة، بل على النقيض من ذلك، فكلتاهما كانتا تتنافسان على تقديم الشيء نفسه؛ من سدود مائية وشبكات طرق، ومعامل أسمدة، وأنظمة ري.

 

ومن الناحية النظرية فكل شيء كان على أساس كبير من المنطق، وأما في الواقع، فقلما سارت الأمور حسب ما رُسِم لها.

 

ونعيش الآن في زمن عصيب من الإحباط في خطط النمو، تتراوح نتائجه ما بين كوارث حقيقية، إلى مجرد إحباط وخيبة أملٍ.

 

وكما نعلم جميعًا، فإن البلدان ذات الاقتصاد السليم تستطيع دائمًا أن تمد يد العون لإنعاش التجارة في البلدان التي تَقَوَّض اقتصادُها بفعل المجاعة أو الأوبئة، أو الزلازل، ومد المحيطات، والفيضانات والنيران، وهذه الحال تتمثل تمامًا بخطة مارشال التي قدَّمتها أمريكا.

 

وقصارى القول أن الاقتصاديين في طول البلاد وعرضها كانوا يرسمون ويعدلون منحنياتهم الفليبسية الخاصة، وحتى في مدارس الاقتصاد في العالم الغربي، كان الطلاب يعلمون كيف يرسمون هذه المنحنيات ويستخدمونها، وأول هذه المنحنيات التي رُسِمت على أساس البيانات الأمريكية، تَم التخطيط لها عام 1960 على يد اقتصاديين اثنين؛ أحدهما: بول سامويلسون، وهو أحد كبار المؤلفين الأمريكيين في علم الاقتصاد، والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد.

 

الكلام عن الأعطاب البنيوية في الاقتصاد، أو النِّسَب العالية المستمرة للبطالة، لا يزيد عن أن يرجع بنا بطريق مختلفة إلى الحديث عن ألغاز التأثيرات المتباينة لخطة مارشال في مد يد العون إلى اقتصاديات مختلفة، ثم الفشل الذريع الذي لحق بكثير من خطط التنمية المدروسة والمموَّلة بشكل فائق.

 

نحن لا نعرف كيف نحفِّز عامل التنمية في الاقتصاديات المختلفة، ولا نعرف أيضًا كيف نَحولُ دون تردِّي الاقتصاديات المتطورة نفسها إلى حالة من التخلف، جانبان للغز نفسه.

 

الآن وقد عركنا عامل الزمن والأحداث، أصبحنا نعرف شيئًا واحدًا، وهو: من الحمق أن نفترض أن علم الاقتصاد الشمولي على وضعه المعروف اليوم، بوسعه أن يرشدنا لما فيه منفعتنا؛ إنه حطام لا خير فيه، لقد انقضت قرون عديدة من التفكير الجاد والحثيث في قضية الملاحقة القوية بين العرض والطلب، ولم تفدنا علمًا بشيء يُذكَر عن نمو الثروات وتدهوُرها، إذًا فيَتَحتَّم علينا أن نبحث في ثنايا سبل أخرى من الملاحقة والتفكير أكثر واقعية، وأرجى إثمارًا مما قد جربناه من قبل، وأما البحث لاختيار أحد المذاهب الاقتصادية القائمة، فهو عقيم لا فائدة تُرجى منه.

 

إننا نعيش واقعنا نحن، وليس ثمة ما يفرضه علينا غيرنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- الدنيا جنة الغافلين
يوسف عبدالله محمد الحليبه - المملكة العربية السعودية 14-07-2015 08:25 PM

شيخي مقال يحفظ بماء الذهب
ولكن هناك ربط بين الغافلين والمغفلين
إذا ما رئينا أن كلا الطرفين ينصب تفكيرهم على الأمور الدنيوية دون الاهتمام بالآخرة التي يوجد فيها ما هو تطبيق فعلي لاقتصاد ينهض بالمجتمع الدنيوي دون أن يشعر أصحاب جنة الغافلين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة