• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / إدارة واقتصاد


علامة باركود

مصير الإنسان والبيئة؟!

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 20/2/2010 ميلادي - 6/3/1431 هجري

الزيارات: 13725

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصحراء مخادعة، فهي أحيانًا تبدو مجموعة من التلال الجرداء، وطورًا يا للمفاجأة! بساطًا من العشب الأخضر المزركش بأزهار فوَّاحة.

أما قطعان الغنم، فهي أهم ثروات الصحارى، فهي تقدِّم اللحم والصوف والحليب.

فخلال قرون كثيرة كان الرعاة وحدَهم سكان البادية وعُمَّالها، وهم الذين درسوا بعمق أحوال الرمال وراقبوا تحركاتها.

لذا يتلخص مبدأ البادية بحقيقة واضحة هي: أن الحيوان لا يأكل الأعشاب إلا بالتدريج، والراعي فقط هو الذي يقدِّر بمهارة البقعة التي تكفي دابَّته.

فضلاً عن القطعان، وبعض الشجيرات والنباتات يوجد في باطن الصحراء أحيانًا الكبريت الذي تبدو حجارته الصفراء الساطعة كأنها تقول للإنسان انظر مليًّا إلى باطني تجد كنوزًا غريبة نادرة من مختلف أنواع المعادن.

الواقع، فالناس يزدادون ومجالهم الاقتصادي يتسع يومًا بعد يوم، واستهلاك الوقود والمعادن والسماد يتطور باستمرار؛ إذ سبر الإنسان أعمق زوايا الأرض في الشمال، في الجنوب، في الشرق، في الغرب، وأقام المشروعات الصناعية، وبَنَى المدن العُمَّاليَّة.

وما النتيجة: تراجعت البادية، اقتلعت الأشجار والجذور، وانخفض مردود المراعي مرة ونصف، وهو مستمر بالتناقص.

إذًا: ما العلاج؟ إن كان ثمة علاج، من أين الماء الصافي؟ إن اختفى، أيمكن أن نتهم الزراعة؟ أليس الأجدى أن نضع بالحسبان أن الأراضي العطشى هي المسؤولة عن كثرة استهلاك الماء النقي؟!

لذا، ينبغي ألا يغيب عن بالنا أن قرابة نصف الأُسَر الفلاحية ما زالت تستخدم في عصرنا هذا - عصر المركبات الفضائية والأقمار الصناعية - المجرفة والمحراث الروماني، وبعض الأدوات البدائية.

إن ضآلة مردود العمل، وفقدان الأسمدة الكيميائية، واستحالة استخدام الإنجازات العلمية، يجعل الأرض في البلدان النامية تُستثمر بشكل غير معقول، فنرى استمرار المحصول الرديء والقحط الدائم، وفي كثير من الأحيان المجاعة التي تعاني منها شرائح واسعة من الناس.

ومن المسلَّم به وليس محلاًّ للنقاش أن الافتقار العالمي للمواد الغذائية اليوم ناجم عن أسباب اجتماعية اقتصادية، وليس كما يعزوها بعض الاختصاصيين للشروط الطبيعية غير المواتية، أو نقص الأرض.

إن إنتاج طن واحد من الحبوب يحتاج إلى مقادير كثيفة من الماء، هكذا في عصر يتطلب تكثيف الزراعة زيادة في استهلاك الماء.

ومن جهة أخرى، تستهلك الصناعة والمدن الماء بشكل مطرد، فليس مدهشًا إذًا أن تمتص الصناعة المتطورة والمدن روافد الأنهار؛ لإرواء عطشها، هذا فضلاً عن شح الأمطار في بعض السنين.

وهكذا، كان العالم مضطرًّا لإقامة السدود الجبارة والسطحية؛ لتغذية المصانع وإرواء الأرض والسكان.

خلال آلاف السنين كان الأمر سهلاً، إن احتاج المرء حَطَبًا للتدفئة، يكفي أن يقطع شجرة، ففي الغابات ما لا يحصى منها، وإن احتاج حقلاً، فليس له سوى تسوية قطعة من الأرض المجاورة البور، وإن لم يجد مساحة كافية أو كانت الأرض قليلة الخصوبة، فيحرق زاوية من الغابة.

لقد اعتاد الإنسان أن يرى أنَّ كوكبه يزخر بثروة خُرَافية، وأن فيه خَزَّانًا لا ينضب، زوَّد وسيزوِّد المجتمع بالكميات المطلوبة من المواد الأوليَّة من الطاقة والمواد الغذائية.

إن كمية الماء التي تصبُّ في البحار هي 35000 سم3، وحسب رأي "ريابنشكوف" فمنذ وقت لم يستعمل الإنسان إلاَّ سُبعها، فتأمَّل بأي سطلٍ نتزود لاستنفاد المياه.

وفي المقابل، فإذا رجعنا إلى الأرض المحروثة (حقول مراعي) ترى أن ثلثها على الأقل، قد فقد حوالي 50% من قشرتها الخصبة، ويرى الاختصاصيون أن الأرض المنقرضة في العالم تتراوح بين 600 - 700 مليون هكتار؛ أي: نصف الأراضي الزراعية.
وهكذا بدأت مأساة تدمير البيئة، وكلما ازدادت إمكانات الإنسان، تفاقمت هذه المأساة، ودون توقف من قرن إلى قرن، أو من ألفيَّة إلى ألفية.

وأيضًا، ثمة أمور أخرى تبدو لنا اليوم عادية، وكونها موجودة منذ زمن رغم أنها حديثة العهد؛ من مثل: الإرسال اللاسلكي، والسيارات، الطائرات، الهاتف، الآلات الكاتبة، الأفران الغازية، المواد الملونة، السماد الكيماوي، النباتات المصطفاة، المحطات الذرية.

يقول نسيم يازجي في كتاب "هل العالم أمام بداية النهاية": إن الوشائج عديدة بين الإنسان والبيئة، فهي لا تتحمل فقط أذى المزارعين والصيادين فحسب، بل أيضًا أعمال خبراء المعادن والمناجم والنفط، والحطابين والبنَّائين.

ويقول باري كومرنر: كل يوم نزداد قناعة أن كل ما نجنيه من الوسائل التقنية الحديثة يكلفنا غاليًا جدًّا؛ لأنه على حساب تدمير البيئة.

إن الانطلاقة العجولة للعلم والتقنية ستجعل قضية العلاقة بين الإنسان والبيئة قضية مُلحَّة وآنية.

ولقد ألَحَّ كبار علماء الاجتماع الأوائل، وقدّروا أن تكون هناك ميزة لمجتمع الغد الذي يقوم على التقارب بين الإنسان والبيئة، ورأوه إحدى سمات الغد الأساسية.

فاستثمار البيئة استثمارًا عاقلاً ومبرمجًا، عدا عن كونه يحفظها ويغنيها، يحدث الشروط الضرورية لنجاح وتطور الصناعة والزراعة، وينمي باستمرار مردود العمل الاجتماعي، وبالتالي يرفع على الدوام مستوى الحياة المادي والثقافي للأجيال الحاضرة والقادمة.

إنها اللحظة التأملية بمصير الإنسان والبيئة!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة