• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / إدارة واقتصاد


علامة باركود

السباق نحو القاع؟؟

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 16/4/2010 ميلادي - 2/5/1431 هجري

الزيارات: 12459

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يتم في أغلب الأحوال تناول العولمة كظاهرة اقتصادية، تتحدد خصائصها في بروز الأسواق العالمية للسلع ورؤوس الأموال، وفي إيجاد نظم الإنتاج المدمجة، لكن العولمة تتطلب وجود عناصر مجتمعة أكثر شمولاً، لا تقتصر على البعد الاقتصادي وحده.

فالعولمة تعمل على انتقال الأفكار والمعلومات، والأمراض والمشكلات الاجتماعية، لكن أثرها الحاسم يتمثل في كونها تعمل على إنتاج الهُويَّات، والمؤسسات العابرة للحدود القومية.

وبشكل عام، فإن عملية العولمة تقدم المظاهر نفسها في المكان الذي تتبدّى فيه، بما أنّ كوكب الأرض ليس "كلاًّ" واحدًا كما يريد لنا بعض المنظرين والمفكرين أن نتصور.

 

لذلك لم تعمل العولمة على إيجاد عالم موحّد، فهي ليست مرادفًا لتعبير "عالم واحد"، بل هي تتجه أكثر فأكثر إلى إيجاد نظام متشابك لعوالم متصلة؛ أي: مرتبطة فيما بينها.

 

وبالشكل نفسه، فالعولمة الثقافية لا تنتج ثقافة عالمية، ولكنها تنتج بالأحرى كوكبًا تختلط فيه الثقافات وتتعايش أو تتصارع.

 

 

 

 

وفي المقابل، نجد الشيء نفسه بالنسبة للإنترنت، فشبكة الاتصالات العالمية عملت على توالد أسواق "الغش"، وأسواق الجماعات الصغيرة.

 

 

فلم تعد العولمة - بناءً على ما سبق - تحديًا اقتصاديًّا أو سياسيًّا أو تقنيًّا، ولكنها تمثل بالإضافة إلى ذلك تحديًا للفكر الإنساني عامة، وبالتالي هي تحدّ للتعلم والتربية، والثقافة والفكر.

 

وعليه فإن من واجبات النظرية التربوية أن تلتفت باهتمام إلى آثار العولمة على تلك الجوانب الفكرية الإنسانية.

 

 

 

 

ومن ثمَّ يجب ألاّ نتخيل العولمة على أنها لعبة نتيجتها إيجابية بالقطع؛ فالسوق العالمية لا تمحو الفوارق بين الدول، وتفاعل البلدان المختلفة لا يأتي بالضرورة بالسلام، فهي تعني أنه في حالة المنافسة، لن يكون هناك منتصر حقيقي.

 

 

 

ولا يتردد بعض المفكرين في النظر إلى العولمة باعتبارها نوعًا من النهضة؛ يقول جورج تادونكي: أحد الجوانب الأكثر ظهورًا للعولمة هي سرعة انتشار النماذج الثقافية الخارجية التي عملت على نقل المظاهر الديمقراطية.

 

 

وعلى الرغم من الثورة المعاصرة في المواصلات والاتصالات، والتقدم المحسوس الذي أحرزته عملية تحرير التجارة العالمية على مدى العقود الثلاثة المنصرمة، فإن الاقتصاديات الوطنية لا تزال معزولة عن بعضها بعضًا بدرجة كبيرة.

 

وتتضمن هذه العزلة حقيقة مهمة أكَّدها الباحث الاقتصادي بول كروجمان وهي أنّ العولمة ليست هي السبب فيما تعانيه غالبية الحكومات في الغرب الصناعي المتقدم من متاعب ومشكلات، بالقدر الذي يتصوره الناس عمومًا، يقول داني رودريك: إنّّ الفرضية القائلة: إن الاقتصاديات المحلية أصبحت غارقة في سوق عالمية موحدة عديمة الملامح، فرضية غير صحيحة.

 

 

 

 

 

كما أن المخاوف المثارة من جرَّاء سياسيات العولمة بدت في الظهور العلني أكثر فأكثر، فبينما تزيد العولمة الطلب على الإنفاق الاجتماعي، فإنها (أي العولمة) تتسبب في الوقت نفسه في الحد من قدرة الحكومات على التجاوب الفعّال مع هذا الطلب، ويترتب على ذلك أنه كلما تتعمق العولمة، يتآكل الإنفاق الاجتماعي المطلوب للإبقاء على الأسواق المحلية مفتوحة أمام التجارة العالمية.

 

ومن ثمّ فإن السؤال المطروح هو: كيف يمكن تخفيض التوتر بين العولمة من جانب والضغوط المبذولة لتقليل المخاطر من جانب آخر؟ ذلك أنه إذا غفلنا عن إدراك الدور الحيوي الذي لعبه الإنفاق الاجتماعي في التوسع التجاري، وتركت شبكات الرعاية الاجتماعية لتذوي، فإن ذلك سيؤدي إلى تآكل الإنفاق المحلي المحبّذ للأسواق المفتوحة.

 

 

 

 

إنّ التوترات التي يمكن أن تحدثها العولمة باستمرار توترات حقيقية، بَيْدَ أنها توترات دقيقة، والمصطلحات المتداولة في النقاش الدائر حولها لا تساعد كثيرًا على فَهْمها، فعبارات مثل "منافسة الأجور المنخفضة"، و"تمهيد ساحة اللعب"، و"السباق نحو القاع" ليست إلا عبارات مضلّلة، غالبًا ما تسبب في أن يسيء الناس فَهْم القضايا الحقيقية.

إن الحاجة ماسة إلى لغة نقاش أكثر ذكاءً، وأقدر على التعبير عن الاختلافات، وعن المعاني التي لا تزال غير واضحة.

جاء في كتاب "عالم واحد - جاهز أم غير جاهز - المنطق السحري للرأسمالية العالمية"؛ لمؤلفه وليم جريدر: إنّ التوسع العالمي للأسواق يضعف التماسك والترابط الاجتماعي، ويفضي إلى أزمة اقتصادية وسياسية كبرى.

 

ومع ذلك يجب ألا نفزع من العولمة، كما يجب ألا نأخذها مسلمّه، فالعولمة تفتح آفاقًا وتتيح فرصًا لأصحاب المهارات والمؤهلات؛ لتمنكهم من الحركة والازدهار في الأسواق العالمية، كذلك يمكن أن تساعد العولمة الدول الفقيرة على الإفلات من قبضة الفقر.

 

بَيْدَ أن للعولمة من الجانب الآخر، ضغوطًا لخفض أجور العمال غير الفنيين في الدول الصناعية المتقدمة، وتفاقم الإحساس بتناقض الأمان الاقتصادي، وتعرض أشكالاً من النظم المجتمعية للخطر، وتضعف مظلات الضمان الاجتماعي.

 

إن أسبابًا وجيهة تدعو إلى القلق من مستوى الجدل الدائر حول العولمة، فالمحبذون للتوحد العالمي يقفون ضد خصوم العولمة باعتبارهم حمائيين؛ أي: من دعاة رفع الضرائب على الواردات لحماية الإنتاج المحلي، ولا يفهمون مبدأ الميزة التفاضلية، وقوانين التجارة ومؤسساتها.

 

 

 

 

 

بينما يعمد منتقدو العولمة من الجانب الآخر إلى اتهام الاقتصاديين وخبراء التجارة بضيق الأفق التكنوقراطي، ويرون أن الخبراء الاقتصاديين مفتونون بالنماذج الاقتصادية الغربية التي يبتدعونها، ولا يجيدون التعامل مع الحركة الواقعية للعالم.

 

وحصيلة الجدل لا يعدو أن يكون كثيرًا من المشادات العدائية، وقليلاً ما يمكن أن يتعلمه أحد من كلا الجانبين.

 

وسيستمر الجدل حول " العولمة" وستبحث أسئلة عديدة عن إجابات سديدة، مثل: هل العولمة كما يعتقد غالبية الباحثين الاقتصاديين وكثير من صانعي السياسات - مصدر للنمو والازدهار الاقتصادي؟ أو هي خطر على الاستقرار الاجتماعي والنظام البيئي؟ وهل حققت العولمة تقدُّمًا كبيرًا إلى الدرجة التي أصبحت فيها الدول الوطنية عاجزة بالفعل عن ترتيب شؤونها الاقتصادية واستخدام أدواتها السياسية؛ لدعم برامجها الاجتماعية؟ وهل نقل الأنشطة الصناعية إلى بلاد العمالة الرخيصة يتسبب في إضعاف القوة الشرائية العالمية، ومن ثم يوجد فائضًا سلعيًّا يمتد من السيارات إلى الطائرات؟

   

 

 

 

 

 

 

ختامًا أقول:

رغم ما قيل قديمًا، ويُقال حديثًا، وسيقال مستقبلاً، فإن العولمة ربما لن تكون إلا إحدى المصطلحات العالية الرنين التي ليس لها كل هذه النتائج!!

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة