• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / إدارة واقتصاد


علامة باركود

الحكمة الاقتصادية عند النملة

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 25/1/2010 ميلادي - 9/2/1431 هجري

الزيارات: 15973

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يصبح عددنا ثمانية مليارات تقريبًا سنة 2000، فماذا سنأكل؟!
 

هذه الصيحة أطلقتها المنظمات العالمية المهتمة بأمور الزراعة والتغذية.
 

فانعقدت مؤتمرات عديدة، وأصدر خبراء الزراعة والغذاء تقارير ودراسات؛ سعيًا لتأجيل موعد الإنسانية مع شبح المجاعة.

أليس من المضحك الحديث عن الجوع، بينما توزع اللحوم المعلبة، ذات القيمة الغذائية العالية على القطط والكلاب المنزلية في البلدان الغنية؟!
 

يقول فرانكلين برل في كتابه (الجوع أقصر طريق إلى يوم القيامة): لدى الأمريكيين 100 مليون كلب وقط، تأكل القطط منها ثلث السمك المعلب جميعه، يصرف الأمريكيون عليها حوالي 5,4 بليون دولار سنويًّا، بينما لم تبلغ مساهمة أمريكا في إطعام الشعوب الجائعة في العالم سوى 25 بليون دولار في السنوات العشرين الماضية.

ومن الطريف أن ميزانية إطعام القطط والكلاب في أمريكا تعادل خمسة أضعاف ميزانية الأمم المتحدة في نيويورك، ففي عام واحد صُرف على القطط والكلاب الأمريكية 3,2 مليار دولار، بينما كانت ميزانية الأمم المتحدة فقط 683 مليون دولار لا غير.
 

وفي المقابل فإن الأرقام والإحصاءات التي جمعتها منظمات الأمم المتحدة، تشير إلى أن أكثر من 400 مليون من البشر يعانون من نقص في التغذية؛ أي: لا يأكلون حتى الشبع، بينما يشكو حوالي نصف سكان الأرض من جوع بطيء ناتج عن سوء التغذية.
 

بعد أن بيَّنَّا بالأرقام نقص التغذية، وبعض حالات الجوع بات من الضروري البحث عن أسباب ذلك، وأول ما يتبادر إلى الأذهان هو الأسباب الطبيعية كالجفاف، وضيق الرقعة المزروعة، وقلة إنتاج الأرض، وقلة الموارد.
 

وهذه الأسباب جميعها تسعى إلى إلقاء المسؤولية على العوامل الطبيعية، لكن ألا يتحمل الإنسان قسطًا من المسؤولية؟!
فلماذا لا يستعمل الإنسان المساحات التي يمكن زراعتها؟ ولماذا لا يستعمل بشكل أفضل الثروات الحيوانية المتوفرة فوق أرضه؟ ولماذا الجوع في عالم تسكنه الوفرة؟ ولماذا انتشر الجوع الصامت؟! وهل يمكن أن يعاني إنسان من الجوع، على الرغم من امتلاء معدته، ومن تناوله كمية السعرات المطلوبة يوميًّا؟!
 

والحقيقة التي نؤكدها أن أي إنسانٍ لا يختار أن يجوع بمحض إرادته.

يُروى أن حكيمًا كان يتجوَّل في البلاد، فشاهد عجوزًا يغرس نباتات نخل صغيرة، سأل الحكيم العجوز قائلاً: إني أعجب منك أيها العجوز؛ أنت تزرع النخيل الذي لا يُعطي ثمارًا إلا بعد سنوات طويلة، فهل تضمن أنك تعيش لكي تأكل من ثماره؟ فردَّ العجوز: عندما وجدت نفسي على هذه الأرض كانت هناك أشجار نخيل كبيرة آكل من ثمارها، وهكذا زرعوا فأكلنا، ونزرع فيأكلون.

إذًا الحل الصحيح لمشكلة الجوع والغذاء ليس بمعالجة الواقع الحالي مما يعاني منه من مشكلات، بل من خلال التخطيط لمواجهة احتمالات المستقبل.
 

إننا نعيش فوق سفينة فضائية تُدعى الأرض، تُبحِر عبر الزمن، عدد ركاب السفينة يتزايد بنسبة أكبر من نسبة تزايد الغذاء عليها.
 

وينقسم الرُّكاب إلى فئتين:
ركاب الدرجة الأولى، يحصلون على كميات من الغذاء تفيض عن حاجتهم، ويزيد عددهم بنسبة أقل من نسبة تزايد غذائهم.
ركاب الدرجة الثانية، يحصلون على غذاء يقلُّ عن حاجتهم، ويتزايدون بنسبة أكبر من زيادة غذائهم، وبعض هؤلاء يحصل على الفتات الذي يتساقط عن مائدة ركَّاب الدرجة الأولى مقابل خدمات يسيرة، من نوع أن يتخلى أحدهم عن كُرسيه؛ ليتمكن راكب مُتخمٌ من بسط قدميه فوق هذا الكرسي.

يعتقد معظم خبراء السفينة وعلمائها أن تزايد عدد ركَّاب الدرجة الثانية يشكل خطرًا على مستقبل الحياة، وقد توصلتِ الدراسات والإحصاءات إلى أنَّ تزايد عدد الرُّكاب الفقراء هو السبب الرئيسي لفقرهم، ونقص غذائهم، ومن ثَمَّ ينبغي على هؤلاء الرُّكاب أن يحدوا من تزايد عددهم؛ لكي لا يصل بهم الأمر إلى الجوع.

ولا ننسى أن فراغ المعدة قد يؤدي إلى فقدان التوازن العقلي، وربما الجنون الذي يدفع رُكَّاب الدرجات الدنيا إلى الاعتداء على ركَّاب الدرجة الأولى؛ للاستيلاء على ثرواتهم وأموالهم.

خاطبتْ بقرة نملة ذات يوم، وقالت لها: إني أعجب منك؛ أنت الصغيرة تلدين عددًا كبيرًا من النمل في كل سنة، ولا تشكين أبدًا من الجوع، أما أنا على الرغم من ضخامة جسمي وقوتي، فإني أَلِدُ بقرة واحدة في السنة، ولا أستطيع تأمين عيشي، فاضطر للعمل عند الإنسان؛ للحصول على طعامي، أجابت النملة بتواضع: عفوًا سيدتي البقرة، أنت تلدين معدة كبيرة فوق أربع قوائم كسولة، أما أنا، فمقابل كل فم ألدُه هناك ست قوائم نشيطة تبحث عن حبَّات القمح، وتحملها إلى الوكر.

إن أفضل طريقة للخروج من دوامة النقاش حول العلاقة بين أزمة الغذاء، وتزايد السكان هي الاختيار بين شقاء البقرة، وحكمة النملة.


فقد يكون التزايد السكاني عبئًا على اقتصاد البلد إذا لم تكن هناك القدرة على التنفيذ، والخطط الكافية والمناسبة؛ من أجْل تنمية موارد هذه البلاد واستغلال ثرواتها.
وقد يكون التزايد السكاني عاملاً أساسيًّا من عوامل تنمية البلاد وزيادة ثرواتها إذا تمت الاستفادة من الذراعَيْنِ والعقل المبدع.

يقول المثل الشعبي: الجوع هو أمهر الطباخين، ويمكننا أن نضيف إليه: وهو أيضًا أمهر المعلِّمين.
 

فالإنسان القديم لم ينتظر اكتشاف الكيمياء، والأبحاث العلمية الحديثة؛ ليعرف المواد الضرورية الغذائية لجسمه، بل إن إحساسه بالجوع دفعه إلى تناول مواد مختلفة من أجل ملء معدته، وبطريقة التجربة والخطأ توصَّل الإنسان إلى اكتشاف الأطعمة المناسبة لتغذيته.
 

وخلال آلاف السنين طوَّر الإنسان صناعة الطعام، ونوَّع مصادره؛ أطعمة من أصل نباتي، وأطعمة من أصل حيواني، وأصبحت الآن طُرق صنع الطعام، وعادات الأكل، وآداب المائدة جزءًا من تراث كل شعب من شعوب الأرض.
 

ولم يعد الطعام ضرورة حياتية فقط، بل أصبح مصدرًا للَّذَّة، وأيضًا مناسبة اجتماعية، ووسيلة لتوثيق روابط الصداقة بين الناس.
 

نحن نتنفس دون انقطاع خلال النهار والليل، وينبض قلبنا دون توقُّف، ونشرب بضع مرات في النهار، ونأكل عادة ثلاث وجبات من الطعام في اليوم.
 

أليس بالإمكان توفير المجهودات عن طريق الاستغناء عن التنفس والشراب والطعام؟ أو على الأقل أليس بإمكاننا أن نأكل أو نشرب ساعة يحلو لنا؛ مرة أو مرتين في الأسبوع؟!
بالطبع، الجواب: لا؛ لأن التغذية تشكِّل وظيفة أساسيَّة من وظائف الحياة.
 

ختامًا أقول:

إن الإنسان هو أكبر ثروة وطنية، وهو العامل الأساسي في زيادة ثروات بلاده، ولكن هذا يتطلَّب حصول الإنسان على الغذاء المناسب، والتربية الكفيلة بتخليصه من قيود الفقر والجوع، والجهل والتخلُّف والخوف، إن مستقبل وطننا يواجه تحديين؛ تأمين الغذاء الجسدي، والغذاء الفكري للأجيال القادمة.
 

وقد آن أوان ذلك!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة